حزب البعث العربي الإشتراكي : منظمات الخرطوم بسم الله الرحمن الرحيم حزب البعث العربي الاشتراكي أمة عربية واحدة ... ذات رسالة خالدة منظمات الخرطوم يا جماهير شعبنا المناضلة تشهد إنتفاضتكم المباركة ضد نظام الديكتاتورية و الفساد تصاعداً نضالياً، سياسياً و إعلامياً، لتؤكد للثائرين من أبناء و بنات شعبنا أن صوت الحرية و الديمقراطية و الكرامة، قد إنفلت من غضبان الحبس و التنكيل، ليصدح عالياً في البيادر، القرى و المدن، يلقم الديكتاتورية و الظلم حجراً إثر حجر. الأمر الذي أصاب الديكتاتوريين بالارتباك و الفوضي. لقد اثبت الشعب السوداني الثائر، و شبابيه الثوري القائد لعمليات التصعيد اليومي، أن نظام الامن و الجاسوسية، هو أضعف مما يحاول ان يظهر به، و أفشل من أن يقود هذه البلاد ليوم إضافي واحد، بعد أن أثبت فشله خلال ثلاثة و عشرون، صادر خلالها الحريات و أهدر الحقوق، و قام بتصفية خصومه السياسيين داخل الجيش و كافة قطاعات القوات النظامية و الخدمة المدنية، و أشعل الحرب في معظم ولايات السودان، و باع القطاع العام - وفق إجراءات بيع فاسدة و مشبوهة - الى الراسمالية الطفيلية المرتبطة بالنظام الديكتاتوري، و للشركات الخليجية و الاسيوية المشبوهة، و أفقر البلاد من كل الموارد، و عمد على تدمير الخدمات الاساسية ( الصحة - التعليم - الرعاية الاجتماعية - الامن ) لصالح تنمية و نمو القطاع الخاص المملوك لعناصر حزب السلطة القمعية. و برغم تخصيصة القسم الاكبر من موازنة الدولة للقطاعات الامنية ( أمن - شرطة - جيش) إلا أن النظام الديكتاتوري القمعي حاد بتلك المؤسسات القومية من واجبها الاساسي، الى خدمة و حماية حزبه السلطوي، مما نتج عنه تدهور الاوضاع الامنية ، وافتقاد السلطة لعنصر المبادرة في التصدي، و عجزها عن حماية أمن و سلامة الشعب السوداني و أراضيه. يا أيها الشعب السوداني الباسل: لقد أهدرت السلطة الغاشمة، موارد البلاد من خلال تخصيصها لكل موارد البلاد للقيادات و المتنفذين و المحاسيب و الاقرباء، و غاب منهج التدقيق و المراجعة و المحاسبة، مثلما غابت معايير النزاهة و عفة اليد للقيادات السياسية و التنفيذية، ففي الوقت الذي ينص فيه الدستور على عدم جواز الاشتغال بأي أعمال تجارية او وظيفية أخرى بالنسبة للقيادات الدستورية و البرلمانية و التنفيذية في الدولة، نجد أن رئيس النظام يعترف بأنه يدير مزرعة تدر اليه أضعاف أضعاف ما يتلقاه من راتب رسمي، و الحال ينطبق على الذين يستثمرون بينما هم يتقلدون مناصب دستورية رسمية في الدولة، مثلما هو حادث في قطاعات الصحة و التعليم و الخدمات. لقد أصبح الفساد نظاماً متكاملاً تقره السلطة الحاكمة و تحميه من المساءلة، و تمارسه علانيةً أمام كافة الاجهزة العدلية، دونما مسآءلة أو عقاب. الأمر الذي فاق حدود إمكانية إنكار ذلك بواسطة دهاقنة النظام، بما فيهم رئيسهم و نائبيه. يا بنات و أبناء شعبنا المناضل: لقد عبدت إنتفاضتكم المباركة - منذ الأسبوع الأول من يونيو - الطريق نحو فجر الخلاص و الديمقراطية و السلام، و كشف صمودكم و جسارتكم و قوة عزيمتكم مدى ضعف الآلة الأمنية و السياسة القمعية التي ينتهجها نظام البطش و الارهاب. لقد إنكشفت عزلة الديكتاتورية و هشاشة مؤسساتها القمعية. و