السودان..رصد 3″ طائرات درون" في مروي    البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك    دبابيس ودالشريف    كواسي إبياه سيعيد لكرتنا السودانيةهيبتها المفقودة،،    في أول تقسيمة رئيسية للمريخ..الأصفر يكسب الأحمر برعاية وتألق لافت لنجوم الشباب    الديوان الملكي السعودي: خادم الحرمين الشريفين يغادر المستشفى بعد استكمال الفحوصات الروتينية    وزير الخارجية المكلف يتسلم اوراق اعتماد سفير اوكرانيا لدى السودان    فيديو.. مشاهد ملتقطة "بطائرة درون" توضح آثار الدمار والخراب بمنطقة أم درمان القديمة    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. "دعامي" يظهر في أحضان حسناء عربية ويطالبها بالدعاء بأن ينصر الله "الجاهزية" على "الجيش" وساخرون: (دي بتكمل قروشك يا مسكين)    شاهد بالصورة والفيديو.. إعلامية مصرية حسناء تشارك في حفل سوداني بالقاهرة وتردد مع الفنانة إيلاف عبد العزيز أغنيتها الترند "مقادير" بصوت عذب وجميل    د. مزمل أبو القاسم يكتب: جنجويد جبناء.. خالي كلاش وكدمول!    محمد وداعة يكتب: الامارات .. الشينة منكورة    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    الخارجية الروسية: تدريبات الناتو في فنلندا عمل استفزازي    السوداني في واشنطن.. خطوة للتنمية ومواجهة المخاطر!    العين إلى نهائي دوري أبطال آسيا على حساب الهلال السعودي    مدير شرطة شمال دارفور يتفقد مصابي وجرحى العمليات    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    عن ظاهرة الترامبية    سفير السودان بليبيا يقدم شرح حول تطورات الأوضاع بعد الحرب    تواصل تدريب صقور الجديان باشراف ابياه    مدير شرطة محلية مروي يتفقد العمل بادارات المحلية    إيقاف حارس مرمى إيراني بسبب واقعة "الحضن"    «الفضول» يُسقط «متعاطين» في فخ المخدرات عبر «رسائل مجهولة»    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    نصيب (البنات).!    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على ناشفيل    لجنة المنتخبات الوطنية تختار البرتغالي جواو موتا لتولي الإدارة الفنية للقطاعات السنية – صورة    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الوثيقة المغلومة : هل دفع قوش 100 مليون دولار لبلاك ووتر لاعداد ميليشيا سرية ضاربة جهزها بهواتف "الثريا" لقلب النظام ؟
نشر في الراكوبة يوم 27 - 02 - 2013


[email protected]
المدخل الذاتي للقصة ....
مع تزايد معرفتنا المكتسبة عن سابلة الاسافير المؤذين ، ممن يلجون حوشنا لسرقة محتويات الدار ، بالتهكير ، أو اصابة حواسيبنا بفيروسات عصية ، تعلمنا الكثير . أصبح لكل منا طريقته في التعامل مع باب حوشه ، بريده الاليكتروني. بالنسبة لي ، فقد أمنت داري باتباع نصائح أهل المعرفة والبرمجيات . فأنا أفتح الرسائل الموجهة لي فتحة واحدة يتيمة . فان كانت مكتوبا ، رددت عليه شاكرا. بعد تلك النقرة ، أنصرف تطبيق لائحة لاءات أهل المعرفة .. اذا احتوت رسالة ممن لم أتشرف بمعرفته من قبل علي رابط ، ومن أي نوع ، فمكانها سلة المحذوفات ، فورا . أيضا لا تغويني حقيبة مرفقات الرسالة مهما حمل عنوانها من اثارة واغراء لفتحها . فقد صرت مفتونا بسؤال موظفي شركات الطيران المحترمة " هل قمت بترتيب الحقيبة بنفسك أم رتبها غيرك ". زوار بريدي ممن يكتبون بأقلام مدادها خلق أهل السودان ، وليس قلة حياء العالم الافتراضي ، يجدون مني كل الترحاب والمودة . وللحق ، فقد تشرفت بمعرفة العشرات من الأخوة الافاضل والأخوات الكريمات ممن تواصلوا معي اضاءة لجانب غفلته ، أو تصويبا لمعلوم سقته ، أو استحسانا لحرف كتبته أو لجهد بذلته أو تحوارا بشأن عرضته ، أو حتي تخاصما علي رأي أعليته . كان حظي في غنيمة التعارف الصدوق كنوزا من أناس أفاخر بمعرفتهم والتواصل معهم ، ولله الحمد . باستثناءات لاتذكر ، فان كل من راسلني كان صفيا متفردا . ربما ان منهجية التوثيق كفتني الكثير ودرأت عني الأكثر . فالتلاجج يكون ، دوما ، غليظا وعنيفا علي الرأي ، أما مقاتلة وثيقة ، لست أنا بمؤلفها ، أو انكار مقولة ، لست أنا بقائلها ، فان مغالطتهما باللغو يكون صنوا لحماقة التصدي لمجنزرات مدرعة بمساطر البلاستيك .
