الأنانية هي من أحط وأسوأ الخصال الإنسانية بل هي الأسوأ على الإطلاق ومنذ ظهورها فجأة على سطح الكرة الأرضية وقتل هابيل قابيل بسببها ليأخذ منه عنوة وإستيلاءاً أخته الجميلة ويحكمها أقصد يتزوجها قسراً وهذا عين ما فعله كيزان السودان بإنقلابهم بالدبابة ليتزوجوا السٌلطة والثروة والجاه والصولجان في السودان يعني وحسب تبريراتهم الدينية وفقه الضرورة وحصر وتفسيرالآيات القرآنية لمصالحهم فقط (والذين إذ مكناهم في الأرض ...) يعني هٌم وتزوجوا مثنى وثلاث ورباع يعني هٌم والضرورات تبيح المحظورات يعني لهٌم وبيعوا وإختلسوا ماشئتم بفقه السٌترة لكٌم من بترول وذهب ومخدرات وأراضي والبيع والشراء بالربا لتحلحلوا مشاكلكم أنتم والسفريات والإستيرادالتصدير والكوميشنات والمحاليل الوريدية والأدوية والأسلحة والعربات القديمة الفاسدة لسيادتكم وفصل وتشريد والتعذيب والقتل على الهوية للصالح العام والمظاهرات وبيوت الأشباح وكل هذا تنفيذاً لأوامر إلهية وآيات قرآنية نزلت مخصوصة مقصودة ومفصلة لهم وبمقاس مناسب لطريقتهم وأهدافهم السمومية (السامية) وعشان خاطرهم خاصة بعد كل هتافاتهم وصراخهم وعنتهم الشديد وجهدهم الشاق وشعاراتهم الرنانة هي لله ..هي لله ولاولاء لغير الله وفي حماك ربنا في سبيل ديننا وفي سبيل الله قٌمنا نبتغي رفع اللواء والتهديدات بحدود شرع الله وكتابه المحفوظ المصان والإسلام هو الحل وكل ذلك يعتبرونه مخولاً لهم لإنابة الرسل والأنبياء وأخذ الدين باليد ووضعه في جيوبهم المكتنزة بحقوق الناس. وكل هذه المساويء والمخازي والفضائح وحروب داحس وغبرائهم وأفكارهم السقيمة وأفعالهم الرزيلة ومجازرهم المميتة الحقيرة في كل أنحاء الوطن التي لاتنتهي إلا لتبدأ منذ ربع قرن من الزمان المٌهدر والسنين الكبيسة ومن التفكك والتحلل والتفسخ الأخلاقي والتدهورالمريع في كافة مناحي الحياة وتحطيم خدماته ومؤسساته ومصالحه الإنسانية الطبيعية وزرع الخوف والعٌنصرية والكراهية والفتن بين الجهات والقبائل ومكونات المجتمع وأفراده مما جعلهم يسقطون من حالقهم في نظر الشعب السوداني ويتفكهون ويتندرون ويضحكون على مهازلهم ونكباتهم وفضائحهم فسقطوا سقوطاً شنيعاً وهم مازالوا مكنكشين قابعين على ما يسمونها مكتسبات من سٌلطة وثروة وجاه ولايدرون لغيهم وتيههم إنها فانية خاوية كأمخاخهم وأفئدتهم فراحوا وهم قابعون وماتوا وهم أحياء يترممون على حقوق الشعب والعاملين فضعضعوا الدين والدولة وأضاعوا الصولة والجولة فوقعوا في هاوية التكبر والتعالي والإزدراء والشوفونية يتردون فيها وسقطوا في قاع الذلة والمهانة صناعتهم رٌدت إليهم ولوثتهم بالخزي والعار والفضائح الإنسانية والدولار. وبعد كل هذا ماإنفكوا يحاولون تغطيته ومواراته وستره بالإعلام والدعاية الضخمة ولكن هيهات! فهل رائحة نتانة العار تخفى وفقه سترتهم يحجب رٌكام حصادهم المسيء المكوم المردوم وعفونة أجوائهم الملوثة ونتائج أعمالهم الخبيثة!؟ وأخوان مصرسقطوا مباشرة لمزبلة التاريخ وبعد تجربة سنة كبيسة واحدة وفرصة نادرة لن تكررلهم مرة أخرى . فرصة إنتظروها ثمانين عاماً من عنف وقتل رؤساء وسياح وصحفيين ومحاولات إغتيال وغياب تحت الثرى سرياً وفي السجون ومشاركين لأنظمة ديكتاتورية وزراء وفي برلماناتها ولم يعوا ولم يتعظوا حتى بتجربة الحركات الإسلامية وإخوانهم كيزان السودان والتي أضحتهم فضائحهم تصم الأذان وتسمع الصٌم وتنطق الأبكم ويراها المدعمشون والأعشيون والعٌمي الساهمون وسقط معهم في نظر الشعوب العربية والإسلامية كل قياداتهم التي في هذه الدول والتي كانت تغض الطرف عن جرائم الكيزان في السودان بل وتبررها بكل بجاحة وإستهانة بهذه الشعوب وها قد إنفجرت تونس وستطيح بكل ماهو شيطاني الفكر والممارسة. سقطوا في مصر بعد حكم المرشد سنة واحدة فقط حاولوا فيها إستنساخ تجربة جيرانهم من الكيزان المتفلقصين المتفلهمين الذين سعوا شفقانين جرياً وفي زيارات لولبية مكوكية وزاروهم حتى قبل جلوسهم في الكراسي ولقنوهم الأساليب الكيزانية الثعبانية والثعلبية وكيفية عزل قيادات الجيش وطرد العاملين وتسليح مليشيات التدخل السريع والإحتياطي وإرهاب الشعب وقمع التظاهر ومنع الإذن وفقع المرارات والتحسس والتجسس المريب وبيوت الأشباح والتعذيب والقتل السريع والحروب الجهادية والفجائية ومعظم الأساليب الجنكيزية الهولاكية البربرية ودون أن يحاسبهم أحد وحتى اليوم في حماماتهم يسبحون ليدخل أخطر القتلة موسوعة جينس للأفعال الشاذة الغريبة ويظنونها كالشعرة من العجين ولكن هيهات.! بدأ إخوان مصر محاولات لنسخ التجربة العجيبة وتم طرد المجلس العسكري وبعض قيادات الجيش المصري وتم إقصاء المعارضين والثوريين عن الوزارات وتعيين الإخوان في المحليات والمحافظات والشعبيات وإتهامهم بتهم مختلفة لإسكاتهم وإبعادهم ودبجوا المراسيم والإعلانات الدستورية والمادة 6(ج)6 شارفت على الصدورلتركيز السٌلطة في أياديهم وفتحوا معابر لإدخال البنزين والمشتقات البترولية المصرية لغزة وسلحوا مليشياتهم بجبال وصحراء سيناء وكهوفها كبنية أساسية لتكوين جيشهم الإخواني الشيطاني والإستغناء عن الجيش المصري رويداً رويدا وإحلال الحزب والموالين في كل مفاصيل وأزقة وأركان الحكومة. ولكن هيهات ،وهنا جاءت سريعة حاسمة ساطعة صاعقة بثورة عارمة قرابة أل اربعين مليون مصري خرجوا يوم 30 يونيو ثم3 /7 والفجيعة الداوية لهم يوم الجمعة 26/7/2013م كانت النهاية ، فسقطوا سقوطاً تاريخياً ولن تقوم لهم قايمة بعدها وستسجله كتب التاريخ العربي والإسلامي والعالمي وكل الموسوعات العالمية. سقطوا منهارين مهزوزي الأعصاب خائري القوى إلا ما تبقى لهم من لسان طويل وقد أوشك على البلع والخنق والإنكتام وتبقى الموت الزؤام، فبأنانيتهم ونرجسيتهم الممجوجة أضاعوا شعوبهم وبلادهم والحقوق الإنسانية والدين والأخلاق وأهدروا فرص التطور والتقدم وفشلوا إقتصادياً وسكبوا الدماء أنهارا ولفظوا حقوقهم في المشاركة والحكم وفرصهم السانحة أضاعوها وشوهوا تاريخهم دينهم ودنياهم، وإنا لله وإنا إليه راجعون.