- تحدث رئيس جمهورية السودان، المُشير/ عُمر البشير، بمدينة الأُبيض (عروس الرمال -عاصمة كُردفان) قبل يوم أو يومين من إستعادة منطقة هجليج، وفي فورة حماسته (وربما إحباطه من غفلة خدنه ووزير دفاعه، الذي هو منه بمثابة هارون من موسى)، وصف الحركة الشعبية ب "الحشرة الشعبية" ثُم أضاف "الناس ديل (يقصد الجنوبيين) ما بيفهموا وعلشان كده لن نتعامل معهم إلا بالعصا، فقامت الدُنيا ولم تقعد حتى الآن؛ ولأن قناة الجزيرة مُتخصصة في الشمارات وإعلام "المديدة حرقتني"؛ بادرت في ذلك المساءِ النحسٍ إلى صديقنا وحبيبنا الأستاذ/ فيصل محمد صالح، تستنطقه رأيه في ما قال رئيسه ورئيسنا (شئنا أم أبينا- وسيك سيك معلق فيك؛ ورئيسنا زينة وحالف ما يخلينا)، فتبسمل فيصل وتبسم وقال ويا لهول ما قال (هذا خطاب لا يليق برئيس جمهورية)!!. ومن تلك اللحظة أصبحت قضية فيصل حديث الأسافير وحكاية أشبه بالأساطير وحجوة أُم ضبيبينة – دخلت نملة وأخذت حبة وخرجت!. - ولعلك يا أستاذ فيصل وأنت الصحافي الفطن لا تجهل أن "المُحلل السياسي" في هذا العهد الإنقاذي الإنقيادي هو صنو "المُحلل الشرعي" الذي يؤتى به من بلاد بعيدة- لا ليُضحك ربات الحجول البواكيا- وإنما ليجد لهُن حلاً إذا وقعت الواقعة وتم تطليقهن ثلاث طلقات بائنات لا نكوص فيهن؛ أي أن المطلوب من المُحلل شرعنة وطْء المُطلقة وإعادتها لبعلها الأول بعد أن يؤتى بديوث يقلب الهوبة ويشيل القُفة لفترة معلومة من الزمن (ولا أريد أن أُسهب في علاقة المُحلل بالديوث حتى لا التحق بصديقنا الآخر/ الحاج وراق، في غابات كينيا والملايو)!؟، ويبدو أنك يا فيصلنا مُحتاج إلى كورس من "المُحلل القانوني" إسماعين العاق موسى و"المُحللة التشريعية" الأُستاذة بدرية (مُخططة الإنقلابات العسكرية وخبيرة التشريعات السبتمبرية وناقشة الحِنة بالمحلبية!). - ألا تعلم يا فيصل أن رئيسنا كان يقصد الحشرات المُفيدة كالنحل الذي ينتج العسل الذي فيه شفاءُ للناس!؟، ولعلك يا أيها الصحافي الفطن الأريب، لم تفطن إلى رمزية المدينة التي كان يتحدث منها الريس، والتحول الذي حدث فيها فأصبحت عاصمة لحشرة الجراد (بدلاً عن أكبر سوق للصمغ العربي في العالم)، والجراد لعلمك كائنات غنية بالبروتين وأصبحت غذاء الفُقراء ومزة الأثرياء، تطبيقاً لشعار نأكل مما نزرع ونضحك مما نسمع. ودعني أحكي لك هذه الحكاية عن فضل الجراد (افتتح أخونا الأكبر/ يوسف عبدالرحمن بابكر، أول محل مُرطبات وحلويات بالقرب من "مقهى على كيفك" بمدينة النهود، وذات مرة من المرارات توفر لدي مبلغ قرشين "أب قرشين- أو فريني إن شئت"، فذهبت ابتغي شراء كيس جراد مشوي بالزيت، ولما لم أجد صاحب الجراد ذهبت إلى محل المُرطبات المجاور وطلبت باسطة، وعندما استلمتها وقفلت راجعاً أدراجي (دي مش حلوة بالله) لمحت بائع الجراد وطشته على رأسه، فرجعت سريعاً ليوسف ومددت له باسطته طالباً إرجاع "أبقرشيني"، قائلاً "سيد الهناي هاك هنايتك، سيد الجراد جا") ولسان حالي يقول "جراداية في الكف ولا ألف باسطة!!". ونزيدك من الشعر بيتاً في فضل وفوائد الجراد، فلقد كُنا نصطاد أُم جُركُم "التي أصبحت تأكل أكثر من درتين وتستمر لأكثر من عقدين ودورتين رئاسيتين" ثُم نقطع رجلها من أعلا الفخذ بحرفنة لا يُتقنها عُتاة الجزارين الساديين (قال أطفال قال!)