قرأت الحوار الصحفي الذي أجراه الأخ الصحفي الهمام فتح الرحمن شبارقة مع الدكتور نافع على نافع خلال زيارته للصين.. الأسئلة كانت صريحة مباشرة .. واجابات الدكتور نافع كانت أكثر صراحة ومباشرة. ولكن..! ليت د. نافع –بدون حساسيات- يرد على ملاحظاتي هذه التي سأذكرها في السياق.. أخي د. نافع.. وأنتم تجوبون الصين وتبهركم النهضة الهائلة.. والقفزة الكبرى في الإقتصاد والتكنلوجيا و العمران والزراعة وكل مجالات الحضارة الإنسانية.. ألم يلفت نظركم ملاحظة مهمة للغاية. الصين هذه.. دولة شيوعية.. لا يحكمها دين.. وهي ليست مجرد دولة ديكتاتورية بالقياس الدولي.. بل دستورها نفسه يقر بذلك، فالبند الثاني من الدستور الصيني ينص (طبيعة الدولة هي الديكتاتورية الديمقراطية الشعبية التي يقودها طبقة العمال والتي تتخذ تحالف العمال والفلاحين قاعدة لها). ولأنها دولة (ديكتاتورية) نصاً وروحاً.. فلا مجال لمقارنة الحريات التي نتمتع بها في السودان.. مع الحريات التي (لا) يتمتع بها شعب الصين.. ومع ذلك.. تبقى الملاحظة الأهم.. بكل هذه الدكتاتورية.. وبكل ال(لا) دين.. الذي يحكم الصين.. مع ذلك.. سيدي د. نافع.. قد يكون لفت نظركم خلال هذه الزيارة وسابقاتها.. أنكم في كل مرة تزورون الصين تلتقون بقيادة جديدة..!! إذا كانت زيارتكم الأولى للصين.. بعد توليكم الحكم مباشرة في يونيو 1989.. فإن زيارتكم الأخيرة هذه.. شهدت (الجيل الرابع) من القيادات الصينية.. أي أن قيادات الحزب الشيوعي الصيني والدولة.. تغيرت أربع مرات.. خلال هذه الفترة.. بكل الديكتاتورية (الدستورية) .. والحكم ال(لا) دين فيه.. سألكم شبارقة (بعد 24 سنة من حكم الإنقاذ، ألا ترى أن هذه الفترة طويلة جداً وأكثر من كافية وربما عليكم أن تفسحوا المجال لغيركم حتى يقودوا البلاد؟) إجابتكم انتهت بهذه الجملة (أما الحديث عن تغيير الأفراد في هذا الإطار فأنا معه جداً، مع أن نبرز في كل مرة قيادات جديدة بروح جديدة).. واصل شبارقة سؤاله (هل لديك القدرة على أن تقدم مثالاً في هذا الأمر وتبتعد عن القيادة في المؤتمر الوطني والدولة؟) فأجبتم عليه (هذا لا يحتاج مني إلى قدرة، فهذا هو هوى نفسي ورغبتي الحقيقية). سيدي د. نافع.. ألم يلفت نظركم الفارق.. في الصين.. تجديد القيادة هناك أمر حتمي بنص الدستور الصيني.. وبينما هنا في السودان.. الأمر موكول إلى (هوي نفسي ورغبتي الحقيقية).. لماذا يتغير نظيركم – أخي نافع- في الصين (الشيوعية الديكتاتورية) أربع مرات.. وتظل أنت هنا في السودان (24) عاماً.. مقيداً ب(هوى نفسي ورغبتي الحقيقية).. بدلاً من اللوائح والقانون والدستور.. فدستور الصين (الشيوعية!!) ينص على حد أقصى للمناصب العليا.. دورتان كل واحدة منها خمس سنوات فقط.. بعدها يخرج من المنصب مهما كان ناجحاً.. فالأمر ليس متروكاً ل(هوى نفسي ورغبتي الحقيقية). ليت الدكتور نافع يمدد صراحته في الحوار.. للإجابة على تلك الملاحظة..!!