سيف الحق حسن [email protected] سمعت جلجلة ضحكة فى داخلك وأنت تمرر بصرك على هذا العنوان. فلربما إعتقدت أننى تأثرت بإستراتيجية وزير دفاعنا الهمام بما حدثتك به نفسك الأمارة بالسخرية والهزار. ولكن ليس ذاك. في كثير من الأفلام نشاهد أن سيدا يصرخ فى وجه خادمه ويضربه ضربا مبرحا والخادم لا يتأوه ولا يبكى ولكنه ينظر إليه فقط. فيصرخ فيه: (لماذا تنظر إلي هكذا.. لماذا لا تبكي ولا تتاوه .. إننى أعرف ما تقوله عيناك). وهو يقاوم ضرباته بالنظر فقط ويقول إنه مجرم .. إنه متوحش .. إنه ليس إنسان وهو يحتقره ويلعنه بمجرد نظراته. إن داخل عينيه إنسان ولهذا الإنسان لسان يلعن هذا الطاغية مع كل رمشة. ولهذا قال الفيلسوف سارتر: إن نظرات الآخرين هى الجحيم، فهل تستطيع أن تقتلنى وأنا أنظر إليك؟. أما بالنسبة للمجرمين فهم لا ينظرون. عيونهم مفتوحة لكن فى غطاء عقلي. ففى "التجربة" التى أجراها دكتور زيمباردوا لعينة قسمها لحراس وسجناء. أعطى زيمباردو الحراس نظارات سوداء حتى لا يتم التواصل البصري بالعيون. عيونهم كعينى تمثال أو الميت الذى لا تقوى على النظر إليه إذا كانت عيناه مفتوحتان. فنظرتنا إليهم هى أقسى وأقصي آلية يتعذب بها أهل الإنقاذ المشئوم. وبرغم العنف اللفظي والبدني والدموي الذي يتعرض له الشعب المنتفض الثائر فى وجه الظلم إلا أنهم لن يقدروا على تغيير هذه النظرة والتي إمتدت إلى الأيدلوجية التى إنحدروا منها ونظرتهم توقل إنهم تجار دين فقط. وهي فى حد ذاتها كفيلة بإسقاط هؤلاء الظالمين. الجزائر أفلتت من الربيع العربي لأنهم إتفقوا على أن يلتقوا ويتظاهروا كل جمعة وينفضوا بعد ذلك وينتشروا فى الأرض إلى أعمالهم وتجارتهم وبعضهم مجالسة الظالمين. وها نحن يمكن أن نشهد بعض الإختراقات والبيع للثوار من ضعاف النفوس فى الكتابات وفى التخذيل. فيجب أن نرقبهم ونرصدهم بأعيننا ونكتبهم فى القائمة السوداء. فالنتقيد بالتظاهرات السلمية ولا ننجر وراء العنف الذي يريدون أن يقودونا إليه هؤلاء الشرذمة شذاذ الأفق. ولكن لابد أن نبدأ من نقطة نتوقف فيها عن فعل أى شئ لتعطيل إتكاءهم علينا وهم يسيرون الدولة كما يريدون. يجب أن نتوقف عن كل شئ ونبدأ الإعتصام والعصيان ونركز فيها النظر وهذه النقطة هي المقاومة المدنية.