قال وزير الخارجية على كرتى ان الوقت غير مناسب لطرح قضية حلايب والتباحث بشأنها نسبة لحالة (المخاض) التى تمر بها الدولة المصرية فى الوضع الراهن ' واضاف خلال حديثه لمؤتمر اذاعى صباح الجمعة الماضية ( لن يكون اخلاقيا التطرق لقضية حلايب فى الوضع الحالى ومصر تعانى من المخاض ' وحينما يحين الوقت المناسب سنتعامل مع هذه القضية بما يخدم مصلحة البلدين مع الاحتفاظ بكامل حقوقنا المعروفة ) !!! منتهى الرقة فى التعامل مع قضية حلايب مع (الشقيقة ) مصر التى ينفطر قلب وزير خارجيتنا عليها لانها تعيش (حالة مخاض ) كما قال ' لعل ذلك اغرب تصريح يتفوه به وزير خارجية تجاه مسألة تخص سيادة بلده على جزء عزيز من السودان الذى طمع الجيران فى ارضه وموارده المائية بسبب الضعف الذى يعترى الحكومة فصارت تشترى رضاء تلك الدول طلبا للمساندة وتوفير الحماية لرموز النظام الذين تشتد عزلتهم الاقليمية والدولية كل صباح جديد . يصدر ذلك القول من وزير الخارجية فى الوقت الذى تبرز فيه (عضلات ) النظام تجاه دولة جنوب السودان ,التى تعيش (المخاض ) الحقيقى ويربطنا معها الدم واللحم واسم السودان العزيز والتاريخ والروبط الاسرية , لكن النظام لاينأى ان يردد عبر اعلامه ان ابيى شمالية استباقا لكل الترتيبات المتفق عليها ' ويهدد بسحب الجنسية من الجنوبيين الذين مازالوا يقيمون فى دولة السودان لترتيب اوضاعهم الاقتصادية والاسرية ' وتوجد مخاطر حقيقية ان يتعرضوا لمعاملة غير انسانية بانتهاء مدة توفيق اوضاعهم فى ابريل القادم ' ومما يزيد من تلك المخاوف حديث رئيس الجمهورية فى القضارف اول امس حيث قال فى معرض هجومه على الجنوب ( سنفقع مرارة الجنوب ) !! اذن المواقف من قبل من يقودون السودان الان لا تنطلق من النظر لمصالح السودان ' انما من منطلق الحب والكراهية ' وحساب الفوائد التى تعود على النظام وافراده حتى لو كان ذلك بمقابل التفريط فى جزء من ارض السودان لمصر والتى تتطلع للمزيد من اراضى زراعية وموارد مائية لم تمنعها (حالة المخاض ) من السعى لتأمينها.