ضربة موجعة لمليشيا التمرد داخل معسكر كشلنقو جنوب مدينة نيالا    مدير مستشفي الشرطة دنقلا يلتقي وزير الصحة المكلف بالولاية الشمالية    شاهد بالفيديو.. شاعرة سودانية ترد على فتيات الدعم السريع وتقود "تاتشر" للجيش: (سودانا جاري في الوريد وجيشنا صامد جيش حديد دبل ليهو في يوم العيد قول ليهو نقطة سطر جديد)        ضياء الدين بلال يكتب: نحن نزرع الشوك    بالصور.. اجتماع الفريق أول ياسر العطا مساعد القائد العام للقوات المسلحة و عضو مجلس السيادة بقيادات القوة المشتركة    أقرع: مزايدات و"مطاعنات" ذكورية من نساء    وزير خارجية السودان الأسبق: علي ماذا يتفاوض الجيش والدعم السريع    محلية حلفا توكد على زيادة الايرادات لتقديم خدمات جيدة    شاهد بالفيديو.. خلال حفل حاشد بجوبا.. الفنانة عشة الجبل تغني لقادة الجيش (البرهان والعطا وكباشي) وتحذر الجمهور الكبير الحاضر: (مافي زول يقول لي أرفعي بلاغ دعم سريع)    شاهد بالفيديو.. سودانيون في فرنسا يحاصرون مريم الصادق المهدي ويهتفون في وجهها بعد خروجها من مؤتمر باريس والقيادية بحزب الأمة ترد عليهم: (والله ما بعتكم)    غوتيريش: الشرق الأوسط على شفير الانزلاق إلى نزاع إقليمي شامل    أنشيلوتي: ريال مدريد لا يموت أبدا.. وهذا ما قاله لي جوارديولا    سوداني أضرم النار بمسلمين في بريطانيا يحتجز لأجل غير مسمى بمستشفى    محاصرة مليوني هاتف في السوق السوداء وخلق 5 آلاف منصب عمل    غوارديولا يعلّق بعد الإقصاء أمام ريال مدريد    امين حكومة غرب كردفان يتفقد سير العمل بديوان الزكاة    نوير يبصم على إنجاز أوروبي غير مسبوق    تسلا تطالب المساهمين بالموافقة على صرف 56 مليار دولار لرئيسها التنفيذي    مناوي ووالي البحر الأحمر .. تقديم الخدمات لأهل دارفور الموجودين بالولاية    محافظ بنك إنجلترا : المملكة المتحدة تواجه خطر تضخم أقل من الولايات المتحدة    منتخبنا يواصل تدريباته بنجاح..أسامة والشاعر الى الإمارات ..الأولمبي يبدأ تحضيراته بقوة..باشري يتجاوز الأحزان ويعود للتدريبات    بايرن ميونخ يطيح بآرسنال من الأبطال    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    العين يهزم الهلال في قمة ركلات الجزاء بدوري أبطال آسيا    مباحث المستهلك تضبط 110 الف كرتونة شاي مخالفة للمواصفات    قرار عاجل من النيابة بشأن حريق مول تجاري بأسوان    العليقي وماادراك ماالعليقي!!؟؟    الرئيس الإيراني: القوات المسلحة جاهزة ومستعدة لأي خطوة للدفاع عن حماية أمن البلاد    بعد سحق برشلونة..مبابي يغرق في السعادة    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    خلال ساعات.. الشرطة المغربية توقع بسارقي مجوهرات    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    وزير الخارجية السعودي: المنطقة لا تحتمل مزيداً من الصراعات    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إنهيارالقطاع المصرفي خسائر تقدر ب (150) مليار دولار    أحمد داش: ««محمد رمضان تلقائي وكلامه في المشاهد واقعي»    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تقرير: روسيا بدأت تصدير وقود الديزل للسودان    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    ما بين أهلا ووداعا رمضان    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الوثيقة الملغومة : هل دفع قوش 100 مليون دولار لبلاك ووتر لانشاء ميليشيا سرية خاصة للاطاحة بالنظام؟
نشر في سودانيات يوم 28 - 02 - 2013

مع تزايد معرفتنا المكتسبة عن سابلة الاسافير المؤذين، ممن يلجون حوشنا لسرقة محتويات الدار، بالتهكير، أو اصابة حواسيبنا بفيروسات عصية، تعلمنا الكثير. أصبح لكل منا طريقته في التعامل مع بريده الاليكتروني. بالنسبة لي، فقد أمنت داري باتباع نصائح أهل المعرفة والبرمجيات. فأنا أفتح الرسائل الموجهة لي فتحة واحدة يتيمة. فان كانت مكتوبا، رددت عليه شاكرا. بعد تلك النقرة، أنصرف لتطبيق لائحة لاءات أهل المعرفة.. فان اشتملت الرسالة علي رابط ممن لم أتشرف بمعرفته من قبل ، فمكانها سلة المحذوفات، فورا. أيضا لا تغويني حقيبة مرفقات الرسالة مهما حمل عنوانها من اثارة واغراء لفتحها. فقد صرت مفتونا بسؤال موظفي شركات الطيران المحترمة " هل قمت بترتيب الحقيبة بنفسك أم رتبها غيرك ". زوار بريدي ممن يكتبون بأقلام مدادها خلق أهل السودان، وليس قلة حياء العالم الافتراضي، يجدون مني كل الترحاب والمودة. وللحق، فقد تشرفت بمعرفة العشرات من الأخوة الافاضل والأخوات الكريمات ممن تواصلوا معي اضاءة لجانب غفلته، أو تصويبا لمعلوم سقته، أو استحسانا لحرف كتبته، أو لجهد بذلته أو تحاورا بشأن عرضته، أو حتي تخاصما علي رأي أعليته. كان حظي من غنيمة التعارف الصدوق كنوزا من أناس أفاخر بمعرفتهم والتواصل معهم ، ولله الحمد. باستثناءات لاتذكر، فان كل من راسلني كان صفيا متفردا. ربما ان منهجية التوثيق كفتني الكثير ودرأت عني الأكثر. فالتلاجج يكون، دوما، غليظا وعنيفا علي الرأي، أما مقاتلة وثيقة، لست أنا بمؤلفها، أو انكار مقولة، لست أنا بقائلها، فان مغالطتهما باللغو يكون صنوا لحماقة التصدي لمجنزرات مدرعة بمساطر البلاستيك.