الرسالة البريدية موضوع هذه الحلقة بعثها قارئ لا أعرفه . نزل علي صندوق بريدي برسالة مكتوبة منه في الجزء الاعلي من الصفحة ، ثم ألصق هذه الوثيقة المنشورة مصورة . قال في الرسالة بضعة أشياء اقتبسها اجتزاءا بنقاط فاصلة ، أورد ( أتابع بحرص كل مايدونه قلمكم الرصين في كشف سوء هذا النظام وزبانيته بوثائق تصيبهم بالرعب لأنها تنور الناس بالفضائح ........ أرسل اليكم ياأخي هذه الوثيقة التي توضح حقيقة هذا المجرم الحقير الذي باع نفسه للشيطان الامريكي بأبخس الاثمان ....من معلوماتي المؤكدة ان صلاح قوش وبمجرد توقيع اتفاقية السلام في 2005 سعي مع الامريكان لخلق مليشيا سرية له تدربها له شركة بلاك ووتر الامريكية وتكون جاهزة لقلب نظام الحكم والاطاحة بحكومة البشير ليصبح هو رئيسا للسودان .....هذه المليشيا سوف يقوم المرتزقة الامريكيون بتوفير احدث الاسلحة لها ويجهزونها بكل ماتحتاجه من تدريب وأساليب قتالية متطورة ويكفي ان تقرأ أنها سوف تزود بأجهزة اتصال لايمكن التنصت عليها بأنواع جديدة من هواتف الثريا الفضائية وغيرها .....قال لي أحد أقربائي ممن كانوا يعملون مع صلاح قوش سرا في شركات الجهاز ان مبلغ التمويل "100 مليون دولار" كما هو واضح في الوثيقة قام قوش فعلا بتأمينه سرا من شركات الجهاز حتي لا يلفت الانظار اليه ....أرجو نشر هذه الوثيقة الخطيرة حتي يعرف الناس حقيقة هذا المجرم وسأرسل لك المزيد من الوثائق عن جرائمه وعمالته ....الحمد لله الذي سارع بكشف هذا الرجل ....ألخ )
فنهضنا للعمل ....
الصحافة والاستخبارات ..القصة المتكررة :
بدأنا حيث أفترضنا البداية ، التحقق من صدقية الوثيقة .
هل الوثيقة صحيحة ؟
الاجابة القاطعة ..نعم ! فذات النشرة الصحفية المرسلة لي والصادرة من مكتب التحقيقات الفيدرالي الاقليمي بمدينة رالي بولاية نورث كارولاينا موجودة بموقع الاف بي آي . زر أرشيف المحكمة وتثبت أيضا من الحكم القضائي الذي أصدرته محكمة القاضي الفيدرالي لويس دبليو فلانقان يوم 7 أغسطس 2012 .
اما ان سألت ان كان رئيس مخابراتنا السابق ، الفريق أول صلاح قوش هو المتورط الحقيقي ، فالاجابة القاطعة ..لا ! وان سألت ، كيف ولماذا ؟ فنقول لك ، مرحبا بك في حرب المعلومات المضللة ، فهذا المتبرع بالمعلومات أراد أن يتذاكي علينا فيسخرنا للتعاون معه في طمر صلاح قوش في مزبلة الارتزاق !
كان الوعد ان نخصص حلقة اليوم عن أهوال قوش في دارفور لكن لابأس من التسلي مع صبية مايسمونهم ب "كتيبة الجهاد الاليكتروني " وهذا افتراضنا في هوية من المرسل ، وسنأتي علي التحليل لاحقا .
يبدو ان ماكتبناه في الحلقة الماضية عن العلاقة بين الاعلام وأجهزة المخابرات لم يكن كافيا للبصاصين ليفهموا بأننا نفهم قواعد اللعبة المهنية ، فأرادوا ركوب قلمنا ، طوعا أو كرها ، وجرنا لخدمة مصالحهم . ولن نلومهم علي هذا المسعي ، فالصحافة قدرها ان يتم استخدامها من أصحاب الأغراض والمصالح كافة ، بيد انه يتعين عليها التقيد بحرفية تكفيها عثرات السقوط . هذا التقليد الراسخ يلخصه التدقيق المتأني في المحتوي واخضاعه لغربال مهني صارم ! نحن الصحفيون اللاهثون عن الخبر ، حالنا كحال كلاب الجزارات الباحثة عن "ذلك " العظم المكين ، ومعذرة لفحش الوصف وغرافيته. ننتظره من يد الجزار بصبر وتوتر المراهقين . بيد ان من صقلت السنوات والدربة شوقه لذلك العظم يكتسب رزانة الجائع وتريث المتعجل . قينقض علي ما يرميه به الجزار، لكنه لا يلتهم ، وان التهم فعليه بالمضغ ، وعليه دوما محاذرة البلع !
