مدير مستشفي الشرطة دنقلا يلتقي وزير الصحة المكلف بالولاية الشمالية    شاهد بالفيديو.. شاعرة سودانية ترد على فتيات الدعم السريع وتقود "تاتشر" للجيش: (سودانا جاري في الوريد وجيشنا صامد جيش حديد دبل ليهو في يوم العيد قول ليهو نقطة سطر جديد)        ضياء الدين بلال يكتب: نحن نزرع الشوك    بالصور.. اجتماع الفريق أول ياسر العطا مساعد القائد العام للقوات المسلحة و عضو مجلس السيادة بقيادات القوة المشتركة    أقرع: مزايدات و"مطاعنات" ذكورية من نساء    وزير خارجية السودان الأسبق: علي ماذا يتفاوض الجيش والدعم السريع    محلية حلفا توكد على زيادة الايرادات لتقديم خدمات جيدة    شاهد بالفيديو.. خلال حفل حاشد بجوبا.. الفنانة عشة الجبل تغني لقادة الجيش (البرهان والعطا وكباشي) وتحذر الجمهور الكبير الحاضر: (مافي زول يقول لي أرفعي بلاغ دعم سريع)    شاهد بالفيديو.. سودانيون في فرنسا يحاصرون مريم الصادق المهدي ويهتفون في وجهها بعد خروجها من مؤتمر باريس والقيادية بحزب الأمة ترد عليهم: (والله ما بعتكم)    غوتيريش: الشرق الأوسط على شفير الانزلاق إلى نزاع إقليمي شامل    الدردري: السودان بلدٌ مهمٌ جداً في المنطقة العربية وجزءٌ أساسيٌّ من الأمن الغذائي وسنبقى إلى جانبه    أنشيلوتي: ريال مدريد لا يموت أبدا.. وهذا ما قاله لي جوارديولا    سوداني أضرم النار بمسلمين في بريطانيا يحتجز لأجل غير مسمى بمستشفى    محاصرة مليوني هاتف في السوق السوداء وخلق 5 آلاف منصب عمل    غوارديولا يعلّق بعد الإقصاء أمام ريال مدريد    امين حكومة غرب كردفان يتفقد سير العمل بديوان الزكاة    نوير يبصم على إنجاز أوروبي غير مسبوق    تسلا تطالب المساهمين بالموافقة على صرف 56 مليار دولار لرئيسها التنفيذي    مناوي ووالي البحر الأحمر .. تقديم الخدمات لأهل دارفور الموجودين بالولاية    محافظ بنك إنجلترا : المملكة المتحدة تواجه خطر تضخم أقل من الولايات المتحدة    منتخبنا يواصل تدريباته بنجاح..أسامة والشاعر الى الإمارات ..الأولمبي يبدأ تحضيراته بقوة..باشري يتجاوز الأحزان ويعود للتدريبات    بايرن ميونخ يطيح بآرسنال من الأبطال    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    العين يهزم الهلال في قمة ركلات الجزاء بدوري أبطال آسيا    مباحث المستهلك تضبط 110 الف كرتونة شاي مخالفة للمواصفات    قرار عاجل من النيابة بشأن حريق مول تجاري بأسوان    العليقي وماادراك ماالعليقي!!؟؟    الرئيس الإيراني: القوات المسلحة جاهزة ومستعدة لأي خطوة للدفاع عن حماية أمن البلاد    بعد سحق برشلونة..مبابي يغرق في السعادة    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    خلال ساعات.. الشرطة المغربية توقع بسارقي مجوهرات    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    وزير الخارجية السعودي: المنطقة لا تحتمل مزيداً من الصراعات    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إنهيارالقطاع المصرفي خسائر تقدر ب (150) مليار دولار    أحمد داش: ««محمد رمضان تلقائي وكلامه في المشاهد واقعي»    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تقرير: روسيا بدأت تصدير وقود الديزل للسودان    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    ما بين أهلا ووداعا رمضان    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تمارض قوش فمنح فيزا لبريطانيا، فغادر مستشفي كرومويل للتخابر مع الأمريكان لحمايته!
