ماللاثر الديني من وقع في نفوس الناس من تعبد واستيقان في عقيدة يتبعها او يستعبدها لتكون له منقذ من هموم الحياة والخلاص من مشاكلها بالمفهوم كان سطحي من اجل مصلحة اومنفعة تدر عليه الاموال, او مايكون لها وقع قهري تدخل في حقيقة الخوف من سلطة رجال الدين ,او ما يكون انغماس روحي واقتداء اخلاقي يؤمن بمبادئها وتكون له مرأة يعكس تطبيقها في الممارسة ,هذه الاشكال الثلاثة تقسم طبيعة الانتماء لأي دين او مذهب اوطائفة او حزب في مضمار تكوين المجتمعات في مختلف تنوعها , في المذهب الشيعي الاسلامي هناك نوع تتفاعل معه وتتجسد في انقياد المجتمع الشيعي نحو مبادئ اسلامية من خلال رجال وصلوا بمفهوم التعبد عند فكر الناس الى مرحلة من التكامل الروحي والاخلاقي حتى اصبحوا من القداسة بالركوع والخنوع والتسليم تقف خطوط من البشر لهذه القداسة ... نحن لانريد ان نطول او نعرض في كيفية انبلاج المذهب ووقت ظهوره ومن هم قادته ورموزه الاوائل حتى لاندخل في متاهة عراك المذاهب واللغط في الروايات ... بل المهم هنا نريد ونحن من المذهب الشيعي ان نذكر الدور الديني لقادة الشيعة من مسمى مرجعية فقهية او اصولية واثرها الوقعي في متغيرات الساحة المجتمعية ومستحدثات يمكن ان تتخالف مع توجهات واصوليات المذهب الشيعي واهله, فمثلا المجتمع العراقي بعمومه الذي تحكمه الاصولية الشيعية ومسميات حوزوية من مدارس دينية وغيرها عودت الناس على اتباع نهج خاص وهو ما يسمى (خذها مسلمة) بدون ان تعطى للمكلف التابع اي فرصة لماهية المسألة وهومايطلق عليه "بالانقياد الاعمى" وحرمة الرد او السؤال؟ او تأجيج العاطفة لأمر يمس عقيدة الشخص فيكون الاندفاع سريعا والاستجابة اسرع في تحقيق مراد الامر فتتحقق المصلحة في ذلك...؟ العراق يمر الان بمرحلة المخاض في تكوين دولة على اثر دولة بعد احتلاله في 2003 وما افرز الاحتلال من تغييرات بيئية داخلية وخارجية على قضية الدور الديني في العراق ومرجعياته وتباينت المواقف لتحديد المدى السلطوي وابعاده في حياة المواطن العراقي الشيعي بشكل خاص باختلاق هرم واحد تعلق عليه راية الاتباع , هذا الهرم استطاع قبل الاحتلال ان يبرز في سلطة البعث ليقف معها موقف الناصح والمعين لكن على طريقة الصمت المهين..؟ كلنا يعرف مرجعية السيستاني وماهيتها وثوابتها ونهجها في ادارة الامر الديني على مطبات العقل العراقي وتعرجاته في التفكير وعبادة االاشخاص كنوع من التقرب الالهي لهؤلاء ... قلنا ان موقف المرجعية بعد الاحتلال تغير تغيرا جذريا من مرجعية فقهية تٌعبد بفتاوى هرمت لان ليس لها ناتج جديد يحاكي التطور الفقهي المستحدث فأفلست منه واتجهت الى اكتشاف جديد يعيد ماء فقهها المتميع بخرافات الماضي الاهو نصرة ديمقراطية الاحتلال بثوب الانتخابات وصناعة فقه جديد اسمه فقه الانتخاب لتعطي مشروعية تحشرها في شريعة الله وانبيائه ما انزل الله بها من سلطان وخلق سلطة تواكب عصر الديمقراطية الجديدة بثوب يدر عليها المليارات من الاموال لأمعيةمن احزاب وتكتلات هزيلة رفعتها فتواهم جُبلت على الفساد والابداع فيه بأسم الدين والمذهب حتى صار العراقي لايعرف الا بصناعة الفساد بتركيبة الازمات وخلق المعضلات في تحويل الفكر الديني الى منظومة تجارية بحتة تلبس عمامة الفقه الجديد وصار قادته رجال اعمال يحملون بدل الكتب حقائب الذهب ؟ وبناء حوزات روادها العاهرات بعنوان المتعة ؟ ولبس السواد من اولويات المناسبات في استغلال الوفيات لاهل بيت الرسول (ص) وخاصة في عاشوراء وقتل الحسين (رض) لاستمالة الناس بهذه المناسبة وتخديرهم وابعادهم عن الخط الحقيقي لثورة الحسين ومبادئه الاصلاحية وقلبها الى مبادئ انحرافية مزوقة بالخداع وليس للاخلاق مكان عند هؤلاء لتكتمل رسالة عالمهم السيستاني بكتاب عنوانه" فقه الانتخاب وشرعنة الفساد وبعده الانقلاب" !؟