أبو الأحرار وسيدُ الشهداء الامام الحسين (عليه السلام) هذه الشخصية التي تحكي واقع الانسان المصلحِ والمنقذِ المستعدِ للنهوض بواقعِ أمتهِ وبثِ روحِ الوعي والقوة في نفوسِها واقتناصِها من مهاوي الشرِ وطاعةِ الحكام الظالمين, صار نبراسا لكلِ مسلمٍ يريد الوقوف بوجه الازماتِ والمظالمِ والمتغيرات، ويواجه الهزاتِ التي تُداهمُ الامةَ وتُدمرُ مصالحَها وتنهبُ وتسلبُ إرادتَها قبل خيراتِها ومواردِها. وهكذا بقي صدى ثورة الحسين عليه السلام يتردد عبر التاريخ لما تحملُه من دروس وعِبر كانت وما زالت عثرةً بوجه الظالمين وصرخةً بوجه الفاسدين. وقد شهدت عدة مناطق في محافظات العراق تظاهرات نظمها مقلدو المرجع الديني العراقي السيد الصرخي الحسني بعد صلاة الجمعة، 30 11 2012م، نقلها الموقع الالكتروني لسماحته: http://www.al-hasany.com/vb/showthread.php?t=342821 انتقد المتظاهرون خلالها سياسة الحكومة حيث السرقات والرشوى والاحتيال والاختلاس والهدر والمشتريات والعقود الوهمية أو غير السليمة. وشارك في هذه التظاهرة التي اطلق عليها عنوان (ثورة الحسين صرخة بوجه الفساد المالي والإداري) جموع من شرائح المجتمع معبرين عن استيائهم للوضع الراهن في العراق وإنعدام الخدمات و انتشار البطالة وتفشي الأمراض و الأوبئة و الفساد المنتشر في المؤسسات الحكومية, مما جعل العراق ينافس الدول المتخلفة وعديمة الحضارة وحديثة الاستقلال وكثيرة الفوضى والاضطراب على المراكز الأولى في الفساد حسب تصنيفات مختلف المنظمات الدولية المعنية به . وشدد المتظاهرون على إن العراق قد تربع على العرش العالمي للفساد ويبدو انه سيبقى بطلا لا يُنافس وسيدا لا يُقهر في الفساد المالي والإداري, فحملوا لافتات عبروا فيها عن رغبتهم بحل الحكومة والبرلمان بعد ان عاث رجال السلطتين في الارض فسادا, مستنكرين ظاهرة خلق الازمات بين الساسة وضياع الأمن وتدخل دول الجوار وخراب البنى التحتية, معلنين رفضهم لسياسة الجور والظلم التي تمارسها الحكومة مع ابناء الشعب. ورفعوا بوسترات بينوا فيها الفرق بين المنهج الانساني القويم الذي سار به الامام الحسين عليه السلام وبين السياسة الماكرة التي اتخذتها رموز الحكومة العراقية وزعماء الكتل السياسية الحاكمة, مستنكرين صمت منظمات حقوق الانسان والجامعة العربية على ما يحدث لشعب العراق من ظلم وجوع وحرمان وقتل, وتهجير واغتصاب وتنكيل , وسجن وتشريد وتطريد. ونحن إذ نعيش الأجواءَ الحسينيةَ ونسعى للعمل على إحياء شعائرها علينا أن نتساءل ألم يكن الأجدرُ بمن يريدُ ذلك أن يعرفَ معنى الثورة الحسينية؟ ولماذا خرج الإمامُ الحسينُ (عليه السلام)؟ ألم يرفضُ الظلم؟ فهل سرنا أو اتعظنا من سيرة الحسين؟ وها نحن في عراق اليوم نجدُ أن سرقةَ المالِ العامِ من أبشعِ أوجهِ الظلمِ عندنا، فعندما يُحرمُ المواطنُ الفقيرُ من ابسطِ حقوقهِ ليعيشَ حياةً حرةً كريمةً ونحن في بلدٍ غني بالثروات هنا يتجسدُ الظلم !! وعندما تُسرقُ ثرواتُ البلد وتُنهبُ خيراتُهُ ليتمتعَ بها الظالمُ والمُفسدُ تحتَ عناوينَ مزيفةٍ هنا يتجسدُ الظلم !!