أم سودانيه شابه حكت لشخصي مشكله غريبة تتلخص في طفلها الذي ما إن يصبح الصباح حتى يبدأ في الشكوى من المرض وتداهمه الحمى فتجد نفسها مضطرة للاتصال بإدارة المدرسة لتأخذ إذن أجازه مرضيه له , بعدها مباشرة تعود له صحته ويظل طيلة اليوم مرحا سعيدا حتى اليوم التالي لتعاوده الأعراض المرضية, وجدتني من حديثها هذا أتذكر حالات مرضيه قرأت عنها مستقاة من سجلات مركز ادلر للعلاج النفسي في نيويورك حيث تتشابه القصص والأعراض المرضية وليس بذي أهميه أن اذكر لكم تلك القصص ولكن ما يهم هو رأي المحلل النفسي الذي يرى أن الأمراض النفسية هي طريق للهروب من صعوبات الحياة..!! وجدتني أفكر مليا في حديثه هذا فكلنا نعاني من صعوبات الحياة يومنا هذا .. رب المنزل يعاني من المعيشة والماهية التي يصعب تقسيمها بين المتطلبات الحياتية.. والأمهات يشكين من التربية وصعوبة هذا مع التطور الذي داهم حياتنا البسيطة..بل حتى الأبناء يعانون..ولكن أعزائي في مجتمعنا هذا يتم كبت كل شئ فالذهاب إلى الطب النفسي تعني إن ود ناس فلان مجنون لذا حتى وان حدث والعياذ بالله فلن يتم علاجه. أما بالنسبة للشكوى المرضية كطريق للهروب...فعندنا كثيرة إلا أن الصغار قد يلجئوا من خلالها للراحة ضاربين عرض الحائط بواجباتهم أما الكبار فيحمل الواحد فيهم شكواه معه... حيث يشكي ويعمل ولسان حاله يقول ((المعايش جبارة)) كما نقول في عاميتنا السودانية..هروب..هروب.. واختلاف ما بين هذا وذاك .. كلا يهرب على طريقته كلا يهرب حسب مقدرته وإمكانياته.. وتراني مضطرة عزيزي القارئ أن أقول إلى اللقاء بسبب مشغوليات ومشاغل الحياة المتعددة.....ويستمر الهروب.