ماهي حيثيات وثيقة الاف بي آي ؟
كما هو واضح ، من نصها ، فالوثيقة هي بيان صحفي اصدره المكتب الاقليمي لجهاز التحقيقات الفيدرالي ، الاف بي آي يوم 7 أغسطس الماضي من مدينة رالي بولاية نورث كارولاينا ، حيث جرت المحاكمة فذات الولاية يتواجد فيها مقر رئاسة شركة بلاكووتر الأمنية الأشهر في العالم .
في الاعلان الرسمي قدم المدعي العام ، توماس وولكر ، تفصيلا قضائيا للذي جري . قال ان شركة بلاك ووتر للخدمات الامنية السابقة ( والتي اصبحت تسمي أكاديمي ) ، قد وقعت اتفاقا بالاقرار بالذنب ومنحت بموجبه عقوبة مؤجلة . وذكر ان القاضي الفيدرالي لويس فلانقان بمحكمة الدائرة الشرقية بولاية نورث كارولاينا وافق علي الترتيبات التي تم الاتفاق عليها لتسوية القضية . تتضمن التسوية قيام الشركة بدفع 42 مليون دولار لخرقها قوانين صادرات الاسلحة والضوابط العالمية للاتجار في الاسلحة . مضي المدعي العام للتفصيل فذكر ان التحقيقات بدأت في 2007 ، وبعد 5 سنوات تم رصد خروقات متعددة بلغت في الاجمالي 17 تهمة . مايهمنا في الوثيقة ( راجع نصها كاملا ) التهمتان الاولي والثانية ، ففيهما لب موضوعنا .قالت الوثيقة (*التهمتان الاولي والثانية تعلقتا بخرق قانون الصلاحيات الاقتصادية للطورائ الدولية حيث قامت اكاديمي/ بلاكووتر بتصدير اجهزة هواتف الثريا الفضائية ماركة (ارديوم ) وتيلفونات كرابتو الفضائية للسودان في نوفمبر 2005 بدون الحصول علي ترخيص وزير الخزانة الامريكي كما ينص القانون . التهم من 3 الي 6 تتعلق بانتهاك قانون ضبط تصدير الاسلحة وتنظيم الاتجار العالمي بالسلاح ، تأسيسا علي العديد من الصفقات المقترحة أو الواقعية بالتفصيل التالي :*مابين 1اكتوبر 2006 والي 30 نوفمبر 2006 اقترحت اكاديمي /بلاك ووتر تقديم خدمات أمنية وتقييم التهديدات ، والتي اشتملت علي خدمات دفاعية ،وفق تعريف القانون الامريكي ، الي حكومة السودان دون الحصول أولا علي رخصة من وزارة الخارجية الامريكية؛)
اذن يتضح مما عرض امام المحكمة ، ان حكومة السودان دخلت في مفاوضات جادة مع شركة بلاكووتر لتوفير أجهزة هواتف الثريا الفضائية بلاضافة للبحث في تدريب قوات خاصة . كل هذا جري ابان ماكان السودان في قوائم الحظر الأمريكي الكامل ، اقتصاديا وعسكريا ، مما شكل انتهاكا للمرسوم الرئاسي رقم 13067 الذي أصدره الرئيس بل كلينتون يوم 3 نوفمبر 1997.
فترة المفاوضات مابين حكومة السودان وبلاكووتر، بحسب الوثيقة ، جرت عقب توقيع اتفاقية نيفاشا في عام 2005 مما يعزز الاعتقاد بحدوث انفراج نوعي وكبير في العلاقات السياسية مابين الخرطوم وواشنطن ، وان ظل سريا . ففي تلك الفترة كانت المخابرات السودانية تعيش شهر عسل لا أحلي منه ولا أبهج . فقد شهدنا طائرة البوينج 737 التابعة للسي آي ايه ترسل خصيصا لصلاح قوش ليزور اصدقائه في لانغلي . الخلاصة الاستطرادية التي أريد لنا ابتلاع جرعتها هي التحلل من أي شكوك أستنادا الي أن الطرف الامريكي المتعاقد معه هو "أكبر عش " لمعاشيي الاستخبارات والمارينز، وفي مثل هذا العش تعشش صفقة فيها رائحة صلاح قوش ! بل وان وجود هواتف الثريا يعيد للذاكرة دور قوش في تكوين مليشيات القتل في دارفور ، فسجله هناك يؤكد دوره ، بحسب فريق التحقيق الدولي ، في تشكيل قوة من 3000 ألف أسموها حرس الحدود ، أما اسمها التجاري فكان الجنجويد !
