بالمنطق البَبَّغَاوات الجَمِيْلَة .. !!!! صلاح عووضة [email protected] * استوقفني كثيراً حديثٌ أدلى به مُلَحِّنٌ وموسيقيٌّ لصحيفتنا هذه قبل أيام قال فيه إنّ (الشَّنَا) حالت بينه وبين أن يكون مطرباً مشهوراً .. * وقال إنّ النّاس هذه الأيام لا يُطيقون المطرب (الشِّيْن) أيّ القبيح ولو كان مبدعاً ، ويتقبَّلون المطرب الوسيم ولو كان (أيّ كلام) .. * وقال أيضاً إنّ كثيراً من مطربي زماننا هذا يُكْمِلُون ما لديهم من نقصٍ إبداعي ب(رُتوش) مظهريّة حتى ينالوا (الرِّضا) .. * أيّ لا يكفي أن يكون المطربُ مقبولَ الشّكلِ وحسب وإنّما لا بُدّ من (فلفلةٍ) للشّعر ، و(ترطيبٍ) للبشرة ، و(تحزيقٍ) للبنطال .. * والتّوضيح الأخير هذا من (عندنا) من واقع مشاهدات شخصيّة على قِلَّتها سيّما برنامج (أغاني وأغاني) التلفزيونيّ .. * استوقفني إذن هذا الحديث (المُؤْلِم) من تلقاء صاحبنا الذي يحسب نفسه (شيناً) ولفت انتباهي أيّ الحديث إلى مجالات أخرى غزتها موضة (الحلو مطلوب) هذه ولو كان (الحلو) هذا عاطلاً عن أيّة موهبة إبداعيّة.. * فرئيس تحرير أعرفه في مجالنا الصّحفي مثلا ً طلب ب(شدة) وجها ً نسائياً (جميلاً يُزيِّن به أخيرة صحيفته مجاراةً للموضة السَّائدة هذه الأيام في عالم الصّحافة ببلادنا .. * فقد ظَنَّ وبعض الظّن (عيبٌ) أن الأقلام الأُنوثيّة لصاحبات الوجوه (الحلوة) تُسْهِم في زيادة توزيع الصّحف .. * فالمُهم أن تكون الوجوه (حلوة) ، أمّا ما تخطُّه الأقلام هذه نفسها فلا يهم وإن كان في (قبح) خريطة السودان بعد الانفصال .. * ولعلَّ عدوى الاحتفاء ب(المظاهر) هذه انتقلت إلى صحافتنا من الفضائيات السّودانيّة .. * فما من فضائيّة من (دول) إلا وتعجُّ بمذيعات أشبه ب(عرائس المولد) لا يُحسن أن يقلن سوى (حَابَّه أقول) و(صباح الخير عليك) و(ألو مرحبا) و(الجوّ جميل) بتعطيش الجيم كما الشّوام و(الحضور الأنيق الوسيم الشّفيف) .. * وواحدة من مذيعات (الرُّتوش) هؤلاء طالبت قبل أيام على - ذمة زميلنا سراج مصطفى بمنحها تصديقاً لتظليل سيارتها هرباً من (المُعجبين) ولمّا تُكمل عاماً بعد من ترديد عبارة (صباح الخير عليك) .. * والعام هذا للعلم هو الذي كان (يادوبك) يُسمح بعده لمذيعات الزَّمن الجميل بأن يقلن عبر الكاميرا : (هنا تلفزيون السّودان) ، أو عبر المايكرفون : (هنا إذاعة أمدرمان) .. * والصّحافة قبل موضة (الحلا) كانت أكثر مقروئيةً .. * وتلفزيون السُّودان قبل الموضة نفسها كان أكثر مشاهدةً .. * والفن نفسه أيضاً قبل الموضة المذكورة كان أكثر (احتراماًَ) .. * ف(الحلا ) لوحدها دون موهبة وإبداع وخبرة هي أشبه بالفُقَّاعة التي (تطرشق) بعد حين مهما (علا صعودها) .. * أو هي أشبه بالزَّبد الذي يذهبُ جُفاءً .. * وكثير من مطربي بلادنا الذين يقتات (الحلوين) على غنائهم (الحلو) الآن لم يكونوا هم أنفسهم (حلوين) .. * ولعلّ في حديثنا هذا عزاء لصاحبنا الذي (حَرَد) الغناء بسبب (شناته) حسبما يقول .. * وإن أراد المزيد نهديه (فلسفة) صديقنا العميد شرطة (م) علاء الدّين محمود سيد أحمد .. * فلسفة جماليّة أطلقها أيام دراستنا بحلفا الجديدة ومازالت حاضرةً في ذهني إلى يومنا هذا .. * ففي رأي علاء الدّين هذا أنه ما من امرأةٍ قبيحة في هذا الوجود مهما ظنّت في نفسها غير ذلك .. * فهناك جوانب جملية (مستترة) حسب صديقنا الشُّرطي تحتاجُ إلى من يسبر غورها .. * وكذلك الأمر بالنّسبة للذُّكور إن أردنا تعميماً للفلسفة الجماليّة هذه .. * فالجمال ذو صلةٍ ب(الجوهر) وليس المظهر .. * ولكن من يقنع صحافتنا ؟!! .. *ومن يقنع فضائياتنا.؟!! * ومن يقنع (ببَّغاواتنا !!) ؟!! .. الجريدة نشر بتاريخ 21-09-2011