نشر في سودانيات يوم 12 - 02 - 2013

قوش والخطة (ب): الهرولة الي لندن بعد أن أوصدت واشنطن بابها
بقليل من الملاحظة ودون كثير عناء ، ستكتشف ان قوش لا يتواني أبدا في الدفاع عن مصالحه الخاصة غض النظر عن تقاطعها علي مااؤتمن عليه . وفي هذا المنحي ، فهو ليس بالشاذ ولا بالاستثناء ، فهذا هو السلوك الدارج لكل زمرته من اللصوص والفاسدين الآخرين . فما ان علم ان تقرير لجنة دارفور المقدم لمجلس الامن في 30 يناير 2005 يدينه بالاسم ، فرض نفسه علي الأمريكيين واستجداهم لدعوته ، فوصلهم في 18 أبريل . هدفه كان شطب اسمه من القائمة. لكن الزيارة، كما سنبين، فرخت نتائجا عكسية ، فقطعتها السي آي ايه وتسببت في حرمانه من زيارة واشنطن مستقبلا ! وفي17 فبراير2006 ، تجدد المشهد بحيثيات مختلفة . فقد كشف الغطاء عن قائمة لاهاي . وما ان تيقن بوجود اسمه ضمنها ، وبتفوق ، اذ احتل المركز الثاني، حتي داوم فورا في مكتب السفير البريطاني بالخرطوم ، ايان كاميرون كلف، مترجيا منحه تأشيرة عاجلة لاجراء عملية قسطرة لقلبه في لندن . هذه العملية الاستكشافية /العلاجية تسمي (انجيوبلاستي ) وهي تدخل طبي سهل يستغرق أقل من الساعة وتتوفر بالخرطوم في 8 مشافي متأهلة لاجرائها اذ لاتحتاج لتنويم المريض ولو لليلة واحدة ! اذن الهدف البائن كان التحجج بالمرض، لكن الغاطس السري للنوايا فكان للالتقاء برجال السي آي ايه بلندن بعد ان أصبح محظورا من زيارة أمريكا! أرادهم ألا ينسوه وان يفعلوا شيئا يجنبه لاهاي !
فور وصوله لعاصمة الضباب في مارس ، حلت العافية بقلب المريض صلاح قوش بعد مقابلة واحدة لاختصاصي القلب بمستشفي كرومويل .قضي بقية أسابيعه في حالة هرولة مستمرة ما بين "قروزفينور سكوير " حيث السفارة الامريكية ورجال مخابراتها ، ورصفائهم الانجليز (أم آي 6) في مقرهم بحي فوكسال كروس. وعاد ثانية الي لندن في أغسطس ليلحق ما تبقي من مدة قبل انتهاء تأشيرته المتعددة الزيارات ذات الأشهر الستة ..فشرع في هرولة جديدة مابين العنوانين ، ونسي قلبه !
نعرض اليوم 3 تقاريرصحفية متميزة هتك كل واحد منها أسرار صلاح قوش . يلزمنا الانتباه لتواريخ نشر هذه التقارير حتي يستقيم الاطار الزمني، فيسهل فهم النسق العام لتصرفات الرجل .
ما من قيادي في الدولة الاسلامية الاستوائية أدرك وبيقين تام "خطورة " الصحافة والاعلام علي حياة نظام الانقاذ ، عموما، أو مصالحه الوظيفية ، مثل قائد جهاز جاسوسيتنا لأكثر من 7 سنوات . فلخمسة سنوات حام اسمه في مجالس الخرطوم حافيا بلاصورة . كان كأشباح سواكن- تتداول الناس عنها خوارق الأفعال ، وان لم يرها أحد ! سعي دوما لأن يكون في الظل ، بلا صوت وبلا رسم حتي وهو يباشر تعذيب من وقعوا في يده الباطشة بلا رحمة .
أول صورة لقوش في الاعلام كانت في 2005 يوم ان رافق الراحل محمد ابراهيم نقد من مخبئه السري بعد 11 عام ، للشارع العام ! حاور الزميل عبدالرحمن احمد بركات نقد هاتفيا من قطر يوم 7 أبريل 2005 ، أبلغه نقد (ويبدو أن المجموعة التي قامت بالمداهمة إتصلت بقيادتها في جهاز الأمن والمخابرات ، وحضر للمكان رئيس الجهاز صلاح عبدالله قوش برفقة نائبه محمد عطا ، وأفادوني بأنهم ما عندهم حاجة ضدي وانني غير مطلوب من قبلهم).شهد الناس في الصباح التالي صورته لأول مرة رغم انه عمل بالاجهزة الامنية للجبهة الاسلامية متفرغا منذ تخرجه مهندسا مدنيا في 1982.. المدهش ان دارفور شغلت قوش ونائبه يومها بأكثر من الاحتفاء بصيدهم الثمين. فقد افاد الزميل عماد عبدالهادي في تقريره بالجزيرة نت يوم 8 أبريل 2005 أن قوش وعطا طلبا من نقد توضيح موقف الحزب الشيوعي من قرار مجلس الأمن رقم 1593 المطالب بتسليم سودانيين للجنائية الدولية لتورطهم في انتهاكات بدارفور .نسب التقرير لنقد رده عليهم ( واضح أنكم تريدون إدانة وهذه لن تجدوها منا، لحين تشكيل محاكم وفق مراقبة دولية تقوم بإجراءات محاكمة المتورطين، بعدها سيحدد الحزب رأيه في هذه القضية).
