لغة غريبة و«نايصة» تتحدث بها الخرطوم الآن مع الأحداث.. ولسبب مدهش. ٭ وجوبا تهدد بالتوقف عن استخدام أنابيب بترول الشمال. ٭ والخرطوم تنظر صامتة لأنها هى من «دفن الفكي تحت القبة» وهى من صنع البترول.. فالخرطوم تعرف ما تستطيعه جوبا.. وما لا تستطيع.. لهذا.. الخرطوم تسكت.. ٭ ومسز كلينتون = طوال الأسبوع الماضي = تتهم الخرطوم بالإبادة والمقابر الجماعية. ٭ ومندوب السودان يقول بهدوء للمجلس : هلم معاً .. نبحث عن المقابر هذه!! ٭.. والخرطوم = التي تعرف أن الحقيقة هى آخر ما يهم أمريكا = تجيب بصوت خافت لأنها تعرف ما تستطيعه مسز كلنتون.. ٭ وتعرف أكثر ما «لا» تستطيعه المرأة هذه. ٭ وعقار يعلن لمن يحاضرهم أن العرب وافدون على السودان ويجب أن يخرجوا منه. ٭ والخرطوم.. وكأنها تحدث نفسها تقول بصوت خافت إن الضيف الذي استأذن عقار ودخل بعد الإذن هو وحده من يخرج.. أما نحن.. فمش طالعين..!! ٭ .. وعرمان يزور إسرائيل ويحصل على أسلحة للتمرد الدارفوري.. ٭.. والخرطوم.. وبصوت خافت تقول للمواطن السوداني : مهمتي كدولة إصدار الأوامر التي تمنع أي مواطن من أخذ القانون بيده والاعتداء على عرمان.. ومهمتك أنت أن تتجاهل هذه الأوامر وأن تفعل الصواب..!! ٭.. والشعور السوداني الدقيق يفهم دون أن يحدث أحد. ٭ وعرمان - نقسم صادقين = لن يعود إلى الخرطوم قط.. لأنه يعرف. ٭ والإحساس الدقيق عند الناس يجعل بعضهم يحمل العصي والرشاش ويمنع قطار الميرم من العبور إلى الجنوب محملاً بعشرة مليارات جنيه من السكر والدقيق بينما أسعار السكر واللحوم تصاب بالجنون في الشمال. ٭.. ٭ وقطار الميرم يصبح طبقات بعضها فوق بعض من الأحداث الخفية. ٭ فالقطار هذا حين يحجزه المواطنون ويتساءلون عن الجهة التي أرسلته، تشعر الجهة هذه بالرعب.. وتشرع في العمل. ٭ وفي ساعات كانت مجموعة من اللصوص تهاجم القطار هذا والشرطة تشتبك معها. ٭ والمخطط ينجح.. ٭ والعيون تذهب إلى الاشتباك هذا وتنسى تماماً أن تبحث عمن أرسل القطار هذا.. من هم؟ ٭.. والذكاء لا يقف هناك. ٭ فالدولة تصب في أيدي جنود الحركة الشعبية وموظفيها مليارات هائلة. ٭ والدولة .. وبدلاً من تسليم التعويضات هذه في جوبا تقوم بتسليمها لهم في الخرطوم. ٭ والمليارات هذه تذهب لشراء الدولار. ٭ وفي أسبوع يقفز سعر الدولار إلى الضعف. ٭ وسعر كل شيء بالتالي.. حتى اللحوم والسكر. ٭.. والدولة تنظر صامتة إلى المعركة الاقتصادية الهائلة التي تدور الآن. ٭ والأسبوع الماضي الدولة تكشف عن آلاف المليارات التي يهربها بعض المصدرين.. بقصد الهدم .. لكن الدولة لا يصيبها أدنى شيء. ٭ والأسبوع الماضي تخمش حلقوم التجار هؤلاء. ٭ والدولة ترقب حكاية غريبة جداً تدور الآن في الأسواق. ٭ حكاية الدولار الأسود. ٭ والحكاية التي تبلغ حد الأساطير مشاهدها هي أجانب يتصلون بالأثرياء/ الذين يريدون مضاعفة أرباحهم .. ثم قصة عن أوراق يحملونها و «رزم» يقولون أنها ملايين الدولارات.. والأوراق سوداء لا شيء عليها.. ثم محلول معين.. وأمام عيون الضحية يغسل كل ورقة فتتكشف عن دولار. ٭ والدولار يحمله الشخص الذي يستدرجونه إلى المصرف.. والمصرف يشهد بأن الدولار حقيقي. ٭ والإغراء بالحصول على ملايين الدولارات في أسبوع يجعل كل رأس يدور. ٭.. حتى الآن من تستقبلهم مكاتب الشرطة وهم يبكون على ضياع ملايين الدولارات ما يجمعهم هو صفة واحدة. ٭ ما يجمع كل الضحايا، أكثر من مائة، هو أنهم جميعهم من المثقفين ومن وجوه المجتمع. ٭ .. والدولة تنظر صامتة وهى تسدد الضربات.. وتنظر صامتة وهى تتلقى الضربات. ٭ وتنظر صامتة وهى تتلقى من الاتهامات ما يشير إلى وجه فلان.. وهو يقف خلف جهة للتهريب هنا.. ووجه فلان وهو يقف خلف جهة للثراء الحرام هنا. ٭.. و.. ٭ التحقيق في كل شيء = يبدأ = وفي حديث واشنطون وحديث عقار وحديث البترول وحديث الشيكات آخر ما يستخدم الآن هو .. اللسان.