، ونضغط على المنطقة العُليا فتنكمش الساق، ونطلقها فتنبسط – مثل الأكورديون- ونحن نترنم "فكي صلي ما بصلي – جيبو السوط، الله أكبر"؛ أفبعد كُل هذه الفوائد الحشرية، نلوم رئيسنا إن شبه الجنوبيين بالحشرات!. وثمة حشرة مُفيدة ُ أُخرى إسمها الزنبور، والتي كُنا نستخدمها أيضاً كأداة للهو واللعب، حيث كُنا نربطها بخيط رقيق فتصدر صوتاً ولا موسيقى ود هوفن. - أما حكاية العصا والسوط فتحليلها سهل على من أوتي من علم المُحللين شيئاً يسيراً، ونذكرك يا أستاذ فيصل فإن الذكرى تنفع المُعتقلين المُشاترين؛ ألم يقل والدكم لناظر المدرسة الأولية وهو يجُرك من أُذنيك (اللتان تشبهان مراية الكريسيدا) - ليكم اللحم ولنا العظم، فيرد عليه الناظر وقد برقت عيناه بروقاً سادياً "العلم يرفعهم والضرب ينفعهم، لولا مخافته لم يحفظوا الكُتبا". فالبشير ولي أمرنا وله حق تأديبنا بالعصا والسوط. ولماذا أيها المُرجفون في المدينة تربطون كلمة العصا بقصيدة أبي الطيب المُتنبي (لا تشتري العبد إلا والعصا معه،،، إن العبيد لأنجاسُ مناكيدُ). نعم، إن الريس أراد أن يومئ إلى أبي الطيب وكافور ولكنه كان يقصد أن العباسي الٌقُرشي (الما خمج) هو مادح الإخشيدي (ابو شلاليف) كافور، والذي قال عنه "قواصد كافورٍ توارك غيره،، ومن قصد البحر استقل السواقيا" كما أنه القائل – ولا أدري إن كان ذلك مدحاً أم قدحاً "وتعجبني رجلاك في النعل؛؛؛ إنني رأيتك ذا نعلٍ إذا كُنت حافيا". ولم يتفوق على أبي الطيب في مثل هذا المدح المدغمس، إلا صديقنا الرفيع بشير بريتوريا، عندما مدح السفير كوال ألور، ثُم انقلب بعد خطاب البشير الأخير فقال في الجنوبيين ما لم يقله مالك في الخمر (إنتو مالك ده قال شنو في الخندريس). - لقد عاتبك الأمنجية قائلين "يا فيصل؛ الصلاة فيها جهر وسر، وكذلك التحليل السياسي، فما يقوله البشير لجماهير الأُبيض يختلف تماماً عن ما يقوله غندور وسيد الخطيب في معهد الدراسات الأمنية ولتلفزيون (e-tv.) بجنوب إفريقيا، ثُم ألا تأخذ العبرة والحكمة من الرأس الدبلوماسي الذي يقول في برلمان السوء-دان "إن الأفارقة يعانون من عُقدة الإستعباد ولديهم مُركب نقص "Inferiority Complex" من العرب أمثاله، ولكنه عندما يأتي إلى جنوب إفريقيا يقول لذات الناقصين المُعقدين أننا أتينا لنتعلم منكم معنى الديمقراطية، ولننهل من تجربة حكيمكم نلسون مانديلا...! بالله عليكم المُعقد والناقص منو؟! ولتتذكر يا كرتي أن ثقافتك المشوهة تقول "عبداً بسيدو ولا حُراً مجهجه" (وبالمناسبة كتبت ونشرت قبل عامين مقالاً بعنوان – يا كُرتي ما حيرتنا وعذبتنا) - ولم أكن أدري أن العذاب سوف يزورنا في عقرِ ملجأنا في سقط لقط. - غايتو لو إستمرت الإنقاذ دي سنة تاني؛ نص الشعب السوداني حيبقى الفاتح جبرا، والنص التاني حشرات والنص التالت مُحللين والنص الرابع يركب كاودا بشارع الهوا. وبعدين بلاش فلسفة أنا عارف إنو ما في أربعة أنصاص، لكن في زمن الإنغاذ كُل شئ مُمكن- وبمناسبة الأنصاص دي؛ سأل المُعلم تلميذه بمدرسة ديوم بحري؛ نُص زايد نُص يساوي كم؟ فأجاب التلميذ الناقش "قزازة يا فندي"، وعندما كُنت أستاذاً بمعهد التدريب البيطري باليمن (بدون ذكر التاريخ)، سألت ذات السؤال لأحد المُتقدمين للقبول بالمعهد خلال المُعاينة؛ (نُص + نُص = كم؟) فأجابني؛ ريال، يا خال!. - كسرة نهائية: أخبار شفرة (Softwear) مصنع سُكر النيل الأبيض شنو؟!. مهدي إسماعيل مهدي/ بريتوريا: 16 مايو 2012 [email protected]