مابين الاعلام والمخابرات حالة مستمرة من أحلي الحلال وأبغض الحلال ، مصاهرة ودم ...وطلاق بائن ! . فطرائق العمل ومناهجه تصل حد التطابق الكامل . يلهث الاعلاميون والاستخباريون بحثا عن المعلومة والاستيثاق من صدقيتها ومتابعة تشعبات ماتجره من روابط ومصادر ويجهدون النفس في استنباط المزيد منها بالتحليل . كلاهما يتكلف أقصي طاقته في توليد ماحصد وتقفي اسقاطات معلوماته . كلاهما ، أيضا، يتحري ويبحث عن الشهود والادلة لمنح الحيثيات زخما وقوة . وما ان يصلا الي الاستخدام النهائي للمنتج المعلوماتي ، حتي تحين اللحظة الفاصلة : فيفترقا ويتلاعنا ويتطلقا ! فيذهب الصحفي ليعرض، وبدراهم بخسه، منتجه المعلوماتي في الوسيط الذي ينتسب اليه .فأما أن يتصايح باسم مطبوعته الصبية عند الاشارات الضوئية أو في باحة المواصلات العامة ، واما أن تحفل الناس بجهده بلا مقابل ان ملكت تلفازا او راديو او حتي دربا للاسافير ، فتقرأ ، وتعلق وتستحسن بل ، وتشتم أيضا ، وبالمجان .. !
أما البصاصون فشأنهم آخر ! فبالرعم من أن منتجهم المعلوماتي ينتمي في تكوينه لذات حارات ما يسمي ب"المصادر المفتوحة"، التي يشاركهم الصحفيون التسكع في جنباتها ، الا انه ، وبقدرة فالق الحب والنوي ، يصبح فرعا في شجرة العائلة العسكرية . فتنصب في ملفاتهم يافطة المناطق المحظورة : ممنوع الاقتراب أو التصوير ! فما ان يذهب التقرير العادي لجهاز قوش وعطا حتي يضاف له ثوما وفلفلا فيصاب بالدلع ، ويلبس نظارة سوداء للتخفي ويهمس بحديث مشفر ! أما منتجنا المغضوب عليه فيبقي شمارا في قارعة الطريق ، يلعلع في الهواء الطلق الي ان يكتموا علي أنفاسه ، أو انفاسنا، حالهم مع الصحافة المنكوبة يوميا بتعدياتهم وبوتهم القبيح !
دارفور ...دخولنا المخزي لبوابات التاريخ ...
عندما زار قوش لندن ،سرا ، للاستطباب في مشفي كرومويل في وسط لندن في مارس 2006 ، كانت بريطانيا مشغولة بسياسات الانقاذيين في دارفور .فلأول مرة في تاريخها تخصص 3 من كبار سفرائها لمتابعة الشأن السوداني . أولهما بالخرطوم للتمثيل العادي واثنان لاخماد حرائق قوش وعصابته في دارفور . ففي 9 مارس 2006 ،وهو في لندن ، أبلغ وزير الخارجية جاك سترو البرلمان خطيا عن تعيين الدبلوماسى الخبير في الشؤون الافريقية ، رودبولين ، ليصبح مبعوثا خاصا لمفاوضات دارفور . أما سفيره ، ألان غولتى، فاستمر الي جانب عمله في تونس ممثلا خاصا لبريطانيا في دارفور أيضا ! سبق هذا الاعلان البريطاني تطورا آخر ذي صبغة تاريخية تدلل علي تأهلنا كمرجع دولي للسوابق السيئة . فالقرار رقم 1574 بشأن السلام بالسودان تم اتخاذه بالاجماع في جلسة لمجلس الأمن في نيروبي يوم 19 نوفمبر 2004 مستندا علي ثلاثة قرارات سابقة ( 1547 ،1556 ، 1564) اتخذت جميعا في 2004 . اجتماع نيروبي جاء بعد 14 عام منذ آخر اجتماع لمجلس الأمن خارج مقره بنيويورك ، وهي المرة الرابعة لمثل هذا التقليد الطارئ منذ 1952. فالقرار 1574 وان رحب بخطوات السلام مابين الحكومة والحركة الشعبية ، الا انه أعرب نصا عن (بالغ القلق ازاء تصاعد العنف وانعدام الامن بصورة متزايدة في دارفور وتردي الحالة الانسانية واستمرار انتهاكات حقوق الانسان ) ! وفي يوم 27 مايو 2006 ، أسسنا سابقة أخري . فقد تم الاعلان بان مجلس الامن الدولى بكامل اعضائه سيقومون بأكبر جولة خارجية للمجلس في تاريخه تستمر اسبوعا وستبدأ من الخرطوم وتتعلق مهمتها بقوات الأمم المتحدة في دارفور! لقد أدخلتنا الانقاذ مراحيض الأمم المتحدة بزعم أنها مسجد الخلود في التاريخ!
فعائل قوش وزمرته في دارفور....ميلاد أوكامبو !
