أحداث ومؤشرات [email protected] استطاع مجلس الصمغ العربي؛ جمع أهل العلم والاهتمام، والتطلع في المنتدى العالمي للصمغ العربي الذي بدأت فعالياته أمس الأحد ويستمر الى يوم غد الثلاثاء بقاعة الصداقة بالخرطوم، حيث كانت الجلسة الافتتاحية في غاية التنظيم، وبهر الدكتور عبد العزيز عبد الرحيم مدير أبحاث الصمغ العربي بالمجلس الحضور بتقديمه الرائع والممتع للمادة العلمية القيمة عن الأبحاث التي أجريت حول الصمغ العربي والبالغة (2924) بحثاً، بصورة جذابة ومهضومة، بجانب أنه أفلح في تبيان الفوائد العظيمة من ثروتنا القومية (الصمغ العربي) حيث يعد العرض العلمي هو الأمتع من بين الكلمات التي قدمت في الجلسة الافتتاحية. وتعهد رئيس الجمهورية المشير عمر البشير في كلمته بتعظيم اهتمام الدولة بثروة الصمغ العربي التي تكاد تضاحي الثروة النفطية أو تتفوق عليها، والتوسع في إنتاجه، وتسويقه محليا وعالميا وتشجيع الاستثمار الصناعي فيه، وتشجيع المنتجين والمصنعين للمواد الغذائية والدوائية لاستخدام الصمغ العربي، انطلاقا من نتائج البحوث العلمية .. وهذا التزام وتعهد مطلوب قولاً وفعلاً يتلمسه إنسان حزام الصمغ العربي الذي تجاوز تعداده ال(15) مليون نسمة أي نصف سكان البلاد في معاشه، وحياته اليومية، ويفارق معها حالة الجوع والعطش، فراق الطريفي لجمله. تمكن مجلس الصمغ العربي من حشد أولئك العلماء والمستثمرين الأجانب، والسفراء، وذاك الحضور النوعي من أهل السودان المعنيين بهذه السلعة التي أُهملت حيناً من الدهر مع سبق الإصرار والترصد، وقُتلت شركتها الأم (شركة الصمغ العربي المحدودة) والتي يقبع في ذات فترة المنتدى بعض موظفيها في السجون، في إطار الإهمال المقصود في ذاته، ليعيدوا إنتاج الانتعاش في الاستهلاك والتسويق قبل إنعاشها في الإنتاج، وهي ذات السياسات التي هزمت وتهزم مشروعاتنا العملاقة من لدن مشروع الجزيرة، وشركات الزيوت، وشركات الغزل والنسيج وغيرها كثير. البشريات التي حملها المنتدى بحق كبيرة، ومحفزة لزيادة الإنتاج من الصمغ العربي، كما يزيد من استهلاكه المحلي نسبة لفوائده الغذائية والصحية الكثيرة، ولكن تشاؤم الناس أنه ما من سلعة تنتج بصورة تقليدية، ويمارسها عامة الناس، ويتدخل في شأنها (الأفندية) كما يسمونها إلا وقل أو انهد إنتاجها، وأن الأمل كل الأمل في كسر هذه القاعدة التي بات يتشاءم منها منتجو الصمغ العربي، لاعتبار أنهم سمعوا حديثاً علميا منمقاً من قبل، ثم لم يحسوا بتحسن بحجم ذلك الكلام بل إن غابات الهشاب والطلح في تقلص عاماً بعد عام.