صدي أباليس البشر؟؟ أمال عباس ٭ الملل والنحل.. كتاب ألفه العالم الفارسي أبو الفتح محمد بن عبد الكريم الشهر ستاني قبل اكثر من «008» سنة قال فيه ان الجريمة الاولى في الخليقة ارتكبها ابليس وقال انها تفسر لنا كل الجرائم التي ارتكبت من بعدها منذ ان كانت الدنيا والى يومنا هذا.. الجرائم التي اتخذت من الدين او من التفسير الديني مبرراً لها. ٭ وقال الشهر ستاني في شرح هذه المسألة ان مصدر جريمة ابليس هو استبداده بالرأي واختياره الهوى من معارضة الامر الالهي الصادر له بالسجود لآدم وغروره واستكباره لانه توهم ان مادة النار التي خلقه الله منها افضل من مادة الطين التي خلق منها آدم. ٭ وقد ذكرت الكتب المقدسة ان جريمة ابليس جاءت في التوراة على شكل مناظرة بين ابليس والملائكة وقد علل ابليس رفضه للامر الالهي بطريقة لا تختلف كثيرا عما يردده الذين يرتكبون الجرائم البشعة باسم الدين. ٭ فقد قال ابليس انه يؤمن بربه هو اله الخلق وهو عالم قادر ولا يسأل عن قدرته ومشيئته وهو مهما اراد شيئاً قال له كن فيكون وهو حكيم.. اي ان ابليس صمم على تأكيد ايمانه.. ثم برر بعد ذلك عصيانه لامر ربه السجود لآدم بانه لا يسجد لغير الله.. اي انه شديد التعصب لله ولا يعترف باحد غيره يسجد له. ٭ هنا يكمن مغزى الموقف الذي اتخذه ابليس والعبرة الكامنة فيه. ً٭ ابليس يكفر ويعصي ربه رافعاً شعار الدين بل مدعياً انه اخلص المتدينين واتقاهم بدليل انه لا يسجد لغير الله. ٭ وفي كتاب «الملل والنحل» يقول الشهر ستاني: ان البدع والضلالات التي جاءت بها فرق الزيغ والكفر باسم الاسلام انما فعلت نفس الذي فعله ابليس وان اختلفت العبارات وتباينت الطرق فكل هذه الفرق تعترف بالحق وتتمسك به وتتخذ من هذا التمسك وسيلة للتنكر للبشر ورفض الاعتراف بالانسان انهم يقولون أبشر يهددوننا؟ لا فرق بين هذا القول وقول ابليس عاصيا امر ربه أأسجد لمن خلقت طيناً. ٭ هذا هو الموقف المتكرر الذي تنحصر فيه كل الجماعات والفرق التي تبيح ارتكاب الجرائم بتكفير البشر في حين تزعم لنفسها حصانة خاصة واهمية خاصة مدعية انها وحدها صاحبة الايمان الصحيح بالله عز وجل. ٭ وعندما اعلن نفر من هؤلاء المدعين انهم وحدهم اصحاب الدين وان عليا بن ابي طالب قد كفر والصقوا نفس التهمة بمعاوية لانهما قبلا تحكيم البشر في الخلاف الذي نشب بينهما وادى الى اقتتالهما وقالوا «لا حكم الا لله».. انهم كانوا يكررون نفس كلام ابليس عندما قال لربه لا اسجد الا لك أأسجد لبشر خلقته من صلصال. ٭ الذين قالوا لا حكم الا لله هم الخوارج سرعان ما دبروا جرائم القتل التي راح ضحيتها علي بن ابي طالب كرم الله وجهه وعاثوا في البلاد تخريبا وفسادا يرهبون الناس بتهمة الكفر ويسفكون دماءهم ويبيحون حرماتهم. ٭ ارتكاب الجرائم باسم الدين ليس بالامر الجديد او الغريب في تاريخ الانسانية فعلى الدوام هناك أباليس البشر الذين يخلطون بين الخير والشر والدين والجريمة والتقوى والاغتيال علينا فقط ان ننتبه لهذا الامر. هذا مع تحياتي وشكري الصحافة