إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل القوات المسلحة في الشوارع مع الشعب ..عائد عائد يا أكتوبر !! - صورة - حكايا القوات المسلحة في الشوارع مع الشعب ..عائد عائد يا أكتوبر !! صدقي البخيت [email protected] رغم الالم والحزن الذي نعيشه جراء ما حدث لشهداء الامس من طلاب جامعة الجزيرة , الا ان سعادة بالغة تسللت الى الدواخل كان ومازال مصدرها الفخر والاعتزاز بشباب بلادي الذين استطاعوا ان يروضوا الشوارع في غضب تزينه النخوة وتعتليه المروءة . فأزالوا سحائب الجراح التي حجبت شمس الامل لبرهة ولكن الامل عائد كما سيعود اكتوبر الاخضر يزهر بالفرح والغبطة والطموح . وان كان صاحب هذه الزاوية قد اصيب ببعض الاحباط بعد مقال سابق تم نشره , والاحباط الذي اصبت به كان سببه احد الاخوة الذين عقبوا رافضين دعوتنا الى الغضب بحجة ان الشعب ( جوعان , عريان , وحائف ) . فردنا ببساطة ان نقول لاخينا ذاك ,ان ماذكرت من اسباب هي اس الثورة واساسها , ثم نزيده بيتا اخر من اشعار الحكمة فنقول : ماذا ان كان احد الشهداء ابنا لك ؟ ثم ماذا لو كانت نجلاء او عوضية او صفية او اخواتهن من اهل بيتك ؟!! . هل ستختبئ وراء جوعك وعريك وانت تشاهد انتهاكا يحدث لافراد اسرتك, او ربما تكون انت الضحية فما ردة فعلك حينها!!؟ عموما شباب الوطن لم يبخلوا بالرد عليك , واعتقد ان في ردهم من البلاغة والقوة ما يكفي لتحرير مشاعرك وما يدعونا للفخر بهم ذكورا واناثا .. حدث قبل اشهر العثور على جثة ابننا المقداد في احد معسكرات الخدمة الالزامية وهو الابن الوحيد من الذكور بين اخواته , ففجعنا للحادث واطلقنا صرخاتنا مطالبين بكشف المستور والقبض على الجناة وتقديمهم لمحاكمة عادلة تتناسب مع شناعة الحدث علها تضع حدا للعبث بارواح المواطنين , ولكن هيهات ,, لاحياة لمن تنادي , اندثرت الاحداث في طي النسيان ولحقت بقضية عوضية ومن قبلها عبد السلام وغيرهم , والتناسي هذا لاشك هو الذي يدعو مليشيات العصابة الحاكمة للمزيد من الدمار والمزيد من القتل والترويع . الرحمة والمغفرة للمقداد والصبر والسلوان لاسرته التي لازالت تلاحق المحاكم بحثا عن عدالة تزيل الدمع من محاجرهم . الصحف اليومية (موالية ومعارضة ) اوردت اخبار جامعة الجزيرة كانها حدث عابر , ونقلت التفاصيل كما اوردتها (وكالة السودان للانباء ) دون اي مجهود صحفي او تحقيقات او تقارير قد تفيد القارئ , بل عملت على طمس الحقائق بصورة متعمدة اكسبتها سخط القراء , بينما الصحيفة الوحيدة التي اعطت القارئ معلومة اضافية هي صحيفة القرار الناشئة حيث ذكرت ان عمق الترعة لا يتجاوز المتر الواحد , كأنها تشير للقارئ ان الموت غرقا غير وارد في الحدث , وهي بالطبع حقيقة . اما الاجهزة الاعلامية الاخرى مرئية ومسموعة فقد فقدت مصداقيتها منذ أمد ولا نعول عليها مقدار حبة خردل . من اعظم ايجابيات هبة الامس , خروج جميع المدن في توقيت واحد دون اي تنسيق الشئ الذي يلفت الانظار الى ان شعبنا لازال بخير يرفض الظلم ويقابل الاعتداء بما يجب فان صبر على الاوضاع الاقتصادية والسياسية المنهارة فانه حتما لن يصبر على ما يمس العزة والكرامة , ومن الايجابيات التي تفاجأت بها شخصيا , انضمام عدد مقدر من افراد القوات المسلحة للمتظاهرين والهالف معهم في منظر ابكى بعض العيون , وسانحة اخرى شاهد المتظاهرون فيها بعض رجال الشرطة يرفضون التصدي لابناء الشعب وهم يعبرون عن عارم غضبهم تجاه ما حدث , ويبدو ان بعض الضمائر ما زالت صاحية .. لها التحية . اما اعظم سلبيات الامس فهو غياب حزبي السيدين عن الساحة ولن اخوض في هذا التقصير فلا اظنهما يستحقان حرفا واحدا مما نسطره نحن او غيرنا , وكفى .