.. [email protected] أذكر عند وفاة المغفور له الملك فهد بن عبد العزيز..عليه الرحمة.. كان من بين الرؤساء الذين جاءوا للعزاء..الجنرال معاوية ولد الطايع ..الرئيس الموريتاني السابق . والذي قرر بعد أداء الواجب أن يقضي ليلته في السعودية. فما كان من أخوان شما من ضباطه في نواقشوط ، الا أن استغلوا غيبته تلك ، فشنقلوا الريكة واستلموا السلطة بقيادة الجنرال أعلي ولد الفال. في اليوم التالي وكنا نشاهد تداعيات الخبر في منزل عزابة ظرفاء يستمتع الانسان حقيقة بتعليقاتهم الساخرة على ما يشاهدونه في الفضائيات من أخبار ومسلسلات تجعلك تموت من الضحك، فظهر الرئيس المخلوع ولد الطايع، يتحدث من السعودية وهو يشجب استيلاء ضباطه على الحكم في غيابه القصير، مؤكدا أنه سيضطر للمكوث في السعودية لبعض الوقت الى أن تنجلي الصورة ! فأنبرى له أحد العزابة وهو يضحك شامتا ..قائلا ! تستاهل يا ولد الطايع ماجرى لك.. ما الذي جعلك تبيت في الفراش . الا تدري في هذا الزمن حتى النساء تركن عادة المبيت في بيت البكاء؟ أها.. خم! تذكرت تلك الطرفة .. وتخيلت شعور جماعتنا .وهو ينتظرون زيارة الأمير الوليد بن طلال التي كان من المفروض أن تتم أمس السبت و يتم لهم بالتالي الناقصة في تغطية رواتب مجاهدينا البواسل من قادتنا الدستوريين المساكين ليوفروا لعيالهم ربع الكيلو مع ماهية آخر الشهر الذي يطرق على ابوابهم مثل صاحب اللبن ، اذ يبدو أن وفاة الأمير سلطان ..ولى العهد السعودي أمس ، رحمه الله وعم الأمير الوليد .بالطبع ستؤجل زيارته للسودان وربما مع ترحيل كثير من جدول برنامجه المزدحم ، بعد تشييع الأمير الراحل ، يوم الثلاثاء القادم من الممكن أن تلغي الرحلة ذاتها . فتجعل الصدمة الجماعة يبكون في حرقة العاشق الولهان ويرددون..يا يوم بكرة ما تسرع تخفف ليّا نار وجدي! أم أنهم لن يصبروا على رزقهم، فيرسلوا الرئيس للمشاركة في التشييع ، وبعده سيّذكر الأمير الوليد ( أشوفك بكرة في الموعد ) مما يدعو الرئيس البشير للمبيت في بيت العزاء . فهل من مشنقل للريكة اذا ما غاب .يا شارعا لهبك ثوريتك ؟ فلا زال عزابتنا مجتمعين في غربتهم الطويلة ، يتابعون الأحداث الساخنة . مثل جحيم حياة شعبنا الذي يتململ وهو يجلس على صفيحها اللاهب . فهل نسمع تعليق عزابة الغربة التائقين للعودة في ظل سودان بلا انقاذ ، قريبا . وهم يشاهدون رئيسنا يتحدث من بلاد بره للمرة الأخيرة!؟ ومع أن الريكة جاهزة للشنقلة.. ! لكّن . لكل أجل كتاب..و كل وقت وله أذان. والله أكبر على من لايرى غيره وهو يصطاد مثل الفأر .. فأبكي المنظر حتي حسني مبارك .! وفي تلك اللحظة ..حقيقة لم يسخر عزابتنا ولم يضحكوا ، بل بكوا لا تعاطفا مع ملك الملوك في لحظة ضعفه ، وانما من خشية الله الذي يعز من يشاء ويذل من يشاء .أنه العزيز الكبير .. المستعان .. وهو من وراء القصد