عالم فلك يفجّر مفاجأة عن الكائنات الفضائية    فيتش تعدل نظرتها المستقبلية لمصر    السيد القائد العام … أبا محمد    اتصال حميدتي (الافتراضى) بالوزير السعودي أثبت لي مجددا وفاته أو (عجزه التام الغامض)    تمندل المليشيا بطلبة العلم    الربيع الامريكى .. الشعب العربى وين؟    الإتحاد السوداني لكرة القدم يشاطر رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الأحزان برحيل نجله محمد    ((كل تأخيرة فيها خير))    هيفاء وهبي تثير الجدل بسبب إطلالتها الجريئة في حفل البحرين    قطر.. تنظيم دخول وخروج الوافدين وإقامتهم الصادرة    وصف ب"الخطير"..معارضة في السودان للقرار المثير    والى الخرطوم ينعى نجل رئيس مجلس السيادة    قبل قمة الأحد.. كلوب يتحدث عن تطورات مشكلته مع صلاح    دراسة تكشف ما كان يأكله المغاربة قبل 15 ألف عام    مستشار سلفاكير يكشف تفاصيل بشأن زيارة" كباشي"    وفاة محمد عبدالفتاح البرهان نجل القائد العام للجيش السوداني    شاهد بالصورة والفيديو.. فنانة سودانية تحيي حفل غنائي ساهر ب(البجامة) وتعرض نفسها لسخرية الجمهور: (النوعية دي ثقتهم في نفسهم عالية جداً.. ياربي يكونوا هم الصاح ونحنا الغلط؟)    شاهد بالصور والفيديو.. حسناء سودانية تسخر من الشباب الذين يتعاطون "التمباك" وأصحاب "الكيف" يردون عليها بسخرية أقوى بقطع صورتها وهي تحاول تقليدهم في طريقة وضع "السفة"    نانسي فكرت في المكسب المادي وإختارت تحقق أرباحها ولا يهمها الشعب السوداني    قائد السلام    واصل تحضيراته في الطائف..منتخبنا يؤدي حصة تدريبية مسائية ويرتاح اليوم    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    دعم القوات المسلحة عبر المقاومة الشعبية وزيادة معسكرات تدريب المستنفرين.. البرهان يلتقى والى سنار المكلف    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة حديثة تعلن بها تفويضها للجيش في إدارة شؤون البلاد: (سوف أسخر كل طاقتي وإمكانياتي وكل ما أملك في خدمة القوات المسلحة)    الأمن يُداهم أوكار تجار المخدرات في العصافرة بالإسكندرية    موعد مباراة الهلال والنصر في نهائي كأس الملك !    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الخميس    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الخميس    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الخميس    العقاد والمسيح والحب    شاهد بالفيديو.. حسناء السوشيال ميديا السودانية "لوشي" تغني أغنية الفنان محمد حماقي و "اللوايشة" يتغزلون فيها ويشبهونها بالممثلة المصرية ياسمين عبد العزيز    «الذكاء الاصطناعي» بصياغة أمريكية إماراتية!    مؤسس باينانس.. الملياردير «سي زي» يدخل التاريخ من بوابة السجن الأمريكي    الموارد المعدنية وحكومة سنار تبحثان استخراج المعادن بالولاية    فينيسيوس يقود ريال مدريد لتعادل ثمين أمام البايرن    الحراك الطلابي الأمريكي    تعويضاً لرجل سبّته امرأة.. 2000 درهم    أنشيلوتي: لا للانتقام.. وهذا رأيي في توخيل    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قوش : حبة فوق وحبة تحت....شركة المخابرات ذات المسؤولية المحدودة – ذ م م !! – (1)
نشر في سودانيات يوم 08 - 01 - 2013


عبدالرحمن الأمين
[email protected]
الفصل الأخير: بروفايل قوش أو الصندوق الأسود
كان الاسم في شهادة الميلاد هو صلاح عبد الله محمد صالح الي ان ناداه أترابه بقوش اعجابا بما حسبوه بسطة في الذكاء وتوقد الذهن . أما لوكالات الانباء فهو ، ومنذ 22 نوفمبر الماضي، الصندوق الاسود للانقاذ بعد ان قذفه ملاحو القيادة من نافذة مركبة تتهاوي للسقوط .
سنواته كتنفيذي بالجهاز هي كراسة لمحن الانقاذ كافة : استجلاب بن لادن في 1991 سرقة أمواله ثم طرده بعد 5 سنوات ، الاعتماد علي دعم مصر السياسي والاقتصادي في 1990 ثم محاولة قتل مباركها بعد 5 سنوات ، حماية ضيوف المؤتمر الشعبي العربي الاسلامي في 1991 واستضافتهم بدولة الخلافة الاستوائية ثم الغدر بهم وتسليمهم للسي أي اي ، الولاء والبيعة للشيخ الترابي ثم الانقلاب عليه وحبسه في 2001 واتهامه بقلب نظام الحكم في 2004 ، اشعال غابات الجنوب وهوس التزويج المجاني لشبابنا بمعسكرات الدفاع الشعبي بالسودان وطمث دلفري الحور العين بالجنة ، توقيع ماشاكوس ثم نيفاشا في 2005 وفصل الجنوب في 2011، اشعال دارفور في2003 بحجة سيادة الدولة ثم القبول بأكثر من 30 ألف قبعة زرقاء في 2006.. والصمت عن الفشقة وحلايب وخريطة مسنمرة في الانكماش . وقف الي جوار البشير يهز ويتوعد ، وما ان لاح شبح الجنائية وتكشفت القائمة بدأ في توريط بشيره ومخارجة نفسه ، فانصاع للشيطان الاكبر ! بدأ حياته بلا صورة ، وبرسم مجهول ، ولم يطل علينا بوجه نعرفه الا مع الراحل نقد في 2005 !
