بسم الله الرحمن الرحيم شطة بخمسة مليون جنيه ...يامفتري!!؟ قبل وقت قريب ، وفي سابقة لعلها لم تكن الأولي ، ولن تكون الأخيرة ، طالما ظلت الإنقاذ وحكامها ومريديها يتشبثون بالسلطة ويسلكون نفس سلوك " اللهط" المعتاد ، وجد أحد المسئولين فاتورة بخمسة ملايين جنيه عبارة عن قيمة شراء " شطة " ضمن قائمة فواتير لوازم مواد غذائية تم تجهيزهها بمناسبة زيارة بعض المسئولين " الكبار" للولاية . طبعا لم يتم التوقف عند هذه الفاتورة كثيرا فقد حضر الضيوف وضربوا " الفطور" وقفلوا راجعين بعد سويعات من قدومهم بعدما " أنجزوا " مهمتهم !!. ربما يكون ذلك شيئا عاديا في أدبيات الحزب الحاكم ، فأينما حل " مسئوليهم في أي ولاية ، لابد من الإحتفاء بهم إيما إحتفاء ، ولابد أن " يأكل " الجميع ، الضيوف ، وأصحاب الوليمة ، ومعديها ، ولابد أن توثق الكاميرات هذه الزيارات " الميمونة" التي أحرزت " إنجازا " في سجل الحزب الحاكم . وعلي العكس من ذلك ، فإذا كان هناك ثمة قوانين مطبقة تحفظ المال العام ، فإن هذا التوثيق يمكن أن يؤخذ كدليل إدانة يثبت مدي البذخ الذي يعيشه هذا الحزب في كل وقت ... حتي في أوقات الأزمات !. يا مثبت العقل والدين.... شطة بخمسة مليون جنيه في وجبة واحدة؟!! ، والبلاد تمر بأزمة مالية طاحنة ، في الوقت الذي يطلب فيه البرلمانيون والدستوريون ومدراء مواقع " اللغف" زيادة مخصصاتهم الخرافية أصلا ، بينما ليس لديهم منهج الا " النفاق" في مقابل التغاضي عن مسارب الحق وتقويض صروح العدالة ، فيما نري ، علي الجانب الآخر من " كوميديا شطة " الجبنيت " الساخرة هذه ، معلمين لم يتقاضوا رواتبهم منذ شهور ، وأدوية منقذة للحياة شبه معدومة، وإن وجدت فهي غالية الثمن ، وسوق يزداد إستعارا يوما بعد يوم وثلة المنافقين من الحزب الحاكم ومن والاه يرفع التمام يوميا بأن البلد في أحسن حالاتها والناس يرفلون في نعمة " الانقاذ " ويلهجون لها بالثناء والدعاء . ويستمر " التغافل" الغير مكترث من جانبنا ، و"الاستغفال" المتعمد من الجانب الآخر علي هذا النحو بشكل شبه يومي ويمعن وزير المالية في " غيه " بالاستمرار في " ترتيق" ميزانيته من عرق وكد ومال الأغلبية الصامتة من الشعب ، وكأنهم هم الذين افرغوا " الخزنة " وهم الذين " نهبوا " أموال البترول ، وهم الذين "ضربوا الكومشن" من الصفقات الحكومية ، وهم الذين باعوا خط "هيثروا"ودمروا البني التحتية والفوقية ، وهم الذين قوضوا أيضا مشروع الجزيرة ، وكل اللوم يقع عليهم دون غيرهم لأنهم هم " الشعب" والحكومة " الرشيقة " !! ... كما هو معلوم للحزب الحاكم الذي أتي بها، لا تخطئ أبدا وهي دائما علي حق ، وأن كل منسوبيها من " الأطهار" و " الأخيار" لا يأكلون السحت والمال الحرام!!. في صباح يوم أمس الأغر ، ذهبت الي السوق حاملا خمسون جنيها تبضعت بها وعدت بكيس ، ليس به " لحمة " وجنيهين إثنين ، هما كل ما تبقي من هذه الزيارة " التاريخية" دفعتهما لسائق الركشة بعد " تحنيس" كي يوصلني الي أقرب مكان لمنزلي وحمدت الله كثيرا علي نعمه وفضله ، فهناك غيري لا يجد ما يقتات به لأنه ببساطة لا يجد من يأخذ له بحقه من أهل الجور والظلم. ينبغي بعد الآن الا تكون مقولة طيب الذكر المرحوم الأديب الطيب صالح " من أين أتي هؤلاء" شماعة نعلق عليها المصائب والنكبات والمحن التي نعيشها كل يوم ، فذلك يستدعي أن نسأل أنفسنا ، وقد أدمنا الفشل أيضا : من أين أتينا نحن ؟ فظرفي الزمان والمكان واحد والفرق الوحيد أن هناك " لاعبين " وهناك ايضا " ملعوب عليهم " وهناك متفرجون ويمكن أن تتبدل الأدوار في أي لحظة إذا ما توفرت فقط عناصر " التغيير" . وبما أن كلنا يعرف معني الآية الكريمة المشروطة بالأسباب المؤدية إلي التغيير ولا نحدثه ، فإننا يجب أيضا أن نلوم أنفسنا ، إذ ، ليس لدينا إرادة حقيقية لتحقيق التغيير المنشود بعد ، فلا اللاعبين مستعدين للتخلي عن أدوارهم (ليس حبا في السلطة هذه المرة ، وإنما خوفا من الحساب ) ولا الملعوب عليهم مستعدين للتخلي عن نفاقهم لأن مصلحتهم تمنعهم من ذلك ، أما المتفرجون ، وهم الفئة الأكثر والأضعف ، فلا حول ولا قوة لهم الا بالله ، بعدما تاجر الجميع بقضايهم واثري علي حسابهم . تري..!! من يأتي لهم بحقهم غير " رجال " يعرفون معني هذه الكلمة بحق ؟!. يا وحي ... أن تكون "الرجولة " أيضا قد إضمحلت في هذا البلد!!. لقد إنقرض الزمن " الجميل " برجاله ولم يعد هناك غير الشباب .... أمل المستقبل وروح التغيير. اللهم أعنهم وخذ بيدهم وثبتهم وأنر لهم طريق الحق ، فإنا لم نقدم لهم ، ولا لأنفسنا ، ولا لوطننا الذي تكرمت به علينا غير الصلف والعجرفة والغرور ومعهم الكثير من الجبن والتقاعس والخزلان، وإنا بغير عفوك وغفرانك ورحمتك لهالكون . الدمازين في:2012/12/22 محمد عبد المجيد أمين(عمر براق ) [email protected]