*صدق من قال (كان يمكن ان نكون أفضل الافارقة ولكننا اخترنا ان نكون اسوأ العرب) * شخصيا لي حكاية مع عروبة السودان هذه ، إذ رأيت قديما في بواكير العهد بالعصبة فيما يرى النائم ، ولم ابلغ الحلم بعد ، وشبح الجهاد يداهم البويتات والطرقات ورواكيب الاسواق ،أيام ما كانت البلاد مليون ميل مربع ، ولسان حال المتغرب عنها ،عندما يسأل عليها ، يبدأ بمكونها الإثني راسما لوحة زاهية للتعايش والحميمية والحنين مرددا مع حميد عليه الرحمة ناس تية كيف؟ حمد احمد سبتو كيف؟ ابكر اوهاج جوزيف؟ ام سعيد خليتها كيف؟ *ومن ثم يعرج إلى البلد والديار قائلا البلد كيف؟ والديار؟ * وهو موقن ان مابين البلد وإنسانها الأغبش الأصيل اكبر بكثير رغم ليل العسكر الظالم ،لدلك تراه يقول: بينه بينكن لا الحصار لا الجواسيس الكبار لا الاباليس الصغار لا المطاميس العكار لامتاريس لاجدار لافواصل....الا جار.... لاتلاتل لادمار لامشانق ,,لاخنادق,,لابنادق ,,لانزيف بينه بينكن كم مطار درب واصل كم قطار شوق يلهلب في الرصيف *حينها لم تكن دارفور تستقبل طلعات إخوة الامس الجوية صباح وعشية ، حينها كانت أرض القرآن ، ولكن من الذي قايض القرآن بالحريق والدخان والبمبان والطغيان؟ وترك لسان حال شعبها يقول جراء ما لاقى من منسوبي العرب وهم يعلمون كغيرهم من سائر شعوب البلاد ان العروبة لدينا نسبية ، إلا أنها مع التحرش القائم صارت بغيضة مرددا مع نزار قباني أبيات من قصيدته (متى يعلنون وفاة العرب) أحاولُ رسْمَ بلادٍ... لها برلمانٌ من الياسَمينْ. وشعبٌ رقيق من الياسَمينْ. تنامُ حمائمُها فوق رأسي. وتبكي مآذنُها في عيوني. أحاول رسم بلادٍ تكون صديقةَ شِعْري. ولا تتدخلُ بيني وبين ظُنوني. ولا يتجولُ فيها العساكرُ فوق جبيني. أحاولُ رسْمَ بلادٍ... تُكافئني إن كتبتُ قصيدةَ شِعْرٍ وتصفَحُ عني ، إذا فاض نهرُ جنوني *حينها لم يكن هناك جنوب جديد وجبال النوبة ما بين (الهوية والهوى) تحترق ، بعد ان رحلت جنوباً وشمالاً ولا فائدة وإنسانها يمني نفسه بمدينة حب يخيم عليها السلام لا الظلام والخاطر يقول: أحاول رسم مدينةِ حبٍ... تكون مُحرّرةً من جميع العُقَدْ... فلايذبحون الأنوثةَ فيها...ولايقمَعون الجَسَدْ... - 4 - رَحَلتُ جَنوبا...رحلت شمالا... ولافائدهْ... * نحاول كلنا ألا ننجرف لتيار الضياع والودار ما بين هويتنا (الأفروعربية) وبين هوى النظام العروبي الذي وضعنا في زيل العرب والذي يتناسى ان (وسطيتنا) هذه من حِكَمْ (إسلامهم) بل إسلامنا ويا للعجب!! كما يقول نزار: ولم أر إلا جرائد تخلع أثوابها الداخليّهْ... لأيِ رئيسٍ من الغيب يأتي... وأيِ عقيدٍ على جُثّة الشعب يمشي... وأيِ مُرابٍ يُكدّس في راحتيه الذهبْ... فيا للعَجَبْ!!