درس الهندسة لكنه برع في الشمار! عمل في نخاسة المعلومات والكذب والتأمر . بالغش اشتري الولاء ، وبالكذب زور مصداقيته ، وبالاموال أفسد الناس . عاهد الذمم صباحا وسرب في الظهيرة معلومها .. وتنكر لكل شئ مساءا .هتك معصوم الاسرار وتلهي بما عرف ، وتكسب مما عرف . تاجر بالتجسس وتلذذ بالتحسس وابتز الضحايا بما عرف فهابه الاصدقاء قبل الاعداء . بيانه بالعمل كان اللاءات اللاسودانية “لا للشفقة ...لا للاخلاق ..لا للانسانية " . تحاشاه أقرب رهطه وتهربوا منه فله من خصال دود الفضلات نصيب وافر – عفونة متأصلة تقدح بعد حين . عرف خاصته ، بمن فيهم رئيسه، انه كائن البالوعات المتعيش علي نجاسة عورات الناس وافرازات شهوة الكرش والفرج . لذا لم يأمنوه أبدا . مهنته هي حالة عمل دؤوب لفضح ماستره الخالق ، فأبدع . تخصص في تدمير الحيوات أما بقطع الرقاب أو الأقوات ، أو العقوبتين معا . اشترط علي من يلتحق بخدمته ترك قلبه وآدميته ووصايا الامهات والحبوبات والاباء بالبيت والحضور لجهازه بلا أخلاق وأغراب عن موروث النبل السودانى فعرفنا به العميد البطل ود الريح والعقيد الصنديد مصطفي التاى وقوائم من الشرفاء .عاث فسادا فتفرعن وتجبر. نبغ في كسر النفوس واستنباط ويلات جعلت أسراه يدعون علي أنفسهم بالموت . أستخدم الدبر والفرج كأسلحة دمار شامل فأصبح الاغتصاب عنوانا لمكاتبه الرسمية ، فتصدرت السرائر والشراشف قوائم مشترواته من الأثاث المكتبي! أنفق بكرم علي دورات ابتعاث منسوبيه الي اكاديميات التعذيب الايرانية والبطش الصيني وكل مكان يصرخ شعبه من ظلم الحاكم ، لم ينسي عقد ورش تطبيقية محلية للتدريب علي أخر تقنيات التنكيل والتعذيب .
تاجر بلفافات المعلومات ، وتعاطاها بشبق ..قبض من وزارة المالية المليارات وسالت أموال الشعب بين يديه وادراجه ، فأنفقها بتعظيم شرها وتقليل خيرها .منذ تعيينه بالجهاز في بداية التسعينيات تقافز قوش علي حبال متداخلة. أما مهاراته الابليسية فأزهرت مع تدفق النفط علي عروق ميزانيته . باع واشتري بلا مساءلة ولا مراقبة أو تدقيق محاسبي . هابه وزير المالية ، وخاف منه وزير العدل وسعي لكسب وده محافظ بنك السودان وتحرج منه المراجع العام وهاتفه رئيس القضاء لتحيته صباحا . فتورم وانتفخ غرورا ! يوم 14 يوليو 2007 ذهب لمقابلته “الطبيب"غازي صلاح الدين ليطلب منه السماح بأدخال أدوية باطنية مهمة لزوج شقيقة زوجته (عديله) مبارك الفاضل المهدي ، فاعتذر عن استقباله بمكتبه وأكتفي بالتحدث اليه بهاتف رقيب الاستقبال بالبوابة ! حضر مصطفي اسماعيل لتعزيز طلب غازي طالبا التوسط بالسماح لأدوية مبارك بحجة ان الرجل مريض جدا وسيجري جراحة بالقولون . لم يكن حظ طبيب الرحي الثاثة بأحسن من حظ العديل فرفض الطلب واعتذر عن المقابلة ! ذهب “القياديان " يشكوانه للرئيس ، قال لهما أمير المؤمنين(حاولوا تتفاهموا معاه ..أمشوا حاولوه تاني ) !
دخل المخابرات وطلق الهندسة فأصبح الطرة والكتابة في البنكنوت ..