الرسالة البريدية موضوع هذه الحلقة بعثها قارئ لا أعرفه. نزل علي صندوق بريدي برسالة مكتوبة غطت الجزء الاعلي من الصفحة، ثم ألصق هذه الوثيقة المنشورة مصورة. قال في الرسالة بضعة أشياء اقتبسها اجتزاءا بنقاط فاصلة، أورد ( أتابع بحرص كل مايدونه قلمكم الرصين في كشف سوء هذا النظام وزبانيته بوثائق تصيبهم بالرعب لأنها تنور الناس بالفضائح........ أرسل اليكم ياأخي هذه الوثيقة التي توضح حقيقة هذا المجرم الحقير الذي باع نفسه للشيطان الامريكي بأبخس الاثمان....من معلوماتي المؤكدة جدا ان صلاح قوش وبمجرد توقيع اتفاقية السلام في 2005 سعي مع الامريكان لخلق مليشيا سرية له تدربها له شركة بلاك ووتر الامريكية وتكون جاهزة لقلب نظام الحكم والاطاحة بحكومة البشير ليصبح هو رئيسا للسودان.....هذه المليشيا سوف يقوم المرتزقة الامريكيون بتوفير احدث الاسلحة لها ويجهزونها بكل ماتحتاجه من تدريب وأساليب قتالية متطورة ويكفي ان تقرأ أنها سوف تزود بأجهزة اتصال لايمكن التنصت عليها بأنواع جديدة من هواتف الثريا الفضائية وغيرها.....قال لي أحد أقربائي ممن كانوا يعملون مع صلاح قوش سرا في شركات الجهاز ان مبلغ التمويل "100 مليون دولار" كما هو واضح في الوثيقة قام قوش فعلا بتأمينه سرا من شركات الجهاز حتي لا يلفت الانظار اليه....أرجو نشر هذه الوثيقة الخطيرة حتي يعرف الناس حقيقة هذا المجرم وسأرسل لك المزيد من الوثائق عن جرائمه وعمالته....الحمد لله الذي سارع بكشف هذا الرجل....ألخ )
فنهضنا للعمل....
الصحافة والاستخبارات..القصة المتكررة :
بدأنا حيث أفترضنا البداية، التحقق من صدقية الوثيقة.
هل الوثيقة صحيحة؟
الاجابة القاطعة..نعم ! فذات النشرة الصحفية المرسلة لي والصادرة من مكتب التحقيقات الفيدرالي الاقليمي بمدينة رالي بولاية نورث كارولاينا موجودة بموقع الاف بي آي. زرت أرشيف المحكمة وتثبت أيضا من الحكم القضائي الذي أصدرته محكمة القاضي الفيدرالي لويس دبليو فلانقان يوم 7 أغسطس 2012 .
اما ان سألت ان كان رئيس مخابراتنا السابق، الفريق أول صلاح قوش هو المتورط الحقيقي ، فالاجابة القاطعة..لا ! وان سألت، كيف ولماذا؟ فنقول لك، مرحبا بك في حرب المعلومات المضللة، فهذا المتبرع بالمعلومات أراد أن يتذاكي علينا فيسخرنا للتعاون معه في طمر صلاح قوش في مزبلة الارتزاق !
كان الوعد ان نخصص حلقة اليوم عن أهوال قوش في دارفور لكن لابأس من التسلي مع صبية مايسمونهم ب "كتيبة الجهاد الاليكتروني " وهذا افتراضنا لهوية المرسل، سنأتي علي التحليل لاحقا.
يبدو ان ماكتبناه في الحلقة الماضية عن العلاقة بين الاعلام وأجهزة المخابرات لم يكن كافيا للبصاصين ليفهموا بأننا نفهم قواعد اللعبة المهنية، فأرادوا ركوب قلمنا، غشا وتدليسا، وجرنا لخدمة مصالحهم. ولن نلومهم علي هذا المسعي، فالصحافة قدرها ان يتم استخدامها من أصحاب الأغراض والمصالح كافة، بيد انه يتعين عليها التقيد بحرفية تكفيها عثرات السقوط. هذا التقليد الراسخ يلخصه التدقيق المتأني في المحتوي واخضاعه لغربال مهني صارم ! نحن الصحفيون اللاهثون عن الخبر ، حالنا كحال كلاب الجزارات الباحثة عن "ذلك " العظم المكين، ومعذرة لفحش الوصف وغرافيته. ننتظره من يد الجزار بصبر وتوتر المراهقين. بيد ان من صقلت السنوات والدربة شوقه لذلك العظم، خليق به ان يكتسب رزانة الجائع وتريث المتعجل، ولو أعيته الخصاصة.. قينقض علي ما يبره به الجزار، فان التهم لا يزدرد...وان مضغ فليحذر البلع !
