منصات حرة حضرنا ولم نجدكم ( للنزهة ) ..!! نورالدين محمد عثمان نورالدين [email protected] أصبحت الميادين مرتعاً للتسابق السياسي .. فعندما جاء نظام الحركة الإسلامية .. أول ما فعله هو منع العمل السياسي العام .. ومنع الندوات العامة فى الميادين.. ومنع التجمهر فى الأماكن العامة .. لدرجة إنهم قاموا بإغلاق القهاوي والأندية حتى لا يتجمع الناس .. !! وهذا طبعاً فى الأساس خوف من الجماهير وخوف من تجمع الناس وخوف من إتفاق الناس على رأي واحد .. لذلك كان الإرتجاف والإسراع بإغلاق هذه الميادين العامة .. وإستخدمت الحكومة الحالية سياسة خطيرة جداً .. وهى الإعتداء على هذه الميادين العامة .. وتوزيعها كإستثمار أو كخطة إسكانية لمن يدفع أكثر أو كمساجد متقاربة لدرجة تصنيفها إلى هذا مسجد انصار السنة وذلك مسجد الطريقة الفلانية وذلك مسجد الحزب الفلاني وذلك مسجد الشيخ العلاني .. وبذلك أصبحت الميادين فى خبر كان ..!! وسمعنا هذه الأيام تصريحات من السيد إمام الأنصار ( الصادق المهدي ) يتحدث فيها عن إحتلال الميادين العامة والإعتصام فيها .. لأن البلاد وصلت لمرحلة حرجة .. يجب على الجماهير إنتزاع السلطة وتسليمها .. له .. أو كما قال.. !! وفى تقديري أن تصريحات المهدي هذه جاءت متاخرة جداً .. بعد أن فقدت الجماهير التى يخاطبها الثقة فيه وفى حزبه .. ولن تنفذ مايقول .. لأنها – الجماهير – بكل بساطة تعرف تماماً أن الصادق المهدي يتكلم كثيراً ولا يفعل شيئاً .. وتعرف تماماً انه يمكن أن يتراجع عن هذه التصريحات فى أي لحظة وينقلب على ذات الجماهير التى يخاطبها .. والأحداث تشهد بهذا .. !! ومن المضحكات المبكيات .. أن يخرج ساخر الإنقاذ امين حسن عمر ويستهزأ بالمهدي بطريقته الساخرة ويقول له بكل إستهتار .. ان تلك الميادين المتبقية ليست للإعتصامات وليست للجماهير التى يخاطبها الصادق المهدي وإنما هى اليوم ( للنزهة ) .. فالشعب لا يلقى بالاً لما تقول .. ( وكأن لسان حال امين حسن عمر يقول .. نحن روضنا الشعب فقط ليتنزه ) .. فالشعب اليوم فى وادي والسياسة وقضايا الوطن فى وادي آخر ( وصدق امين حسن عمر ) .. وليعتبر قادة الأحزاب السياسية بمن فيهم الصادق المهدي بهذا الرد الساخر من قادة النظام .. !! ولنبقى صادقين مع انفسنا .. حتى لا نحرث فى الماء أكثر مما حرثنا .. فى إنتظار ( التغيير ) من قادة الأحزاب .. وخير شاهد على مانقول ( تلك اللوحة الفحمية التى رفعها المناضل الراحل محمد ابراهيم نقد فى أبو جنزير عندما إتفق قادة الأحزاب بمن فيهم الصادق المهدي على الإعتصام فى ميدان أبو جنزير ) وكان مفادها ( حضرنا ولم نجدكم ) ..!! هل بعد كل هذا يريد الصادق المهدي من الجماهير أن تثق فيه .. وماذا لو ذهبت الجماهير للمرة الأخيرة ولم تجد السيد الصادق فى الميدان .. هل يريد بهذا قبر ماتبقى من جماهير على طريقته الخاصة والتى أصبحت معروفة .. فعلى السيد الصادق أن يكون جاداً قبل كل شئ فى تناول قضايا الوطن قبل أن يخرج كل يوم بتصريحاته السوقية تلك .. فعندما يكون قدر الثقة .. عندها ستقدمه الجماهير ليقودها دون أن تنتظر منه مثل هذه التصريحات التى تأخذها رياح الإتفاقات الثنائية والزيارات الخاصة والعلاقات الإجتماعية التى تجمعه بقادة الحركة الإسلامية الحاكمة اليوم ..!! ولكم ودي .. الجريدة