رئيس مخابرات اتي في زمن الفورة النفطية الطارئة وغادر في زمن الفقر المعتاد . ظنه بنفسه انه جيمس بوند أو شرلوك هولمز ، وحبذ ان يكون كولمبو ببدلات تم تعديل مخيطها وراثيا ليسع أجهزة التسجيل والتصنت ! هو اسامه عبدالله آخر ، رجل فوق القانون . فالسودان بعد 31 أغسطس 1999 قال وداعا للفقر ، مؤقتا ! دخلنا نادي النفط بتصدير أول شحنة من بترولنا . خلف قوش قطبي المهدي بالجهاز في 2000 وميزانيته 186 مليون دولار ، وغادر في 2009 وقد قاربت مخصصاته 800 مليون دولار ، فأثري هو ومن معه لأحفاد الاحفاد! أقيل في زمن الضيق وأزمة مالية عالمية طاحنة وميزانية مقسومة علي نصفين قبل انفصال الجنوب بعامين. ترك لمحمد عطا التصريحات الذى اعلن يوم الاحد 16 اكتوبر 2011 ان جهازه ( وافق علي استقطاعات في ميزانية 2012) اعلان أغرب مافيه انه ، كعادة الانقاذ، خبأ حجم الميزانية الأصلية ، وحجم الاسنقطاعات ، فليس من حق شعبنا أن يعرف منهم حتي وان تدفقت اسرارهم في شوارع العالم البحثي .
ذكرت ربيكا هاملتون الباحثة بمركز بولتزر في دراسة لها بتاريخ 13 سبتمبر2010 مانصه ( وفقا لبيانات نشرتها حكومة السودان فان العوائد النفطية بلغت حوالي 2.8 بليون من ميزانية العام الماضي2009 ، أي حوالى 60% من ميزانية هذا العام ). واذا استخدمنا نسبة 37 % المخصصة للأمن يكون للجهاز ميزانية مقدارها 756.75 مليون دولار أنفقها قوش علي الرواتب والمخصصات وأدوات القمع والنهب عبر شركات الجهاز الخاسرة ، داخل السودان وخارجه !!
وفي شارع آخر تتكوم المعلومات “السرية " في انتظار من يريد .فيقول تقرير بعنوان (ميزانية الدفاع ، السودان ) من اصدارات “جينز سينتل لتقييم مخاطر الاقطار “،وهو مصدر متخصص في الشؤون الأمنية والعسكرية والسياسية والاجتماعية لأكثر من 190 دولة ويحظى بمصداقية مخباراتية عالية ، انه في الفترة مابين 2006 -2011 فان الانفاق علي الدفاع في السودان " ويشمل الي جانب الجيش ، الأمن والمخابرات " ارتفع من 500 مليون دولار الي 1.5مليار دولار، أي بأكثر من الضعف !" طالع التقرير علي هذا الرابط http://articles.janes.com/articles/J...get-Sudan.html
بث المركز السودانى ، ذراع البصاصين الاخباري ، نبأ استقطاعات عطا متحدثا عن اجتماعات وزارة المالية بالجهاز (مشاورات الوزارة لم تواجه أية صعوبة أو عقبات تُذكر في النقاش حول تخفيض ميزانية الجهاز، قد امتد الحوار إلى نقاشات حول إدارة الموازنة العامة للدولة وزيادة الإيرادات والترشيد في الصرف الحكومي.وأكد رئيس دائرة الشؤون المالية بالجهاز أن المشاورات التي أجراها جهاز الأمن والمخابرات مع وزارة المالية أثمرت عن اتفاق كامل لتخفيض ميزانية الجهاز، وأشار إلى أن الجهاز ومنذ العام الماضي 2010م، اتبع سياسة الترشيد المالي على (3) مراحل لمدة عام من سبتمبر 2010م إلى سبتمبر 2011م دون أي تأثير على عمل وانفتاح الجهاز داخلياً وخارجياً.وكشف عن استيعاب جهاز الأمن والمخابرات الوطني ل (21) ضابطاً مالياً من خريجي الجامعات، متخصصون في المحاسبة ولديهم خبرات واسعة أسهموا بصورة جيدة في إدارة موارد الجهاز) .
تأمل بالله عليك ! فريق من وزارة المالية يذهب للتباحث حول الاستقطاعات والتقشف ، فيحاضرهم علماء الجهاز عن سبل ادارة الموازنة ! يتحدثون معهم عن التخفيض ، فيعين الجهاز 21 ضابطا جديدا ! ثم ..انتبه لهذه البدعة المحاسبية المسماة “ادارة موارد الجهاز " ! فما هي الا غطاءا فضفاضا لللصوصية عبر شركات يملكها ويديرها جهاز يفترض فيه ان ينشغل بالمخابرات وحماية أمن الوطن ، لا السوق وصفقاته !
الانقلاب علي قوش تم قبل 3 سنوات .....مع وقف التنفيذ !
الانقلاب الحقيقي علي قوش جري يوم 14 أغسطس 2009 باقالته من الجهاز وتعيينه بالقصر . أما الاعلان فقد تأجل 3 سنوات ، الي ليلة القبض عليه يوم الخميس 22 نوفمبر 2012 ! 3 سنوات وهم يتحينون الفرصة للانقاض عليه ، الي ان ظفروا به .