ماهي حيثيات وثيقة الاف بي آي؟
كما هو واضح، من نصها، فالوثيقة هي بيان صحفي اصدره المكتب الاقليمي لجهاز التحقيقات الفيدرالي، الاف بي آي يوم 7 أغسطس الماضي من مدينة رالي بولاية نورث كارولاينا ، حيث جرت المحاكمة فذات الولاية يتواجد فيها مقر رئاسة شركة بلاكووتر الأمنية الأشهر في العالم.
في الاعلان الرسمي قدم المدعي العام، توماس وولكر، تفصيلا قضائيا للذي جري. قال ان شركة بلاك ووتر للخدمات الامنية السابقة ( والتي اصبحت تسمي أكاديمي )، قد وقعت اتفاقا بالاقرار بالذنب ومنحت بموجبه عقوبة مؤجلة. وذكر ان القاضي الفيدرالي لويس فلانقان بمحكمة الدائرة الشرقية بولاية نورث كارولاينا وافق علي الترتيبات التي تم الاتفاق عليها لتسوية القضية. تتضمن التسوية قيام الشركة بدفع 42 مليون دولار لخرقها قوانين صادرات الاسلحة والضوابط العالمية للاتجار في الاسلحة. مضي المدعي العام للتفصيل فذكر ان التحقيقات بدأت في 2007، وبعد 5 سنوات تم رصد خروقات متعددة بلغت في الاجمالي 17 تهمة. مايهمنا في الوثيقة ( راجع نصها كاملا ) التهمتان الاولي والثانية، ففيهما لب موضوعنا.قالت الوثيقة (*التهمتان الاولي والثانية تعلقتا بخرق قانون الصلاحيات الاقتصادية للطورائ الدولية حيث قامت اكاديمي/ بلاكووتر بتصدير اجهزة هواتف الثريا الفضائية ماركة (ارديوم ) وتيلفونات كرابتو الفضائية للسودان في نوفمبر 2005 بدون الحصول علي ترخيص وزير الخزانة الامريكي كما ينص القانون. التهم من 3 الي 6 تتعلق بانتهاك قانون ضبط تصدير الاسلحة وتنظيم الاتجار العالمي بالسلاح، تأسيسا علي العديد من الصفقات المقترحة أو الواقعية بالتفصيل التالي :*مابين 1اكتوبر 2006 والي 30 نوفمبر 2006 اقترحت اكاديمي /بلاك ووتر تقديم خدمات أمنية وتقييم التهديدات، والتي اشتملت علي خدمات دفاعية ،وفق تعريف القانون الامريكي، الي حكومة السودان دون الحصول أولا علي رخصة من وزارة الخارجية الامريكية؛)
اذن يتضح مما عرض امام المحكمة، ان حكومة السودان دخلت في مفاوضات جادة مع شركة بلاكووتر لتوفير أجهزة هواتف الثريا الفضائية بلاضافة للبحث في تدريب قوات خاصة. كل هذا جري ابان ماكان السودان في قوائم الحظر الأمريكي الكامل، اقتصاديا وعسكريا، مما شكل انتهاكا للمرسوم الرئاسي رقم 13067 الذي أصدره الرئيس بل كلينتون يوم 3 نوفمبر 1997.
بحسب الوثيقة، فان المفاوضات مابين حكومة السودان وبلاكووتر جرت عقب توقيع اتفاقية نيفاشا في عام 2005 مما يرجح التوهم بحدوث انفراج نوعي وكبير في العلاقات السياسية مابين الخرطوم وواشنطن، وان ظل سريا . فمثل تلك الفرقعات الكبيرة برغم ماتثيره من دهشة، الا انها تبقي من صميم مفاجآت الجاسوسية. ففي تلك الفترة كانت المخابرات السودانية تعيش شهر عسل لا أحلي منه ولا أبهج. فقد شهدنا طائرة البوينج 737 التابعة للسي آي ايه ترسل خصيصا لصلاح قوش ليزور اصدقائه في لانغلي. الخلاصة الاستطرادية التي أريد لنا ابتلاع جرعتها هي التحلل من أي شكوك أستنادا الي أن الطرف الامريكي المتعاقد معه هو "أكبر عش " لمعاشيي الاستخبارات والمارينز، وفي مثل هذا العش تعشش صفقة فيها رائحة فعائل قوش ! بل وان وجود هواتف الثريا يعيد للذاكرة دور الرجل في تكوين مليشيات القتل في دارفور. فسجله هناك يؤكد دوره القيادي في الأمر ، بحسب تقرير فريق التحقيق الدولي. فقد فصلوا دوره في تشكيل قوة من 3000 ألف أسموها حرس الحدود، أما اسمها الاشهاري الأميز فهو الجنجويد !
