قبل التدخل الأمريكي في فيتنام خلال الفترة ما بين 13 سبتمبر 1956 و 17 يونيو 1975، كانت فيتنام مستعمرة فرنسية، حيث شكلت كل من فيتنام ولاوس وكمبوديا مستعمرة الهند الصينية الفرنسية، وذلك بداية من أواخر القرن التاسع عشر إلى الأربعينيات من القرن العشرين. واحتلت اليابان الهند الصينية خلال معظم فترة الحرب العالمية الثانية. انتهز الثوار الفيتناميون فرصة هزيمة اليابان فاحتلوا هانوي عاصمة البلاد مرغمين الإمبراطور الفيتنامي “باو داي" على التنحي عن الحكم. حاولت فرنسا إعادة سيطرتها على الهند الصينية بعد هزيمة اليابان في عام 1945. ولكن هو شي منه، وهو ثائر فيتنامي شيوعي، نظّم ثورة في فيتنام الشمالية وأعلن استقلال فيتنام. حاربت فرنسا ضد الفيت منّه، أو الحلف الثوري لاستقلال فيتنام، التابع لهو شي منه، لثماني سنوات (1946 إلى 1954)، لكنها هُزمت عام 1954 بعد معركة “ديان بيان فو". وُقِعت اتفاقية سلام في جنيف بسويسرا في عام 1954. أثناء حرب فرنسا الاستعمارية في فيتنام، خرج الكاتب الروائي الفرنسي الشيوعي، وهو أحد ابطال الحرب ضد النازية، من بلاده وتوجه إلى فيتنام وحمل السلاح ليحارب. لكن هذه المرة كان يقاتل ضد قوات بلاد، القوات الفرنسية. واستمر يقاتل مع الفيتناميين حتى انتصروا على بلاده، فعاد إليها. هذا الشاعر المقاتل هو أندريه جيد (22 نوفمبر 1869 – 19 فبراير 1951 ) الحاصل على جائزة نوبل للآداب سنة 1947م. ولا أجد من أقارن به شخصية ياسر عرمان سوى أندريه جيد. فقد حارب عرمان مع شعب الجنوب عشرين عاما، وبعد انتصارهم ذهب ليحارب مع شعوب جبال النوبة والانقسنا ودارفور. هذا هو جيفارا السودان المستلب تماما أمام قضايا الهامش والذي لم يكتف مثلنا بالتأييد والتنديد، بل حمل البندقية لنصرة المظلومين من شعوب السودان المهمشة. التعليقات 2 تعليق على “ياسر عرمان ، مستلب الهامش، جيفارا السودان" خضر عابدين في November 20th, 2012 5:14 pm كان جيفارا اخر من ياكل واخر من ياخز واخر من ينام لقد قاتل وقاد الثوار للانتصارات الميدانية واقتيل في الميدان ! ياسر ليس وحدة هناك ياسر جعفر ومحمد احمد الحبوب وكمال الوسيلة والطاهر محمد ادريس وليد حامدوهناك كثر من الشمال النيلي فيجب اعطائهم حقوقهم التاريخية وكفاية تكثر الثلج معلق متابع في November 20th, 2012 7:50 pm إنطوى المقال على فرضيتين قاتلتين ظلتا تخدمان (عن قصد أو غفلة) خطاب الإستعلاء والهيمنة في السودان. أولى هاتين الفرضيتين هي إن ياسر عرمان ينتمي ل “مجال هوية" لا علاقة له بجنوب السودان، وجبال النوبة والنيل الأزرق. بالنتيجة فإن المقال لا يبحث عن طبيعة علاقة هذا المواطن “السوداني" بالحركة الشعبية التي قاتلت تحت “مفهوم" السودان الجديد، ولكنه يعتمد على أصل عرمان القائم على هوية عرقية ودينية، فيقع المقال من حيث لا يحتسب في ربقة مفهومات اليمين عن ماهية الإنسان ووظيفة المواطن. ثاني الفرضيتين هي أن “حمل البندقية لنصرة المظلومين" هي الأداة الوحيدة لخدمة شعوب السودان. وعلى الرغم من أن ياسر عرمان لم يحمل هذه البندقية “المقدسة" إلا أن المقال لم يجد بداً من إختلاف الواقعة وتضخيم دلالتها من أجل تبجيل عرمان حتى وإن أسفر الأمر عن جلد الذات. أعتقد أن المقال (بغض النظر عن صدق كاتبه) هو ملمح آخر لتململ المثقف وتبرمه بحالة الخصاء الفكري والعملياتي التي تحاصره أكثر مما هو مديح لعرمان بما يستحق أو لا يستحق.