[email protected] صدقا ..كتبت مقالي و أنا أبكي فلا تقرأه و أنت تضحك أنا أم كل أطفال المايقومة و أفاك أشر من يرمي في شرفي رغم جهلي آباءهم .. أنا زوجتك و أمنعك نفسي حتى تثبت لي أنك شرارة الثورة و أميرها .. لا أريد ذهبا و حليا .. لا أريد شققا و ضياع .. لا أريد سيارات فارهات و متاع .. أريدك رجلا أتوسد صدره فيشبعني أمنا و أمانا .. أريدك فارسا يزود عني .. أريدك في بسالة ثوار ليبيا .. في شهامة فتيان سوريا .. في عزيمة رجال مصر .. في قوة شعب اليمن .. أنتم لا تعرفون من أنا؟ أنا من بُترت أطرافي يوم انفصل الجنوب .. تيبست أعصابي حين تربع الفراعنة على أرض حلايب .. كنت دمعة و ألم صفية و هي تروي قصة إغتصابها .. كنت أنا فتاة الفيديو وحيدة مغلوبة بين جلادين يطربون لصرخاتي وتوسلاتي تشق عنان السماء لكنها لا تدخل الآذان الأسمنتية لرجال السودان .. كنت نحيب كل الأمهات اللائي أعدم الإنقاذييون أبناءهم في رمضان .. كنت أخت المشردين ممن راحت ارواحهم هدرا ..كنت أنا الغرباوية التي نهش البشير في عرضها و مشى الترابي بكلامها يذيع .. أنا بذرة تدس نفسها في أرض الجزيرة لتعيدها سيرتها الأولى خضراء معطاءة .. أنا نخلة الشمال تبكي هجران الناس .. أنا تبلدية الغرب تحترق في مهل بين الحياة و الموت .. أنا كردفان تبكيني الجبال بحرقة حين صار دمعك جبارا عصيا .. أنا حلايب مبتورة عن جسم السودان أنزف و لا وجيع .. أنا السودان .. أنا أمدرمان أنا الطين اليباس رغم أن النيل يلف خاصرتي .. أنا أبنوسة الجنوب بِيعت رخيصة .. أنا السودان أمد يدي متسولة و كان وعدي أني سلة غذاء العالم .. التغيير أتٍ خائب و خائن من يظن إني حالمة غارقة في التمني و الأمنيات .. رعديد و مثبط من يراني أحرث البحر و أغرف بالمصفاة السراب .. ليت قلبي حكاية تروى .. ليت دمائي الفائرة في أوردتها و الشرايين تتحرر .. ليت صرختي في الآذان تمضي و أقسم عندها لترون لبوة تزود عن أشبالها حين إعتزل أسدها الإقتتال .. أنا بركان يثور أنا شلال يهدر.. أنا مهيرة الأولى تُبعث .. أنا ميرم تاجا الأبية تعود لكني أيها الرجل لست صوتك المخنوق .. لست و الله من أرضعتك حليبها و أنت وادع يشل الخوف لسانك .. لست من تغنيك أخوي الما بنقدر و أنت تشاهد نساء و أطفال دارفور و جنوب كردفان و النيل الأزرق مادة تلفزيونية بينما أنت متكئ ترشف شاي المساء و لا شعرة فيك تتحرك .. لست أبي و عرضي مهتوك و أنت تحترف صمتا يحسدك عليه الحجر .. لست شيئا و يدك لا تمتد لمسح دمعتي .. لست شيئا و ظلام يلفني و خوف يمضغني و جلاد يتهددني .. لست شيئا و أنت تحتشد لمشاهدة هلال مريخ و رضيعي يعدم الحليب .. سآوي إلى النوم مشحونة بالآلآم .. بالمخاوف .. يعضني الجوع .. و رغم الرغم .. يسكنني أمل أخضر .. أنك فارسي .. حتما ستأتي لأجلي .. في الصباحات الأولى .. تسابق أشعة الشمس تحمل الحرية جناحا يحملني .. يحلق بي عاليا من حضيض الواقع المر .. أرجوك لا تخذلني .. ما عدت قادرة على عيش يوم آخر و أنت تمثال رجل حتى ظله مشلول الحركة و لا يثور إلا عندما يتأخر الغداء. نشر بتاريخ 25-09-2011