راكو محمد ابوفاطمة [email protected] منذ وفاته 1996 لم اتذكره كما انا الان!!منذ سماعى لعويل نساء (العشوائيات)ويبكين بمرارة تمزق الفؤاد يبكين الطفل ذو 15عاما ورفيقه الى الجنة يتمرقن فى تراب الرواكيب اللاتى دفع ثمنها شابين حياتهماوجرحى بلاعدد؟فمن هاتف صديقى فى القضارف؟؟ استمعت الى النياح والعويل ؟؟ قال لى انا الان فى الحلة وحا اسمعك الاصوات وهو النحيب اللذى يشق القلوب !!!قلت له اغلق الهاتف وابتعد ارجوك حينها هربت خارج المكتب واقول معقول الشبيحة وصلو؟؟ رغم ان المقام مقام فجيعة وعويل ولكننى كعادتى اتماسك فى اللحظة الاولى وبعدها تثور براكين احزانى ويضجع الدمع مهجعى عندما كنت فى اواخر المراهقة بحب الغناء الصاخب وكانت تتاح لى فرصة لقاء عمالقة لااستطيع رؤيتهم فى بلدى لولا ضيق بلاد المهجر والاغتراب ويوما جال بخاطرى سؤالى(لئيم)ولكنها المراهقة البريئة قلت لماذا هذا المصطفى يتغنى بهذا البرود و(الركلسة ) لماذا لايغنى اغانى فرايحية وهجيج كفلان وفلان فامتطيت سيارة الوالد المتواضعة وقصدت مكان جلوسه يا استاذ مصطفى لماذا انت هكذا؟ ليه ماتغنى لينا اغانى غير الرواكيب والفقراء والدموع والحزن؟؟ليه؟؟(وشوف اللئامة) مفروض تغنى كويس وربما كان برفقته العازف احمد على مااعتقد فتبسم من خلف نظارته المألوفة كابتسامته الحزينة وعرفت الفرق بين استاذ مصطفى واحساسه المرهف وقضيته والنظر من اعلى شرفة الملياردير الوالى كرم الله عباس الذى فى عهده الزاهر يساوى روح شباب الرواكيب الاعزل المحروم من ابسط مقومات الرفاهية (براكوبة)لولا ظروفى لوقفت امام قبرك ياستاذ مصطفى وبكيت وطلبت منك المعذرة لاننى لم افهم رسائلك ولكنها الدنيا فى 2011 تحققت نبؤاتك امام ناظرى وكأن بعينيك الجميلتين من خلف النظارة تقول لى (كيف عاوزنى اغنى ليك فرايحية)عايزينى اغنى ليك هجيج انا قتلنى هموم الرواكيب ومن قتلتهم هموم الرغيف والدواء وظلال الرواكيب ياليت يكون سماع اغانى الاستاذ مصطفى اجباريا لكل من ينال شرف الولاية والمسؤلية فى بلادى؟؟لانه يصعب على اذهانهم استيعاب مقولات العظماء (لو عثرة بغلة فى العراق لسئلت عنها ياعمر)وايضا من شق على امتى اشقق عليه)وايضا الامام العادل تحت ظل الرحمن يوم لاظل الا ظله فربما درجة تدينهم لاتسمح لهم بتقبل الانوار النبوية فى العدل بين الرعية وربما اغانى الاستاذ تسهل لانها بالدراجية السودانية فعذرا مصطفى سيد احمد الانسان !!!اتذكر الملكة فيكتوريا حينما قيل لها جاع الناس فليس هنالك خبز واينعت عقليتها الملكية المدللة وفكرت وقدرت و صارت مثلا( فقالت لما لايأكلون البسكويت)يعنى الى حين توفر الخبز؟فهل اخلاء الرواكيب يستحق تلكم الدماء؟ومنظر جماليا ت المدينة من دون فقراء يهمكم اكثر من سؤال القبر؟ام تملكون حصانات فى قبوركم؟لااعتقد ومتاكد بأنكم ستسألون عنهم فأنت الرجل رغم واحد فى تلك الولاية *** كعادة العرب نعرف قيمة الرجال بعد رحيلهم فرحمة الله عليك استاذ مصطفى نشر بتاريخ 24-09-2011