[email protected] ينتقد عامة الناس فى السودان حالة الضعف والهشاشة فى البناء الوطنى مقارنة ببعض الشعوب ، وتظهر حالات الضعف فى القضايا الوطنية فى اوساط النخب السياسية ، فكثيرا ما نلحظ التصريحات التى تحمل التردد او تلك التى لها العديد من التفسيرات فى قضايا لا تحتمل غير موقف محدد ، فاحتلال دولة جنوب السودان لهجليج الشمالية كان مقياسا دقيقا للانتماء لتراب هذا الوطن بغض النظر عن الرؤى السياسية المختلفة ، فالاختلاف فى شكل الحكم ومن يحكم امر طبيعى ولكن الخلاف فى ايلولة هجليج للشمال امر محسوم لا يقبل الشكوك والمناورات السياسية ،فكل ارجاء السودان وطن لنا وتهون الارواح والمهج. ومن خلال ما تناقلتة الوسائط الاعلامية من تصريحات ومن جهات وتنظيمات شاركت الى جانب القوى الغازية من جيش دولة الجنوب فى عدوانها ،لا شك فى ان تلك الجهات افرادا وجماعات قد ارتكبت جرما فادحا فى حق الوطن لا يغتفر ولا يسقط بالتقادم فالجنوب وان كان بالامس القريب جزءا عزيزا من الوطن الا ان اهله قد اختاروا الانفصال وتاسيس دولتهم التى كنا نتعشم فى ان تبنى علاقتهم من جوار دائم وتبادل منافع لا من خلال احقاد وتصفية حسابات . ان اختيار الانفصال قد تم بنسبة كبيرة ، وما كان منا الا ان نحترم خيارهم ورغبتهم فى الانفصال . فقد جاولت بعض الجهات ان تقنعنا بعدوانها لكراهية فى الحزب الحاكم ولكنه مبرر واهى ولا يرتكز على رجلين ، وعلى الرغم من الخسائر المادية والبشرية فى هجليج الا انها كانت ضرورية فى سبيل الوطن ، فالرسالة الواجبة التبليغ ان تراب السودان خط احمر ورد العدوان هو واجب نتسابق نحوه وفى حضرة الوطن نتناسى خلافاتنا حول الحاكمية والحكم ونتوحد جميعا من اجل الوطن ،كما اننااهل السودان لا نقبل ان يحكمنا من ياتى على ظهر دبابة اجنبية حتى وان كانت تلك الدبابة مملوكة لدولة جنوب السودان. فقد كانت هجليج درسا فى منهج الوطنية رغم محاولة البعض التقليل من شأنها ، وان ارتضينا قيام دولة فى جزء عزيز من الوطن لا يعنى ذلك ان مسلسل التفريط سيستمر ، لا ننكر ان لدينا العديد من القضايا غير المحسومة فيما بين مكونات المجتمع وبيننا وبين دولة الجنوب والتى لا سبيل لحلها الا عبر الجلوس على طاولات التفاوض والحوار الموضوعى . ان سياسات لى الزراع لن تزيدنا الا صلابة ، وكل من شارك فى العدوان عليه التوبة النصوحة ومراجعة منهجه الوطنى عسى ان يغفر له شعبه ما اقترفته يدة و ذلة لسانه.