ما أكتبه اليوم هي كلمات موجهة إلى الأستاذ الطيب حسن بدوي رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة بولاية الخرطوم من إداري قضى أكثر من أربعون عاماً في خدمة الرياضة بداية كرئيس لنادي العباسية لسنوات: ورئيس لمنطقة أم درمان الكبرى للناشئين: ورئيس للاتحاد المحلي لألعاب القوى، ورئيس للمناشط بالاتحاد المحلي للناشئن، فرسالتي إليكم يا أستاذنا الجليل سوف نأخذها كموضوع تفكير وتدبر فيما أصاب كل مناشطنا الرياضية بعاصمتنا القومية بانهيار كامل. كذلك أن ندلى بدلونا فيما أصابنا من انتكاس وبوار في حسنا السجالى ومن خوف مريع من البعض في ممارسة لحق راسخ ومشروع حقنا جميعاً أن نقول كلمة الحق في النقد البناء والتعبير الصادق وحرية النقد وإعلان المغايرة والاختلاف. ولكي أكون أكثر وضوحاً أستاذنا الطيب حسن بدوي لقد وضح جلياً لكل الرياضيين بعاصمتنا القومية بأن مدير الرياضة بالمجلس الأعلى محمد عثمان الخليفة ليس لديه القدرة لكي يساير الثورة الرياضية التي حدثت في وطننا العربي ويكفي دليلاً على ذلك الدورة العربية التي حدثت في دولة قطر الشقيقة قبل أشهر قليلة فكان ترتيبنا (طيش الدورة).. فقد انهارت كل مناشطنا الرياضية وتوقف تقدمنا الرياضي إلى الأمام منذ أن تولي منصبه كمدير للرياضة، وهي الفترة التي تركتنا فيها الرياضة العربية مجندلين على قارعة الطريق ولا جدال في أنها فترة طويلة ولم يحدث في تاريخ كل مناشطنا الرياضية العاصمية أن تظل راكدة طيلة هذه السنوات الطويلة دون أن تقف على قدميها الا تحت ظل قيادة مدير الرياضة الحالي بمجلسكم الموقر. أن مدير الرياضة الولائي حسب معرفتنا بأسلوبه الإداري منذ أن كان معنا كنائب لسكرتير منطقة أم درمان للناشئين، وحتى يومنا هذا نعلم جيداً بأنه غير مواكب للحداثة الرياضية التي انتهجتها الدول العربية لتطوير مناشطها الرياضية، لأنها تخضعها للعلم والتحليل الرياضي المنطقي مع الدراسة الميدانية الدقيقة، فأصبح السؤال الأكبر الذي ظلت تطرحه جماهيرنا الرياضية، إذا كان العلم والفكر الرياضي الذي ساهم في تطور البلدان العربية وكان يمثل نقطة الانطلاق لتطور رياضتهم وعالج مشكلاتهم المتعددة فهل نحن عاجزون عن الوصول لهذا الفكر الرياضي العلمي؟.. نتمني أن يلتقط هذا السؤال وزيرنا الجليل ومدير رياضته معاً، ففي اعتقادي أن مدير الرياضة بأسلوبه الذي استحدثه لإدارة الرياضة العاصمية يدل دلالة واضحة بأنه يفتقر إلى الوضوح والتحديد والخبرة والممارسة في وضع صيغ اليقظة في استنباط أساليب جديدة تؤدي لنهضتنا الرياضية، لأنه يعني بالأشكال دون المعني، وعلى الرغم من قلة خبرته الإدارية في مجال الرياضة فهو يريد أن يستنسخ قيمنا الرياضية، وفي الحقيقة أنها قيم جاءت توهم بفكرتيها فيما هي تخص وجهاً احتوائياً وتوسعياً في احتلال مناصب عدة استناداً على القوة التي اتيحت له من خلال منصبه، ويكفيني دليلاً على ذلك بأنه مدير للرياضة وفي نفس الوقت رئيس للاتحاد العام للجمباز وهو بذلك يريد أن يختصر رياضتنا العاصمية كلها في شخصه وهو بذلك المسلك افتقد الحيادية لانحيازه لمنشط بعينه وبذلك سوف تقد كل مناشطنا الثقة في مسلكه هذا وتفقد روح التحدي