لخلع قادة الجاسوسية قاعدة راسخة . مؤداها انه يتعين التذاكي عليهم كما الاطفال لنزع ما أعتبروه ملكا لهم بوضع اليد المسنودة بالبكاء والعويل . فالحيلة المجربة ، للاسترجاع أو الخلع ، تبدأ ببذل وعود خادعة وطمأنيينة زائفة ...ثم الانقضاض علي الهدف ! هذا عين مافعله المجلس العسكري الانتقالي المتوجس من القوة الضاربة لجهاز أمن الدولة ابان انتفاضة 1985. ذهب سوار الذهب لمبني الجهاز وأصطحب في سيارته " بحميمية" اللواء عمر محمد الطيب ،رئيس الجهاز ، بدعوى حضور اجتماع بالقيادة العامة – وهناك أقالوه . استدعوا اللواء كمال حسن أحمد ، نائب “شيخنا"، ورقوه رئيسا للجهاز ! ألبسوه الجديد ووقفوا لتحية ماأضافوا علي كتفه من نحاسيات وجرتقا أحمر حزموا به طاقيته العسكرية. ظن أنه حقق حلم حياته ، فانصرف للعمل مُبْتَدِئًا بتزويد المجلس الانتقالي بما علم من تجهيزات ومعلومات ونبش ، بهمة ، في ادارج اللواء عمر بحثا عن مالم يعلمه من أسرار. أنجز المهمة في أيام قلائل بكفاءة ونقل أسرار رئيسه السابق الي طاولة عسكر أبريل . ساعدوه في رسم خطط تفكيك الجهاز وتسريح ضباطه ، فانصاع للاوامر . عندما أطمأنوا تماما من خلع أنياب الجهاز ، أرسلوه لمنزله (بميم) المعاش وعينوا الفريق السر اب احمد مكانه !(للاستزادة طالع الاضاءات القيمة التي دونها العميد هاشم ابو رنات في كتابه “اسرار جهاز الاسرار").
دفع الانقاذيون بالمتزلج قوش علي ذات المضمار ، ليتزحلق من القمة للقاع . بدأت اللعبة يوم 14 اغسطس 2009 فهوى بسلاسة من رئاسة الجهاز ليصبح مستشارا للرئيس للشؤون الامنية( وليس مستشارا للأمن القومي).صبروا عليه الي تلك الساعة المتأخرة من ليل 27 ابريل 2011 ، خمسة أيام فقط بعد تلاسنه مع رئيسه السابق بالجهاز ، د. نافع علي نافع. فسحبوا الصاعق عن مقذوف نيتهم باقالته من الجهاز وتجريده من كل شئ ! 5 أيام من استعراض اعلامي قصير لعض الاصابع مابين الرجلين وانتهي العرض بتدحرج رأس قوش مفصولا عن جسد النفوذ والقوة . ومن ثم بدأ الاعداد للشوط الاخير ، أو الشوتة الاخيرة ، لافرق . 19 شهرا من التخطيط السري وتتبع أسفاره المتكتم عليها ، أطبقوا عليه وهو عائد للتو لداره من احتفالية تراثية بنادي الزومة بمناسبة صعوده للدرجة الاولي . أيام لاحقة ، وبدأت مغسلتهم تدور نتظيغا لجيوبه . فنفضوا محفظة أل قوش البنكية في السودان من مسروقات عرق الكف المليارية خلال 20 عاما . ولادة لستحواذ ناجحة ، لكن الوحم كان لطفل سمين بالعملة الصعبة يولد بحسابات قوش الخارجية ، الطافي منها بمصارف الافشور والراسي في اليابسة . وحم ولعاب يسيل علي أمواله المكنوزة في بنوك دبي والدوحة وكوالامبور والمنامة وأديس أبابا ونيودلهي وبكين! سيواجهون قطعا مشكلات قانونية كبيرة ان هم خاطبوا تلك الدول لكشف حساباته أو تجرأوا بالطلب من سلطاتها ارجاع المسروقات المليونية . فتلكم بلدانا لها تقاليد مصرفية محترمة لا تصلح فيها همبتة صلاح كرار لكشف الحسابات أو المصادرة بلا سند قضائي ملزم . بلا شك يرجح بعضهم الدخول في مقايضة مليارية دولارية كتسوية ، شبيهة بمافعل عمر عبدالعاطي مع خضر الشريف عقب الانتفاضة (20 مليون دولار ) . ويقول هؤلاء انهم قد لا يحتاجون لملاحقة أمواله بالخارج ان ظفروا بتنازل منه عن عقاراته ومنقولاته ومديونيته المستحقة لدي حكومة السودان ، وآخرها ضماناته البنكية بالخليج لتوريد 35 شحنة جازولين ( والشحنة الواحدة هي حمولة باخرة بما قيمته 38 مليون دولار )! غير ان مثل هذه الترجيحات تظل بنظرنا كقراءات كف لا سند أو قيمة لها
خناجر أهل المخابرات...لا تعاف اللحم وتفضل الرقبة !
ماجري لقوش في 22 نوفمبر ، هو ذاته ماتخصص فيه قوش من افتعال للتهم والصاق الدليل الكاذب بالابرياء واستصدار اذن بالحبس وسلب الحريات ..ثم الفتك بالخصوم .
سبحان الله !
تطابقت التمثيلية التي اخرجوها ، حافرا بحافر ، بأخري من أخراج قوش نفسه يوم السبت 14 يوليو 2007 . فيومها اعتقلت أجهزة قوش مبارك الفاضل المهدي ومعه 13 من قيادات حزبه ، عسكرا ومدنيين . خرج نافع مستشار الرئيس السوداني ، آنذاك ، ليقول في 16 يوليو ان قوي معادية للسودان وتحديدا أميركا “ذات صلة ....بمحاولة تخريب كان يعتزم رئيس حزب الأمة/الإصلاح والتجديد مبارك الفاضل القيام بها.وأضاف نافع أن هذه المحاولة (كانت تتضمن خططا لاغتيالات سياسية في البلاد) .
