[email protected] في بدايات عهد الإنقاذ عندما كانت في طور التمكين كان الخطاب الإعلامي تجاه أهلنا المناصير يلبس ثوب التقوى ويتدثر بالدين وآيات القرآن الكريم لجلب الزكاة وحث المقاتلين واستقطابهم إلى معسكرات التدريب وساحات القتال واذكر أن مسئول كبير زار البلد (كما يقول الدوش) خطب خطبة عصماء مليئة بالعاطفة الدينية الجياشة مشبها المناصير بصحابة رسول الله (ص) وان جبالهم أو جحورهم على قول إسحاق فضل الله الأخير مثل جبال مكة وأحد ؛ نتيجة لهذا الخطاب المفعم بالعاطفة الدينية تدافع شباب المناصير ورجالها إلى ساحات القتال ينصرون دين الله ويقاتلون من اجل إعلاء كلمة الحق في أحراش الجنوب وساحات المعارك منهم من قضي نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا لا دينهم ولا مبادئهم لكن الإنقاذ هي ورجالها التي تبدلت وتغيرت أو قل ظهرت على حقيقتها ؛ وكانت قضية سد مروي وتهجير المتأثرين وأطماع مراكز القوي المتدثرة بثياب المصلحة القومية العليا ودعم الاقتصاد هي ما أسقطت ورقة التوت عن الإنقاذ في نظر المناصير وسرعان ما تساقط الضحايا في أمري وكجبار برصاص الإنقاذ المسلمة والرسول الكريم عليه الصلاة والتسليم يقول ((إن هدم الكعبة أهون عند الله من قتل أمريء مسلم )) . وتحول أشباه الصحابة بعد رفضهم الظلم إلى فئران وتحولت جبالهم إلى اجحار فسبحان مغير الأحوال من حال إلى حال ؛ تري ما هو شعور جندي منصوري أشعث اغبر يرابط في الثغور على مشارف الدمازين أو يصطلي بحر البارود والجبال هناك في جبال النوبة وقد ترك أهله وعشيرته على رؤوس الجبال وأطراف الصحراء بدون مأوي أو مشروع يعيشون ويقتاتون منه أو خدمات تقدمها لهم الدولة التي يحرسها ؛ ما هو شعوره في تلك الثغور البعيدة يساهر الليالي ويثقل كاهله السلاح حينما يعلم إن الدولة كانت تكذب عليهم وانه هو وأهله الذين تركهم خلفه ليسوا أكثر من مجرد فئران عند حكومة إسحاق احمد فضل الله يعيشون في القرن السادس ؛ ما هو شعوره وهو يعلم هذه الحقيقة الواضحة التي حاول إسحاق فضل التنصل منها باعتذارات تحتاج نفسها لاعتذار وإلا كيف نفسر وصفه الواضح والصريح للمتضررين من سد مروي بأنهم كانوا مثل الفئران ويعيشون في القرن السادس ؟!! وكيف نفهم إن جملة تصويرية في الحديث يمكنها قلب الإساءة إلى غيرها ؟!! وكيف نفهم إن إسحاق - ونحن لا نعلم الغيب - يريد (البعض) وقد أطلق الوصف علي (الكل) ؟!! هذا بعض ما جاء في حديث واعتذار إسحاق فضل الله الذي يمضي إلى القول إن البعض يغفل عن استغلال المدعي الألماني لقضية المتضررين ويلتفت إلى كلمة (فئران) يقول إننا وصفناهم بها ؛ هنا يحدد البعض وهناك الكل ولا يريد أن يعتذر بكل شجاعة ويعترف صراحة انه إساءة للمتضررين لكن اختار الالتفاف حول كلمات أضاف إليها الكثير من المساحيق اللغوية لتشكيك القارئ في فهمه مثل (يقول إننا وصفناهم بها) و (إن كان ما يقوله الغاضبون صحيحا) أو (إن كان ما يقوله الغاضبون غفلة) كلمات لا تشير صراحة إلى اعترافه بالإساءة البالغة والسخرية التي وجهها إلى المتضررين غير هذا يريد أن ينكر تماما ما كتبه بقوله إن الحديث لم يكن فيه وصف للبعض بالفئران ثم يستدرك فان كان هناك وصف للبعض بالفئران فان من نريده بالوصف هذا هم الذين ذهبوا يتخذون الكافرين أولياء ونسى وتناسي ما كتبه بالحرف في عموده بتاريخ 18/9/2011م الذي إساءة فيه للمتضررين (مثلها السودان سوف يتجاهل دعوي المتضررين هؤلاء باعتبار إن السودان وداخل أرضه قام بإخراج مواطنيه من القرن السادس والعيش مثل الفئران وسط الأحجار إلى العيش والمدن والكهرباء ....الخ) انتهي . تخبط (الشيخ) إسحاق وتلعثمه يفضح دواخله ونظرة حكومته للمتضررين الذين تدعي مع إسحاق إنها نقلتهم من حياة الجاهلية والقرون الوسطي إلى حيث الحضارة المزعومة وقبلهم حاولت وحدة السدود تضليل الرأي العام العالمي والمحلي بتصوير مناطق المهجرين القديمة وعكسها بصورة توحي بأنها متخلفة هذا غير الإساءات التي كانت توجه للمتضررين بصورة صريحة أو ضمنية في وسائط إعلامية مختلفة عبر إعلانات مدفوعة القيمة ولعل الكثيرون تابعوا برنامج مجلة سد مروى التلفزيوني مثل ما يذكر الكثيرين رحلات البذخ والتبذير التي نظمتها وحدة السدود إلى موقع سد مروي (العظيم) التي يتم فيها تنظيم وعرض بروجكتر للزائرين يصور (دبلجة) الحياة القديمة للمتأثرين حياة بدائية متخلفة لتنتقل الكاميرا الموجهة إلى مدن السد الحديثة التي هي نفسها المدن السراب والمشاريع الخراب التي انكشفت سوءاتها وشرد أهلها من امرى والحامداب الذين تظاهروا بالأمس القريب احتجاجا على أوضاعهم المزرية وتحسرا على ماضيهم السعيد مطالبين بإرجاعهم إلي القرن السادس يا سيد إسحاق فضل الله . نشر بتاريخ 03-10-2011