زارت لجنة تقصي جرائم دارفور التي شكلها مجلس الامن السودان مرتين . الاولي مابين 8-20 نوفمبر 2004 والثانية مابين 9-16 يناير 2005 ، أي قبل اسبوعين من تقديم تقريرها . عمل محققوها الميدانيون علي مدار الساعة في قرابة 30 موقع جغرافي ، ينبشون القبور يفحصون الأسلحة ويصورون الأدلة . التقوا بعشرات الشهود واستمعوا للمئات من المسؤولين والمعتقلين والضحايا، علي حد سواء ! استجوبوا كل ذي علاقة بأحداث دارفور من نائب الرئيس والي عسكر الجنجويد والسجناء. بعد 3 أشهر من العمل المضني ، حملوا كراتين الأدلة وشحنوها معهم لنيويورك .يقول البند 25 من التقرير المتضمن 653 بندا ، مانصه (ولكي تعالج اللجنة ما يزيد عن 000 20 صفحة من المواد التي تلقتها، فقد أعدت قاعدة بيانات سجلت فيها تفاصيل سير ذاتية ومواد استدلالية. وسُجلت تحليلات الأحداث التي أجراها فريق الباحثين في قاعدة البيانات أيضا، كوسيلة لتسريع وصول أعضاء اللجنة والموظفين إلى المواد المرجعية ومصادر المعلومات.)
كانت الجريمة شنيعة ومتمددة وكانت أفعال المجرمين حاضرة عند كل شولة ونقطة وسطر في التقرير الواقع في 176 صفحة باللغة الانجليزية. ولأن هذا التقرير أصبح هو حاضنة القرارات الدولية التي أوصلت دارفور الي محكمة الجنايات الدولية بلاهاي فاننا ، تعميما للفائدة ، سنخصص الحلقة القادمة لتقديم كبسولة مختصرة لما حواه من فواجع وأهوال .
لا نعلم من أبلغ الفريق صلاح قوش بوجود اسمه في القائمة السرية قبل رحلته لأمريكا في ابريل 2005 او بعدها بقرابة العام الي لندن . لكنا نعلم ان التسريبات في أمريكا هي واحدة من سكاكين الضغط الدبلوماسي الحادة واحدي أدوات مطبخ السياسة الخارجية بواشنطن ان شاءت السلخ والباربكيو العلني بغية الاحراج !
حضر السفير الفاتح عروة ، مندوب السودان الدائم بنيويورك ،جلسة مجلس الأمن التاريخية رقم 5158 . بدأت الساعة 10:40 ليل الخميس 31 مارس 2005 بنيويورك . يكفينا للاستدلال علي أهمية الجلسة موعد انعقادها المتأخر وطلب التصويت علي ماهو مطروح ، فهذه العجلة العجولة لا تكون الا لانجاز شئ والتمهيد لآخر !
أدرك عروة انه خسر المعركة لصالح الكبار فقال في خطبته أمام المجلس ( مثل هذه القرارات سوف تتسبب فقط في اضعاف التطلعات لتسوية وتعقد أكثر الموقف المعقد أصلا ) . بعد ساعة وربع من الخطب ، عند الساعة 11:55 مساء ، ولد القرار الدولي رقم 1593 والقاضي بتحويل ملف دارفور الي محكمة الجنايات الدولية ! خسر السودان الأصبع الصيني الذي تأمل منه الضغط علي صاعق الفيتو ، فلم يحدث ! ارتفعت 11 يدا بالموافقة (الدنمارك، الفلبين، اليابان، انجلترا ،الارجنتين ، فرنسا،اليونان ، تنزانيا، رومانيا، روسيا، بنين ) وامتنعت 4 بلدان عن التصوت (الجزائر، البرازيل ، أمريكا والصين)
انتهت الجلسة بميلاد طفل منتصف الليل ، مورينو أوكامبو !
في اليوم التالي، ومن الخرطوم، انهمك طبيب الأضراس مصطفي اسماعيل ودبلوماسيته العرجاء ، في فذلكة الحديث وتدليس الوقائع حتي تحسب ، ان سمعتهم يهرفون ويخطرفون ، ان القرارالأممي لم يكن سوي احدي كذبات ابريل الذي بدأ بعد 5 دقائق من قرار مجلس الأمن !
تقرير لوس انجلوس تايمز ..... فتحت خزانة الأسرار ، فظهر قوش !
قرر صلاح قوش النجاة من طوفان القرار 1593 فألح وأصر علي "اصدقائه "الامريكيين دعوته لزيارتهم . استمات في الالحاح فلم يخيبوا ظنه. مابين الأحد والجمعة (17-22 أبريل 2005 ) انشغلت طائرة السي آي ايه البوينج 737 في ترحيل قوش من الخرطوم والي مطار بالتيمور واشنطن ، وبالعكس .المهمة السرية هدفها الرئيسي هو البحث في ملفات الصومال والعراق وارتجي قوش ان يعطي سؤله الخاص عند لقائه برصيفه الأمريكي بورتر قوس ، مدير السي آي ايه في ختامها يوم الخميس 21 أبريل.أراد تعهدا أمريكيا بشطبه من قائمة اللجنة الدولية .
لكن ....ويافرحة ماتمتش !