يقول خبراء الاستراتيجية ان حرب دارفور هي أول حرب دولية للثريا. فهذا الهاتف المحمول أصبح قاهرالصحراء الافريقية التي عاشت بمنأي عن ثورة الاتصالات الكونية. أصبحت هواتف الثريا الفضائية البديل التقني لراديو الاتصال اللاسلكي ذي الموجتين. جاءت الثريا، فأغنت القادة عن كثير. قالوا وداعا لاجتماعات قادة الميدان وأسفار الايام والليالي من مسارح العمليات المترامية عبر مسافات العدم والمخاطر. جاءت الثريا وحلت معها السرعة والمباغتة والاوامر المحمولة صوتا. أصبحت الثريا هي غرفة هيئة الاركان المحمولة باليد، وغرفة محادثات السلام والمفاوضات المأمونة.غزت الثريا وهواتف اريديوم المدرعة ضد التصنت وغيرها من تقنيات حرب العولمة فيافي دارفور ودخلتها، قبل أن تنعم قراها وبيادرها بحنفية الماء أو لمبة الشارع ! فلولا هواتف الثريا، فان قادة اجتماعات أبوجا في عام 2006 لم يكن بالامكان التواصل معهم بعد أن أكلوا آخر وجباتهم بفندق( شيدا) بالعاصمة النيجيرية، فتفرقت دروبهم أيدي سبأ وتركوا مسودات الاتفاق علي الطاولات، بدون توقيع !
المفاجأة...عميل بلاكووتر ليس صلاح قوش، وانما سلفاكير !
من رمي لنا الطعم حسبنا من مفرخات صحافة الغفلة، نافوخ جهل تداريه عمامة ! أغراه ما قدمناه من مبحث عن فعائل قوش فأرادنا في صفه لاتهام الرجل بما لم يفعل.أرادنا أن نتكئ علي وثيقة، تخلو من الاشارة لهوية من مثل السودان في الاجتماعات مع بلاكووتر بل، والأهم، عن أي سودان نتحدث؟ أرادنا ان نردد اتهامه لقوش اسما، بلا وقائع أو حقائق! ونسي ان الكاتب ان ابتلع طعما ولم يتحقق فقد استغفل القراء لحين " بخبطة أو سبق" ، لكنه سيفقد احترامهم للأبد.
وللاستيثاق سعينا، فانكشفت اللعبة........
بلاكووتر...وماأدراك ما المياة السوداء !
أسسها ايريك برنس في عام 1997. كان برنس عضوا سابقا في فريق السيلز، جوهرة تشكيلات النخبة الأمريكية المقاتلة بعملياتها النوعية والتكتيكية المتميزة. من أكاديميتهم تخرج قتلة اسامة بن لادن. جاء في ديباجة تعريف بلاكووتر بنفسها، قيامها " بتقديم المساندة العسكرية وأي دعم تدريبي أو استشاري للأجهزة الأمنية".لخص رئيسها برنس أهداف بلاكووتر بقولته المأثورة (نحاول ان نفعل بأجهزة الأمن القومي، مافعلته فيدرال أكسبريس لخدمة البريد بأمريكا )! حصلت بلاكووتر علي أول عقد "سمين" لها في أكتوبر عام 2000 بعد تفجير السفينة الحربية "كول" عند شواطئ اليمن، فطلبت منها البحرية الأمريكية تدريب 100 ألف من جنودها علي عمليات نوعية. أشتري ايريك برنس قطعة أرض مساحتها 28 كيلومترا مربعا ( 7 ألف ايكر) عبارة عن مستنقعات آسنة في ولاية نورث كارولاينا لاستخدامها كمعسكرات تدريبية . من لون مياه هذه المستنقعات، جاءت تسمية الشركة التي افتتحت معسكرها الضخم في 15 مايو 1998 مبتدئة بستة الأف ايكر كلفتها 6.5مليون دولار.
وفي عام 2002 قامت الشركة الأم بانشاء فرع استشاري منوط بأعمال حماية المنشآت وبالفعل تعاقدت معها السي آي ايه لتوفير 20 حارسا لحماية رئاستها والفريق الذي كان يعمل سرا للقبض أو اغتيال اسامه بن لادن. بعد الاجتياح الأمريكي لأفغانستان، حصلت بلاكووتر علي بضعة عقود ضخمة أهمها حماية محطة سي آي ايه في كابول.وفازت بعدد من عطاءات الحماية والعمليات السرية في العراق كحراسة المنشآت والشخصيات النافذة. وحتي في الولايات المتحدة، فان عمليات الشركة توسعت فحصلت علي بضعة عقود من شركات التأمين والبتروكيماويات ابان اعصار كاترينا الذي ضرب ولاية لويزيانا ودمر مدينة نيوأورليانز. كان من بين عملائها الفيدراليين الي جانب الدفاع والسي آي ايه، وزارة الخارجية ووزارة الامن الوطني.. حصدت بلاكووتر، بحسب تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز في 3 أكتوبر2007،،حوالي البليون دولار من عقودها المبرمة مع الحكومة الفيدرالية.
مابين 2006-2008 أختار ايريك برايس كوفر بلاك ليصبح نائبا له في رئاسة مجلس الادارة. كان اختيارا أحدث ضجيجا في واشنطن لما يتوفر عليه بلاك من سيرة مهنية مرموقة. فهو المدير السابق لمركز السي آي ايه لمكافحة الارهاب في سبتمبر 2011. مابين 2002-2004، عمل كوفربلاك كمنسق للارهاب بدرجة سفير بالخارجية الامريكية عقب تقاعده من السي آي ايه.. مابين 2002-2004، عمل كوفربلاك كمنسق للارهاب بدرجة سفير بالخارجية الامريكية عقب تقاعده من السي آي ايه.
