[email protected] الانشطار والانقسام السياسى والخروج من التنظيمات ، اضحت امور عادية لا تستدعى الدهشة والاستغراب ، فالانتقال من حزب الى اخر هو موضة سودانية ، مصممها وترزيها يسكن فى طريق المطار ويفصل بمقاسات تناسب كل الاحجام والاوزان وترضى ازواق كل المنشقين والمنشطرين طبعا مع اختلاف الخامات ،واصبح وضع السياسيين فى بلادى اشبه بلعيبة كرة القدم ولكل منهم خانتة فالاعب السياسى المراوغ له سعر يختلف عن سعر السياسى المهادن ، فالوزن القبلى والمكانة فى التنظيم ترفع من سعره فقد يقارب سعر لعيبة ريال مدريد فلا تستغرب ما كلة لعب ؟ ، فالرياضة لعبة ترفيهية والسياسة لعبة قذرة ، ولكن الملفت للنظر هو انتقال لعيبة اليسار الى خانة اليمين ، فمنهم من كان يحلف براس ماركس وقبر لينين ولكى يمحو اثار انتماؤة السابق ويحلل الاموال التى دفعت له نظير انتقالة وانتمائة الجديد يتغمس شخصية جديدة اكثر تطرفا ليثبت لاولياء نعمتة انه يساوى المبلغ الذى دفع فيه فاذا دققنا فى قائمة المنشطرين لوجدنا انها قائمة طويلة ، فمنهم من استطاع بفهلوته السياسية ان يخفى كل اثار انتماؤه السابق ، ويتنكر لصداقاتة ومعارفه ولم يتوقف الامر عند الساسة بل انتقل الداء الى حقل الاعلام والصحافة ، فكتاب قد عرفناهم ككتاب ملتزمون فى الحركة الاسلامية يدافعون عنها ياستماتة ، وفجأة انقلبوا عليها وصاروا ينقدون التجربة ، ويكيلون السباب لرموز الحركة ممن بذلوا جهدا مضنيا فى عمليات البناء والاستقطاب والتحول ومن هؤلاء المتنكرين من تعلم بمال الحركة لضيق ذات اليد فى اسرتة ، ولو لا الاموال التى دفعت له وساهمت فى تاهيلة لكان مصيرة فاقدا تربويا ، فالخلاف فى الرأى امر مشروع ولكنه لا يمكن ان يصل بحال من الاحوال الى الفجور فى الخصومة والتنكر لفضائل الناس ***** لا اجد تفسيرا منطقيا لهذه المسالك الشاذة والغريب فى الامر ان اكثر الناس تطرفا وعدوانية ينتمون الى فئات المؤلفة قلوبهم ولا ندرى هل هى نتاج لصراع داخلى بين شخصيتين وذهنيتين ( قديمة وحديثة ) ام هى حالة فقدان اتزان*** ام حالة مرضية تتطلب التطبيب وحجز سرير فى مصحات العلاج النفسى . فالقضية فى اعتقادى تم تناولها فى الصحف بطريقة عابرة ، ولم يتم التركيز عليها كظاهرة مرضية ضربت تكوينات المجتمع المدنى فى مقتل فتعاملت معها بمنطق ( دخل -خرج ) دون معرفة لاسباب الدخول ومسببات الخروج ، مما جعل منها ازمة ومهددا لكل التنظيمات ، فلا يختلف عاقلان فى ان الحزب افضل بكثير من العصبية القبلية والجهوية ، وان المحافظة علي الاحزاب هى مسئولية مجتمعية ، ولا ننفى ان هنالك مبررات منطقية للخروج ** خاصة فى ظل انعدام الديمقراطية والشفافية فى رسم السياسات ، وظلت شخصيات بعينها تعرف مصطلحا بالصقور يتحكمون فى مصير البلاد والعباد0 وحمائم تتخوف من الصقور يرتضون بدور المصفقين (والكمبارس ) ومن الملاحظ ان التشظى ياتى دائما حينما يلوح فى الافق موسم تعديل وزارى مرتقب او تشكيل لحكومة جديدة وفق متطلبات الظرف. نشر بتاريخ 19-09-2011