اضطرت السي آي ايه للانحناء للعاصفة المزلزلة التي أثارها تسرب نبأ دعوتها واستضافتها لقوش ، أحد أبرز المطلوبين في لاهاي، فألغت اللقاء بحجة أن رئيسها سيحضر جلسة تصويت مجلس الشيوخ علي تعيين السفير جون نقروبونتي مديرا للمخابرات القومية الأميركية . كان اعتذارا لطيفا مرفوقا بدعوة الضيف للمغادرة فورا ، فأرجعوه للخرطوم ذات اليوم.
من نعم الله علي شعب أمريكا ان هيأ لهم كوادر صحافية تنام وتصحو كل يوم علي ( ماذا وكيف واين ..وماهي ) . فينطلقوا خلف الاخبار كعقاب الصيد . من هذه الزمرة المدربة كين سلفرشتاين ، المحرر بطاقم التايمز . علم بزيارة قوش السرية لواشنطن ، فسافر لهتك أستارالقصة من الخرطوم ، وليس من العاصمة دي سي أو لوس انجلوس . ومن الخرطوم ارسل القصة الكاملة في 29 ابريل ، اسبوعا بعد رجوع قوش من رحلة الأحد عشر ساعة . مارواه سلفرشتاين من الخرطوم أشعل كرة من اللهب المتشظي في واشنطن. فهب الكونغرس مطالبا بالتحقيق ونادي المعلقون السياسيون برأس بورتر قوس علي استضافته مجرم حرب وما تركوا للانقاذ وسجلها سيئ الذكر من شئ !
هاجت منظمات حقوق الانسان ومنظمات الاغاثة وصرخت أكثر من 613 منظمة ذات أجندة تتصل بدارفور .أجمعوا كلهم ان زيارة قوش ترسل اسوأ رسالة ! وفي الكابتولهيل طالب النواب السود بتفسيرللزيارة من وزيرة الخارجية ، كونداليسا رايس ، مشيرين لسجل قوش الدموي في دارفور .خروجوا من اجتماعهم مع رايس وتحدث رئيسهم ، عضو الكونغرس دونالد بين للصحافة ، فقال (عندما سمعت ان قوش حضر الي هنا ، قلت ان هذا الامر ليس فيه فقط انعدم للضمير بالمطلق وانما شبهته لو ان مسؤولا نازيا حضر الي الولايات المتحدة ابان الحرب العالمية الثانية )
واااااااااااااااو....
أما ناطق الخارجية الامريكية ، آدم ايرلي ، فعلق عن مخرجات الزيارة قائلا "لم تغير شيئا ، لا تقلقوا فالسودان لايزال في قائمة الدول الراعية الارهاب). قرر سفير السودان بواشنطن ، خضر هارون ، ان يحرك اطفائياته علها تفيد شيئا ، فقال ان تعاون السودان مع السي آي ايه كان سابقا لأحداث سبتمبر 2011 ! ورمي بثانية الأثافي ( بصراحة هذا الامر يدهشني ان هناك اناس لايزالون يشككون في تعاوننا من اجل مكافحة الارهاب)...اذن وبمنطق "خدر"، فليصمت النقاد والشمات ولتنسي الناس انشودات "أمريكا قد دنا عذابها "!
تحقيق سلفرشتاين المدوي بلوس انجلوس تايمز كان بعنوان (السودان المنبوذ رسميا قيم لحرب أمريكا ضد الأرهاب). كان تحقيقا مطولا ننشره باجتزاء أهم ماورد فيه ، فهو أول سبق لصحفي يكشف النقاب عن الزيارة والعلاقة المتينة مابين الانقاذ والس آي أيه . في التقرير اعترف نائب قوش ، اللواء يحي حسين بابكر بمانصه (المخابرات الأمريكية تعتبرننا أصدقاء ....وان السودان حقق " تطبيعا كاملا لعلاقاتنا مع السي آي ايه ") . أما قوش فقد افاد المراسل " لدينا شراكة قوية مع السي آي ايه . المعلومات التي قدمناها كانت مفيدة جدا للولايات المتحدة " أشار التقرير الي ان البشير قال في 2001 " أقسم بالله العظيم اننا لم نسلم ولن نسلم أي (مشتبه بالارهاب ) للولايات المتحدة" الا انه ، أورد مانصه (المصادر السودانية والامريكية أكدت ان حكومة البشير سلمت من يشتبه بهم كارهابيين الي أجهزة أمن عربية أخري. من هؤلاء الذين تم طردهم الي السعودية كان مواطن سوداني يدعى أبوحذيفة ، مشتبه به كأحد أعضاء القاعدة ) !