يقول خبراء الاستراتيجية ان حرب دارفور هي أول حرب دولية للثريا . فهذا الهاتف المحمول أصبح قاهرالصحراء الافريقية التي عاشت بمنأي عن ثورة الاتصالات الكونية . أصبحت هواتف الثريا الفضائية البديل التقني لراديو الاتصال اللاسكي ذي الموجتين . جاءت الثريا ، فأغنت القادة عن كثير. قالوا وداعا لاجتماعات قادة الميدان وأسفار الايام والليالي من مسارح العمليات المترامية عبر مسافات العدم والمخاطر . جاءت الثريا وحلت معها السرعة والمباغتة والاوامر المحمولة صوتا . أصبحت الثريا هي غرفة هيئة الاركان المحمولة باليد ، وغرفة محادثات السلام والمفاوضات المأمونة .لقد غزت الثريا وهواتف اريديوم المدرعة ضد التصنت وغيرها من تقنيات حرب العولمة والمعلوماتية فيافي دارفور ودخلتها، قبل أن تنعم قراها وبيادرها بحنفية الماء أو لمبة الشارع ! فلولا هواتف الثريا ، فان قادة اجتماعات أبوجا في عام 2006 لم يكن بالامكان التواصل معهم بعد أن أكلوا آخر وجباتهم بفندق( شيدا) بالعاصمة النيجيرية ، فتفرقت دروبهم أيدي سبأ وتركوا مسودات الاتفاق علي الطاولات ، بدون توقيع !
المفاجأة ...عميل بلاكووتر ليس صلاح قوش ، وانما سلفاكير !
من رمي لنا الطعم حسبنا من مفرخات صحافة الغفلة ، نافوخ جهل تداريه عمامة . أغراه ما قدمناه من مبحث عن فعائل قوش فأرادنا في صفه لاتهام الرجل بما لم يفعل .أرادنا أن نتكئ علي وثيقة ، تخلو من هوية من مثل السودان في الاجتماعات مع بلاكووتر، بل وأي سودان ؟ ارادنا ان نردد اتهامه لقوش اسما ، بلا وقائع أو حقائق! ونسي ان الكاتب ان ابتلع طعما ولم يتحقق قد استغفل القراء لحين لكنه سيفقد احترامهم للأبد .
وللتحقق سعينا ، وانكشفت اللعبة .
بلاكووتر ...وماأدراك ما المياة السوداء !
أسسها ايريك برنس في عام 1997 . كان برنس عضوا سابقا في فريق السيلز ، جوهرة تشكيلات النخبة الأمريكية المقاتلة بعملياتها النوعية والتكتيكية المتميزة ، شاكلة قتل اسامة بن لادن. جاء في ديباجة التعريف بنفسها قيامها " بتقديم المساندة العسكرية وأي دعم تدريبي أو استشاري للأجهزة الأمنية" .لخص برنس أهداف شركته بقولته المأثورة (نحاول ان نفعل بأجهزة الأمن القومي ، مافعلته فيدرال أكسبريس لخدمة البريد بأمريكا )! حصلت بلاكووتر علي أول عقد "سمين" لها في أكتوبر عام 2000 بعد تفجير السفينة الحربية "كول" عند شواطئ اليمن ، فطلبت منها البحرية الأمريكية تدريب 100 ألف من جنودها علي عمليات نوعية . أشتري ايريك برنس قطعة أرض مساحتها 28 كيلومترا مربعا ( 7 ألف ايكر) عبارة عن مستنقعات آسنة في ولاية نورث كارولاينا لاستخدامها كمعسكرات تدريبية . من لون مياه هذه المستنقعات ، جاءت تسمية الشركة التي افتتحت معسكرها الضخم في 15 مايو 1998 مبتدئة بستة الأف ايكر كلفتها 6.5مليون دولار .
وفي عام 2002 قامت الشركة الأم بانشاء فرع استشاري منوط بأعمال حماية المنشآت وبالفعل تعاقدت معها السي آي ايه لتوفير 20 حارسا لحماية رئاستها والفريق الذي كان يعمل سرا للقبض أو اغتيال اسامه بن لادن . بعد الاجتياح الأمريكي لأفغانستان، حصلت بلاكووتر علي بضعة عقود ضخمة أهمها حماية محطة سي آي ايه في كابول.وفازت بعدد من عطاءات الحماية والعمليات السرية في العراق كحراسة المنشآت والشخصيات النافذة . وحتي في الولايات المتحدة ، فان عمليات الشركة توسعت فحصلت علي بضعة عقود من شركات التأمين والبتروكيماويات ابان اعصار كاترينا الذي ضرب ولاية لويزيانا ودمر مدينة نيوأورليانز . كان من بين عملائها الفيدراليين الي جانب الدفاع والسي آي ايه ، وزارة الخارجية ووزارة الامن الوطني. . حصدت بلاكووتر ، بحسب تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز في 3 أكتوبر2007، ،حوالي البليون دولار من عقودها المبرمة مع الحكومة الفيدرالية .
مابين 2006-2008 كان نائب رئيس مجلس الادارة كوفر بلاك ، المدير السابق لمركز السي آي ايه لمكافحة الارهاب في سبتمبر 2011 ا . مابين 2002-2004 ، عمل كوفربلاك كمنسق للارهاب بدرجة سفير بالخارجية الامريكية عقب تقاعده من السي آي ايه.
