نور ونار علي عثمان وسلطانه القديم م.مهدي أبراهيم أحمد [email protected] والأستاذ علي عثمان يعود الي موقعه القديم والرجل يبدأ منصبه الجديد بجولات مكوكية شملت الداخل والخارج وبرهنت للمتابعين أن النائب الأول قد عاد له سلطانه القديم تماما كما كان عقب المفاصلة فقد تجاوز الرجل آثار نيفاشا بعهودها ومرارتها الي حيث التعامل بواقعية مع الأحداث الجارية . وفي نيفاشا كانت قمة التنازلات من جانب الرجل هي تنازله طواعية وأختيارا عن منصبه ومنزله للوافد الجديد الذي وجد في الخطوة جدية من جانب وفد الحكومة المفاوض لأنجاح السلام ومسيرة التنازلات تتري بعد ذلك ويسأل الشعب علي عثمان بقلق عن ماهية التنازلات وحجمها والرجل يجيب أن التنازلات بين أبناء الوطن الواحد لاغبار عليها وهي من سماحة الأخوة . والآن أمام الرجل ملفان خطيران يمثلان عقبة نيفاشا الكؤؤد فقد قلنا من قبل أن العقبة الكؤود هي الأنفصال ولكن جاء لأنفصال وفقدنا جزءا عزيزا وكأن شئيا لم يكن وصحونا فجأة علي أحداث جنوب كردفان والنيل الأزرق واللذان فتحت فيهما جبهتان للقتال ولاتزال صدي أخبارهما تصيب النفوس بالهلع فقد تحولت الحرب الي هناك وتحول معها الأقتصاد وحلت المعاناة بالبلاد فالوضع الآن أشبه مايكون كما ماقبل نيفاشا وأسناد منصب النائب الأول لعلي عثمان ربما يفهم علي سياقه بأنه خطوة لنيفاشا أخري . وسقف المطالب لعقار وحلو يرتفع تدريجيا مع مرور الوقت ليكون تقرير المصير بعيدا عن المشورة الشعبية وتطبيقها وتعامل النائب لأول مع تلك الملفات ربما يكون رهينا بتنفيذ أتفاق نيفاشا وهو من صناعه والمشورة الشعبية لابد أن تأخذ مجراها بين أبناء الأقاليم المتنازع عليهما حتي يكون ذلك مصدر ثقة وأرضية جيدة يجب الأستناد عليها لبدء جولات تفاوض بين الجانبين ربما تعيد عقار الي موقعه بصلاحيات أوسع وبكامل جيشه وبزته العسكرية ويعاد النظر في وضع الحلو وقد تأتي به المفاوضات الي حيث مبتغاه وحيث مايتمني تماما . هذا ماتعلمناه من سياستنا السودانية أنه لاحرب الي الأبد ولابد من المفاوضات وأن طال الأمد ومبادرة رئيس الوزراء الأثيوبي ينظر فيها وأتفاق نافع الأطاري يرفض علي سلامة نقاطه وبعده المستقبلي وأسناد منصب النائب الأول لعلي عثمان يحوي من الدلالة علي أنه وسيلة أخيرة لدخول الأطرف في مفاوضات جادة فالرجل عرف عنه أنه مرن للغاية حتي لتكاد تحس به ضعفا وميالا للأخذ والحوار بصبر وتأني يحسبها خصومه نوعا من الضعف السياسي و(عقار) يستنجد به حين يجده ألين القوم جانبا والرجل يطالبه بالأعتذار الصريح . كل من خرج علي طاعة الحكومة دبجت له النعوت علي شاكلة الخيانة والعمالة وحتي مرحلة الأرتاد عن الدين ولكنه ميزان السياسة قد يشملهم ذات يوم بعدله فيحيل العدو الي صديق ويحيل الخائن والعميل الي وزير ومستشار وتهمة الأرتداد عن الدين تسقط عنه بالأغتسال في بحور السياسة المالحة ليعود بعدها رجلا يحسبه الناس من الصالحين المتقين . تأخرت السلام في الجنوب كثيرا ثم عاد وكان في حلوله فقد جزء عزيز والحرب تحل الآن ضيفة علي جنوب كردفان والنيل الأزرق والتأخير في حسمها حتما سيعيد البلاد الي المربع الأول (وكأنك ياأبازيد ماغزيت) ورجوع علي عثمان لسلطانه القديم ربما يبعث في النفوس أملا بالموافقة علي بداية التفاوض والأحتكام الي نيفاشا . نشر بتاريخ 06-10-2011