أسس هوفر بلاك وزميله السابق رئيس قسم الشرق الأدني بالسي آي أيه، روبرت ريشر،، شركة استخبارية تسمي ( توتال انتليجنس سوليوشنز ) وتعاونت مع بلاكووتر في عدد من المشروعات الاستخبارية. استوعب الرجلان الكثير من أرباب المعاشات من زملائهم القدامي بالسي آي ايه. في نوفمبر 2006 أشترت بلاكووتر 80 ايكر من الغابات التي تبعد 150 ميلا خارج مدينة شيكاغو لاقامة ماأسمته ( مركز التأثير ) وأطلقوا عليه عملياتيا "الموقع". باشر "الموقع " العمل بدءا من ابريل 2007، وكان هدفه كان تدريب الاجهزة الشرطية . وبضغط ومعارضة عنيفة من اصدقاء البيئة أضطرت بلاكووتر في مارس 2008 لسحب مشروع افتتاح معسكر تدريب آخر علي مساحة 824 ايكر (3.33 كيلومترمربع ) في مقاطعة سان دييغو بولاية كاليفورنيا رعم تعهداتها بأنها ستحافظ علي الحياة البرية بالغابة وستحرم استخدام التدريب علي المتفجرات والاسلحة المثيرة لرعب الحيوانات البرية.
الشركات في أمريكا ان واجهت مصاعب السمعة أو لاح بارق الافلاس، انقلبت الي ثعابين، فغيرت جلدها - سمه بهلوانيات "النيو لوك " للتبرؤ من الماضي .
بدأت التغييرات والفضائح تعصف ببلاكووتر بعد احداث وصور محبوسي سجن ابوغريب. فنفضت في اكتوبر 2007 عن نفسها جلدها القديم، وغيرت اسمها لتصبح (اكس اي سيرفيزيس ).وفي يوليو 2008 قررت تسريح قطاع الخدمات الامنية نظرا لمخاطره المهنية العالية.
في فبراير 2009 قرر ايريك برنس عرض شركته للبيع. أكبر الكبائر في أمريكا بالنسبة للشركات التجارية التي تقدم خدمات للحكومة الفيدرالية ادانتها بتهمة خرق القوانين الاتحادية. ففي حالة ادانتها، توضع في القائمة السوداء ويتم حرمانها تلقائيا من الدخول أي منافسة للحصول علي عطاءات جكومية، فتتوسد في قبرها ! أما التسوية، كالتي جرت، فانها لاتحرمها وهذا ماحدث اذ حصلت لبلاكووتر "في نسختها الجديدة " علي عطائين، أولهما لوزارة الخارجية بمبلغ 120 مليون دولار وثانيهما للسي آي ايه بمبلغ 100 مليون دولار !
تمت هيكلة (اكس اي سيرفيزيس ) بعد ان باع مؤسسها ايريك برنس الكثير من اسهمه. وبالفعل، في الثاني من مارس 2009 استقال ايريك برنس من منصبه كرئيس لمجلس ادارة، وان بقي وجاهيا في منصبه بلا أعباء، لأشهر شركة واكثر عسكري سابق ملم بالخبايا الامريكية. تم تعيين جوزيف يوريو رئيسا للشركة الجديدة وأيضا الضابط التنفيذي المسؤول ليحل محل جاري جاكسون، الرئيس السابق، وايريك برنس الضابط التنفيذي سابقا محتفظا برئاسة مجلس الادارة ولكن بلا أعباء !
في اواخر عام 2010 أرتحل ايريك برنس شرقا غبر الاطلنطي، ليحل مقيما في مدينة أبوظبي حيث أسس شركتة الجديدة ( رفليكس رسبونسز) كما أفادت صحيفة نيويورك تايمز في 23 مايو 2012. في 2011 اصبح رئيس وكالة الامن القومي السابق بوبي راي انمان رئيسا لمجلس ادارة شركة بلاكووتر بعد أن أصبحت (اكس اي ). أما مديرها التنفيذي الجديد فهو تيد رايت.واستمرت التغييرات العنيفة تهز الشركة، فغيرت اسمها مرة أخري الي (أكاديمي ) في ديسمبر 2011. منذ أن أسس ايريك برنس بلاكووتر حصل علي أكثر من1.6 مليار دولار كعقود فيدرالية، علنية وسرية، الا انه بعد الفضائح أعلن في يونيو2012 انه سيبيع شركة اكس اي سيرفيزس. لم تعاقب الشركة علي عملياتها في السودان وان ظلت تحت المراقبة الصارمة. وبالفعل أوقفت ادارة أوباما الكثير من تلك التحقيقات المكلفة. فلو ان بلاكووتر ادينت بموجب قوانين مكافحة الفساد والرشاوي وتصدير الاسلحة بدون ترخيص، فان ان شركتها الوليدة، اكس اي، كانت ستخسر 95% من اعمالها.
الاندفاع باتجاه جوبا...القصة والدوافع
دوافع انتقال عمليات بلاكووتر بحثا عن عقود جديدة بعيدا عن العراق، كان للهروب من ورطاتها في بلاد الرافدين بدءا من فظائع سجن أبوغريب والي تلك الصورة التلفزيونية التي بثت حول العالم. ففي ذلك اليوم ، وقع 4 من منسوبيها في كمين فقتلوا فيه جميعا. أما الصورة المرعبة فمشهدها كان تعليق جثمانين منهم، محروقين تماما ، علي مدخل جسر مدينة الفلوجة في مارس 2004. ومن يومها انهارت اسهمها وبدأت أرباحها في الانحسار بالعراق.