بعد استعراض دقيق لتطور العلاقات الاستخبارية ما بين الخرطوم وواشنطن ، قال التقرير ( بحلول نوفمبر 2001 ، أصبح للسي آي ايه محطة نشطة في الخرطوم) ووصل فريق كامل من الاف بي آي ( لاستجواب عدد من الاعضاء القدامي بالقاعدة المقيمين بالخرطوم . جرت المقابلات التحقيقية في منازل آمنة جهزتها المخابرات السودانية ...سمحت المخابرات ايضا للاف بي آي بالتحقيق مع مدير بنك الشمال الذي احتفظ بن لادن فيه ببضعة حسابات عندما كان يقيم بالسودان). عاودت طبيب الرحي الثالثة عادته المحببة في التحلق حول المايكروفونات ، فقالت عنه لوس انجلوس تايمز (وزيرالخارجية مصطفي عثمان اسماعيل اعترف في حوار صحفي ان المخابرات عملت من قبل كعيون وآذان االسي آي ايه في الصومال ، ملجأ المتشددين الاسلاميين ).
من بين الخيوط التي تثير الكثير من علامات الاستفهام في تقرير لوس انجلوس تايمز ، ماهية دور المخابرات السودانية في تصفية أبومصعب الزرقاوي بالعراق في 7 يونيو 2006 . فقالت عن بدء تعاون سوداني أمريكي في بلاد الرافدين مانصه ( في أواخر العام الماضى قابل موظفا كبيرا من المخابرات نظيره بالسي آي ايه بواشنطن للتباحث بشأن العراق ، وفق افادات مصادر مطلعة علي المفاوضات).هذه المفاوضات قادت في وقت لاحق الي قيام مخابرات قوش بارسال سودانيين وعرب للعمل لصالح المخابرات الامريكية في العراق ، وبالذات في مناطق المقاومة السنية الشرسة ضد الغزو الامريكي مثل الفلوجة والأنبار وصلاح الدين ، وهي مناطق كانت عصية علي الاختراق من قبل المخابرات الأمريكية وبالذات بعد مبايعة "قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين" أسامة بن لادن عام 2004 .
نتائج رحلة قوش لواشنطن .....الخرطوم "شوبنغ مول" أقليمي للمخابرات الأمريكية !
ارادات السي آي ايه ان تجعل من السودان بازارا اقليميا للاستخبارات ، فتتبضع وتتسوق بسهولة . رأس الرمح في هذا المشروع كان صلاح قوش الذي فهم المطلوبات الأمنية الأمريكية ووعد بنتائج "ماتخرش منها المية " بعد 5 أشهر من عودته من رحلة أمريكا، بدأ في تنفيذ دور الخاطبة ، اذا افترضنا البراءة ، أو الشقة المفروشة لتوفير الخلوة غير الشرعية لمن أرادوا محظورا ! أرسل بطاقات الدعوة للعشرات من أجهزة المخابرات العربية والأفريقية لحضور أول مؤتمر لمكافحة الارهاب ينعقد في الخرطوم مابين الاثنين 20- والخميس 23 سبتمبر2005 . هبط البصاصون من كل فج عميق علي عاصمتنا المضيافة . كانوا من زامبيا - جزر القمر - مدغشقر - رواندا - بورندي - الكنغو الديمقراطية -تشاد- يوغندا - تنزانيا - كينيا - إثيوبيا - جيبوتي – مصر. أما المراقبون فكانوا امريكان لانغلي – بريطانيا-الصين -ليبيا - الجزائر - اليمن – السعودية.
كتب مراسل الغارديان ، جواناثن ستيل يوم الجمعة 7 أكتوبر 2005 يوصف بعضا من بهرج حفل اختتام هذا المؤتمر المشبوه المقاصد، قال (في حديقة رئاسة المخابرات السودانية المطلة على نهر النيل، حيث تتسلل أشعة إنارة العبارات النهرية والفوانيس الكهربائية المعلقة بأسلاك حول أشجار النخيل مع إيقاع الطبول الأفريقية.كان هنالك شيئاً ما يرتبط بشاعرية المكان. أطل مسؤول كبير من المخابرات المركزية الأمريكية ليتبادل التحايا الحارة مع الجنرال صلاح عبدالله قوش ، زعيم المخابرات السودانية. رد عليه الجنرال قوش التحية بمثلها وسلمه شنطه جذابة غلفت بورق لامع أخضر اللون، تلاه مسؤول كبير في المخابرات البريطانية "أم أي6" وبالطريقة نفسها، حضن، فمصافحة حارة وشنطة هدايا.)
اذن باشر قوش مهمته الامنية بامتياز ، وما همه ان ظلت الاسئلة الحيري تتري –ما معنى ان ينعقد هذا المؤتمر بالخرطوم والسودان لا يزال متحكرا في قائمة واشنطن للدول الراعية للارهاب ، والأهم ، لايزال مقاطعا تجاريا واقتصاديا؟ وحتي القيادي الانقاذي يس عمر الامام ذهب صوته ادارج الرياح اذ ابلغ الجزيرة نت في 22 سبتمبر 2005 (المخابرات الأميركية ربما هدفت بمشاركة خبرائها تحسس الأوضاع في المنطقة لانها تسعى لإيجاد نقطة انطلاق لها لمحاصرة حركات التحرر الوطنى ومساعدة إسرائيل عبر تجنيد كافة أجهزة الأمن بالبلدان التي تستضيف بعض أبناء فلسطين)!
