خريجي الطبلية من الأوائل    لم يعد سراً أن مليشيا التمرد السريع قد استشعرت الهزيمة النكراء علي المدي الطويل    جبريل: ملاعبنا تحولت إلى مقابر ومعتقلات    الأمن يُداهم أوكار تجار المخدرات في العصافرة بالإسكندرية    موعد مباراة الهلال والنصر في نهائي كأس الملك !    مسؤول أميركي يدعو بكين وموسكو لسيطرة البشر على السلاح النووي    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الخميس    عائشة الماجدي: (الحساب ولد)    تحرير الجزيرة (فك شفرة المليشيا!!)    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الخميس    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الخميس    ستغادر للمغرب من جدة والقاهرة وبورتسودان الخميس والجمع    تحديد زمان ومكان مباراتي صقور الجديان في تصفيات كاس العالم    السوداني هاني مختار يصل لمائة مساهمة تهديفية    شهود عيان يؤكدون عبور مئات السيارات للعاصمة أنجمينا قادمة من الكاميرون ومتجهة نحو غرب دارفور – فيديو    الغرب "يضغط" على الإمارات واحتمال فرض عقوبات عليها    وزارة الخارجية تنعي السفير عثمان درار    العقاد والمسيح والحب    شاهد بالفيديو.. حسناء السوشيال ميديا السودانية "لوشي" تغني أغنية الفنان محمد حماقي و "اللوايشة" يتغزلون فيها ويشبهونها بالممثلة المصرية ياسمين عبد العزيز    شاهد بالصورة والفيديو.. نجم "التيك توك" السوداني وأحد مناصري قوات الدعم السريع نادر الهلباوي يخطف الأضواء بمقطع مثير مع حسناء "هندية" فائقة الجمال    شاهد بالفيديو.. الناشط السوداني الشهير "الشكري": (كنت بحب واحدة قريبتنا تشبه لوشي لمن كانت سمحة لكن شميتها وكرهتها بسبب هذا الموقف)    محمد وداعة يكتب: الروس .. فى السودان    «الذكاء الاصطناعي» بصياغة أمريكية إماراتية!    مؤسس باينانس.. الملياردير «سي زي» يدخل التاريخ من بوابة السجن الأمريكي    الموارد المعدنية وحكومة سنار تبحثان استخراج المعادن بالولاية    "الجنائية الدولية" و"العدل الدولية".. ما الفرق بين المحكمتين؟    السودان..اعتقال"آدم إسحق"    فينيسيوس يقود ريال مدريد لتعادل ثمين أمام البايرن    أول حكم على ترامب في قضية "الممثلة الإباحية"    بعد اتهام أطباء بوفاته.. تقرير طبي يفجر مفاجأة عن مارادونا    الحراك الطلابي الأمريكي    تعويضاً لرجل سبّته امرأة.. 2000 درهم    أنشيلوتي: لا للانتقام.. وهذا رأيي في توخيل    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المهندس الصافى جعفر الى متى تخدعون الشعب وتتاجرون بالدين؟
نشر في سودانيات يوم 21 - 08 - 2012


تاج السر حسين
[email protected]
نحن لا نشمت لموت أنسان مهما كانت درجة اختلافنا معه، ومهما ارتكب فى حياته من جرائم واخطأء ، طالما بين ايادى ربه وهو كفيل به وسوف يعلم أن كان على الحق أم الباطل .. وهكذا تعلمنا من ثقافة شعبنا السوداني العظيم ومن ادبه الجم ومن سلوكه الراقى الذى تتحدث به الأمم، لا كما يفعلون عند استشهاد خصومهم، من ابناء الوطن الأوفياء الشرفاء، حيث كانوا يقيمون الأحتفالات ويظهرون الفرح السرور ويسئيون للشهيد.
لكن يهمنا أن يتعظ الأحياء منهم ، الذين كانوا ولا زالوا يستكبرون ويرددون فى سرهم أو جهرهم دعوة فرعون (أنا ربكم الأعلى)، فهل يستوعبون الدرس ويتخلون عن مكرهم السئ ورب العزة يقول فى محكم تنزيله (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين).
لقد ظهر الوجوم على وجوههم على نحو غريب وكأنهم القتلى لا من كانوا داخل الطائرة، وتشعر وكأن كل واحد منهم يقول فى نفسه، ربما كنت من بين اؤلئك القتلى، فماذا كنت ساقول لربى اذا سألنى عن الذين قتلتهم أو ساهمت فى قتلهم، وماذا اقول عن الشعب الذى جوعته وأهنته ونهبت ماله، ووجدت مجتمعه نظيفا معافى فأفسدته؟
ايها الشيخ (العجوز) حلو اللسان، قليل الأحسان .. بما اننا نراكم فى ضلالكم وخداعكم مواصلون ، لذلك نسالكم من خلال هذه الحادثه الى متى تضللون الشعب وتخادعون الله وتتاجرون بالدين وأنت ايها الشيخ العجوز قد أقتربت من القبر، بل كدت أن تدخله فمن الله عليك بالشفاء لعلك تراجع نفسك وتصحح مسيرتك، فتتوب وتستغفر وتصالح شعبك وتعترف باخطائك ومشاركتك فى نظام فاسد شوه الدين ونفر منه، ولم يوفر لشعبه غير الموت والدمار والخراب وألاستثمار فى الكراهية، وضيق عليهم حياتهم وأرزاقهم وأنت تقرأ بلسانك (لو أن اهل القرى آمنو وأتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض)، فبدلا من أن تصارحهم بفسادهم، لذلك ضاقت بهم الدنيا ، لويت عنق الحقيقة وبدلت المعنى وجعلت الأمر ابتلاء وأمتحانا.