أسس هوفر بلاك وزميله السابق رئيس قسم الشرق الأدني بالسي آي أيه ، ، روبرت ريشر،، شركة استخبارية تسمي ( توتال انتليجنس سوليوشنز ) وتعاونت مع بلاكووتر في عدد من المشروعات الاستخبارية . استوعب الرجلان الكثير من أرباب المعاشات من زملائهم القدامي بالسي آي ايه . في نوفمبر 2006 أشترت بلاكووتر 80 ايكر من الغابات التي تبعد 150 ميلا خارج مدينة شيكاغو لاقامة ماأسمته ( مركز التأثير ) ، أسموه عملياتيا "الموقع". باشر "الموقع " العمل بدءا من ابريل 2007 ، وكان هدفه كان تدريب الاجهزة الشرطية . وبضغط ومعارضة عنيفة من اصدقاء البيئة أضطرت بلاكووتر في مارس 2008 لسحب مشروع افتتاح معسكر تدريب آخر علي مساحة 824 ايكر (3.33 كيلومترمربع ) في مقاطعة سان دييغو بولاية كاليفورنيا رعم تعهداتها بأنها ستحافظ علي الحياة البرية بالغابة وستحرم استخدام التدريب علي المتفجرات والاسلحة المثيرة لرعب الحيوانات البرية .
الشركات في أمريكا ان واجهت مصاعب السمعة أو لاح بارق الافلاس ، انقلبت الي ثعابين ، فغيرت جلدها أنها "النيو لوك " المبرأة من الماضي .
بدأت التغييرات والفضائح تعصف ببلاكووتر بعد احداث وصور مسجوني سجن ابوغريب . ففي اكتوبر 2007 قررت تغيير اسمها .وفي يوليو 2008 قررت تسريح قطاع الخدمات الامنية نظرا لمخاطره المهنية العالية
في فبراير 2009 قرر ايريك برنس تغيير اسم شركته فأصبحت (اكس اي سيرفيزيس ) بل وقام بعرضها للبيع. أكبر الكبائر في أمريكا بالنسبة للشركات التجارية التي تقدم خدمات للحكومة الفيدرالية ادانتها بتهمة خرق القوانين الاتحادية. ففي تلك الحالة يترتب عن الادانة حرمانها تلقائيا من أي منافسة للحصول علي عطاءات جكومية، فتكتب نهايتها بيدها ! أما التسوية ، كالتي جرت ، فانها لاتحرمها وهذا ماحدث اذ حصلت لبلاكووتر "في نسختها الجديدة المسماة أكاديمي " علي عطائين ، أولهما لوزارة الخارجية بمبلغ 120 مليون دولار وثانيهما للسي آي ايه بمبلغ 100 مليون دولار !
تمت هيكلة (اكس اي سيرفيزيس ) بعد ان باع مؤسسها ايريك برنس الكثير من اسهمه . وبالفعل ، في الثاني من مارس 2009 استقال ايريك برنس من منصبه كرئيس لمجلس ادارة ، وان بقي وجاهيا في منصبه بلا أعباء ، لأشهر شركة واكثر عسكري سابق ملم بالخبايا الامريكية. تم تعيين جوزيف يوريو رئيسا للشركة الجديدة وأيضا الضابط التنفيذي المسؤول ليحل محل جاري جاكسون ، الرئيس السابق ، وايريك برنس الضابط التنفيذي سابقا محتفظا برئاسة مجلس الادارة ولكن بلا أعباء !
في اواخر عام 2010 رحل ايريك برنس شرقا غبر الاطلنطي ، ليقيم في مدينة أبوظبي ويؤسس شركة جديدة ( رفليكس رسبونسز) كما أفادت صحيفة نيويرك تايمز في 23 مايو 2012 . في 2011 اصبح رئيس وكالة الامن القومي السابق بوبي راي انمان رئيسا لمجلس ادارة شركة (اكس اي ) اما مديرها التنفيذي الجديد فهو تيد رايت .واستمرت التغييرات العنيفة تهز الشركة ، فغيرت اسمها مرة أخري الي (أكاديمي ) في ديسمبر 2011. منذ أن أسس ايريك برنس بلاكووتر حصل علي أكثر من1.6 مليار دولار كعقود فيدرالية ، علنية وسرية ، الا انه بعد الفضائح أعلن في يونيو2012 انه سيبيع شركة اكس اي سيرفيزس . لم تعاقب الشركة علي عملياتها في السودان وان ظلت تحت المراقبة الصارمة. وبالفعل أوقفت ادارة أوباما الكثير من تلك التحقيقات المكلفة. فلو ان بلاكووتر ادينت بموجب قوانين مكافحة الفساد والرشاوي وتصدير الاسلحة بدون ترخيص، فان ان شركتها الوليدة ، اكس اي ، كانت ستخسر 95% من اعمالها .