قالت لوس انجلوس تايمز في يونيو 2007 ان السودان يتعاون مع السي أي أيه في اختراق التنظيمات الجهادية بالعراق وان قوش وشركاؤه الجدد نظموا بدقة تخطيطية الهجوم علي معاقل حركة المحاكم الاسلامية بالصومال . قالت ان مخابراتنا كشفت للسي آي ايه أماكن اختباء اعضاء تنظيم القاعدة ووفرت الاحداثيات الخاصة لضربهم بصواريخ "نار جهنم / هل فير"من الطائرات الآلية ، بدون الطيار ! في 30 اغسطس 2008 كشف المحرر بالواشنطن بوست ، جيف شتاين ، الاسم الحركي للعمليات المشتركة مابين السي أي ايه وجهازنا فقد أسموها (الحرب الطويلة).
لم يعبأ قوش بما قاله منتقدو هذا التقارب الاستراتيجي ، لا في هذا المؤتمر الأول ولا الذي أعقبه .فاستضاف الدورة الاربعة لمؤتمر قادة أجهزة الأمن بأفريقيا في قاعة الصداقة بالخرطوم يوم الجمعة 8 يونيو 2007 . مثل دولتنا الاسلامية الاستوائية ، المناهضة للاستكباريين والكفار ، شيخها على عثمان محمد طه ، نائب رئيس الجمهورية مفتتحا فعاليات اللقاء ، وليشرب يسن عمر الامام من البحر المالح ان لم يشأ أن ينبطح !
مجلة امريكان بروسبيكت: قوش أسوأ السيئين ويشابه النازي هيريتش هملر
تصاعد النهش الاعلامي الدولي لتعنت حكومة الانقاذ في الرضوخ للارادة الدولية بوقف مذابح دارفور ومعاقبة مرتكبيها وكان فبراير 2006 هو شهر الحسم الدولي. ترأس مجلس الامن الدولي لدورة شهر فبراير 2006 السفير الامريكي المشاغب جون بولتون. ورثت رئاسته كثيرا من خلقته المتوترة ، بشعرعصي علي المشط وشارب فصيلة المكانس الكهربائية . وجد بولتون المتطرف ملف دارفور علي طاولته فقرر اعمال مبدأ دبلوماسية الجربندبة الشهير ( اذا استعصي عليك فتح شئ ، فاضغطه بقوة ، ولا يهمك اذا انكسر فقد كان أصلا بحاجة للاصلاح )!
حوت خزينة المجلس المظروف السري رقم (S/2006/795)باسماء المتورطين في جرائم دارفور كجزء من التقرير والذي اطلع عليه المجلس يوم 30 يناير 2005 والمسمي " تقرير اللجنة الدولية للتحقيق حول دارفور للأمين العام للأمم المتحدة- جنيف 25 يناير ، 2005 ".
تسللت مصادر الصحفي بمجلة (أمريكان بروسبيكت ) ، مارك غلودبيرغ ، للخزانة الأممية ، فنشر علي الدنيا ، ولأول مرة ، قائمة السودانيين المرشحة الي نهائيات لاهاي ! في يوم 17 فبراير 2006 قطع الرجل الشك باليقين في مقالته التي جاءت بعنوان (الاختبار ). نقل غلودبيرغ تعهد السفير بولتون (بالمضي "بسرعة: و"بعيدا" في دارفور) في شهر رئاسته وقال (وفي 6 فبراير ، فان أعضاء المجلس ال15 دعموا وبالاجماع قرارا أمريكيا ببدء التخطيط لامكانية ارسال قوات حفظ سلام للأقليم . بعد اسبوع ، سافر كوفي أنان للبيت الأبيض لمناقشة دارفور مع الرئيس جورج دبليو بوش . بعد ثلاثة أيام فان وزيرة الخارجية كونداليسا رايس أبلغت لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ أنها تريد من مجلس الأمن التصويت لارسال قوة حفظ سلام للاقليم في المستقبل القريب . وعليه يبدو انه وبمساندة القيادة الامريكية فان الأمم المتحدة ستضغط بالمضي ، أخيرا ، في دارفور ) ..ثم رمي بمقذوفه المهني (حصلت (البروسبيكت)علي ملحق سري لتقرير 30 يناير لمجلس الأمن الذي يحدد 17 مسؤولا سودانيا اقترحت اللجنة علي مجلس الامن ( مقاطعات تستهدفهم ، بمنعهم من السفر الدولي وان تجمد أرصدتهم الاجنبية ) قال الصحفي (الرجال المشار اليهم في الملحق هم أسوأ السيئين من مجرمي الحرب في صراع حصد حياة مئات الآلآف . وبدرجة أبعد فان أكثر الاسماء صيتا في ال17 اسما الذين اقترح التطبيق الفوري للمقاطعة بحقهم هو صلاح عبدالله قوش )ومضي للحديث عن قوش ودارفور قائلا (من المعروف بشكل واسع دور قوش في صياغة استراتيجية مكافحة الخرطوم للتمرد عبر الابادة الجماعية في دارفور . فهو الشبيه السوداني لهيريتش هملر – العبقري التنظيمي الذي تعتمد عليه أي ابادة جماعية .)
