العصب السابع التشكيك الوزاري..!!! شمائل النور عندما أعلن القيادي قطبي المهدي أواخر رمضان،ان الحكومة تعتزم إصدار قرارات مصيرية من شأنها أن تُغير شكل الحياة في السودان تغييرات إجتماعية وإقتصادية وسياسية،لم يأت قطبي وقتها بعصا موسى أو خاتم سليمان ليهديهما للشعب السوداني،وكذلك لم يكن تصنيف الخبر بالنسبة للجماهير خبراً من ذاك النوع الذي يدعو إلي السرور والغبطة،رغم ذلك سارع غندور بنفي صحة ما قاله قطبي بإعتبار أن تشكيل الحكومة لم يحن بعد وهذا قرار يخص الرئيس،ما يعني أن حديث قطبي يخصه،وكأن قطبي أخرج سراً لا ينبغي إخراجه. الملاحظ أن الحكومة تلعب لعبة سياسية محددة تجاه تشكيلها الوزاري القادم،الحكومة تريد أن تجعل من التشكيل الوزاري حلوى تُخرج من ورقتها ليراها الشعب ويعرف انها حلوى،ثم تُرجع الحلوى هذه إلي لفافتها،عبر عملية تمرير التصريحات ثم نفيها،ثم تسريب أسماء معينة قادمة في التشكيل الوزاري ثم نفيها..الحكومة تجتهد كثيراً في الترويج للتشكيل الوزاري بإعتباره عصا موسى لهذا الشعب،في حين أن الواقع،وفي تقديري الشعب غير مستفيد أول من التشكيل الوزاري القادم إن لم يكن غير مستفيد أصلاً...لكن الحكومة تُصر وتُلح على ان التشكيل الوزاري هو حلوى لهذا الشعب وتجتهد في الترويج لذلك،وهنا تكسب الحكومة بإعتبار أن الشعب سوف يكون منتظراً هذه الحلوى ويصبر على لهيب الأسعار وسوء الخدمات،وهذا يتم عبر الإعلام الذي لاحيلة له وقد بدأ التمهيد مبكراً عبر تمرير ملفات الفساد لأفراد بأسمائهم..ملفات الفساد التي كشفها الإعلام "في تقديري" كانت بفعل فاعل وماهي إلا الأداة القاطعة للتصفية القادمة داخل حزب المؤتمر الوطني،التي في ظاهرها الشعب يريد،وحتى تحتج الحكومة بهذه الملفات أمام الشعب ،صورياً،فكل من حامت حوله شبهة فساد فقد سقطت صورته عند الشعب،وليس من الجيد إستصحابه في التشكيل القادم بإختصار لأنه فاسد،وكل من علا صوته في إتجاه التغيير من الداخل أُخرجت له الملفات..وبالمقابل هناك أداة أخرى للتمهيد لقبول الشعب بالوجوه الجديدة التي يريدها حزب المؤتمر الوطني،ذلك يتم عبر "القنطرة" الإعلامية كما يحدث هذه الأيام والتصعيد والتلميع. التشكيل الوزاري يُمثل كابوساً مرعباً لكل قيادات الحكومة،فكل يسرح بأفكاره ويتشكك حول مصيره المجهول..إما مفارقاً هذا النعيم أو باق فيه ،والمعيار لا يحدده إلا الرئيس كما جاء في الأخبار، التشكيل الوزاري في واقع الأمر تنتظره قيادات المؤتمر الوطني أكثر مما ينتظره الشعب،لأن الشعب لم تكن مشكلته في يوم من الأيام في تغيير الوجوه الذي هو شعار الحكومة للتشكيل الوزاري..المشكلة الأم والمطلب الأول هو تغيير الفكرة لا تغيير الوجوه..كيف يحدث تغيير للشعب من هذا التشكيل إن كانت السياسة هي السياسة،والفكرة هي الفكرة،والمسلك هو ذات المسلك..لا أمل بالنسبة للشعب إلا بتعديل هذا المسار تعديلاً جذرياً يعيد صياغة سودان جديد. التيار نشر بتاريخ 10-09-2011