الايميل المرفق أتاني هذا الصباح . التحية و الشكر للأستاذ الذي ارسل لي هذا الأيميل و ان كنت لم اتشرف بمعرفته من قبل . مثل هذا التفكير هو الذي فركش البلد و اصابها بالمحن و الاحن . لا أدري من اين اتى الاستاذ بأنني ابن عرب . أو اريد ان اكون ابن عرب . فوالدي ابراهيم بدري رحمة الله عليه كان رباطابياً يحمل شلوخ الرباطاب . و أنا ابداً لم اشاهد عربياً مشلخاً في كل بلاد العرب التي دخلتها . و والدتي امينه خليل ابتر هي دنلقلاوية مشاوية . و أهلها من الناطقين بغيرها . اذاً ما صلتي بالعرب ؟. انا سوداني من السودان النيلي . جدودنا النوبيون هم أهل حضارة . بنوا الاهرامات قبل المصريين . لماذا اخلع رداء جدودي ، لكي البس جلباب العرب ؟ . ما هو الغلط في اصلي السوداني ؟. انا سوداني و سوداني فقط . و كل سوداني هو اخي ، ابني أو ابن اختي . و لا أريد ان اكون اي شئ آخر . لقد كتبت موضوعاً ارسلته للراكوبة و تطرقت فيه لوصف البشير للجنوبين " حشرات " و تطرقه للعصا . و قلت انه يقصد بيت الشاعر الساقط المتنبئ ، الذي يقول فيه : لا تشتري العبد إلا والعصا معه ... ان العبيد لأنجاس منكايل . و قلت ان البيت كان في هجاء كافور الاخشيدي الذي هو زنجي مثل البشير . و البشير و البقية اذا ذهبوا الى اي دولة عربية فهم عبيد . ما يؤلمنا كثيراً هو ان الأعلام ، و رؤساء الصحف يهللون و يطبلون لسخافات البشير . و يعبؤن الناس و يشحنونهم بالعنصرية و الكراهية و البغضاء . و كل ما تقع الانقاذ في ورطة ، يتكرم الصادق المهدي بتقديم خدماته و لسانه في الدفاع عنها . و يصدر حزب الصادق المهدي بياناً يهنئ فيه حكومة الانقاذ باسترداد بانثاو . و تهلل بنات الصادق و يهدد أبنه الظابط العظيم في جيش الانقاذ . لماذا لم يفتح الله على الصادق ان يدين الهجوم على كنيسة الجريف . أين البطولة و الروعة في تحطيم مساكن تأوي العجزة و كبار السن ؟ لقد ألمتني صورة المزيرة و هي محطمة و الجرار و هي مكسرة . و الصادق لا يزال يعزف في جوقة الانقاذ . لماذا لم يدن الصادق قتل العزل في سد كجبار ؟ و لماذا لم يدن الصادق قتل الشهيدة عوضية عجبنا ؟ أو الاعتداء بالضرب المبرح على الكاتبة صحفية نجلاء سيد احمد ؟ لماذا لم يدن الصادق جلد النساء و اختطافهم من منازلهم بواسطة رجال الامن و ترويع اسرهم ؟. فليصمت الصادق لأنه كل ما يتكلم يزيد من ألم الشعب السوداني . المضحك المبكي ان الصادق يقترح ان تمنح جبال النوبة حكماً فيدرالياً . ال فيدرالي ال . يالصادق الجنوبيين ديل من سنة 47 كانوا بطالبوا بشنو ؟ بحلاوة حربة ؟. و الله انت السودان دا سطو سواطة داميرقا . فاذا كان الفيدرالية هي الحل فلماذا لم تتكرم بها على الجنوبيين ؟. لقد قال لك وليم دينق و بحضور ممثل حزب الأمة الذي ذكر هذا الموضوع في فيديو واسع الانتشار. ان وليم دينق تكلم عن الفيدرشين . و لقد رفضت انت لأن الترابي كان حاضراً و رفض الفكرة . كما قلت لك دائماً يا الصادق المهدي انت اخو مسلم . شقيقتك اخت مسلمة و ابنك عبد الرحمن اخو مسلم . ألا انك لا تريد الانضمام الى الاخوان بشكل مفتوح لأنك ستفقد دعم الانصار . و لا تستطيع مهاجمة الاخوان المسلمين لأنك احدهم و ضالع معهم . الصادق قالوا في زول سأل حجا ، قال ليه : سلفنا حبل الغسيل . جحا قال : شارين فيهو دقيق . و عندما سأل السائل: يا حجا كيف الحبل يشروا فيهو الدقيق . فقال جحا : انت كلمة لا ما بتعرفها ؟ . الانصار و حزب الامة طردوا الفريق صديق الجبتوا ليهم استروبيا . ياخي الناس قالوا ليك لا ، ما بتسمع ؟ يعني انت يشختوا ليك ، يا الصادق ؟ . ياخي غير سياستك و اقيف مرة مع الشعب السوداني . و بعدين يا الصادق البشير دا كان مفروض يطير . لأنه لمن قتل بنات المسيرية في حفلة العرس في نهاية الثمانينات ، لانه اراد ان يقلد فرسان المسيرية و يطلق زخات من الكلاكنشوف بيد واحدة . قام بالاحتماء بحرسه الخاص . ثم احتمى بالقاعدة العسكرية . و قام وزير دفاعك فضل الله برمة بحمايته ، و تطييب خاطر المسيرية . هذا تستر على جريمة قتل . قمت به انت و فضل الله برمه . و لماذا يسمح لمواطنين عاديين بأن يمتلكوا اسلحة رشاشة . هل كان في امكان الجنوبيين ان يطلقوا الرصاص بحفلات جوبا مثلاً ؟ . و رفضتم حتى تقديمه للمحاكمة بتهمة القتل الغير عمد . و هذا التصرف كان من المفروض ان يحكم عليه بالسجن و ان يطرد من الخدمة العسكرية . و لكن الترابي كان يعده و مجموعة محمدين لاستلام السلطة بواسطة الجيش . و انت يا الصادق لا تستطيع تقف في وجه الاخوان المسلمين . و الآن تندفع انت و اسرتك للدفاع عنه . و هذا مشكلة البلد . قالوا الصلاة فيها السر و الجهر . هنالك اتفاق قد تم في اديس اببا . عندما مصطفى عثمان لأفورقي . و لقد تدخل الامريكان و كل القوى العالمية . و انسحب الجنوب . و بانثاو سترجع الى الجنوب . لأنها تابعة للجنوب . و هي شمال بانثيو عاصمة ولاية الوحدة . و كانت قديماً المركز السابع في مديرية أعالي النيل . و المراكز هم اكوبوا ، البيبور، بور ، و ناصر ، ما بان ، الرنك ، بانتثيو و ملكال التي هي المديرية . و الجيش الشعبي لم يدمر و لقد انسحب من بانثاو لأنه لا يريد ان يدمر ممتلكاته و ستعود له الارض . و لمعلومية الجميع البشير لا يعرف ماذا يدور في حكومته . و منذ البداية كان مغيباً . و عندما اعدم الثمانية و عشرين ظابطاً في رمضان قالوا له : جنابك امضى لانوا الناس ديل نحن خلاص اعدمناهم . و البشير يرغي و يزبد . و لكن هنالك من يحددون مساره . أولهم تنظيم الاخوان المسلمين العالمي، ثم رجال مخابراته و حكومته . و هو مغيب عن الكثير من الاشياء و لا يعرف إلا القليل . و الغريب ان البشير تصدر منه أقوال و أفعال تدل على سذاجته ، و عدم ادراكه بما يحصل . و هو لا يرى إلا ما تحت قدميه . و الذين حوله لا يوجهونه أو ينصحوه . اما أنهم يريدونه ان يستمر في غبائه و جهله ، أو لأنهم يخشون على مراكزهم و مكاسبهم و مخصصاتهم . فليس هنالك رئيس في الدنيا عنده هذه الكمية الكبيرة من النواب و المستشارين و المساعدين . أنهم جيش . يتسآئل الانسان في بعض الاحيان عندما يرى برطعة البشير و تصريحاته الساذجة . و كيف سيكون الحال اذا لم يكن عنده اي مستشار ؟ . أغلب غلطات صدام حسين كانت بسبب بعده عن العالم الخارجي و عدم تصوره لما يحدث عالمياً . و لم يكن هنالك من يجرؤ ان يقدم له النصح او ان يعترض على قراراته . لذلك اورد العراق مورد الهلاك . و أرتكب ناصر نفس الغلطة من قبل . لقد ركز كل شئ في يده . و ناصر كذلك كانت عنده صوره ضيقة بما يختص بالعالم الخارجي الذي لم يشاهده ابداً . فلقد ذهب من قريته الى الكلية الحربية ثم إلى السودان جبل اولياء ثم اشلاق عباس في الخرطوم و فلسطين مدينة العريش . و لم يشارك في ثورة 1952 لأنه هو و عبد الحكيم عامر لم يكون عندهما جنود و لم يشاركا في الثورة . حرب 1967 و ما عرف بالنكسة هي اسوأ ما حدث في العالم العربي . و ناصر كان يريد ان يكمل اسطورة ، بأن يكون هو من أمم القنال و بنى السد و حرر فلسطين . الرجل الوحيد الذي كان شجاعاً و قال لناصر و العرب ما كان حكمة ، هو الحبيب بورقيبة رئيس تونس. و هو رجل عالم مارس المحاماه في فرنسا . قال لناصر و للعرب ( اسرائيل خلقت لتبقى فأقبلوا بهذا الوضع) . فوصفوه بالجنون و الخيانة . دخل العرب في حرب 48 و هم غير مستعدين و كسبت اسرائيل اراضي جديدة . و أدخل ناصر العرب في حرب 56 و لم يكن مستعدا . و تدخلت امريكا لحمايته لأنها قد ساندته في اتسلام السلطة في البداية . و كانت الكارثة في 67 لأن ناصر لم يجد من ينصحه . ان ما يحدث في السودان الآن من دعوة عنصرية صريحة ، و جهوية بغيضة و هوس ديني لن يأتي على السودان جنوبه و شماله إلا بكثير من الدمار . فمن يكن يصدق قديماً ان السوداني الذي اتسم بالكرم و التسامح ، ينطلق لكي يحطم كنيسة . و هذا يتعارض حتى مع تعاليم الدين الاسلامي . و لماذا لم يدن الصادق هذا التصرف ؟ و لماذا لم يقف امام البشير و يطالب بمعاقبة المجرمين ؟ . و لماذا يتصرف البشير بهذه الرعونه ؟ هل سيحسن هذا من صورة نظامه ؟ . و اذا لم يكن البشير يعرف ما يحدث في عاصمته ، فعلى الدنيا السلام . التحية لأشقائنا في جنوب السودان . حتى عندما كنتم تواجهون الحرب و الاغتيال و التجويع تحت ظل كل الحكومات الوطنية ، كنتم و لا تزالوا أروع البشر . لم تلجأوا للتفجيرات . و كان بأمكانكم ان تفجروا المنشآت و القناطر و ربما السدود . وتعرض زعمائكم للأغتيال . و حرقت قراكم . و تعرضتم لمذابع ( 2 مليون بشر ) . و لكنكم كنتم و لا تزالوا رائعيين و شرفاء ، حتى في الحرب . لقد سلمتم 1500 جندي مقاتل وقع في الاسر . و لم نسلمكم نحن و لا جندياً واحداً وقع في الاسر . في التسعينات قتل الظابط معاذ عبد القادر . و هو من الدفعة الاربعين . و هذا يعني انه قد تخرج في سنة 1988 . معاذ رحمة الله عليه كان يحارب ضد الجنوبيين . و معاذ هو ابن خالة ابنائي و والدته اخت زوجتي غير الشقيقة . و هو يحمل دماء الشلك . من جانب ابيه . فجدته من جانب ابيه من الشلك . و والدة امه هي اجولو و هي من الانجواك . و قبيلة الانجواك هم سكان الناصر على نهر السوباط . كانت له مذكرات يكتبها اثناء وجوده في الجبهة . و عمه عبد الاله كان يحارب في الجيش الشعبي . و كان قد انقطعت اخباره و كنَا نحسبه في عداد الميتين و ظهر فيما بعد . و انه كان في مناطق العمليات . كان لمعاذ رحمة الله عليه يوميات يكتبها . و لقد اتطلعت عليها و كان يقول فيها انهم قد اعتقلوا امرأة من المتمردين . و أنهم لم يقتلوها لأن قتل النساء في الحرب مكروه في الاسلام . و لم يقل محرم . و هذه اشارة واضحة بأنهم كانوا يصفون الاسرى . لأنهم كانوا قد تعرضوا لعملية غسيل مخ . و كانوا ضحايا للتعصب الديني . و ذكر كذلك أنهم عندما إحتاجوا للحم أرسل الله لهم ثوراً فذبحوه . و لكن لم يفكروا ان ذلك الثور كان ملكاً لمزارع بسيط او جنوبي فقير . و لكن الله قد ارسله لهم . يذكرني هذا بالقصة القديمة التي حدثت في ايام الجهاد و سخافات الترابي . و كيف كانوا يحكون عن الاشجار التي تسبح و القرود التي تحارب معهم و تكشف لهم عن مواقع الالغام . و حتى النحل كان يساعدهم . و كان أحد الأئمة يتحدث في جمع غفير و ذكر ان الابقار كان تأتيهم و تستقبل القبله و ترقد لكي يذبحوها . و كان هنالك رجل اشتهر بأنه صاحب مزاج . فقال للخطيب : البقر دا تاعبكم كدا ليه ؟ بدل يتعبكم بالضبح و السلخ ما كان يجيكم محمر و جاهز . فقاموا بالاعتداء عليه بالضرب . و ربما لأنه العاقل الوحيد . يا أهلي و يا بنو وطني . العدو الاكبر هو الفقر ، المرض و الجهل . و هذا ما يعاني منه السودان جنوبه و شماله . لماذا نضيف عليهم الهوس الديني و استعداء العالم و قتل اشقائنا بلا حق . و اذا كان الامر هو امر اراضي مغتصبة ، فشلاتين و حلايب تساوي مرتين و نصف مساحة لبنان . و الفشقة أرض خصبة اخذتها اثيوبيا . فلماذا نموت من أجل البترول ، فالبترول يذهب الى جيوب افراد في الانقاذ . و اذا كانت الأرض السودانية تستحق ان نقتل و نُقتل بسببها ، فلماذا توزع زي دعاية الحرية ( الحرية مشروب ليموناضة ظهر في الخمسينات . كان ينافس بالدعاية المكثفة ) . التحية ع. س. شوقي بدري