أكد الرئيس السودانى عمر البشير اليوم السبت / 16 يونيو الحالي/ أن بلاده لن تتفاوض مع دولة جنوب السودان فيما يتعلق بالقضايا الأمنية الا على أساس حدود الأول من يناير عام 1956، واستنادا على الخارطة المتعارف عليها والتى تحدد حدود البلدين. وقال البشير، فى كلمة امام اجتماع لمجلس شورى حزب المؤتمر الوطنى الحاكم، " لا حديث ولا تفاوض حول بند الترتيبات الأمنية الا بعد الاتفاق على خط الصفر الذى يفصل البلدين، وبموجب حدود الأول من يناير1956 ". وأضاف " إن السودان يرفض الخارطة الجديدة التى قدمتها جولة جنوب السودان، ولن نقدم اى تنازلات أخرى ". واتهم البشير جنوب السودان بالسعى لافشال المفاوضات التى يرعاها الاتحاد الافريقى، قائلا " إن الخارطة التى قدمها الجنوب تخالف كل الخرائط المتفق عليها سابقا، والتى تم بموجبها توقيع اتفاق السلام الشامل وإجراء استفتاء جنوب السودان ". وانتقد المجتمع الدولى لأنه لم يقدر الجهود التى بذلتها الحكومة السودانية لإرساء السلام فى جنوب السودان، وقال " كنا نتوقع من المجتمع الدولى تقدير ما قدمه السودان من أجل السلام والاستقرار ". وتابع " ولكن المجتمع الدولى أصدر قرارا بالرقم 2064 بعد احتلال جنوب السودان لمنطقة هجليج، وللأسف فان القرار يساوى بين المعتدى والمعتدى عليه، وهناك الكثير من السلبيات التى تضمنها القرار". وفشلت أحدث جولة من المفاوضات بين السودان وجنوب السودان برعاية الاتحاد الافريقى بعد ان اخفق الجانبان فى تحديد منطقة عازلة على الحدود المشتركة بينهما. وتؤكد الخرطوم أن إخفاق جولة المحادثات الأمنية التي عقدت بين السودان وجنوب السودان يعود إلى تقديم وفد الجنوب خارطة جديدة تختلف عن الخارطة الدولية المعترف بها من المجتمع الدولي والأممالمتحدة، والتي حصل الجنوب بموجبها على الاستقلال. وتقول " الخارطة الجديدة التى يتمسك بها الجنوب تضيف 6 مناطق جديدة ومن ضمنها هجليج النفطية التابعة للسودان ضمن المناطق المتنازع عليها بدلا من 4 مناطق فى الخريطة المعترف بها من جانب الأممالمتحدة ليصبح بذلك عدد المناطق المتنازع عليها 10 مناطق ". وكانت الدولتان قد خاضتا اشتباكات حدودية بشأن منطقة هجليج الغنية بالنفط مطلع أبريل الماضي، حين احتلتها قوات جنوب السودان لفترة قصيرة قبل أن تنسحب منها. يذكر أن لجنة الاتحاد الأفريقي عالية المستوى بشأن السودان برئاسة رئيس جنوب أفريقيا السابق ثابو مبيكي، تتولى بحث القضايا مثارالخلاف بين السودان وجنوب السودان والتي تشمل الحدود وعائدات النفط ومنطقة أبيي.