: الدين المستحق على رقابنا: دعم أسر الشهداء، علاج الجرحى، فك الأسرى إن الثوار الذين فقدوا أرواحهم ، والذين أصيبو إصابات خطيرة أو متوسطة بالرصاص الحي أو الرصاص المطاطي أو قنابل الجرانيت أو الغاز المسيل للدموع، والذين يقبعون الآن في أقسام الشرطة أو معتقلات الأمن، دفعوا هذه الأثمان الباهظة في معركة وطنية هي معركة كل الأحرار والشرفاء، لقد كانوا هم الطلائع التي ابتدرت أداء الواجب المقدس وتقدمت الصفوف فوضعت نفسها في مرمى الرصاص نيابة عن كل مواطن ينشد التغيير، نيابة عن كل متضرر من الغلاء ومن الفساد ومن القمع والقهر، لذلك فإن التضامن مع أسر الشهداء ودعمهم معنويا وماديا، والوقوف على احتياجات الجرحى والتكفل بعلاجهم، وتقديم العون القانوني للمعتقلين في أقسام الشرطة وتسديد الغرامات عنهم حتى لا يسجنوا، وتنظيم حملات المناصرة للمعتقلين في معتقلات جهاز الأمن التي لا يعرف مكانها أحد والضغط من أجل الإفراج عنهم أو تقديمهم لمحاكمات علنية، كل ذلك هو من أوجب واجبات هذا الظرف التاريخي الذي يجتازه الوطن، وهو واجب مستعجل لا يحتمل التأجيل أو التباطؤ، هو فرض عين على كل مواطن سوداني يصنف نفسه في خانة "قوى التغيير". قد مضى على الأحداث أسبوع، والأسر مكلومة في شهدائها، والجرحى يكابدون آلامهم وكل يوم يموت بعضهم متأثرا بجراحه وربما يكون الموت بسبب سوء الرعاية الصحية أو العجز عن تكاليف العلاج، والأسرى في الزنازين يواجه بعضهم خطر التعرض للتعذيب ان لم يكن عذب بالفعل،ويواجه بعضهم السجن لأشهر بسبب عجزه عن دفع غرامة، وما زال الحراك مستمرا وعدد الذين يحتاجون إلى الدعم والمناصرة في تزايد مستمر. لا بد من استنفار كل خبرات المجتمع المدني والقوى الحية في المجتمع السوداني من أجل سداد هذا الدين الوطني، والوفاء للشهداء بدعم أسرهم وبتخليد ذكراهم، فلا بد من حصر دقيق لأسماء الشهداء في كل أنحاء السودان، والتركيز على إبراز شهداء المناطق الفقيرة في هوامش المدن التي تعاني من حصار أمني كثيف غيب عنها وسائل الإعلام، ومن ثم تقديم الدعم مع إعطاء الأولوية لمن هم أكثر فقرا، وهذا يتطلب حركة واتصالات اجتماعية واسعة تتطلب توسيع قاعدة المشاركين في هذا العمل، لا بد من حصر أعداد الجرحى والوقوف على تكلفة علاجهم وجمع التبرعات والاتصال بالأطباء والممرضين ممن لديهم الاستعداد للتطوع لتقديم خدماتهم، ولا بد من حصر أعداد المعتقلين واستقطاب الدعم لتقديم العون القانوني لهم. إن سداد الدين المستحق لشهداء الثورة وجرحاها وأسراها يتطلب الكثير من العمل المنظم والمثابر، ويتطلب عدم التردد في تقديم أي تضحية وتكبد أي مشقة، والتخاذل عن هذا الواجب هو عمل مضاد للثورة وسيكون خصما على الحراك الثوري مستقبلا، ولذلك يجب ان يكون الوقت للعمل، ومجددا تحية المجد والشرف والخلود لشهداء الثورة السودانية وجرحاها وأسراها.