عقد مجلس الأمن، الخميس، جلسة خاصة حول مفاوضات السودان وجنوب السودان بأديس أبابا. ورجّح المبعوث الأممي الخاص للخرطوم وجوبا إحداث اختراق في المفاوضات قبل مهلة المجلس، الذي سيعقد جلسة سرية لاتخاذ قرار في الثاني من أغسطس. وقال المندوب الدائم لدولة جنوب السودان بمجلس الأمن، فرانسس فزاريو، لصحيفة "الصحافة" السودانية الصادرة يوم الجمعة، إن مجلس الأمن استمع، الخميس، لتنوير حول سير المفاوضات من المبعوث الأممي الخاص للسودان وجنوب السودان، هيلي منكريوس، عبر "الفيديو كونفرينس". وأشار إلى أن المجلس تداول في تنوير منكريوس وتباينت آراء أعضائه، وزاد: "هناك من رأى أنه لا أمل في أن يتوصل الطرفان لاتفاق قبل الثاني من أغسطس وآخر يرى أنه ربما تحدث مفاجآت". وأكد فزاريو أن المجلس الآن في انتظار وصول الطرفين لاتفاق مرضٍ لهما قبل نهاية المهلة التي حددها مجلس الأمن الدولي. وذكر أن مجلس الأمن سيعقد جلسة سرية بحضور أمبيكي في الثاني من أغسطس لاتخاذ قرار بشأن الخارطة الأفريقية التي تتفاوض الخرطوموجوبا وفقاً لها. قطاع الشمال في الأثناء، رشحت أنباء بأديس أبابا عن انهيار المفاوضات الإنسانية بين الحكومة والحركة الشعبية- قطاع الشمال، في وقت بدأت الوساطة الأفريقية في تحركات ماكوكية لإنقاذ الموقف ودعت الطرفين لاجتماع يوم الجمعة. وكان الطرفان استعدا للإعلان في مؤتمرين صحفيين منفصلين، الخميس، عن انهيار التفاوض إلا أن تدخل الوساطة أرجأ الإعلان. وأبلغ مصدر "الشروق" أن المباحثات في المجال الإنساني اصطدمت بتمسك الحكومة بأحقيتها في المسؤولية ومتابعة إيصال المساعدات الإنسانية في المناطق كافة بدون مشاركة الحركة الشعبية، خوفاً من وصولها إلى المتمردين، وهو ما ترفضه الأخيرة. وقال الأمين العام للحركة الشعبية، قطاع الشمال، ياسر عرمان، للصحافيين بأديس أبابا إنهم حضروا للمفاوضات بدعوة من الوساطة الأفريقية، وتابع: "لم نأتِ لمفاوضات مباشرة مع الخرطوم". وأكد عرمان أن الخرطوم ترفض توصيل المساعدات الإنسانية للمتضررين. وتقدَّر أرقام النازحين واللاجئين والموجودين في مناطق الحرب بالمنطقتين بنحو 310 آلاف شخص. وكان وفد الخرطوم المفاوض في المسار السياسي مع قطاع الشمال والذي سيترأسه كمال عبيد تأخر وصوله إلى الجمعة. اتفاقات أمنية إلى ذلك، أعلن عن التوصل إلى اتفاق مع جنوب السودان، حول معظم المسائل الأمنية العالقة بين الجانبين. وأوضح المتحدث الرسمي باسم وفد السودان، مطرف صديق، في محادثات أديس أبابا، أن الجانبين توصلا لاتفاقات في حوالى 80%، من المسائل الأمنية العالقة بين البلدين، وأن المتبقي منها يمكن للطرفين تجاوزه إذا حسنت النوايا السياسية. وكانت حكومتا السودان والجنوب، استأنفتا محادثات في أديس أبابا يوم الخميس، حول الخلافات النفطية. وقال المتحدث باسم وفد التفاوض لجنوب السودان، عاطف كير، على هامش المفاوضات، إن المفاوضات حول الرسوم النفطية بدأت بالفعل يوم الخميس معبراً عن الأمل في التوصل إلى حلٍّ بين البلدين بشأن صادرات نفط الجنوب عبر السودان. وأكد مطرف رغبة بلاده في التوصل إلى اتفاق يسمح بتصدير نفط الجنوب، قائلاً: "الخرطوم ترغب أيضاً في تواصل تدفق وتصدير نفط الجنوب عبر الشمال". طرح جنوبي ويطرح وفد جنوب السودان مبلغ 16,36 دولاراً للبرميل عبر خطي الأنابيب والمعالجة، بينما تقول الخرطوم إن محصلة ما يعود عليها من تلك الرسوم لا يتعدي 70 سنتاً. وكان المتحدث باسم وفد الحكومة أكد في وقت سابق أن المبلغ المطروح من جانب جوبا لا يلبي احتياجات الخرطوم، بيد أنه ألمح إلى إمكانية تقديم تنازلات من الجانبين للوصول إلى حلول مرضية بنهاية التفاوض. وتشير "الشروق" إلى أن الخرطوم تطالب بمبلغ 36 دولاراً للبرميل كرسوم لمعالجة وعبور نفط الجنوب. وقال كبير مفاوضي الجنوب، باقان أموم، في تصريحات صحفية عقب الاجتماع إن الكرة الآن في ملعب الخرطوم، مشيراً إلى أن بلاده تسعى بجدية للوصول لاتفاق ينهي حالة الصراع قبل الثاني من أغسطس.