عبدالفتاح سليمان [email protected] ولي كبد مقروحة من يشتريها أباها علي الناس لايشترونها ومن يشتري ذا علة بصحيح؟ مثلما عاني في بدايات رحلته الفنيه من الظلم والضيم فقد جاء رحيله فاجعا ومؤلما كابد وعاني مع مرض الكبد اللعين الذي تحمله في صبر وشجاعة واناة فزيدان الذي عطر اماسي العشاق وحيواتهم باجمل الاغاني واشجي الالحان لم يقف معه في محنته الاخيرة سوي قلة بادلوه الوفاء والاخلاص مقابل الكثير مما اعطي لهذا الوطن من جميل النغم وحلو الكلام . كان الطريق شاقا امام زيدان ولكنه حفر الصخر باظافره حتي خطّ اسمه مع عمالقة الغناء من ابناء وطني في زمن وجيز. ترك مقاعد الدراسة من اجل الفن رغم توفوقه الاكاديمي عندما خير بين الدراسة والغناء وهكذا شأن اصحاب الرسالات الخالدة في كل منحي ومجال تحمل ظروف القهر مع خاله الذي كان يتتبعه في كل ناحية وحارة في امدرمان من أجل ان يسكت هذا الصوت الذي نطلق ليغني فشكل الهاما لكل المحبين والعشاق فداوي جراحاتهم وعذابات عشقم المبدد :- لوكان التمني بينفع كل حبيب ما كان السعادة بقت قسمة ونصيب ولاقلوبنا الحياري مع الايام تشيب ولاعاش قلبي تايه في حبك غريب لاتسأل مشاعرك ليها عيني بكن يوم ودعني حسنك ولازمني الشجن باكر ياحبيبي يعلمك الزمن ليه دنيا المحبه للاحباب وطن شكلت (مشاعر) الاغنية الاولي لزيدان من كلمات زميل دراسة له يدعي فاروق ولكنه ترقي بسرعة مع اللواء عوض احمد خليفة بأغنية (بالي مشغول) فكانت جواز المرور لزيدان من لجنة النصوص والالحان بالاذاعة التي منحت استاذية الغناء لزيدان في زمن كان شديد الاحتفاء بمعايير الاجادة والاتقان في كل شئ وهل يمكن التساهل مع مهنة تعني بترقية المشاعر والاحاسيس والوجدان؟ يحكي حبيبنا الراحل زيدان أنه جاء ليغني مع عمالقة الغناء لصالح اهالي بعض احياء ا مدرمان اللذين تشردوا بفعل الامطار والسيول ولم يكن معه من ناشئة الفنانين الا خليل اسماعيل فأصر الامبراطور وردي الا يغني في هذا الحفل الا فنان له جمهور فانسحب زيدان مكسور الخاطر وعاد بعد اربع سنين من الانكفاء علي الذات فنانا هو زيدان ابراهيم. كانت نيالا وكادوقلي محطات هامه في حياة محمد ابراهيم زيدان ابن مفتش حسابات المجلس البلدي ولكن العباسية هي المحطة التي اسكنت العندليب قلوب المحبين والعشاق مع رفاق دربه اللذين عضدوه وسندوه محمد جعفر عثمان --تيجاني حاج موسي --عمر الشاعر ---بابكر الطاهر شرف الدين--الفاتح كسلاوي عوض احمد خليفة والفلاتية والكثيرون من عمالقة هذا الجيل. هل تصدق عيونك أيه حاصل بدونك دي الدنيا بقت عدم والفرح من غير نغم والسعادة بقت وهم والحلوة من غير طعم ياسلام علي ريدي الخلاك بقيت سيدي لو الاماني بأيدي كنت اهديك عيوني واسقيك من وريدي ان كان الناس ينتقون الاغنيات من هنا وهناك فان أغاني زيدان تؤخذ بالجملة في ضمير ووجدان الشعب السوداني الذي يتتبعه في كل فسحة وميدان وفي كل قاعة ومسرح وان كان الناس يفجعون لرحيله في كل قرية ومدينه من ربوع بلادي فان امدرمان تبكيه من فتيح وللخور والمغالق وياخوفي علي ابناء العباسية اتراب الصبا ورفاق المجالس وان كا ن الناس يعزون بعضهم بعضا في زيدان فانا أكثرهم حزنا علي رحيله . الرحمة والمغفرة لزيدان ابراهيم والعزاء لرفاق دربه من الاحياء التيجاني حاج موسي وعمر الشاعر والفاتح كسلاوي والخير عوض الله ولكل الشعب السوداني الذي فقد واحد من اعمدة فنه وغنائه. الليل حزين دمعاتي صامته تبللو ممتد طويل ماليهو حد فاقد نهايتهو من أولو بالله كيف أقدر أطيق واتحملو ياالرحت طولت الغياب لو تعرف اللهفة والريد والعذاب لو تعرف الدنيا من بعد سراب ما كنت روحت وطولت العياب. نشر بتاريخ 24-09-2011