لمدة عامين، 2005-2007، ظلت شركة بلاكووترالامريكية، أكبر مخدم للمرتزقة ومعاشيي رجال المخابرات في العالم، تحاول اختراق المقاطعات الاقتصادية والعسكرية المفروضة علي السودان . كان هدفها حكومة جنوب السودان التي أصبحت لها كينونة سياسية بعد نيفاشا في 2005. ( أول من كشف الغطاء عن هذه المحاولات كانت نشرة ماك كلاتشي في 27يونيو 2010 ). في المتوافر من معلومات ان ادارة بوش كانت قد وعدت د.جون قرنق عقب توقيع اتفاقية السلام مباشرة، بتوفير الحماية له وتأمين اتصلاته بل وحتي تنقلاته الدولية. لكنها لم تفي بوعدها حتي وفاته. ارتبط الناشط برادفورد فيليبس بعلاقة قوية ومتميزة مع الراحل قرنق.عقب مقتل قرنق مباشرة، بدأ برادفورد في التباحث علنا مع ادارة بوش وحثها للاسراع في تدريب فرق حراسة خاصة لكبار المسؤولين الجنوبيين تحوطا من مصير قرنق! رشح أيضا ان السي اي ايه ووزارة الخارجية وافقتا، من حيث الفكرة، قيام بلاكووتر باعداد تصور للكيفية لحين رفع العقوبات، الا ان بلاكووتر شرعت في الفعل مطمئنة علي دعم قبيلة اليمين المتطرف المساند لها في ادارة بوش ، حتي بدون تراخيص !
هذا عن الدوافع..أما القصة ففيها المزيد .
قصة بلاكووتر مع حكومة جنوب السودان تضج بعناصر الاثارة ومفارقات الصدف المحضة. وفيها، أيضا، يختلط الجشع للسيطرة علي الموارد النفطية مع المساعي الكنسية للتبشير بالجنوب. ارتباطات ايريك برنس، مؤسس ورئيس بلاكووتر، بالجماعات الكنسية اليمينية المتطرفة كانت متوطدة، تماما، وأكثرها التصاقا كانت مع نائب الرئيس بوش ، ديك تشيني.أما مدخله للجنوب السوداني فكان عبر صديق طفولته برادفورد فليبس . والد برادفورد هو القسيس هوارد فيلبس صديق والد ايرك برنس، ايدقار برنس. التقي ايريك برنس مع صديقه القديم برادفورد الناشط في العمل الكنسي والذي أصبح قسيسا يمينيا، فترابطت المصالح ! قادنا بحثنا للتعرف علي الدور المحوري والهام الذي لعبه برادفورد فليبس، الموظف السابق بالكونغرس، والذي اصبح ناشطا كنسيا مرموقا عبر منظمته غير الربحية المسماة (بروسكيتيوشن بروجيكت فاونديشن ) من مقرها في مدينة كلبيبر الصغيرة في ولاية فيرجينيا. هدف هذه المؤسسة غير الربحية المعلن هو (رفع المعاناة) عن مسيحيي جنوب السودان. ارتبط برادفورد فليبس بعلاقات وثيقة مغ القيادات الجنوبية وبالذات مع نائب الرئيس السوداني ، ورئيس حكومة الجنوب الفريق أول سلفا كيرميارديت . طلب رئيس بلاكووتر وساطة برادفورد فليبس لتأمين عقود امنية لشركته في الجنوب . وبالفعل ارسل فليبس خطابات للرئيس سلفا كير بهذا الخصوص بل ونجح في جمع سلفا كير مع ايرك برنس في اجتماعات بأفريقيا.
اجتماع نوفمبر 2005 بفندق جي دبليو ماريوت بواشنطن، سلفاكير في شباك بلاكووتر.....
في خريف 2005 عينت بلاكووتر برادفورد فليبس لتمثيلها في الاتصالات المبدئية مع أصدقائه الجنوبيين السودانيين، من جهة، وللاستفادة من شبكة نفوذه الكنسية الواسعة مع اللولبي الجمهوري، عموما، واليميني منه بالذات.. استهل الناشط الوسيط نشاطاته برحلة الي جوبا لمقابلة صديقه الرئيس سلفاكير للترويج لمشروع بلاكووتر !
كان القاء مشجعا للغاية. فقامت بلاكووتر بتفويض نائب رئيسها ، كريستوف تيلور، ليصبح المسؤول الاول عن مشروع السودان يعاونه برادفورد فليبس، فسافرا مرتين للالتقاء بالرئيس سلفاكير وأركان ادارته. انصرف فليبس لحشد أكبر دعم ممكن من جماعات الضغط الكنسية لرفع الحظر عن السودان (الجنوبي ). كذلك سعي ايريك برينس ما وسعه العمل لفك الحظر المفروض علي جنوب السودان فعقد عدة اجتماعات مع نائب الرئيس تشيني، أحدها كان داخل طائرته الرئاسية المسماة (اير فورس 2). بل يقال ان مساعدو رئيس بلاكووتر هم من صاغوا مسودة خطاب للرئيس سلفا كير لتوقيعه ولتوجيهه للرئيس جورج بوش طالبا رفع الحظر عن بلاده !
عندما زار سلفاكير واشنطن في نوفمبر2005، تمكن برادفورد من ترتيب اجتماع تنفيذي لهما في فندق ( جي.دبليو ماريوت) الواقع في قلب العاصمة واشنطن.في هذا اللقاء التنفيذي، اختار ايريك برنس معاونه كوفر بلاك، عميل السي ايه السابق، لتقديم العرض التفصيلي أمام نائب الرئيس السوداني،ورئيس حكومة الجنوب الزائر. أهم جزئية ختم بها ثعلب السي آي ايه عرضه كان نصيحة للرئيس سلفاكير بالا يغادر واشنطن قبل ان يلح ويصر علي بوش وتشيني بضرورة رفع الحظرعن جنوب السودان.ففعل في كل لقاء جمعه بمسؤولين حكوميين أو تشريعيين أو جماعات ضغط مساندة. بعد ايام من لقاء فندق ماريوت، اصطحب القس فيبلبس اثنين من معاوني سلفا كير للتعرف علي منشآت بلاكووتر في مدينة مويوك بولاية كارولاينا الشمالية.
