جدل واقعي فوفوزيلا القصر والمنشية محمد محمود الصبحي [email protected] عمنا الاستاذ صالح احمد حامد من ( الكيزان ) الاوائل في ( حلتنا ) اذكر في بداية التسعينيات ونحن اطفال ذلك الشوق الذي يبدو في عيني ابنيه ( اسعد ) و ( اشرف ) لوالدهم وهو بعيداً في مناطق العمليات , حينها كنا لم ندر معنى ماسماه الاسلاميين الجهاد وكنا نتساءل ببراءة الاطفال هم ( الجنوبيين ) ديل ( كفار ) طيب لو كفار ( نحن لسة في زمن الفتوحات الاسلامية ) ونداعب ( اسعد ) ايضاً ببراءة ( ناس ابوكم ديل معاهم ) عمر بن الخطاب وخالد بن الوليد وبقية الصحابة , فيجيبنا بنظرات حائره ويظل صامتاً , الى ان يحين زمان الصخب وضجيج الهتافات التي اكتشفنا من بعد انها في قائمة فقه الضرورة الذي اتحفنا به الاسلاميون ومن هذا الصخب نعلم ان الاستاذ عاد من الجهاد ونفرح فرح قدر الدنيا لاصحابنا بعودة والدهم والذي هو في مقام والدنا فكنت ومازلت من اكثر الناس اعجاباً به لايمانه بمبادئ الحركة الاسلامية يجادل بحنكة ودراية لاتخلو من الاستمالة من ثم الاقناع وارثى ادباً للحوار في داخلنا , رغم انني لم اقتنع بافكاره وكنت دائماً ما اقول له ان السلطة تفسد المؤمنين ولتطبيق هذه الشعارات من شاكلة (هي لله ) وما لدنيا قد عملنا ونحن للدين الفداء هنالك طريق واحد هو عليكم ان تدخلوا المساجد وتدعو لسبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة . ويرد ان السياسة عندنا عبادة بها نصلح حال الناس والمجتمع من خلال تعاليم الاسلام المجيدة ويسترسل في الجدل ولم يصب شئ في نفسي حتى اليوم والان قد صدق حدسي وان الاسلاميين شوهوا صورة الاسلام والحكم وافسدوا في الارض وطغوا لدرجة يصفون فيها محاولات التغيير الربيعي مثل ( لحس الكوع ) وهي من الصعوبة بمكان وما دروا ان المرحلة التي اوصلوا لها الشعب تجعله قادراً على (لحس مؤخرته ) كل هذا حدث والاستاذ صالح يرى انه براء من ذلك لانه حسب قوله وهو وصحبه من الاخيار الاطهار استعصموا ( بالمنشية ) بعد المفاصلة الشهيرة ولم تغريهم السلطة فالمبادئ دونها الهلاك . لكن استاذي الجليل هل الشعب بهذا الغباء والجهل لكي يغفر لجماعة المنشية الذين ارسوا دعائم التمكين والقهر والظلم ضد الناس في بلدي والاستتابة التي يتحدث عنها اسلاميو المنشية اتت قهراً وليست طوعاً فهي مرفوضة من قبل الشعب , الذي يدخر كل المرارات ليوم الطامة الربيعية و (الحساب ولد) فلا فرق بين القصر والمنشية ومن لف لفهم من ( ابان دقوناً فيها الضلالة معشعشي فُقراً تغش في الله تخش بيتوا تسرقو عشي ) فالضجيج الذي يصدر من ضاحية المنشية والذي ينادي باسقاط النظام وهو عبارة عن ( فوفوزيلا ) اشواق السلطة والتمتع بها كما في سالف الزمان فالشهوة لن تخمد نيرانها الا بعد الاشباع والتمرغ في طراوة اداة الاشباع ونعيمها الى حد ( الوهدة ) وخمول (الطُخمة ) الا ان هذه المسافة يفصل بينها وبين اشواق ( المكسرين في الشيخ ) حجم الوعي الكبير الذي يتمتع به الناس في بلدي التي سبق ان اغتصبها الشيخ وتلامذته ليلاً وجعلوا الجحيم هو كل ماتبقى من زاد الحياة للشعب السوداني الفضل . رغم كل هذا سيظل هنالك شئ من الغفران باقياً فقط للانقياء امثال عمنا الاستاذ صالح الذي يؤمن بالاصلاح والتغيير الممنهج ولم يصب من الاسلاميين شئ سوى المعتقد الذي يراه جميلاً الى ان وصل سن المعاش وهو الآن يعيش شيخوخة هادئه مليئة بالامل .