[email protected] (شقي خالك الما حضر رقيصك) مثل يضرب حين يلجأ أحدهم إلى كبير شاكياً إليه سوء أفعال الصغار فيتضح له إن الكبير يقر هذا السلوك المشين بل يقف ورائه بتحريضه للصغار. وتعود قصة هذا المثل إلى أن صبيان طائشين درجوا، بمباركة رجل كبير، على اعتراض طريق المارة وإجبارهم على القيام بأفعال مسقطة للهيبة. وذات مرة وقع في أيديهم رجل فخيروه بين الرقص بالرقبة أو الضرب بالعصي فأختار الرجل الخيار الأول– مكرهاً لا باطلا- من باب مدارة المؤمن على نفسه حسنة، ثم أنه أتجه بعد ذلك إلى داخل القرية بحثاً عن كبير يشكو إليه طيش الصغار فقابله شيخ وقور فحكى له ما حدث من الصبية فعاجله الشيخ الوقور سائلاً:رقصت؟ فأجاب الغريب بنعم، فقال له الشيخ متحسراً: شقي خالك الما حضر رقيصك. في أواخر شهر رمضان المنصرم - تحديداً ليلة الثامن والعشرين منه – وكعادة الحاج أو المعتمر السوداني الذي تقل سعادته ويشعر بأن نسكه ناقص إن لم يؤم سوق باب شريف أو ما يطلق عليه البعض (الركن الخامس)- قصدت ذلك السوق الذي يقع في حي البلد بمدينة جدة موطن (الخال الروائي السعودي صاحب الرواية الرائعة "ترمي بشرر") فإذا بي أجد نفسي وجهاً لوجه أمام (الخال الرئاسي السوداني صاحب الصحيفة الرائجة التي "ترمي بشرر" لكنه كالقصر والمنشية معاً)، وتذكرت حينها بهجة الخال الرئاسي يوم الانفصال فقلت في نفسي ليته يدري أن للخال الروائي رائعة عنوانها (ليس هناك ما يبهج) وأخرى عنوانها (الموت يمر من هنا). نعم ليس هناك ما يبهج لأن ما يخرج من منبر السلام العادل ويمر من هنا وهناك ليس هو الموت فحسب بل أشد وأعظم وكيف لا فالفتنة أشد من القتل. قبل أن نفيق من صدمة كارثة الانفصال التي لم تُنزِل سلاماً على أهل السودان وتداعياتها التي لمن تنزل برداً عليهم فإذا بمنبر السلام العادل ممثلاً في الخال الرئاسي ينفخ في كير الفتنة من جديد محرضاً الرئيس على ضرب من أسماهم بالخونة والمارقين في جنوب كردفان والنيل الأزرق فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أنا ابن جعل وطلاع المنابر متى أضع الكاب تعرفوني، أنى أرى (صبره) في جنوب كردفان و(دبره) في النيل الأزرق وإني لصاحبها ثم قام إلى اتفاقية أديس فنقضها كما ينقض الغزل من بعد قوة أنكاثا ونادى في القوم قوموا إلى سلاحكم يرحمكم الله. فحال منبر السلام العادل ذكرني بحكاية الرجل الذي هاجمه كلب شرس ولم تفلح محاولاته المستميتة في صده بالتراب تارة وبالحجارة تارة أخرى وهو يرجع القهقرى، ولم ينجو الرجل من شراسة الكلب إلا بوقوعه على قفاه في حفرة كبيرة فرفع رأسه مخاطباً الكلب: أها أنبح رمادك. نعم ظننتُ – وبعض الظن إثم- أنه بعد رجوع الحركة الشعبية القهقرى نحو الجنوب وهي تحاول صد هجمات منبر السلام العادل إلى أن وقعت في حفرة الانفصال ورفعت رأسها قائلة له: أها أنبح رمادك، ظننت أنه سيتجه حقاً لينبح الرماد الإنقاذي الذي كال حماد السوداني سياسياً قبل أن تأتي تداعيات الانفصال لتسجم حاله اقتصادياً فيصبح (حماد في بلاد السجم والرماد). نعم ظننت إن الطيب المصطفى – ويا له من اسم جامع إن طابق المسمى - الذي يتشدق صباح مساء بأنه لا يخشى في الحق لومه لائم، بعد أن ابتهج بانفصال الجنوب بدعوى الغيرة على الدين ناسيا أو متناسياً قول رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم حين ناداه ملك الجبال وقال مرني بما شئت، إن شئت أطبق عليهم الأخشبين فقال صلى الله عليه وسلم بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده ولا يشرك به