في الاشهر اللاحقة، أستمرت بلاكووتر في الضغط لنيل موافقة حكومة جوبا حتي بالرغم من سريان الحظر،طار برنس لمقابلة كير في نيروبي لاستصدار الموافقة وقام تيلور بزيارته الثالثة لجوبا. حدث الانفراج يوم 13 اكتوبر 2006 حين رفع الرئيس بوش الحظر المفروض علي جنوب السودان بأمر رئاسي. بعد رفع الحظر زار تيلور وفيلبس جوبا في فبراير 2006 وقدم لحكومة الجنوب الهواتف الفضائية وحسابات لايميلات مأمونة، والأهم، قدم لهم رسميا المشروع واتعاب تنفيذه، 100 مليون لتدريب جيش الجنوب ومليونين لتدريب حراس الرئيس سلفاكير. مما تسرب عن لقاء كير بقيادات بلاكووتر، انه بعد 11 يوما من تلك الزيارة، عقدت بلاكووتر اتفاقا مبدئيا بالموافقة علي تدريب فريق حماية الرئيس كير ، ولم يتوفر لدينا مايفيد بتنفيذ أو عدم تنفيذ هذا العقد.
تضمن العرض الخاص بتدريب جيش الجنوب (مقابل 100 مليون دولار) استعداد شركة بلاكووتر تمويل هذه الصفقة مقايضة، وليس نقدا نظرا لظروف دولة الجنوب المالية.قدمت أقتراحها وعرضت أن تتملك 50 بالمائة من الثروة المعدنية غير المطورة بالجنوب، لمدة يتفق عليها، وادرجت قائمة شملت بالاضافة للنفط والغاز، الذهب والحديد والاحجار الكريمة !
وبالطبع فان هذا العرض لم يتم التوقيع عليه أبدا بل لاقي استهجانا واستغرابا من الكثير من العقول الجنوبية ذات الخبرة في مؤسسات النقد الدولية.نسبت تقارير أعلامية تعليقا للسيد نيال دينج علي هذه العروض مشيرا في البدء الي حقيقة رئيسية اذ قال ( بلاكووتر كانت لها الكثير من المشكلات بالعراق، أما مايخصنا فان أي من عروض بلاكووتر لم تتم الموافقة عليه وبالتالي فان الشركة لم تقدم أي خدمات لحكومة الجنوب ).
وجد المحققون الامريكيون في 2006 أدلة أثبتت قيام شركة بلاووتر بتقديم رشاوي لمسؤولين أجانب للحصول علي عقود، وهذا ما تكافحه القوانين الامريكية. حتي ان بعض الشحنات من الاسلحة المهربة ضبطت كانت ترسل محشوة في بضاعة كأغذية للكلاب! ولأن شركة اكس اي مقرها ولاية نورث كارولاينا، فان التحقيقات هناك.في حالة جنوب السودان فان بلاكووتر واصلت مساعيها بلا توقف، دون الاكتراث لوضعية الجنوب الذي لم ينفصل حينها، أو وجود السودان (قبل الانفصال ) في قائمة المقاطعات الاقتصادية والعسكرية الشاملة. حتي وبدون الحصول علي تراخيص حكومية أمريكية تستثني الجنوب من المقاطعات، سعوا لتقديم تلك الخدمات وارسال اجهزة الثريا للجنوب وتزويدهم حكومة سلفاكير بتكنولوجبا تشفير الايميل.قامت بلاكووتر فعلا بفتح حساب ايداع لتأمين السداد (ايسكرو ) لحكومة الجنوب في بنك بولاية مينيسوتا !
بدأ التركيز علي السودان في اطار التحقيقات الفيدرالية السرية عن شركة بلاكووتر في 2006.توافر للأجهزة الفيدرالية، يومها، مايفيد بقيام الشركة بتقديم رشاوي لمسؤولين في لتمرير صادارت غير قانونية للأسلحة، تكنولوجيا عسكرية سرية لبعض بلدان الشرق الاوسط
,لمدة 5 سنوات من الرصد والمتابعة، وبمشاركة أكثر من 12 عميل يمثلون السي آي ايه، الاف بي آي، الخارجية، العدل، الدفاع الامن الوطني، الخزانة،التجارة وأجهزة ووكالات كثيرة. ادانت هيئة محلفين كبري في في أبريل 2012 رئيس بلاكووتر، قاري جاكسون، ومعه مستشار الشركة القانوني، أندريو هويل وثلاثة آخرين بتهمة خرقهم للقوانين وتصدير الاسلحة النارية ( تزوير هدية لملك الاردن عبدالله). وأسدل الستار علي الملف السوداني.
