لندن: مصطفى سري وقعت إسرائيل ودولة جنوب السودان أمس على اتفاقية تعاون حول البنية التحتية للمياه وتطوير التكنولوجيا وتتناول الزراعة، تعد الأولى بين الجانبين. وفي حين اعتبرت جوبا الاتفاقية «عادية»، واصفة التخوفات التي تطلقها بعض الدول العربية لا مبرر لها. وبموجب الاتفاق، تقوم إسرائيل بتزويد جنوب السودان بتكنولوجيا تطوير نظام الري في الزراعة وإدخال نظام تطهير مياه المجاري. وقد وقعه من الجانب الإسرائيلي وزير الطاقة، عوزي لانداو، ومن الجانب السوداني، آكيك بول مايوم. وقال الوزير الإسرائيلي خلال حفل التوقيع الذي جرى القدسالغربية، أول من أمس، واهتمت به جميع وسائل الإعلام الإسرائيلية: «نحن نعتبر ذلك شرفا وامتيازا لنا بأن نصبح أول قطاع في إسرائيل يوقع اتفاقية مع البلد الجديد، جنوب السودان». وأضاف: «سنستمر في فعل كل شيء ممكن من أجل مساعدة جنوب السودان». وأكد أن إسرائيل تمتلك الكثير من المعرفة ولديها الكثير من الخبرات فيما يتعلق بقطاع المياه لتسهم به مع جنوب السودان، مشيرا إلى أن الاتفاقية تتضمن خططا للتعاون بين إسرائيل وجنوب السودان في مجالات المياه والري ونقل المياه وتنقيتها. وقال إنه يتابع أوضاع جنوب السودان ونضالاتها منذ أن كان فتى وشابا. وأضاف: «إنني أعرف أي معاناة تعرضتم لها، فالعرب يتسمون بالقسوة الشديدة إزاء من لا يريدونه في صفوفهم». أما الوزير الجنوبي السوداني ميوم فقال إنه متأثر جدا من الفرصة التي سنحت له للتعرف على القادة الإسرائيليين. وقال إن هناك وجه شبه كبيرا بين تجربة إسرائيل وجنوب السودان من حيث التحديات الوجودية ومن حيث نوعية البشر الذين لا يريدون لنا ولكم الحياة». وأضاف أن جنوب السودان فقد 2.5 مليون نسمة من شعبه واليهود فقدوا 6 ملايين ومن واجب كلينا أن نسعى لأن لا يتم تكرار هذه الإبادة. وشكا الوزير السوداني من أن دولة السودان في الشمال تريد فرض مبلغ 36 دولارا عن كل برميل نفط نصدره إلى الخارج عبر أراضيه، بينما دول أخرى في أفريقيا تجبي بضع سنتات. ورد الوزير لانداو مقترحا بأن يرسل الجنوب السوداني النفط إلى إسرائيل لتكريره فيها. فقال ميوم إن بلاده ستدرس الاقتراح.