الخرطوم، القاهرة - “الخليج"، عماد حسن: 1/1 أكدت جوبا، أمس، أنها تمكنت من صد هجوم الليلة قبل الماضية للجيش السوداني على منطقة هجليج، مشيرة إلى أن المنطقة لاتزال في قبضة الجيش الجنوبي، فيما، رفضت الحكومة السودانية شروط جوبا التي تطالب بنشر قوات مراقبة دولية للانسحاب، وأكدت وزارة الخارجية المصرية أن القاهرة تكثف اتصالاتها مع كل من الخرطوموجوبا لمحاولة التهدئة بين البلدين . ورفضت الخرطوم، مقايضة هجليج مقابل منطقة أبيي، مؤكدة أن المنطقتين تقعان داخل الحدود السودانية ولا نزاع حولهما . وقال الناطق باسم الخارجية العبيد مروح إن مبدأ وضع الشروط مرفوض تماماً من قبل السودان، مشيراً إلى أن ذلك لا يمنع من تذكير دولة الجنوب بأنها من رفضت وجود مراقبين دوليين هدفهم ضمان أمن وسلامة حدود البلدين في وقت سابق . وأضاف أن الحكومة لا تنتظر انسحاب الجيش الشعبي من منطقة هجليج طوعاً، مؤكداً أن جوبا ستضطر إلى ذلك، ورفض بشدة محاولات حكومة الجنوب لمساومة هجليج بأبيي، وقال إن المنطقتين لا نزاع حولهما وهما تقعان داخل حدود 56 طبقاً للخرائط والوثائق التي تؤكد ذلك . وفي القاهرة، قالت الوزارة، أمس، إنه في إطار المساعي المصرية لنزع فتيل الأزمة بين السودان وجنوب السودان، أجرى وزير الخارجية محمد عمرو المصري، مساء الجمعة، اتصالاً هاتفياً مع نظيره بجنوب السودان نيال دينق نيال الموجود خارج البلاد، للوقوف على تطورات الوضع الراهن بين السودان وجنوب السودان . وكانت القوات السودانية المسلحة، أعلنت أنها أحكمت سيطرتها على الحدود الرابطة بين ولايات دارفور وكردفان ودولة الجنوب، في وقت كشفت فيه عن تصديها لمجموعة تتبع لفصيل مناوي، أثناء محاولتها التسلل عبر ولاية شمال كردفان واللحاق بتحالف الجبهة الثورية للمشاركة في الهجوم على هجليج . وقال العقيد الصوارمي خالد سعد المتحدث باسم القوات المسلحة إنهم تمكنوا من ردع هذه الفلول التي تفرقت في جيوب صغيرة، مشيراً إلى أن هذه المجموعات قد تحركت من شمال دارفور بمناطق بير مزة وأنا بجي ومنطقة شرق الجبل بجنوب دارفور، مؤكداً أن القوات المسلحة في حالة استنفار لسد أي ثغرة حتى لا يتسلل منها المتمردون . وفي المقابل، أعلن جنوب السودان، أمس، أنه صد محاولة للجيش السوداني لاستعادة منطقة هجليج . وقال الناطق باسم جيش الجنوب الكولونيل فيليب اغوير إن قوات جنوب السودان صدت مساء الجمعة عناصر للجيش السوداني في قرية كيليت التي تبعد نحو 40 كلم عن هجليج التي كانت تسيطر عليها الخرطوم وتطالب بها جوبا . وأوضح أن جيش الجنوب “دمر دبابتين للجيش السوداني" . وأضاف أن “الجيش الشعبي مازال يسيطر على هجليج"، مؤكداً أن الخرطوم قصفت أمس المناطق الحدودية في ولاية الوحدة، وأن خمسة مدنيين قتلوا وأصيب ستة آخرون، بينهم امرأة في قصف شنته مقاتلة تابعة للقوات الجوية للخرطوم استهدف مدينة بنتيو عاصمة هذه الولاية . وفي الأثناء، وصلت عملية التعبئة والاستنفار ذروتها في السودان، طبقاً لمسؤول الخدمة الوطنية عبدالقادر محمد زين، الذي طالب جميع المنتسبين إلى الالتحاق طواعية بالمتحركات للدفاع عن الوطن . وانتظمت الشارع السياسي خلال الأيام الماضية، انتقادات وتنديد بالهجوم على هجليج من قبل القوى السياسية، وأعلنت هذه القوى دعمها ومساندتها للقوات المسحلة في معركة الكرامة لاسترداد هجليج، وقال عدد من قادة الأحزاب إن القضية الآن هي أمن قومي ووطن وليست حكومة أو نظاماً .