الخرطوم - عماد حسن: تواصلت الاحتجاجات على الإجراءات التقشفية في السودان أمس لليوم السابع على التوالي، واتسعت رقعتها لتشمل مناطق جديدة في العاصمة الخرطوم وبعض المدن الأخرى مثل بورسودان الساحلية، فيما دعت منظمة العفو الدولية السلطات إلى وقف حملاتها الأمنية والسماح للصحافيين بتغطية حركة الاحتجاج . وخرجت مظاهرات في أول جمعة بعد إجراءات التقشف من ثلاثة مساجد على الأقل في الخرطوم، حيث تصدت قوات الأمن للمحتجين بالهراوات والغاز المسيلة للدموع . كما تظاهر العشرات وسط أم درمان عقب انتهاء صلاة الجمعة وأسفرت عن سقوط مصابين . وقال ناشطون ان رجالاً يرتدون الزي المدني بحوزتهم هراوات فضوا احتجاجا ثالثا من نحو 300 طالب من جامعة شرق النيل في مدينة بحري شمال الخرطوم . وأضافوا أن الطلبة حاولوا إغلاق الطريق خارج الجامعة . ودعت قوى سياسية في السودان إلى احتجاجات ضد إجراءات التقشف . “العفو الدولية" تطالب بإنهاء الحملة على المحتجين الأمن السوداني يتصدى لمظاهرات أول جمعة بعد قرارات التقشف الخرطوم - عماد حسن: انتقلت الاحتجاجات على القرارات الاقتصادية في السودان إلى مدينة أم درمان، بعدما اجتاحت الخرطوم وبحري طوال الأسبوع الماضي . واستخدمت قوات الأمن الهراوات وقنابل الغاز في ضاحيتين بالخرطوم في اليوم السادس من الاحتجاجات على زيادة الأسعار وسط دعوات للسلطات بإنهاء حملتها على المحتجين . وشهد حي ودنوباوي العريق تظاهرة عقب خروج المصلين من مسجد الحي الذي يشتهر بمنتسبي حزب الأمة المعارض . وعلى الرغم من محدودية التظاهرة، التي شهدت مدينة بحري مثلها، إلا أنها تأتي استجابة لدعوات المعارضة، وناسفة لتوقعات بتراجع الاحتجاجات مع نهاية الأسبوع، وبدأت السلطات متحسبة لأسبوع آخر ساخن، حيث حشدت قوات كبيرة في المناطق المرشحة للتظاهر، خاصة منطقة جامعة الخرطوم التي تعد الوقود الحقيقي لأية تظاهرات في العاصمة . وبدأت مظاهر انتشار أمني واسع، واستخدمت قوات الأمن الهراوات والغاز المسيل للدموع لتفريق التظاهرات . وأحرق المتظاهرون إطارات سيارات وهتفوا بإسقاط النظام، ولاسنوا الشرطة بهتاف “يا بوليس راتب كم"، في أول جمعة تعقب قرارات التقشف الاقتصادي . وقال شهود إن رجالاً يرتدون ملابس مدنية أسهموا في تفريق المظاهرات، التي طغي عليها الطلاب والشباب، ولم تجد استجابة من الشارع العام . ودعت منظمة “العفو الدولة" السلطات السودانية إلى إنهاء حملتها، التي وصفتها بالوحشية، ضد الاحتجاجات ووقف مضايقة الصحافيين الذين يغطونها . وقالت المنظمة إن الشرطة السودانية اعتقلت عشرات الناشطين منذ أن بدأت التظاهرات الأحد الماضي، كما احتجزت بصورة مؤقتة أيضاً مدونين وصحافيين في محاولة لمنع تغطية حركة الاحتجاج . وفي تطور لافت، قالت هيئة علماء السودان إنها رفضت طلباً لمسؤولين بالحكومة، يدعو لمساهمة خطباء الهيئة في تهدئة الشارع حول الإجراءات الاقتصادية، عبر منابر الجمعة، وأكدت أنها لو وافقت على الخطوة ستكون هيئة علماء السلطان . وقال رئيس لجنة الفتوى بالهيئة، عبدالرحمن حسن حامد، إن الهيئة رفضت رفضاً قاطعاً طلب مسؤولي الحكومة . وأضاف: “كان صعباً علينا الموافقة لأننا من غمار الناس ولا نسكن القصور، ونركب المواصلات ونشتري من الأسواق ونعرف مدى معاناة المواطنين" . وانتقد الخطيب سياسات الحكومة ووصفها بالظالمة، لكنه حذر من انفلات الأوضاع والعقد في حالة خروج المواطنين للتظاهر . وعاب على نواب البرلمان السوداني إجازتهم للإجراءات الاقتصادية بالتصفيق مع أنهم لم يدققوا في مخصصات الدستوريين . وحث المواطنين على الدعاء على الظالم لأن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب، وأضاف: “إن الله ينصر الدولة العادلة الكافرة ولا ينصر الدولة المسلمة لو كانت ظالمة" . وانتقد الخطيب حديث بعض المسؤولين عن عدم رفع أسعار سلعة السكر، وأضاف أنها خلال ساعات تضاعفت واختفت . ي السياق، طالب أعضاء البرلمان باستقالة وزير المالية بعد قيامه بتطبيق الزيادة على أسعار الوقود دون عرض الأمر على البرلمان أو الإعلان رسمياً عن ذلك واعتبروا أن ذلك استخفافاً بدورهم التشريعي والرقابي على أداء أجهزة الدولة . وقرروا بعد مناقشات صاخبة تخفيض قيمتها لتخفيف العبء على الشارع . وحاصر الأعضاء الوزير واتهموه بتخطي الجهاز التشريعي وإحراجه بتطبيق الزيادات على أسعار المحروقات قبل إجازتها، وطالبوا بسحب الثقة عن الوزير، واضطر رئيس المجلس رفع الجلسة لساعة لإعطاء فرصة للتشاور أمام كتلة نواب المؤتمر الوطني