(كلام عابر) الثعابين عبد الله علقم [email protected] ورد على موقع )مكتوب) الاسفيري أن مزارعين هنديين قاما بإفراغ محتويات ثلاثة أكياس كانا يحملانها قاما بإفراغها داخل مبنى مصلحة الضرائب في مدينة باستي ، ولاية أوتار براديش ، شمال الهند. وكانت الأكياس تحمل في جوفها أكثر من أربعين ثعبانا من بينها أربعة ثعابين من نوع الكوبرا القاتل ، و حدث الهرج ودب الذعر في نفوس الموجودين في المكتب المزدحم وتدافعوا للخروج بعد أن أخذت الثعابين تتجول داخل الغرفة وتتسلق الترابيز والكراسي ، ولكن في النهاية استطاعت قوات الشرطة بالتعاون مع حرس الغابات السيطرةعلى الموقف والقاء القبض على الثعابين بدون لدغة لإنسان أو إصابة لثعبان ، وتمت إعادة الثعابين لأكياسها، ثم أخذت الشرطة بعد ذلك تبحث عن هؤلاء المزارعين للقبض عليهم وفتح بلاغات ممختلفة ضدهم وتقديمهم للمحكمة. أما لماذا أقدم المزارعان على فعلتهم تلك التي أصبحت خبرا استحوز على اهتمام المواقع الاسفيرية العالمية فهو أنهما ظلا لفترة طويلة من الزمن يلاحقان مكتب الضرائب من أجل الحصول على سجلات أراضيهم الزراعية الكائنة في قريتها التي تبعد عدة كيلومترات من المدينة ولكن بعض موظفي مكتب الضرائب كانوا يمعنون في المماطلة والتسويف طمعا في حصولهم على رشى رغم صدور الأوامر لمكتب الضرائب من السلطات القضائية في المدينة. وتتواصل المماطلة ويتواصل التسويف والمزارعان يتكبدان في كل مرة مشقة الرحلة من قريتهما إلى المدينة ومن المدينة إلى القرية حتى نفذ صبرهما ، فاختارا هذه الطريقة للتعبير عن يأسهما وضيقهما بكل طاقم مكتب الضرائب ، لا سيما وأن أحد المزارعين متخصص في ترويض الثعابين. تعتبر الهند موطنا لأكبر ديمقراطية في العالم قياسا بعدد ناخبيها وعدد سكانها الذين تجاوزوا المليار، وممارستها الديمقراطية راسخة وتتميز مؤسستها العسكرية بالاحترافية والانضباط وتفرغها لأداء واجباتها المهنية ، كما إن الهند أيضا تنعم بمؤسسة خدمة مدنية عالية الكفاءة والانضباط ، وكل ذلك دفع الهند لأن تتحول إلى قوة اقتصادية وسياسية عالمية، لكن الوجه الآخر من الصورة هو تفشي الممارسات الفاسدة في الخدمة المدنية ومن بينها ممارسة الرشوة التي تتم في الخفاء من وراء ظهر القانون. ماذا سيحدث لو قام بعضهم بنقل هذه التجربة الهندية للسودان؟ أتصور أن عددا وفيرا من أكياس أو أطنان الثعابين سيتم تفريغها كل يوم داخل وخارج دواوين الدولة وفي عدة أمكنة وفي الطرقات ولا بد من تخصيص كمية منها لأشخاص بعينهم، وتطول قائمة هذه الأمكنة وهؤلاء الأشخاص ويتضخم حجمها كل يوم بمثل تضخم حجم المعاناة وتضاعف أعداد المغبونين. نشر بتاريخ 04-12-2011