والقيمة لروح الرياضة السمحة التي يجهل بانحيازه هذا دوافعها وبعض ظواهرها لانه يجهل مفاتيح الرياضة السهل الممتنع المحصن بالكبرياء الرافض للمناصب المتعددة، لقد ظل مدير الرياضة الولائي الحالي منذ احتلاله لمنصبه لسنوات عديدة يسبح ضد طموحات كل الرايضيين وضد تياراتهم التي تتدفق منها أمواج الصدق الدافئة والأمل والضمير، ففقد خلال تلك الفترة الطويلة بوصلته التي توصله وتوصل رياضتنا إلى الاتجاه السليم الذي يوصله إلى مرافي الصدق والواقعية في تعامله مع كل رموز مناشطنا الرياضية الذين كانوا يضحون بالغالي والنفيس من أجل رفعة الرياضة ببلادنا الحبيبة، ففي عهده أصبح رموز الرياضة في عاصمتنا القومية مشردين بلا خطئية كل ما ارتكبوه أنهم يعارضون أفكاره التي تتعارض مع الفكر الرياضي السليم، ويعارضون العبث الإداري الرياضي واللامبالاة والاستخفاف بموروثات الرياضة ورموزها، فهو قد ظل يبني مجده بإقصاء كل رموز الناشئين ويكفيني دليلاً بأن لم يبقى في اتحاد الناشئين ومناطقه في كل ولاية الخرطوم رمزاً واحداً حتى أصبحت كل قوى الناشئين أشبه بمدارس فيها تلاميذ دون أن يكون فيها أستاذة، ولم تنجي كل مناشطنا من سياسة الاقصاء التي يتبعها عبر تعييناته المتكررة استناداً على أساليب وتصدقات المسؤول الحر، حتى أصبحت كل مناشطنا الرياضية مكاناً واحتضاراً لكل ما هو جميل يريد أن يقوم أصحاب التجربة الثرة لخدمة شباب بلادهم. أقول أخيراً يا أخي الوزير الطيب حسن بدوى أن مدير الرياضة لمجلسكم استناداً على تعييناته المتكررة لاتحاداتنا الرياضية قد خلق بذلك مجتمع رياضي استبدادي بعيد كل البعد عن الشورى والديمقراطية التي ينشدها كل الرايضيين، وأظنك لا يمكنك السكون على تلك المهازل بإبعاد كل رموز الرياضة وتعيين بعض الدخلاء قليلي التجربة في قيادة مناشطنا والذي أدى لتدهورنا الكامل ولا يبرر سكوتكم والتفرج السلبي في واد الديمقراطية في اتحاداتنا الرياضية فيجب عليك أن تعزف لمدير رياضتكم على أوتار الرحيل، أن ولاية الخرطوم تعتبر القلب النابض لرياضتنا، من أجل ذلك نريد منكم اختيار مدير جديد لمجلسكم الموقر من الشباب أصحاب الثقافة الرياضية العالية من أصحاب التضحية والتصدى والفكر الرياضي السليم، ومن الذين يحتاجون إلى معلومات ضرورية يزيل الأسباب التي أدت برياضتنا إلى هذا الانهيار، وأن يربط بين عناصر فشلنا الرياضي بهدف الوصول إلى رؤية علمية متكاملة ومسح التصورات المتخلفة القديمة التي ثبت أنها تتناقض مع ظروف المجتمع الرياضي الذي ننشده حتى نتبني المفاهيم الرياضة ذات القيمة النابعة من ظروف المجتمع السوداني الجديد الذي ينادي بالتغيير الرياضي، وهذا الأمر يقتضى الجدية والقدرة على ممارسة الأفكار الشبابية المتوثبة التي تستفيد من تجربة الآخرين لمعالجة كل قضايانا الرياضية وحتى نعطي درساً للإداريين التقليديين المتخلفين وهم قلة، لتربهم أن التقدم الرياضي في بلادنا يمكن أن يحدث ويتحقق مهما كان درجة تخلفنا الرياضي، لأننا شعب عظيم تتوافر فيه كل المقومات الكفيلة بتغيير الواقع الرياضي الذي نعيش فيه لأن شعبنا يدرك تماماً بأن احترام الآمال فضيلة نعتز بها لأنها مرتبطة بوعينا المستقبلي.