أستطاعات قطاعات الشعب في المدن و الريف و الاحياء، في الجامعات و المساجد و الاسواق شيباً و شباباً، نساءاً و رجالاً أن تكشف مدى اتساع حالة الرفض و تكشف مدى العزلة التي أطبقت على جنرالات و دهاقنة الديكتاتورية. أن الشباب و الطلاب الذين ولدوا و تعلموا و تدربوا في معسكرات التجنيد الإجباري، و ظلوا ليل نهار يخضعون للآلة الاعلامية لأجهزة الديكتاتورية، هم أول من حمل لواء العصيان المدني و الرفض الشعبي، بعد أن ظل نظام البشير يطاردهم بالتجهيل و العطالة و التهميش و الغلاء، في محاولة منه لخلق (شذاذ آفاق و صعاليك و شماشة). فما كان أمام نظام البشير و جهاز أمنه إلا أن يملأ زنازينه و بيوت أشباحه و سجونه بالآلاف من الشباب الحر القائد من الجنسين. إن المرأة السودانية في كل القطاعات، تجاوزت الإطار و القيود التي ظل نظام القمع و الكراهية يبذرها ضد حقوق المرأة منذ اليوم الاول من إنقلابهم المشئوم في 1989، إلا إن إسهام المرأة في أنطلاقة ثورة الخلاص و الديمقراطية ضد قوى الديكاتورية و الجهل و الظلام، قد حاصرأكاذيب النظام الموتور، و تعالى صوت المرأة مطالباً نظام الجوع و الافقار بالمغادرة و الرحيل. تضافرت جهود المرأة السودانية المناضلة، يداً بيد مع أشقائها الرجال من أجل إسقاط نظام الدجل و الفساد و الكذب و التضليل. هي الثورة الشاملة التي تقودها فئآت الشعب مجتمعة، إنطلقت تردد شعاراتها ضد المتلاعيب بمصير الشعب، ناهبي مدخراته، من أشعلوا حرب الكراهية في كل أرجاء البلاد. يا مناضلي و مناضلات الشعب السوداني البطل: إن رئيس سلطة القمع و الفساد، و كلما إشتد به الخناق، و ضاقت عليه الدوائر، يخرج الى الشعب السوداني، مدعياً بطولة للشعب الثائر بطولة لا يملكها/ زائفة، متوعد خلالها أبناء و بنات شعبنا بالاهوال و بعظائم الامو. و من بين ما ظل يطلقه (تهديده) للثوار بأنه سيطلق عليهم (المجاهدين)، و بأنه سيطبق الشريعة، و أنه سيعلن الدستور الاسلامي. مما يعبر عن الحالة الهيستيرية التي أصبح النظام و ربانه يعيشها، و يعبر عن حالة من فقدان التوازن، و إنتهازية فجة في توظيف الاسلام لتمرير منهج الديكتاتورية - الفساد - الكذب و التضليل - تقسيم البلاد - و ضياع مدخراتها. إن الثورة إنطلقت و أبواق الديكتاتور لن تطيل من أمد هذا النظام. يا ثوار شعبنا المناضل نزجي التحية لكافة المعتقلين الذين تصدوا لمهمتهم الوطنية بكل إخلاص و مثابرة، وواجهوا آلة القمع و التعذيب بكل البطولة، و على رأس أولئك قيادة قوى الاجماع الوطني التي إستهدفتها أجهزة الأمن منذ اليوم الأول لإنطلاقة الأنتفاضة الباسلة، و على أولئك أيضاً القيادات الشبابية و الطلابية التي رفعت وتائر النضال و إبتدرت الثورة منذ أن واجه الشاب الثائر محمد حسن عالم (بوشي) غطرسة و أكاذيب نافع على نافع، كما واجه الاعتقال و التعذيب بجسارة الابطال و صبر الثوار. إن جمع الشعب الثائر عقدت العزم، و خرجت حيث لا يمكن لكل مرتزقة المفسدين من رباطة وبلطجية و سفاحين أن يوقفوا زحف هذا الشعب الجبار تجاه الحرية و الديمقراطية و الكرامة. المجد للثوار و المعتقلين في سجون الطاغية .. فلتسقط الديكتاتورية .. و إنها لثورة حتى النصر حزب البعث العربي الأشتراكي منظمات الخرطوم 13 يوليو 2012 م