ختم مقالته قائلا (بامكان الولايات المتحدة ان تشطب اسم قوش من القائمة ان ارادت . وتتوافر بعض التقارير المتسربة نشرها خبير الشأن السوداني اريك رييفز وعضو مجموعة الازمات الدولية جون بيندرقاست التي أشارت الي ان الولايات المتحدة حاولت حماية قوش بالا يظهر أبدا في القائمة)
اثر هذا التقرير الصادم ، اشتغلت الماكينة الاعلامية في كشف المزيد عن جرائم المجرمين! من الغرائب ، ان قوش الذي بسبب من اتكائه علي مودة أمريكا ، وبها استحق عن بجدارة لقب حامي مصالحها ، هو أكثر الانقاذيين مرمطة في الصحافة الأمريكية بتقاريرسلبية سيئة الصيت.
يوم الجمعة 22 فبراير 2006 كشفت ، رسميا ، القائمة السرية.فتطايرت الاسماء في الدنيا وتلقفها الناس في السودان بلهفة هي مزيج من الفضول والتمني بسرعة التنفيذ . فهي فرصة للارتياح من جلاديهم بأقل التكاليف . الاول الزبير بشير طه ، الثاني صلاح عبدالله قوش ، الثالث ....، الرابع الي ال17 . المساق الأخر من التهم المدرجة بعنوان ( تسمية مشروطة : احتمالات تسميات مستقبلية ممكنة) شمل 5 شخصيات تصدرها مشيرنا البشير ، وتلاه نسيبنا ، رئيس تشاد ادريس دبي ليصل الاجمالي الي 22 فردا . في ربيع عام 2006 قفز العدد من 22 الي 51 متهما ، و في 6 يونيو2006تحول الملف برمته الي محكمة الجنايات بلاهاي وباشر أوكامبو تحقيقاته . تهمة برنجي القائمة ، البروفسور ذو الرشاش ، الزبير بشير طه ، وزير الداخلية السابق كانت ( الفشل في اتخاذ خطوات ملائمة لاستخدام قوة شرطية لنزع السلاح من المليشيلت غير الحكومية) .أما تهمة قوش فهو ( يتحمل المسؤولية عن أعمال كالاعتقال التعسفي ، الملاحقة المزعجة ، التعذيب والحرمان من الحق في محاكمة عادلة ) أما نصيب عبدالرحيم محمد حسين ، وزير الدفاع بالنظر ، فكان (العجز من التعرف علي ، وتحييد ونزع سلاح مجموعات المليشيات).
تقرير صحيفة الانديبندنت .....قوش مريض بالقلب وممارساته بلا قلب !
رغم ان قوش زار بريطانيا مرتين، في مارس وأغسطس 2006 ، بيد ان الخبر ظل سرا الي ان خبطت صحيفة الانديبندنت قراءها ، والدنيا ، بالنبأ بعد 8 أشهر من الزيارة الأولي ! أطل فرانسيس اليوت ، محرر وايتهول يوم الاحد 26 نوفمير 2006 بعنوانه (رئيس الامن بالخرطوم تم علاجه في مستشفي انجليزي رغما عن لومه بجرائم الحرب فى دارفور). قال (اعترفت الخارجية البريطانية انها منحته تأشيرتين لزيارة بريطانيا خلال الاشهر التسعة الماضية . وبالرغم من ان الوزراء أصروا علي ان الزيارات كانت " للعلاج الطبي المستعجل " الا انهم اعترفوا انه قابل " مسؤولين بريطانيين "خلال تواجده في لندن .) ويمضي للحديث عن زيارة أمريكا الفاشلة (سببت ضجة داوية وبموجبها تم حرمانه من زيارة أمريكا مرة أخري . برهنت بريطانيا انها اكثر تجاوبا . في مارس ، زار صلاح عبدالله مستشفي كرومويل الخاص وسط لندن . يعتقد بأنه قابل اختصاصي في القلب . طبيعة زيارته الثانية " للعلاج الطبي المستعجل "في أغسطس غير معروفة . في الحالتين فان الرجل ، الذي كان مصدر بن لادن الرئيسي في الخرطوم في بداية التسعينيات، تحدث الي مسؤولين أمريكيين وبريطانيين . ) . وللتعريف بمركزه ونفوذه بالسودان تنسب لتقرير ذكر ان ( القوة تكمن في يد صلاح قوش . بامكانه ان يتجاوز الجيش والمخابرات العسكرية)!
عبدالرحمن الامين
[email protected]
ونواصل .....


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.