نفس الملامح والشبه !
بثت سونا مانصه " أن الأجهزة الأمنية علمت بالمؤامرة منذ أبريل وقررت التدخل السبت لضمان أمن البلاد". بعد 5 أشهر من الحرمان من كل حق له ، بل وحتي الدواء وزيارات الاسرة ، قام وزير العدل محمد علي المرضي بشطب الاتهام الموجه إلى مبارك الفاضل المهدي . لماذا ؟ قال “لضعف البينة " وأمر باطلاق سراحه فورا مقررا انه وبعد باطلاعه على اقوال المتهمين والاعترافات لم يجد غير افادة من المتهم الاول اللواء محمد علي حامداشار فيها أنه زار مبارك بمنزله طالبا دعما ماليا الا انه اعتذر له ...وكان ذلك هو الاجتماع الوحيد الذي تم بينهما!
اسم اللعبة : فن رمي الجوكر بايظ !
نخلص ، اذن ، للقول ان استهداف قوش كان كاشهارات القرافتي علي جدر وحوائط المدينة ، بكل الالوان ، ولم يكن سرا. كان المطبخ الأمني للانقاذ يعد لوجبة كبيرة ، أو هي مباراة التهام الخصم . وقف قوش في ركن من الحلبة وخلفه وجوه منقبة بعباءات مظلمة ، وفي الركن الاخر نافع وقطبي ومنقبون أخرون ، أيضا تلفهم ظلال وعتمة !
ان طالعت صحف الصباح ، بعيون المؤامرة ، فستفهم كل شئ.
مثلا ، بعد اقالة قوش باسبوع واحد نقلت صحيفة (الوطن ) يوم الخميس 4 مايو 2011 حوارا مع قطبي المهدي تظنه لوهلة تشنيعا من ضرة شامتة وحانقة أكثر من كونه مرئيات مسؤول رصين العبارة . عرفته الوطن بصفته الرسمية ك(أمين امانة المنظمات وعضو المكتب القيادى فى الحزب) ونقلت عنه قوله (ان التمدد والتضخم والطموحات الزائدة كانت وراء اقالة قوش ) ! ومضت لما نصه (واكد المهدى ان ملاحظات عديدة احاطت بنشاطه ودفعت الى تقييم تصرفاته مؤكدا ان الرجل كان يرتب نفسه لرئاسة جمهورية السودان واضاف " التحليلات توصلت الى ان قوش وبعد ان سرت تصريحات بان الرئيس لاينوى الترشح مرة اخرى .. كان ضمن اخرين يرسم لان يكون فى هذا الموقع . واستدرك قطبى بالقول . موضوع المستشارية يمثل جزءا بسيطا واكد ان مساعد الرئيس نافع على نافع لم يحضر الاجتماع الذى تقرر فيها اقالة الفريق قوش .) انتهي !
ثمانية أشهر من كلام قطبي هذا وتأتينا صحيفة سودان تربيون بالجديد . ففي يوم السبت 13 يناير 2012 قالت ان قوش خاطب احتفالا لأبناء مسقط رأسه بالشمالية المقيمين بالعاصمة .سألوه عن اسباب ابتعاده عن دائرة الضوء، قال (إن ابتعاده عن العمل العام يأتي لأسباب موضوعية ووعد بان يكشف عنها في الوقت المناسب).
اذن ، كان يعرف بالامر !
السؤال المشروع هو : ياتري اين ذهب دهاؤه؟ فهذا رجل ترك اسمه و تمخطر بكنية ألصقها به أقرانه ، اسم استاذه الهندوسي في علم الرياضيات ، تدليلا علي ذكائه الخارق ..كيف فات عليه ان القوم يأتمرون به ؟
لا ندعي معرفة بطرائق تفكير رجل المخابرات الثري . لكنا ندعي فهما وتسليما بقول الحق جل وعلا القائل ﴿ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) “الحج – 46″. فأقوال الحكماء تفيض بالكثير من النصائح لأمثاله من الساهين .فمنذ قرون سالفة قالوا أحي قلبك بالاتعاظ بما حاق بغيرك . ونصحوا بتبصير الذات بفجائع الدنيا ودوام التحذير للنفس من صولة الدهر وفحش تقلب الأيام . ذكرونا بتأمل أخبار الماضين وماأصاب أضرابنا ممن سبقونا ، وامعان النظر فيما فعلوا وأين حلوا وكيف انقلبوا وما حل بهم من نقم ونكال – وما عبدالله السنوسي (ليبيا) وعمر سليمان (مصر) ببعيدين !
سيرة قوش هي أول نموذج انقاذى لتقلبات الدنيا وزحف الاقدار، كاتمة أنفاسها بهدوء وسكينة لتقبض ، فجأة ، علي الحرية ومتكدس ودائع السحت المنهوبة ، فتذل الكرامة ببشاعة وفجور !
دارفور ....الكارثة التي ولدت كوارث التدويل والجنائية !