كلمة أخيرة
صناعة تداول المعلومات تخلق مدمنا متعاطيا، لكن ليس بالضرورة صحافيا ابن صنعة . فستات الشاي والماشطات بل وحتي الطيب مصطفي لهم منابر و"بنابر"تشتغل في تدويل المعلومات، خلقها أو ترويجها. وباستثناء الخؤولة كمهنة للتكسب الوفير، فان للماشطات وستات الشاي ايضا ما يتكسبن منه، فيما يظل تعاطي المعلومات نشاطا بارتايم بلا أجر، وان ساعد في الترويج للمهنة الأصلية ! في هذا المشهد، لا نملك الا ان نحمد الله الذي أسكن فينا من قيم وطرائق المهنة مايعصمنا عن كثير. ففي زمان صحافة المزق هذا، فانهم يخلطون كل شئ بكل شئ آخر، فينتجون قشطة وجبنا ولبن رائبا ، ولا تسأل عن المحتوي ، فيبيعون الناس أوراقا متكلسة ! ولعلها مناسبة ان نجدد العهد : مايهمني أبدا هو ثقتك في الذي نسوق لك من منتج . ففيه حيثيات صماء لقطع من حقائق نبذلها لك بأمانة تهاب قسوة النفس والضمير، ولتفعل بها انت ماتشاء...
فكرة المخطط لا تعصي علي الفهم : هناك من يريد"ون" ضرب قوش بيدنا وتوفير سواعدهم ! بخسوا ( بوقنا ) ومقدراته علي التمييز، فأرادونا هتيفة بلا عقل، ومعارضة بلا ضمير، ظنا منهم ان ما كتبناه عن الرجل تحركه كراهية لشخصه ! نسوا ان خصومتنا معه هي علي وطن كان جميلا فقبحوه، متآخيا فمزقوه، متدينا ففحشوا بعقيدته وبصقوا علي اسلامه النقي بفعائلهم!
اذن، خصومتنا مع قوش وشرذمته أو بطانة الحكم كلها، أساسها مافعلوه بنا كشعب من دمار منظم ماعاف شيئا : أخلاقنا، عزتنا وكرامتنا وحقنا المشروع في الحياة بانسانية بعد اذ كرمنا خالقنا ! ماذكر اسم قوش الا وأطلت برأسها جرائما بشعة، ضحاياها بشر مثلنا، كانت لهم أحلام في وطن لهم ولصغارهم ويتسع للكل ، بيد انهم صاروا بجبروت يده أموات ! صلاح قوش ليس فردا واحدا وانما استنساخ من أشباه لعصابة من يحكمونا من لصوص ومفسدين . لشعبنا الصابر فان قوش وعطا شخص واحد قياسا بشذوذ السلوك ، أو هما اسم وكنية لذات الشخص - لا فرق ! فالرجلان ينتميان لذات العنوان المؤسسي الظالم الباطش الذي يري في الشعب العدو، فظل علي قمعه واذلاله وانتهاك حرماته لربع قرن كامل. وهما ينتسبان لذات العنوان الاسمنتي منزوع الخلق والانسانية الذي يذاق فيه شرفاء الوطن يوميا صنوفا من مهانات وليال فاحمة السواد ، أقل شئ فيها التعذيب والظلم، وبسبب من هذا الفحش الدائر في الجهاز فقد أجمعت الأمة علي الاقتصاص والا تسقط هذا العار من ذاكرتها .
في تحليلينا النهائي أنهم، ولحسابات تخصهم، يتفاكرون في طريقة "ما" لاخراج مسرحية المشوار الأخير لصلاح قوش بعد ان تزايدت وعكاته القلبية. الا انهم الآن في ورطة حقيقية بسبب تقلص الخيارات ! فاطلاق سراحه يماثل القذف مجددا بالصندوق الاسود بعد العثور عليه، الي القاع الذي كان يحتله ! ففي رأس الرجل شريط سري خطير وفي ملفاته المخبأة ماهو أكثر خطورة واثارة لمسيرة الانقاذ ورجالاتها ونسائها كلهم....فردا فردا ! انها المعادلة الجهنمية، فالاحتفاظ به أسيرا له كلف باهظة واطلاق سراحه له أثمان أعلي ومخاطر غير منظورة العواقب، كيفما بررت فرضيات المعادلة وجردت الحساب ! فالسؤال سيظل متعلقا بما حفظ من ملفات وعرف من أسرار، من جهة، واستحالة (فرمطة) الذاكرة البشرية ، من الأخري أو الوصول لشقته في دبي أو مخابئه في أديس أبابا، من جهة ثالثة !!! وفي كل الاحوال، فان حتمية تسرب الاسرار القاتلة من خزائنه، ان أصابه مكروه، سيكون بسرعة تسلق أشجار اللبلاب للأسوار ! هل سيسمح له بالخروج، ولو لدواعي طبية، "بعد" ان فعلوا به مافعلوا، واختزن هو من المرارات ما أختزن؟ هل سيجازفون به ماشيا في الاسواق ومسافرا عبر المطارات؟ ! واذا لم يجدوا (حتي الآن) من مسوغ لتهمة ، ولا يمتلكون حجة لمحاكمته بما لفقوا، كما كان يلفق، فيوقعون حكم الاعدام عليه،هل يمكنهم الاحتفاظ به،والي مي؟وعلي محور آخر، ماهي اسقاطات، استمرار حبسه أو قتله، علي خصومهم في الجركات الاسلامية "الاصلاحية"المتناسلة من ذات العباءة؟ فالانتظار، كجيار، له أيضا كلفة باهظة الثمن.
بسبب كل من هذا، أو أكثر، سربوا لنا ماسربوا علنا نسهم في تجييش المشاعر ضده فيتخلصون منه بالخيانة العظمي !
الآن، وقد انكشف المخطط والهدف لا نقول سوي : خاب المسعي ، وبارت البضاعة !


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.