الاتجاه نحو جوبا ...القصة والدوافع
دوافع انتقال عمليات بلاكووتر بحثا عن عقود جديدة بعيدا عن العراق كان له علاقة بتورطاتها في العراق بدءا من فظائع سجن أبوغريب والي تلك الصورة التلفزيونية التي بثت حول العالم . بدأت أعمالها في التراجع بالعراق يوم ماوقع 4 من منسوبيها في كمين قتلوا فيه جميعا ، وتم تعليق جثامنين أثنين منهم ، محروقين تماما ، علي مدخل جسر مدينة الفلوجة في مارس 2004 .
لمدة عامين ، 2005-2007، ظلت شركة بلاكووترالامريكية ، أكبر مخدم للمرتزقة ومعاشيي رجال المخابرات في العالم ، تحاول اختراق المقاطعات الاقتصادية والعسكرية المفروضة علي السودان . كان هدفها حكومة جنوب السودان التي أصبحت لها كينونة سياسية بعد نيفاشا في 2005 . ( أول من كشف الغطاء عن هذه المحاولات كانت نشرة ماك كلاتشي في 27يونيو 2010 ) . في المتوافر من معلومات ان ادارة بوش كانت قد وعدت د.جون قرنق عقب توقيع اتفاقية السلام مباشرة ، بتوفير الحماية له وتأمين اتصلاته بل وحتي تنقلاته الدولية . لكنها لم تفي بوعدها حتي وفاته. ارتبط الناشط برادفورد فيليبس بعلاقة قوية ومتميزة مع الراحل قرنق .عقب مقتل قرنق مباشرة ، بدأ برادفورد في التباحث علنا مع ادارة بوش وحثها للاسراع في تدريب فرق حراسة خاصة لكبار المسؤولين الجنوبيين تحوطا من مصير قرنق! رشح أيضا ان السي اي ايه ووزارة الخارجية وافقتا ، من حيث الفكرة ، قيام بلاكووتر باعداد تصور للكيفية لحين رفع العقوبات ، الا ان بلاكووتر شرعت في الفعل مطمئنة علي دعم قبيلة اليمين المتطرف المساند لها في ادارة بوش ، حتي بدون تراخيص !
هذا عن الدوافع ..أما القصة ففيها المزيد .
قصة بلاكووتر مع حكومة جنوب السودان فيها كل عناصر الاثارة . ففيها يختلط الطمع للسيطرة علي الموارد النفطية مع المساعي الكنسية للتبشير بالجنوب . ارتباطات ايريك برنس ، مؤسس ورئيس بلاكووتر ، بالجماعات الكنسية اليمينية المتطرفة كانت متوطدة ، تماما ، مثل علاقاته مع نائب الرئيس بوش ، ديك تشيني .أما مدخله للجنوب السوداني فكان عبر صديق طفولته برادفورد فليبس . والد برادفورد هو القسيس هوارد فيلبس صديق والد ايرك برنس، ايدقار برنس. التقي ايريك برنس مع صديقه القديم برادفورد الناشط في العمل الكنسي والذي أصبح قسيسا يمينيا ، فترابطت المصالح ! قادنا بحثنا للتعرف علي الدور المحوري والهام الذي لعبه برادفورد فليبس الموظف السابق بالكونغرس والذي اصبح ناشطا كنسيا عبر منظمته غير الربحية المسماة (بروسكيتيوشن بروجيكت فاونديشن ) من مقرها في مدينة كلبيبر الصغيرة في ولاية فيرجينيا . هدف هذه المؤسسة غير الربحية المعلن هو (رفع المعاناة) عن مسيحيي جنوب السودان . ارتبط برادفورد فليبس بعلاقات وثيقة مغ القيادات الجنوبية وبالذات مع نائب الرئيس السوداني ، ورئيس حكومة الجنوب الفريق أول سلفا كيرميارديت . طلب رئيس بلاكووتر وساطة برادفورد فليبس لتأمين عقود امنية لشركته في الجنوب . وبالفعل ارسل فليبس خطابات للرئيس سلفا كير بهذا الخصوص بل ونجح في جمع سلفا كير مع ايرك برنس في اجتماعات بأفريقيا .
اجتماع نوفمبر 2005 بفندق جي دبليو ماريوت بواشنطن ، سلفاكير في شباك بلاكووتر.... .
في خريف 2005 عينت بلاكووتر برادفورد فليبس لتمثيلها في الاتصالات المبدئية ولاستخدام شبكة نفوذه الكنسية القوية .فسافر الي جوبا وقابل الرئيس سلفاكير وليبدأ مهمة الترويج لمشروع بلاكووتر .
كان القاء مشجعا للغاية . فقامت بلاكووتر بتفويض نائب رئيسها ، كريستوف تيلور ، ليصبح المسؤول الاول عن مشروع السودان يعاونه برادفورد فليبس ، فسافرا مرتين للالتقاء بالرئيس سلفاكير وأركان ادارته . انصرف فليبس لحشد أكبر دعم ممكن من جماعات الضغط الكنسية لرفع الحظر عن السودان (الجنوبي ). سعي ايريك برينس بكل السبل لفك الحظر المفروض علي جنوب السودان فعقد عدة اجتماعات مع نائب الرئيس تشيني ، أحدها كان داخل طائرته الرئاسية المسماة (اير فورس 2). بل يقال ان مساعدو رئيس بلمووتر هم من صاغوا مسودة خطاب للرئيس سلفا كير لتوقيعه ولتوجيهه للرئيس جورج بوش طالبا رفع الحظر عن بلاده .
