المصريين عندهم مثل طريف يقول ( الي أتلسع من الشوربة ينفخ في الزبادي ) والمعنى واضح لا لبس فيه وذلك لتشابه الاناء الذي يقدم فيه المشروبين او الطعامين ... وتجربة مشاركة حزب الامة في الحكومة العريضة بابن السيد الصادق المهدي سيادة العقيد عبد الرحمن .. ونكرانها بقرارات شعبية وقيادية تقول انه قرار فردي وهو حر فيما يشاء او يريد .... صراحة لم تكن مبلوعة او كما يقول اللبنانيون غير مهضومة .. لسبب بسيط المتابع لمسيرة آل المهدي وبالتحديد الصادق المهدي وابنائه يستبعد جدا فكرة الابن العاق .. ومن خلال البرامج الاجتماعية والتلفزيونية التي جمعت الاسرة يحس كل من يملك البصر وهو شهيد ان ابناء السيد الصادق المهدي وبناته يحيطون والدهم بهالات قدسية تشبه التي تحيط بكوكب زحل والتي لا يمكن مدارتها .. فهي تخلط بين عاطفة الابناء وعاطفة الانصار مضافا اليها مزيج الاعجاب .. حتى في حديثهم عن والدهم تتضح هذه الهالات وكذلك كتاباتهم .. بالتالي فكرة ان الابن عبد الرحمن ركب ( دماغه) وعمل حسب رغبته ضد التوجه العام للحزب وللوالد يصعب هضمها لما ذكر من اسباب مضافا اليها .. يصعب الاقتناع بأن المؤتمر الوطني تعامل مع عبد الرحمن كعقيد في الجيش فقط له خبرته العسكرية والسياسية التي تحتاجها الظروف الحالية للبلاد مجردا عن الارث التاريخي والسياسي الثقيل لآل المهدي والمنطق يقول ان الجيش به من اهو اكبر منه كثيرا في تلك الناحية .. كيف يمكن ان نتجاوز تاريخ السيد محمد احمد المهدي القائد التاريخي العظيم هو اول من زرع الوحدة في نفوس واراوح السودانيين بعد ان طرد بقيادته لهم المستعمر التركي المصري .. وهو اول من كون جيشا موحدا لكل الاعراق السودانية تحت راية واحدة وحقق به النصر بعد ان حرر به الخرطوم كما في التاريخ . وكيف يمكن ان نتجاهل الولاء الاعمى الشعبي الضخم لانصار المهدي المنتشرين في النيل الابيض وفي منطقة الجزيرة وفي غرب السودان ..بل هنالك لازال من يؤمن بأن آثار سيارة المهدي على الرمال يمكن ان تكون بركة في حد ذاتها. لكن الامر يصبح مقبولا للعقل عندما نضعه في ميزان المثل المصري وسياسة النفخ في الزبادي .. لتجربة سابقة ولم يفت عليها غير سنوات قليلة عندما انشق مبارك المهدي عن حزب الامة وشارك في الحكومة وتبوأ نفس المنصب ... لكن الفرق ان مبارك المهدي انشق ومعه جيش من اتباعه ( الاميين) استساغوا شوربة المؤتمر الوطني المبهرة بالسلطة والمال ورفضوا معه الخروج عندما ارتد للمعارضة مرة اخرى ليذوق لسعة الشوربة وحدة هو وحزب الامة .. وعاد مرة اخرى للحوش الكبير قبل الانتخابات الاخيرة .. اذا التجربة لها ما يبررها بصورتها الحالية فقط تحتاج لاحترام العقول ووضع النقاط على الحروف الصحيحة يا آل المهدي ...