المعلومات المتوفرة عن مؤتمر أم جرس توضح ان المؤتمر خاض فى قضايا بعيدة عن جوهر أزمة دارفور بدليل أن الحركات المسلحة وهى طرف أساسى فى النزاع القائم لم تحضره وأعلنت موقفها منه , الملفت أن بعض القيادات الاهلية (إلتمست) من رئيس الجمهورية إعلان العفو العام عن قيادات الحركات المسلحة لحضور الحوار الذى يجرى بالداخل ... وكأن هناك حوار جاد يدور حقا بالداخل ...يحدث كل ذلك فى ظل تفاقم القتال القبلى ،تحت بصر الحكومة، ومليشيا الجنجويد ضالعة فيه ، وأصبح إسمها قوات التدخل السريع وتم تقنين وجودها واكتسبت شرعية بحيث يتم التباهى (باعمالها المجيدة ) فى وسائل الاعلام الرسمية , إنها مهزلة لاتمر بسهولة على شعب السودان . النظام نفسه يعلم تمام العلم أن مؤتمر أم جرس هو حلقة فى مسلسل لتحقيق أهداف لاعلاقة لها بالسلام ومطالب أهل دارفور المشروعة , بدليل أن السلطة لم تحترم حتى اتفاقية الدوحة ولم تنفذ البند الخاص بنزع سلاح المليشيات إضافة لذلك فإن النظام يسعى بكل قوته لأجل تفكيك معسكرات النازحين وتذويبها فى محيط المدن حتى يقضى حسب ظنه على مظاهر الأزمة الانسانية وحتى يحقق أهداف بعيدة المدى سعت اليها الجبهة الاسلامية التى تحاول الآن لملمة أطرافها لتحقيق أهدافها المشبوهة . نقول ..نحن مع شعب دارفور بكل مكوناته , مع المواطنين المكتوين بالحرب , نقف مع مطالبهم فى السلام والتنمية والعدالة القائمة على القصاص من كل الذين ارتكبوا الجرائم فى حق الأفراد والجماعات والذين نهبوا واغتصبوا والذين يحاولون تزوير إرادة المواطنين , قصد النظام أن يدفع باليأس لنفوس أهل دارفور ليفضى الأمر لانفصال الاقليم ...لكن هيهات فتجربة شعب السودان حاضرة فى جنوب السودان، المطالب واضحة لن تتحقق إلا بتكاتف أصحاب المصلحة ومجابهة أصحاب الأجندة الحربية والقبلية , ومؤتمر أم جرس ومخرجاته لن تلبث سوى أن تذهب الى حيث ذهبت كل المؤتمرات السابقة التى كان القصد منها كسب الوقت والالتفاف على الحقائق .