تتضارب الروايات حول بدايات مأسآة دارفور الدموية . فبعضها يؤرخ البداية بعملية «قولو» بجبل مرة عندما هاجم 37 مسلحاً مرافق الدولة في 19 يوليو 2002. بعد قتلهم عشرات النظاميين والاداريين ، وزع المهاجمون منشورات منفستو حركة جديدة اسمها «جيش تحرير دارفور».تحدث المنفستو عن ضرورة تحرير دارفور من «تردي التنمية، والتهميش من قبل حكومة المركز» .أما عثمان كبر، والي ولاية شمال دارفور، فيري ان التمرد بدأ عام 2000 في منطقة «بودكي» عندما قتل احد افراد قبيلة «اولاد زيد» العربية آخرا من قبيلة «الزغاوة». تعاركت القبيلتان وتمرد ابناء الزغاوة فحملوا السلاح وكونوا جيش تحرير دارفور الذي قام في يوليو 2002 بضرب منطقتي قولو وروكرو في جبل مرة . المهم ، ان دارالفور أصبحت ،وبفجائية ، دارا للحرب والمليشيات فدشنت كمنطقة عمليات عسكرية كاملة في 2003 . سيطر الثوار الجدد على قري الطينة وام برو وكرنوى لبضعة أشهر .وفي ابريل 2003 استهدفوا مطار الفاشر، فخلفت المعركة العديد من القتلي العسكريين من الطرفين وكثير من سكان الفاشر الابرياء . تعتبر عملية مطار الفاشر من اكبر العمليات التي قادها ثوار دارفور ضد حكومة الانقاذ وأظهروا فيها قدرات عسكرية متطورة. في اغسطس عام 2003 بدأت المساعي في مدينة ابشي التشادية ثم جولة ثانية في ابشي في 3 سبتمبر. انهار الاتفاق وقالت الخرطوم ان قيام الثوار بتدمير 4 طائرات في مطار الفاشر هو ما ألغي اتفاق ابشي وأفشل المساعي اللاحقة للتفاهم .
أسهم قوش وجهازه كثيرا في قراءة الانقاذيين للموقف الدولي بالمقلوب في بدايات الصراع بدارفور!
لم يحسب هو وحكومته ان فظائع ماارتكبوه من مذابح هناك ستعيد للاذهان تصفيات رواندا العرقية في 1993 فاشتعل الاحساس الغربي بالذنب للتقصيرفي دارفور بأثر رجعي جراء اللامبالاة والمساعي الخجولة لوقف دمويات الهوتو والتوسي . جاءت الصرخة الدولية داوية ومفاجئة للخرطوم وبدأت الاطراف النافذة في التحرك في كل أركان الدنيا ، بدءا من الكونغرس الامريكي ! الوثيقة المنشورة كانت أول رد فعل أمريكي علي مذابح دارفور وفيها أول قائمة باسماء مسؤولين سودانيين يتم التداول العلني لاسمائهم والمطالبة بمساءلتهم . فالوثيقة يتبين من تأريخها ، 5 فبراير 2004 ، انها جاءت بعد عام واحد فقط من اندلاع الحرب . هذه المواقف تطورت المواقف لتفضي الي الجنائية الدولية في 2009 وتطال رأس عمر البشير شخصيا .
بعد هذه الوثيقة أرسل 11 عضو برلماني أمريكي رسالة ثانية للرئيس بوش يتهمون فيها قوش بهندسة سياسات التطهير في دارفور وتنفيذ سياسة الارض المحروقة . بل مضوا ليعرفوا بلاسم 21 مسؤولا عسكريا وقائد مليشيا .طالبوا الرئيس بتجميد أرصدتهم وحظرهم من السفر .كان اسم قوش هو الثاني في القائمة! .
تحركت المياة الراكدة بسرعة .
في 24 اكتوبر 2004 اعلن الامين العام للامم المتحدة ،كوفي أنان،عن تشكيل لجنة دولية للتقصي في احداث دارفور اعضاؤها خبراء من العيار المعرفي الثقيل وبملكات نادرة . ترأس اللجنة القاضي الايطالي انتونيو كاسيس ، بروفسور القانون المتخصص في حقوق الانسان ، وأول رئيس للمحكمة الدولية للتحقيق في جرائم الحرب اليوغسلافية (1993-1997) . من اعضاء اللجنة وزير الثقافة المصري السابق محمد فائق وهو أيضا الامين العام للمنظمة العربية لحقوق الانسان والباكستانية هينا جيلاني التي عملت منذ 2000 كممثلة خاصة للأمين العام لحقوق الانسان. العضو الرابع هو الرئيس السابق لاتحاد المحاميين الديموقراطيين بجنوب أفريقيا ، دميسا نتزبز. أما المرأة الثانية في هذا الفريق الأممي فكانت القاضية تريسا ستريقنر سكوت (غانا) .وفر الامين العام لهذه اللجنة كل ما احتاجته من معينات للعمل وأمدهم بطاقم من السكرتارية المساندة برئاسة المديرة التنفيذية مني ريشماوي ، الي جانب اختصاصيى الطب الشرعي والمحققين العسكريين ومحلليى المعلومات الاستخبارية .بدأ العمل في 25 أكتوبر بمرسوم نص علي الانتهاء من المهمة خلال 3 اشهر فقط ، أي 25 يناير2005.