شيئا، ظننت أنه سيوجه سهامه نحو حكومة الفساد والإفساد والاستبداد ويشن عليها حرباً ضروس ليخرج أصلاب المتشبثين من كراسيها ويخرج أموال الشعب من جيوب مكتنزيها خصوصاً أن أهل الإنقاذ أدرى بمواطن فسادها وأن الطيب أعلم بفساد الاتصالات الذي لا يكفي معه قول (الآن حصص الحق) ولكن هيهات فكبير المكابراب لا ولن يهدي من خراب طالما المكابرة بعدم وجود الفساد والمفسدين تتنزل من الرأس إلى الساس فالدين لا يتجزأ وفقه السترة يشف عما تحته فمن ألتحف به فهو والمتغطي بالأيام سيان. فإذا لم ولن ينبح رماده فمن أين يستمد منبر السلام العادل صوته العالي إذن؟ جاء في الأخبار أن منبر السلام العادل فتح بلاغاً جنائياً أمام نيابة أمن الدولة بالخرطوم في مواجهة أمين عام قطاع الشمال بالحركة الشعبية ياسر عرمان بتهمة تقويض النظام الدستوري والتعامل مع دولة معادية بالإضافة للدعوة لمعارضة السلطة العامة بالعنف أو القوة الجنائية ونشر الأخبار الكاذبة بموجب المواد (50) و(52) و(63) و(66) و(69)، وقام المنبر ممثل في المهندس الطيب مصطفى بفتح البلاغ تحت الرقم (4597) في وجود محامي المنبر الأستاذ سعد الدين حمدان المحامي أمام وكيل نيابة أمن الدولة مولانا أسامة هارون، بسبب تحريض عرمان ضد السودان خلال كلمة القاها بالكونغرس الأمريكي بتاريخ (26/9/2011م) حرض فيها عرمان بتقويض النظام الدستوري بالبلاد ونشر أخبار ملفقة عن الحكومة السودانية دعا فيها الولاياتالمتحدةالأمريكية للتدخل عسكرياً بتغيير الحكومة في السودان مدعياً أن الحكومة اعتقلت بأوامر مباشرة من الرئيس عمر البشير الكثير من المدنيين، بدوره قال محامي المنبر إن الإجراءات سوف تتبع ضد عرمان بتقديم طلب للمدعي العام لملاحقته بواسطة البوليس الدولي (الإنتربول). فقبل أن يمضي الشيخ الطيب مصطفى رئيس منبر السلام العادل وخال رئيس الجمهورية في إجراءات هذا البلاغ القائم على الادعاء بالتحريض لتقويض النظام الدستوري فليبين لنا أولاً هل قام بفتح هذا البلاغ إيماناً واحتسابا أم نسباً وانتسابا وليقل لنا أين كان ينام مبدأ التقويض حين نفشت غنم الإنقاذ بليل في حرث النظام الدستوري الشرعي عام 1989م وهل ينكر الخال إن ابن أخته مسئول، بصفته رئيساً الجمهورية ورئيساً لحزب المؤتمر الوطني، عن الكثير من الممارسات غير الدستورية التي ارتكبت تحت وطأة هذا النظام ثم فليبين لنا أين هو وأين منبره وأين صحيفته التي ترمي بشرر من أحكام المادة 39 (3) من دستور السودان الانتقالي لسنة 2005م، والتي تنص على ما يلي: (تلتزم كافة وسائل الإعلام بأخلاق المهنة وبعدم إثارة الكراهية الدينية أو العرقية أو العنصرية أو الثقافية أو الدعوة للعنف أو الحرب). ثم أخيراً عليه أن ينور الرأي العام حول ما انتهى إليه البلاغ الجنائي السابق المتعلق بقضية اغتيال الطالبين بلل والأقرع والذي صيره إعلام الجبهة الإسلامية والمؤتمر الوطني وعلى رأسه صحيفة الخال الرئاسي قميص عثمان لردح من الزمان قبل أن يستقبل الرئيس البشير ياسر عرمان بالأحضان ويذهب هذا البلاغ السياسي إلى طي النسيان فكفى لعباً بالدقون على الدقون وكفى لعباً على المشاعر بالدين وكفى لعباً بالسياسة على القانون. أما الحديث عن الاستغلال السياسي للقانون الجنائي والانتربول لتصفية حسابات سياسية لا علاقة لها بالقانون فيكفينا في ذلك أمثولة العميد عبد العزيز خالد...وما أكثر المطلوبين دولياً ولكن شقي (الحال) البقع في القيد وما أكثر الأخوال المحرضين ولكن شقي (الخال) الما بحضر الرقيص. نشر بتاريخ 11-10-2011