- صحفي [email protected] فجع أهالى منطقة جنوبالخرطوم أكثر من غيرهم بحادثة ضربة مصنع اليرموك وذلك للهلع الكبير الذي اصابهم والضرر الذي وقع بينهم ، ومهما قلنا عن وصف هذا المشهد فإننا سنظل عاجزين عن وصف الحال النفسيه والهستيريه التى خرجن بها النساء والرجال والاطفال من منازلهم ... ولكن مرالفاجعه يكمن في مسوقات تلك الرجرجه التى تحكم بالحديد والنار البلاد لمسببات الحادث وبكل جهالة ووقاحة يخرج والى الخرطوم للإعلام ليتشدق بالكذب والافتراء بأن ما حدث من تفجيرات في مصنع اليرموك ناجم عن التماس كهربائي !! وكأنه يملك قوة خفيه يحجب بها ضوء هذه الشمس من الوجود ... وقد تباينت هرطقات منسوبي النظام في تحديد اسباب الحادث إلا أنهم في نهاية المطاف عادوا الى الواقع مقرين بأن المصنع ضرب بواسطة اسرائيل وأنهم سيواصلون في دعم حركة حماس بالسلاح وكأنهم يقرون هذا الشئ الذي طالما نفوه في وقت سابق عندما قذفت مناطق عديدة في شرق السودان لاسباب تعود بالاساس الى هذا الموضوع! يبدوا أن سيناريوهات التلاعب القبيحة التى ظل يخفيها النظام طيلة السنوات الماضية نفاقا وزورا بدأت تتكشف اليوم لتعظم من أزماته وتنذر بقرب امد الرحيل غير المأسوف عليه . إن سياسة التوهان وسرقة الاموال العامة واستحلالها لأنفسهم هو ما اوصلنا لهذا النفق المعتم وربما الأيام القادمة ستكشف المثير خاصة وأن روائح كريهة تنبعث من داخل مطابخ الحزب الحاكم عن صراعات الطفيلين مع بعضهم لبعض وكمايقول المثل (( إذا اختلف اللصان ظهر المسروق)). لم يكن ضرب مصنع السلاح في جنوبالخرطوم بالامر المستغرب من قبل اسرائيل أو غيرها أياَ كان المتضرر ، وبعد ما سمعناه من تصريحات جوفاء تؤكد على الجهل وضيق الأفق من قبل قيادات النظام ، الذين اكدوا بأنهم سيدعمون حماس حتى بعد ضرب المصنع يؤكد أن ضرب اسرائيل للمصنع لم يكن عبثيا وإنما كان مسنود لمعلومات يعتقد بفهمهم أنها تمثل جزء اصيل من الأمن القومي الاسرائيل وحمايته بالطبع هو واجب الدولة ، ولكن الموازين لدينا مقلوبة نسعى لنصرة الأخر ونحن لا نستطيع حماية انفسنا ونسعى للتخفى بالاخرين لحمايتنا!! المدمرات الايرانية وكشف المستور: وصول المدمرات الايرانية الى ميناء بورتسودان عقب ضرب مصنع اليرموك مؤشر كبير بوجود علاقة قوية بما يجرى داخل المصنع والقوة العسكرية الايرانية التى اصبحت بحكم الواقع مصدر ازعاج كبير للعديد من الدول العربية المحيطة بها والتى تتخوف من المد الشيع وهو تخوف مشروع من هذه الدول وبعيداعن شعارات اسرائيل وضربها وهذه الشعارات التى شبعنا منها والتى لم تجلب لنا سوى التخلف والرجعيها . إن توهان السياسة السودانية الخارجية كان فواتيره باهظة الثمن على الدولة السودانية وهي احدى الاسباب التى دفعت الى انفصال الجنوب حينما ملنا كل الميل على القومية العربية الاسلامية وتناسينا ان هذا الإتجاه لايمثل غالب الشعب السوداني بصورة كاملة ولكنا فرضناه بعقلية رجعية لا تنظر للمصالح إلا ما هو تحت قدميها. وإبان الحرب الكويتة العراقية كان موقف القيادة السودانية مشوها وغريبا بمناصرته لصدام حسين متجاوزا الدول العربية في عروبته ودفع السودان الوطن الثمن مرة أخرى وهذا ما يحدث الآن من خلال مناصرة الحكومة السودانية لإيران وجعلت من الوطن محطة لتصنيع الأسلحة وبيعها في اسواق سوريا وفلسطين وجنوب لبنان وكأن هذا العالم جزر معزولة لا أحد يعلم بأحد وعندما ضربة اسرائيل اليرموك بإعتباره إحدى المنشأة الايرانية التى عبرها يتم تهريب الاسلحة لحماس وحزب الله وهو ما لم تضع له حكوتنا الذكية أي تقدير ، سعت الحكومة لإيجاد تبريرات سخيف في ماولة لإقناع الرأي العام ، إلا أن الصحافة الاسرائيلية كشفت كل شئ بالرغم من محاولات نفى القادة الاسرائليين صلتهم بضربة المصنع تحوطا لانعكاسات الحدث. إن ضرب مصنع اليرموك الكائن داخل الاراضي السودانية هوتجاوز كبير في حق السيادة الوطنية ولكن نحن من سمحنا بهذا التجاوز وذلك يعود في الاساس الى توهان السياسة السودانية الخارجية طوال الحقبة الوطنية وازداد هذا التوهان فجورا عقب 1989م ، فالسودان لم يعد بالدولة العربية التى تالتزم بخط الدفاع العربي من خلال تحالفاته العسكرية مع ايران كما انه فقد افريقيا لعدم مقدرته في تلبية تطلعات شعب الجنوب داخله لتبنيه شعارات عربية اسلامية حتى دفع الى انفصال الجنوب ، ولم يستطيع ايضا ايجاد هويه سوداناوية يلتف خلفها الجميع بمختلف اعراقهم ودياناتهم والوانهم فكان نتاج توهان السياسات ضياع هوية البلاد وتفكك اطرافها وغزوها بالاجانب من كل حدب وصوب من دون ضوابط ولم يبقى من السودان في النفوس الا اسمه !!