زارت اللجنة بشخوص اعضائها السودان مرتين ، الاولي مابين 7-21 نوفمبر 2004 والمرة الثانية مابين 9-16 يناير 2005 . عمل محققوها علي مدار الساعة حيثما كانوا . التقت اللجنة بكل شخص ذي علاقة بأحداث دارفور من نائب الرئيس علي عثمان محمد طه والي بعض السجناء والمعتقلين .لم تترك أحدا.
اجتماع لندن : من هنا كانت البداية ....مرحب مرحب يا أمريكا :
سافر مساعد وزير الخارجية الامريكية والتر كارنسشتاينر الثالث من واشنطن الي نيروبي في يوليو 2001 للاجتماع مع جون قرنق ثم التقي بمصطفي اسماعيل سرا في أغسطس .في 11 سبتمبر 2001 حدثت الكارثة بتنفيذا لقاعدة لغزوة برجي التجارة بنيويورك . وقف الرئيس جورج بوش بعصاه الغليظة مقسما الدنيا الي فسطاطين : اما معنا أوضدنا ! انهي خطابه زمان اللطف والدبلوماسية الناعمة ، فالطلبات الامريكية اصبحت كالأوامر العسكرية في الجلافة والصارمة والحزم .حتي باكستان النووية خافت ، فاتصل برويز مشرف باصما علي طلب التعاون . من المتصلين باكرا من حكومات الخوارج كان طبيب الرحي الثالثة ، مصطفي اسماعيل . هاتف وزير الخارجية الامريكي كولن باول ليبلغه انصياع السودان التام واستعداده للتلبية أي أوامر . رد الجنرال بأنهم يريدون ملفات بن لادن والاسلاميين كلها ، لا تقديرا ولا شكورا. هذه التطورات قال عنها ناطق الخارجية الامريكية ريتشارد مايلي ( بعد التفجيرات صدرت تصريحات من السودان نعتبرها ايجابية فقد عرضوا دعما غير محدود أو مشروط . الان نتشاور مع السودان واحساسنا ان تلك المحادثات جيدة وربما شكلت بداية التعاون الذي يسعدنا ونخطط لمواصلته اكثر )! اشطب التذويق الدبلوماسي من هذا التصريح وأضع كلمة انبطاح وستفهم الذي جري منذ ذلك التأريخ فصاعدا . طار نائب قوش بالجهاز ، يحي حسين بابكر، الي لندن للاجتماع بالامريكيين. في 25 سبتمبر 2001 وبالسفارة الامريكية بلندن جلس يحي حسين قبالة مساعد وزير الخارجية للشؤون الافريقية ، كارنسشتاينر ومن رافقه من عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي " اف بي آي" والسي أي ايه. أوامر قوش لمبعوثه هو أن يبيع كل شئ ولا يعترض علي أي شئ ! هذا الاجتماع بسفارة اليانكي ببريطانيا سبق بثلاثة أيام فقط موعد مؤجل لتصويت مجلس الأمن علي مقترح برفع اسم السودان من العقوبات المفروضة عليه منذ 1995 بعد محاولة اغتيال حسني مبارك . المقترح طرحته دولة قطر بصفتها ممثل المجموعة العربية بمجلس الامن –آنذاك – وحشدت له تأييد كل الاعضاء الا الولايات المتحدة التي رهنت موقفها النهائي باجتماع لندن . قطر! . كان يكفي امتناع الامريكيين عن التصويت لتمرير قرار اسقاط العقوبات فكل الاربعة عشر عضو الاخرين موافقون . . تمحور الاجتماع حول آليات تقاسم ومشاركة المعلومات وتسليم الاسلاميين المطلوبين وأي أدلة يطلبها المحققون الامريكيون ( ديفيد روز ، ملفات اسامة 2002). أبلغ كارنسشتاينر يحي بابكر ان جزرتهم ستكون الامتناع عن التصويت بالامم المتحدة فيمرر القرار بلا اعتراض أو استخدام لحق النقض “الفيتو". اشترط تلبية الخرطوم كل طلباتهم . وافق نائب قوش وطلب الورقة ليبصم . في اليوم التالي لاجتماع لندن ، أي 26 سبتمبر 2001 ، أنهمكت أجهزة قوش بالخرطوم في اعتقال كل انصار القاعدة بالسودان لم يتركوا فردا في بيته! وفي 28 سبتمبر 2001 وفي جلسة مجلس الأمن برئاسة فرنسا ، أوفي الأمريكيون بوعدهم فرفعت العقوبات .
في نوفمبر 2001 سافر وفد من الاف بي آي للسودان ، لأول مرة ، واستأنفت محطة السي أي ايه محطتها . وفر أمن قوش مقرا محصنا للامريكيين وهناك أحضروا معتقليهم لفريق الاف بي اي للتحقيق معهم. أيضا أحضروا كل ملفات بنك الشمال ، بل وأي ورقة تحويل مالي أو سند لمعاملات بن لادن منذ وصوله للسودن في 1991 والي مغادرته في 1996 . في يناير 2002 حضر يحي حسين لواشنطن ، وفي 2004 زارهم مرة أخري لمناقشة أمر قيام الأمن السوداني باختراق المقاومة السنية في العراق لصالح واشنطن .
