... المقال الذي خطه هاشم الإمام حول ندوة ياسر عرمان في واشنطن لا يصدر إلا عمن بلغ به الخطل والتخليط مبلغاً لا شافي بعده، أوأخذته العزة بالاثم فأوردته من باب الظلم وساء سبيلاً! بأي حق تصف ياسر عرمان بالكذب الصراح على مسمع من حضور الندوة ومشهد يا “إمام"؟ وبأي حق تسحب التهمة ذاتها على مدير الندوة- الذي قرّظته مستدركاً بآخرة- وسائر من حضر إذ استطابوا ما رابك وأطنبوا في الاستمتاع بما نغص هناءة موالاتك للحزب المجرم بالخرطوم؟ وبأي منطق تمارس رقابة ذاتية على مجرى الوقائع ليلتها فتبتسر منها ما شاءت لك الأمارة بالسوء حفظاً لما تبقى من ماء وجه أهرقته صليات عرمان وشواظ كلماته، وتورد منها ما يتوازى بالكاد مع معوجِّ ما بنيته هنا؟ وأية طوية تلك التي صورت لك أن من حضر يومها، وألقى السمع وهو شهيد، يمتار لعقله من علف التخاييل المِراض التي تستحسن؟ حسناً، فلنبدأ من حيث احتطبت بليلك الأغطش هذا أولاً: ياسر عرمان تحدث عمن ابتدر دوامة الدم والتشريد في جنوب كردفان والنيل الأزرق، ولم يبريء الحركة الشعبية ولم يدنها. الأحرى، أنه فصّل في مسؤولية الحكومة وجيشها، وأبان تبعات ما قارفت ودان بالعبارة الصريحة عمياء داناتها وبطش قاذفاتها وتشريدها المدنيين الآمنيين، ثم ارتكاسها في الإثم غوراً أعمق بحصرها الناس عن تلقي الإغاثات وهب جدلاً أن ياسراً وحركته مذنبون- وفق منطقك الأكتع الأعشى- أفلا أذنب مؤتمرك الوطني (البريء!) أضعافاً وهو يقتل دون حق النفس التي حرم الله، ويمنع الغوث أن يفرج كربة من شردهم من دساكرهم بليل بهيم؟ اتق الله يا هذا. أفلم يتدارس المبرأون ممن توالي خبر التي دخلت النار في هرة جوّعتها، ومنعتها حتى خشاش الأرض. فما بالك بمن كرم الله وحمله في البر والبحر، واستخلفه!! واتق الله في كلمة حق تحبسها في حلقك لمطمع أو مخافة متلف أن تلجمك يوم يبعثون بلجام من نار، وتسلك بك أختها في سقر، وتهوي بك سبعين خريفاً. وثانياً: بالتجاوز عما سقته في شأن ابتهاج المعارضين بحديث جبال النوبة شرقيّها والغربي، وهو صحيح عندي، أراك عاودتك العزة الأولى، ونالك التخليط السابق فكذبت حديث الرجل، وألحقته جملة بقبيل التلفيق وساء سبيلا. فإن كنت لا تعرف خبر التي باعت أطفالها في “كرش الفيل" درءاً للمسغبة، وكتمته، فما منعك أن تنقب عنها وتستخبر؟ ولا ينبيك مثل “غوغل" سريعاً وهو من الصادقين. وإن كنت تعرف، وتكتم، وتبدي خلاف ما تبطن، فيابئسها موالاة ويا قبحها من ضغينة.. خبر التي باعت نصف اطفالها لثري تبتغي بثمنهم اسكات سورة جوع النصف الآخر منهم منشور في صحافة الخرطوم من يوليو الذي انصرم. وطاف به طائف من ناقش أو دان أو بكى في سائر منتديات بني سودان ومجامعهم الاسفيرية. هنا: نص الخبر الأصل، نقله “حافظ الخير" صحافي أخبار الجريمة والحوادث. وبعد، من الكذاب الأشر، أنت أم ياسر؟ من الملفِّق الذي لا تردعه واشجة انسانية ولا حمية مؤمن، أنت أم ياسر؟ ثالثاً: لم أغفلت سؤالك الأول لياسر عرمان عمن فوضه التحدث باسم السودان والسودانيين في محافل الدنيا ويشهد بالنيابة عنهم أمام الكونغرس؟ ألأنه سحل مداخلتك وأبان عوراتها وفتق ثقوبها على رؤوس الأشهاد؟ ألأنه ألقمك جبلاً باشارته إلى منصبه وحركته؟ ثم أليس ياسراً سودانياً- لم تلحقه شبهة القسم لعلم أجنبي ودستور أجنبي عن بلاده الأصل- يحق له القيامة بأمر الناس إذ هو أدناهم، وتوجبه السعاية على حقوقهم ورعايتها إذ هو من عليتهم...؟ تخير أي الحجرين شئت فالتقمه. رابعاً: كيف شاء لك ممرور الخيال السقيم الاتيان بكذبة صلعاء تلقيها بين يدي مقالك وتنثل منها خيوطاً سوداً تغزلها على نول التكذّب والتزيّد ما شاء لك الاشتطاط، وتمعن في الهذيان بوناً بعيدا؟ فقد راجعت “شهادة" ياسر عرمان أمام لجنة الكونغرس كراتٍ متلاحقات- في نسختيها عربيها والأعجمي- قلم أراه يدعو الولاياتالمتحدة إلى “تدخل" أو “غزوة" يقدم ثمنها بين يدي مسألته. الرجل دعا إلى دعم المنظمات المدنية التي تسعى إلى تغيير النظام. فتأمل بين دعوته، وتلفيقك. فإن فهمت فارعوي واعتذر، وإن عمهت عليك فلا تثريب.. فأنت عندي بالأخيرة ألحق. وفوق هذه وتلك، ألا تنهاك صلاتك بالناس في أعيادهم وفي جوف بيتك سحراً أو عصرا عن فحشاء اغماض عين الحق عن مأساة بعض أهلك في جنوب كردفان والنيل الأزرق، وعن منكر الاغضاء عن ازهاق روح من أسلم لله وتشريد أهله وسحقه بمثاقيل غلاظ من نار المدافع التي ما حررت شبراً مما اغتصبته الجيرة المستنسرة، ولا ردت غارة الطائرات الاسرائيلية عن حياض البدريين من أهل الانقاذ التي أشغفك حبها وحب من أحبها؟ فإن أصعدك العرق اللئيم بالنعرة القبيحة، فألا تعصمك مثقال ذرة من إنسانية عن التمشدق بفاحش القول على دماء الناس- ولتحسبهم من غمار الناس في إفريقية طرّاً- إن استدبرت سودانيتك؟ يا هذا، لقد جئت شيئاً إدّا، وتدهدهت في خضراء دمنة. فالحق بقية من نفسك بالاستغفار والاعتذار، والاقلاع عن قبيح الاستكبار. وإن حدثك الذي به مرض بين الأضلاع بالحاقي بركب ياسر عرمان ومشايعيه، فاعلم أنني لست منهم. وما حملني على الرد عليك إلا الحق، وكلمته التي لا أكتمها حوشاً لرزق، ولا طلباً للسلامة. والسلام