عند زيارة سلفاكير لواشنطن في نوفمبر2005 ، تمكن برادفورد من ترتيب اجتماع تنفيذي لهما في فندق ( جي .دبليو ماريوت) الواقع في قلب العاصمة واشنطن .في هذا اللقاء التنفيذي ، اختار ايريك برنس معاونه كوفر بلاك ، عميل السي ايه السابق ، لتقديم العرض التفصيلي أمام نائب الرئيس السوداني ،ورئيس حكومة الجنوب الزائر . أهم جزئية ختم بها ثعلب السي آي ايه عرضه كان نصيحة بالا يغادر واشنطن قبل ان يلح ويصر علي بوش وتشيني بضرورة رفع الحظرعن جنوب السودان .ففعل في كل لقاء جمعه بمسؤولين حكوميين أو تشريعيين أو جماعات ضغط مساندة . بعد ايام من لقاء فندق ماريوت ، اصطحب القس فيبلبس اثنين من معاوني سلفا كير للتعرف علي منشآت بلاكووتر في مدينة مويوك بولاية كارولاينا الشمالية .
في الاشهر اللاحقة ، أستمرت بلاكووتر في الضغط لنيل موافقة حكومة جوبا حتي بالرغم من سريان الحظر ،طار برنس لمقابلة كير في نيروبي لاستصدار الموافقة وقام تيلور بزيارته الثالثة لجوبا . حدث الانفراج يوم 13 اكتوبر 2006 حين رفع الرئيس بوش الحظر المفروض علي جنوب السودان بأمر رئاسي . بعد رفع الحظر زار تيلور وفيلبس جوبا في فبراير 2006 وقدم لحكومة الجنوب الهواتف الفضائية وحسابات لايميلات مأمونة ، والأهم ، قدم لهم رسميا المشروع واتعاب تنفيذه ، 100 مليون لتدريب جيش الجنوب ومليونين لتدريب حراس الرئيس سلفاكير. مما تسرب عن لقاء كير بقيادات بلاكووتر ، انه بعد 11 يوما من تلك الزيارة ، عقدت بلاكووتر اتفاقا مبدئيا بالموافقة علي تدريب فريق حماية الرئيس كير ، ولم يتوفر لدينا مايفيد بتنفيذ أو عدم تنفيذ هذا العقد .
تضمن العرض الخاص بتدريب جيش الجنوب (مقابل 100 مليون دولار) استعداد شركة بلاكووتر تمويل هذه الصفقة مقايضة ، وليس نقدا نظرا لظروف دولة الجنوب المالية .قدمت أقتراحها وعرضت أن تتملك 50 بالمائة من الثروة المعدنية غير المطورة بالجنوب ، لمدة يتفق عليها ، وادرجت قائمة شملت بالاضافة للنفط والغاز ، الذهب والحديد والاحجار الكريمة !
وبالطبع فان هذا العرض لم يتم التوقيع عليه أبدا بل لاقي استهجانا واستغرابا من الكثير من العقول الجنوبية ذات الخبرة في مؤسسات النقد الدولية .نسبت تقارير أعلامية تعليقا للسيد نيال دينج علي هذه العروض مشيرا في البدء الي حقيقة رئيسية اذ قال ( بلاكووتر كانت لها الكثير من المشكلات بالعراق ، أما مايخصنا فان أي من عروض بلاكووتر لم تتم الموافقة عليه وبالتالي فان الشركة لم تقدم أي خدمات لحكومة الجنوب ).
وجد المحققون الامريكيون في 2006 أدلة أثبتت قيام شركة بلاووتر بتقديم رشاوي لمسؤولين أجانب للحصول علي عقود ، وهذا ما تكافحه القوانين الامريكية . حتي ان بعض الشحنات من الاسلحة المهربة ضبطت كانت ترسل محشوة في بضاعة كأغذية للكلاب! ولأن شركة اكس اي مقرها ولاية نورث كارولاينا ، فان التحقيقات هتاك .في حالة جنوب السودان فان بلاكووتر واصلت مساعيها بلا توقف ، دون الاكتراث لوضعية الجنوب الذي لم ينفصل حينها ، أو وجود السودان (قبل الانفصال ) في قائمة المقاطعات الاقتصادية والعسكرية الشاملة . حتي وبدون الحصول علي تراخيص حكومية أمريكية تستثني الجنوب من المقاطعات ، سعوا لتقديم تلك الخدمات وارسال اجهزة الثريا للجنوب وتزويدهم حكومة سلفاكير بتكنولوجبا تشفير الايميل .قامت بلاكووتر فعلا بفتح حساب ايداع لتأمين السداد (ايسكرو ) لحكومة الجنوب في بنك بولاية مينيسوتا !
