بلا انحناء بانحناء ..لأجلك أنت فاطمة غزالي [email protected] رحلتي (يا أمي مريم.. يا مريا) بل لن نفترق انحني اليوم لعظمة رحيلك الموجع كحريق اللهب هربت كثيراً من وداعك يوم الرحيل، حتى الكلمات هربت من وداعك بل صارت عاجزة لا تنطق الرثاء،و ظلت الكلمات تسجدى الأحرف كيما تبكيك يا أماه .. يا (أمي مريم- يا مريا) أيتها المرأة العظيمة الجميلة يا من فجرتي في دنياي ينابع الأمومة فسالت أودية منها أرتوى ومنها أغتسل ولأجلها أدعو الله كيما يشملها برحمته التي وسعت كل شيء.. يامريم .. يامريوم.. يا مريا يا أنتِ يا كل الأمومة ، يا بعض مَن نعم الله ..ويا ملامح الزمن الجميل.يا من دثترتيني بحنان لم ينضب .. أمي التي أنعم الله بها علىّ قبل رحيل والدتي (عائشة عثمان) ..أمومتها في تقديري هي عناية الله التي يحيط بها من يشاء (إن ربي لطيف لما يشاء) وكنت عندك(يا مريا) الأمانة التي حملتها حتى وافتك المنية في الثامن والعشرين من يوليو الماضي أي مضت ثلاثة أشهر،تلتها وثلاثة أيام على الرحيل المر الذي عمق في دواخلي هوة الأحزان بعد رحيل(على أبوي) في الرابع عشر من مارس 2004م، برحيلها خمدت جذوة الأيام الجميلة وانطفأت شموع أنارت حياتي ، برحيلهما تفتقت جراح عصية على الرتق.. (واشقاي إنكسر لوح وادفقت دواية). رحلت ( يامريا) كما كان يحلو لنا نٍلاطفها متغنيين لها بأغنية (يا مريا)، رحلت فتركت في نفسي فارقاً واسعا أينما ممدت بصري لا أرى في الحياة إلا الخواء ، بل خلقت في ذاتي شعوراً بالضياع كيف لا وهي الأم الحنون التي أحطاتني بالأمومة رعاية ، وحنان ،وتربية ،ولو لا الحقيقة تقول إنني لم أخرج من رحمها كدت أكذب الحقيقة من فرط أمومتها الصادقة ،ولهفتها علىّ إلى درجة كنت أسئل فيها نفسي لما كل هذا الخوف علىّ منذ الصغر فعشت طفولة مختلفة صار بيتنا أشبه بروضة الأطفال وتفعل كل ما يجذب أطفال الجيران إلى بيتنا، حرصاً منها علىّ كي لا أبتعد من ناظريها بحثاً أطفال ألهو وألعب معهم خاصة وأن فارق العمر بيني وشقيقي (خليل) كبير يتجاوز الإثنى عشر عاماً مما يجعلني في حالة رغبة للبحث عن أنداد.أمي كانت تغضب حتى من شقاواة الأطفال إذا ما أصبتني شقاوتهم بخشونة ،وتفضل أن ألعب مع صدقتي (سمر) لرقتها ،وكانت الطفلة المسالمة التي أصبحت في مقام أختى وكنتٍ لها أخت وصديقة منذ الطفولة حتى يومنا هذا،حتى صارت( سمر) جزءاً من تشكيلي الوجداني نشعر بأحزان بعضنا لدرجة تترجمها الأحلام والرؤية. عندما كبرت وتجاوزت مرحلة الطفولة خاوتني(أمي مريم) فكانت أمي وأختى وصديقتي .. نعم كنتِ الرحيق لنا والعطر والنور.. أمي (يا شجرة الدر يا الدهب الحر) ظللت حياتي وكل من حولك ، يا أنتِ يا القلب الحنون الذي يصبر ويضمد الجراح، يا من تعرفين قيمة الهَدايا فتهدي وتجاملي وتواصلي وتلاطفي، لا يعرف الضن طريق إلى بيتك العامر بكرم لا تنطفئ ناره وأنتِ تترقبين قدوم الضيوف في جنح الليل، يا صابرة على كل البلايا التي تنَزلت علينا ، وكم أدهشتينا بقوة التحمل وأنتي توارى الحزن والألم خلف ابتسامة تبعث الأمل فينا ، يا من سكبتِ الكلمَة الطيبة ناصحة لي، وبنات الأسرة، وصحيباتي ، فقدنا خفة روحك وظرفك المتناهي. أمي سامحيني إن عجزت أن أتحرر من حزني عليك لا تعظيماً لمصائب الله ولكن فقدك فاق احتمالي، يا ستري وغطايا، يا أحلى واحدة في الدواخل والحنايا، كلماتي هذه ليس كلمات الوداع لأن روحك مازالت بجوارى أشعر بوجودها في كل تفاصيل حياتي ،أنت رحلت ولكن لن نفترق.. الأرواح المتألفة لا تبتعد لا تفارق بعضها..نعم نشتاق لبعضنا ويترورق الدمع المكسور كأنكسار القلوب ..الأحباب أوفياء على التواصل وإن أنتقلوا إلى دار الكرم الالهي فهم محبوسون فينا ونحن محبوسون معهم. أحُتبست في خاطري الحروف وهي تدري لو إن نظم الشعر رسم الخط لن يكفيك الحق يا ماه. وعزائي في كلمات الشاعر العراقي د.حمد محمود الدوخي لربابتي في الحزنِ شتل ُ وأنا بحضنِ الصوتِ طفلُ النايُ يجدلُ دمعتي _ بيديَّ_ فالمنديلُ حقلُ أمي عباءتُها حقولُ اللهِ والأردانُ أهل ُ أمي الطريق إلى الجهاتِ جميعِها يدُها تدلُّ أمي حدائقها يداها تَستظِلُّ .. وتُستَظلُّ الغيمُ بعضُ غسيلِها يا صاحبي، والأفقُ حبلُ والنهرُ خيطُ نسيجِها والإبرةُ السمراءُ نخلُ حتى تخيطَ صباحَها أو ثوبَها لا فرقَ، فالاثنانِ مثلُ ! هي طفلةُ القمحِ المقدَّسِ والرحى الصفراءُ تتلو أماه، سنبلةُ انتظارِكِ حفنتي ويدايَ نملُ أمي .. أمي .. أمي امي تضافُ إلى البلادِ لكي تعرِّفها أتدري ؟؟ فهْيَ (ألُّ)!!! البئرُ خادمُها و(يوسفُها) أنا وغداً ستدلو... الجريدة