درج أهلنا القول فى أمثالهم الدارجة " الخريف من رشّتو و العريس من بشّتو" وسنترك أمر" البشّة " إذ لا عُرس يلوح فى الأُفق القريب ولا البعيد للصحافة وحريّتها فى سودان الإنقاذ ، لنتحدّث عاجلاً عن " الرشّة " التى ستقود لا محالة إلى " صيف " و " محل " الصحافة المرتقب فى وطننا المكلوم . هاهى ملامح مسوّدة مشروع قانون الصحافة المُنتظر موديل 2012، تخرج إلى الناس بالتجزئة و( القطّاعى) و" حبّة حبّة " من تحت قبّة البرلمان التى للأسف " مافيها فكى " لأنّ ( الحال من بعضو ) إذ ليس " حاج أحمد " برلمان الإنقاذ بأحسن حالاً من " أحمد" سلطتها التنفيذيّة !.. وهو مشروع إستبدادى وتدجينى " كامل الدسم " و " نفس الملامح والشبه " لما قبله من قوانين صحافة ، يسعى للمزيد من التكبيل والقمع عبر مجلس الصحافة والقضاء، مُضافاً إلى سيطرة وبطش جهاز الأمن، ليقود لوأد الصحافة وإغتيالها كُليّاُ ماديّاً ومعنويّاً . مارشح للعلن من تصريحات رئيسة لجنة الثقافة والإعلام بالبرلمان ، عفاق تاور ، وفق ما أسمته ( أهمّ الملامح ) هو " أن القانون أقر جملة من العقوبات تقررها المحكمة ولجنة الشكاوى بمجلس الصحافة والمطبوعات على رؤساء التحرير والصحفيين والناشرين والمطابع ضمنها الإيقاف لمدة لا تتجاوز ال«10» أيام وسحب الترخيص من الصحيفة والمطبعة .. و " يجوز للمحكمة بموجب المسودة الجديدة للقانون أن توقع عقوبة الغرامة وإيقاف المطبوعة للفترة التي تحددها، إضافة إلى تعليق عمل المطبعة المحددة في حالة تكرار المخالفة ..و " أن العقوبات ذهبت إلى معاقبة رئيس التحرير أو الناشر أو الصحفي مرتكب المخالفة بالإيقاف لفترة تحددها المحكمة إلى جانب سحب السجل الصحفي " و " أن المسودة جوزت للجنة الشكاوى الزام الصحيفة بالاعتذار والتأنيب ونشر قرار اللجنة بشأن المخالفة " . هكذا يتبيّن للناس ما تُضمره العُصبة المُنقذة ( حكومة وبرلمان ) من سوء للصحافة فى حاضرها ومستقبلها ، لتبقى صحافة ( محلّك سر) وصحافة ( قدّر ظُروفك) التى نشات وشبّت وترعرعت فى كنف الأجهزة المُعاديّة لحريّة التعبير والصحافة ، وتمّ ويتم تمويلها من مال الفساد والإفساد. فسقطت فى إمتحان المهنيّة ، وكشفت الأحداث عن عورتها الشموليّة. هذا القانون هو بإختصار قانون عقوبات لمجلس الصحافة ومحكمتها، لتاديب الصحافة ومنع جنوحها وخروجها عن " بيت الطاعة " ، وليس بأىّ حال قانون لتنظيم مهنة الصحافة وممارستها .والموقف المطلوب والمُرتجى من المجتمع الصحفى والصحافة الحُرّة وكل الذين يعز عليهم مبدأ حرية التعبير والصحافة ، هو رص الصفوف وتجميع الطاقات – بدل تشتيتها – والتنسيق المثشترك لمواجهة هذا الخطر المُدلهم القادم بسرعة البرق ، وهزيمته بتوحيد جهود الدفاع عن حرية الصحافة ومناصرتها عبر كل الوسائل المعروفة والمجرّبة من ندوة وعريضة وبيان ومسيرة وموكبإحتجاج وتظاهرة وإضراب وعصيان .....إلخ فمعركة الدفاع عن الحُريّات وفى مقدّمتها حرية الصحافة والتعبير فرض عين على الجميع . والنصر دوماً وابداً معقود بلواء شعبنا العظيم قاهر الصعب والمستحيل .