لنري نماذج لخدمات قوش لمن دنا عذابهم ! يورد ضابط السي أي ايه السابق ، رولف موات لارسن ، في كتابه القيم ( اسلحة القاعدة للدمار الشامل : تهديد ، اثارة أم حقيقة ) 2010 بعضا من تلك الخدمات . يقول انه في ربيع عام 2002 اعتقلت مخابرات قوش وسمحت لضباط السي اي بالخرطوم باستجواب عنصري القاعدة مبارك الدوري وأبو رضا محمد بايزيد للتعرف علي برنامج القاعدة فيما يتصل بأسلحة الدمار الشامل . فالرجلان من المعاونين المقربين لبن لادن.فأبو يزيد هو أحد المؤسسين للقاعدة وخريج جامعة اريزونا في الثمانينات(فيزياء). أعترف بعلاقته بمنفذي هجمات سبتمبر بمن فيهم وديع الحاج . ساعد بن لادن في ادارة شؤون القاعدة بل وأسس منظمات اسلامية غير ربحية بأمريكا لاستقطاب الدعم المالى . اعترف شخصيا بمشاركته في البحث عن اليورانيوم للقاعدة ما بين 1993-1994 . اما مبارك الدوري المتخرج من ذات الجامعة (اقتصاد زراعي وعلم الاحياء) فاعترف أيضا بمساهماته في المشروع .ذكر الرجلان ان التفكير في امتلاك القاعدة لأسلحة دمار شامل بدأ بعد تفجيرات نيويورك 1993. أفاد عضو القاعدة جمال الفضل (السوداني) في محكمة نيويورك ان عضو التنظيم محمد لؤى بايزيد سعي في 1996 للحصول علي يورانيوم من جنوب أفريقيا .قال ان القاعدة دفعت 1.5 مليون دولار للشحنة التي أرسلت الي قبرض للتأكد من انها حقيقية .
نموذج أخر لتعاون قوش يكشفه مراسل الغارديان ايوين ماكاسكل . كتب يوم الثلاثاء 12 يونيو 2007 تقريرا عنوانه ( السي اي ايه تجند سودانيين لاختراق مجموعات المجاهدين العرب ) قال فيه ان المخابرات الامريكية فشلت في زرع مخبريها وعناصرها في المجموعات السنية الجهادية في الفلوجة وغيرها من البؤر المشتعلة بالعراق لسهولة كشف سحناتهم ولون بشرتهم ، فعهدت بالمهمة لصلاح قوش ! أرسل جهاديين عملاء من السودانيين وقام بتجنيد عرب للعمل لصالحه وأرسل المعلومات للامريكان ! ايضا ، استفادت السي اي أيه من سجلات الامن السوداني في احباط عمليات بالعراق للمجاهدين ممن غادروا لبغداد عن طريق الخرطوم من المتطوعين العرب والسودانيين نتيجة تجنيد قوش من اخترقهم ! سألت لوس انجلوس تايمز مسؤولا أمريكيا عن تعاون واشنطن مع الخرطوم رغما عن محارق دارفور فقال ( التعاون الاستخباراتي يحدث لأسباب عديدة ومتفرقة وهو ليس دائما بين أناس يحبون بعضهم البعض بشدة “وأضاف (ليس هناك شئ كثير يمكن ان يفعله ضابطا للسي أي ايه أشقر الشعر وأزرق العينين من الولايات المتحدة في عموم منطقة الشرق الأوسط ، وقطعا ليس لهم من سبيل لفعل شئ بالعراق . السودانيون بامكانهم الذهاب لأماكن لا نستطيع الذهاب اليها فهم عرب وبامكانهم التجول في عدد من الأماكن )!
ونواصل في حلقة 2 بوثيقة صادمة تنشر لأول مرة... ماذا قال قوش سرا للمحققين الدوليين يوم 27 نوفمبر 2004 فورط البشير وعلي عثمان ؟
**************
برقية رأي :
من يبحث عن الكمال المطلق ، فليهاجر عن كوكب فيه بشر وسجود سهو !
وثيقة الفجر الجديد هي نقلة نوعية ومفصلية للعمل المعارض لأنها تجمع ذوي الحناجر مع حملة السلاح ،علي فعل سواء .
ترقية الوثيقة يأتي بتراكم التجربة ، ويخطئ من يدعي لها الكمال المطلق .
اذن ، فلنقرأها بعيون مفتوحة علي آمالنا وأماني أجيال قادمة ، وننصرف للعمل والتطبيق ،وكل قد علم واجبه ودوره .
نعم للتباصر الايجابي والاستفادة من دروس الماضي ، فهذا هو السبيل للتجويد . ولا للجدال العقيم ونبش المثبطات القديمة اذ فيه تكريس لحالة اللافعل وبقاء النظام .
تشرزمنا وتشتتنا يطيل عمر مآسينا ، ووحدتنا فيها حتمية الخلاص من جلادينا .
لنقتلع هذا النظام الفاسد الأن ، ونمضي ، معا ، لبناء سودان يتسع لنا ولأحلامنا جميعا .
ساعة أمل من فجر جديد ، خير من23 عاما من العتمة والظلام .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.