" دستور السودان حجر أسود يرفعه أبناء الوطن ليضعوه في مستقره" عبارة ليست من عندياتي .. بل من رئيس الهيئة التشريعية القومية أحمد إبراهيم الطاهر يؤكد فيها أن الدستور يجب أن يكون مقدساً .. وفي نفس الوقت يهم كل أبناء الوطن دون تمييز بسب لون أو عقيدة أو اتجاه طائفي .. وما أكثر اتجاهاتنا الطائفية في بلد متعدد الثقافات والأديان .. وفي نفس الوقت و رغم تأكيد الطاهر لأهمية الدستور لكل أبناء البلاد يرجع ليؤكد " ضرورة البدء الفوري في إعداده وعدم الانتظار لأي شخص والذين يرغبون عليهم اللحاق بالركب" .. ولسان حاله يقول " لن ننتظر أي مواطن مهما كانت قيمته ووضعه السياسي وسنضع دستور البلاد الكيفية التي نراها وطبعاً بنكهة ومذاق المؤتمر الوطني وال ما عاجبه يضرب رأسه بالجدار". في سياق آخر مرتبط بالدستور يؤكد الطاهر أنه لا يوجد خلاف حول اجازته .. في إشارة منه إلى أن الدستور جاهز ولن يستطيع أحد أن يمنع من اجازته أو حتى يعترض على نقاطه المُعدة سلفاً . نتفق مع الطاهر حول أهمية الدستور وقدسيته .. ولأنه كذلك يجب اتساع دائرة المشاركة في اعداده من قبل كل ممثلي أبناء الوطن وأحزابه، وألا تنفرد بإعداده فقط ثلة من المؤتمر الوطني .. وإذا تعذر ذلك يمكن اختيار عدد من الرموز الوطنية وممثلي مختلف الفئات والإدارات ليسهموا في صياغة دستور ليكون ملائماً لأبناء وطن ينشدون حق عدم تقييد التعبير دون المساس بسلامة البلاد والأخلاق العامة، دستور يكفل حرية الصحافة ووسائل الإعلام الأخرى على أن تلتزم بأخلاق المهنة وعدم إثارة الكراهية وعدم المساس بالأمور الدينية والعرقية والثقافية. نتطلع لدستور يعزز سيادة الوطن .. دون أن تكون البلاد ملطشة من قبل هذا أو ذاك من هنا أو هناك .. دستور يعيد لنا الأرض المغتصبة المسكوت عنها .. سواء كانت حلايب أم غيرها من أراضينا المسلوبة دون وجه حق.. نتطلع لدستور هدفه إزالة الظلم والصعاب التي يتعرض لها أبناء الوطن خصوصاً ما يتعلق بصعوبة المعيشة .. دستور يعالج قضايا الاقتصاد والتنمية .. يدعم الكوادر الوظيفية في وقت أصبح فيه غالبية أبناء الوطن يبحثون عن وظيفة تضمن لهم العيش في بلد أسعاره أصبحت مولعة .. دستور يُخضع أي جعيص كان للمساءلة إذا ثبت عليه فساد .. ويكون التعامل في مثل هذه الحالة بشفافية مطلقة ... دستور يتيح حرية العقيدة الدينية والعبادة لكل شخص ..وإعلان دينه أو عقيدته أو التعبير عنهما عن طريق العبادة والتعليم والممارسة أو أداء الشعائر أو الاحتفالات وفقاً لما يتطلبه القانون والنظام العام ولا يكره أحد على اعتناق دين لا يؤمن به أو ممارسة طقوس أو شعائر لا يقبل بها طواعية. نتطلع لدستور مقدس يحترم قيمة السوداني دون أن يبتذله .. دستور يمثل كل قيم وعادات وثقافات ومشارب الوطن من شماله حتى جنوبه الجديد ومن غربه حتى شرقه. والله من وراء القصد [email protected]