بدأ التركيز علي السودان في اطار التحقيقات الفيدرالية السرية عن شركة بلاكووتر في 2006 .توافر للأجهزة الفيدرالية ، يومها ، مايفيد بقيام الشركة بتقديم رشاوي لمسؤولين في لتمرير صادارت غير قانونية للأسلحة ، تكنولوجيا عسكرية سرية لبعض بلدان الشرق الاوسط
,لمدة 5 سنوات من الرصد والمتابعة ، وبمشاركة أكثر من 12 عميل يمثلون السي آي ايه ، الاف بي آي ، الخارجية ، العدل ، الدفاع الامن الوطني ، الخزانة ،التجارة وأجهزة ووكالات كثيرة . ادانت هيئة محلفين كبري في في أبريل 2012 رئيس بلاكووتر ، قاري جاكسون ، ومعه مستشار الشركة القانوني ، أندريو هويل وثلاثة آخرين بتهمة خرقهم للقوانين وتصدير الاسلحة النارية ( تزوير هدية لملك الاردن عبدالله) . وأسدل الستار علي الملف السوداني .
كلمة أخيرة
الآن ، عزيزي القارئ علمت المخطط والهدف . خاب المسعي ، وبارت البضاعة .
هناك من يريد"ون" ضرب قوش بيدنا وتتوفر سواعدهم . بخسوا ( بوقنا ) ومقدراته علي التمييز ، فأرادونا هتيفة بلا عقل ومعارضة بلا ضمير مهني ظنا منهم ان ما نكتبه عن الرجل أصله كراهية شخصية للرجل ، وليس جرائما بشعة ، ضحاياها بشر مثلنا ، كانت لهم أحلام في الدنيا وصاروا بجبروت يده أموات ! صلاح قوش ليس فردا واحدا وانما استنساخ من أشباه هي عصابة من يحكمونا من لصوص ومفسدين . بالنسبة لشعبنا فان صلاح قوش ومحمد عطا شخص واحد باسمين. فهما ينتميان لذات العنوان المؤسسي الظالم الباطش الذي يري في الشعب العدو ، فظل علي قمعه واذلاله بل وأهدر دمه وانتهاك عرضه قائما منذ ربع قرن. وهما ذات العنوان منزوع الخلق والانسانية الذي يذيق شرفاء الوطن يوميا ليالي حالكة السواد من التعذيب والظلم ، أجمعت الأمة علي الاقتصاص لها ، فلن تسقط من الذاكرة . في تحليلينا النهائي أنهم ، ولحسابات تخصهم ، يدبرون طريقة ما لاخراج مسرحية المشوار الأخير لصلاح قوش . فهم لن يجازفوا باطلاق سراح صندوق أسرارهم السوداء ليمشي في الاسواق ويسافر عبر المطارات ، ولا يمتلكون حجة لمحاكمته بما لفقوا ، كما كان يلفق ، فيوقعون حكم الاعدام عليه ،ولن يمكنهم الاحتفاظ به للأبد ، فالانتظار له كلفة منظورة وباهظة الثمن. لذا ارادونا ان نسهم في تجييش المشاعر ضده فيتخلصون منه !
"اللهم اشغل الظالمين بالظالمين وأخرجنا من بينهم سالمين"
في الحلقة القادمة ......أهوال قوش في دارفور كما ثبتتها محاضر لجنة التحقيق الدولية
ه .
صناعة تدوال المعلومات تصنع مدمنا متعاطيا لكن ليس بالضرورة صحافيا ، ابن صنعة . فستات الشاي والماشطات بل وحتي الطيب مصطفي لهم منابر و"بنابر"تشتغل في تدويل المعلومات ، خلقها أو ترويجها . باستثناء الخؤولة كمهنة للتكسب الوفير ، فان للماشاطات وستات الشاي ما يتكسبن منه ، ويظل التعاطي نشاطا بارتايم بلا أجر وان ساعد في الترويج للمنتج الأصلي ! في هذا المشهد ، لا نملك الا ان نحمد لله الذي أسكن فينا من قيم وطرائق المهنة مايعصمنا عن كثير. في زمان صحافة المزق حيث الخيال هو الخبر ، والتحليل هو الحقيقة وبيع الناس ماء جيريا بزعم انه حليبا ! ولعلها مناسبة ان نجدد العهد : مايهمني أبدا هو ثقتك في الذي نسوق لك من منتج .ففيه حيثيات صماء لقطع من حقائق نبذلها لك بأمانة تهاب قسوة النفس والضمير ، ولتفعل بها انت ماتشاء ...
في المقال السابق أوجنا مانصه (مابين الاعلام والمخابرات حالة مستمرة من أحلي الحلال وأبغض الحلال ، مصاهرة ودم ...وطلاق بائن !)...وهذا واحد من تلك حالات البيان بالعمل !


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.