أن السموات تمطر فى السودان والأنهار تجرى حتى تكاد تغرق الناس جميعا، رغم ذلك فالأراضى الزراعيه جدباء قاحله وأصبح المزراع يأكل (مما لا يزرع) لأن الأموال التى من المفترض أن توفرها الدوله لمشروع ضخم مثل مشروع الجزيره، وغيره من مشاريع، لأطعام الناس ولتوفير الدواء للمرضى ، تصرف فى شراء السلاح وفى أدوات القتل والقمع وعلى أجهزة الأمن وعلى التجييش ومليشيات (الدفاع الشعبى) الذى ترتدى زيه، وكأنكم جئتم لأهل السودان، كارهين وحاقدين ومن أجل الدمار لا الأعمار، وكأن بينكم وبين السودان وأهله ثأر (بائت).
لقد دمرتم بلدا كان قبل أن تغتصبوه آمنا مطمئنا وموحدا، مشاكله وخلافاته قابلة للحل ولا تختلف كثيرا عن مشاكل الدول التى تجاوره، فحولتموه بكامله الى ساحات قتال وأحتراب متواصل لا يتوقف ومعارك لا تهدأ و(بلطجة) وأستقطاب دينى ونزاعات معقدة، واصبح السودان وحتى اليوم (وكرا) وملجأ للأرهابيين والمتطرفين الدينيين ، الذين تراهم فى السودان جنبا الى جنب مع القوات الدوليه والأممية، فقط من أجل أن تبقوا على الكراسى وأن تهيمنوا على السلطه وتستحوذوا على الثروه، ومن غضب الله عليكم اصبحت تحاربكم الطبيعة الى جانب البشر، وحملة الكتب والأقلام والشعراء والأدباء الى جانب الثوار والمقاتلين وحملة البنادق، ولا زلتم فى غيكم تعمهون.
أيها الشيخ (العجوز) أسال نفسك (بينك وبينها) فى أمانة وصدق، من هم الشهداء الأبرار، هل هم اؤلئك الضباط الشرفاء الأحرار ورفاقهم الذين خرجوا يحملون ارواحهم فى اكفهم ليلة 28 رمضان من أجل انقاذ الوطن من براثن نظام (الأنقاذ)، وحينما فشل انقلابهم استجابوا للوساطه حقنا للدماء، شريطة ان يقدموا لمحاكمه عادله، وكانوا واثقين من انهم سوف يحاكمون النظام من خلال تلك المحاكم، فغدر بهم (الأقزام) فاقدى الرجولة وشرف العسكريه، وأغتالوهم خلال ساعات معدودات ودفنوهم فى (حفرة) واحدة وواروا عليهم التراب وبعضهم أحياء لازالت قلوبهم تنبض، وهم موتى يخشونهم لذلك لم يكشفوا عن مكان قبرهم حتى اليوم، وجبن اؤلئك الوسطاء من قول الحق ومن رفض الظلم ومن نقض الأتفاق الذى أرتضاه (الأقزام) .. وأنت وهم تحملون السبح فى اياديكم تكبرون وتهللون وتتحدثون عن الأسلام وعن قيمه التى لا تعرفون قشرتها.
هل الشرفاء أؤلئك الشهداء أم من يعملون فى جهاز (أمن نظامكم) سئ السمعه الذى يعذب الأحرار ويقتل ويغتصب الرجال والنساء داخل (زنازينه)؟
من هم الشرفاء والمجاهدين الذين تتحدث عنهم ، هل هم من يعملون فى (مليشيات) النظام وكتائبه المسماة (بالدفاع الشعبى) والتى تشبه تنظيم القاعده، ويظهر التطرف فى سلوكهم وأناشيدهم ولحاهم وطريقة حديثهم والعدوانيه الواضحه على وجوههم وكراهيتهم للجنس البشرى كله ، التى لم نشهد مثلها من قبل فى سوداننا، البلد الطيب المتسامح الكريم شعبه ، الذى كان الغريب يرى التدين فى معاملتهم وسلوكهم الشخصى دون اداع أو مظهريه وكانوا قوما معتدلين ومتراحمين ومتسامحين وتراهم متبسمين لا يهمهم غناء أو عدم، ولم يكونوا قتله ومجرمين ينفذون تعليمات سلطان جائر وظالم وفاسد، فصل البلاد الى قسمين وشتت شملها، ولم يترك حزب أو حركه أو جماعه الا وزرع داخلها المنافقين والغواصات والأرزقية، أمثال (الدقير) و(أحمد بلال) و(عبد الرسول النور)، ومن عجب كان أحد المتحدثين فى العزاء الرسمى الذى اقيم لقتلى الطائرة، (وليم كودى) الذى خان جماعته وأنتمى لأعداء الوطن والحق بعد أن، كان من اقرب المقربين للسودانى الأصيل الراحل المقيم (جون قرنق)، فباع نفسه (للمؤتمر الوطنى)، فى وقت لا زال فيه رفاق دربه الشرفاء الذين تخلى عنهم، يمسكون باياديهم الطاهره على الجمر عاملين من أجل (الوحدة) من جديد مهما كانت صعبه غير يأسين وكما توحدت المانيا الغربيه والشرقيه فلا مستحيل من ان يتوحد الشمال والجنوب مرة أخرى فى (سودان جديد) يسع الجميع لا تمييز بين مواطنيه بسبب الدين أو العرق أو الثقافة، وأن كره (اللا وطنيون) اعداء الوحده، الذين فصلوا الجسد الواحد باصرارهم على دوله دينيه جهاديه ظلاميه، فاشله أختزلت السودان (الكبير) فى الهوية العربيه وفى الدين الأسلامى ولم تقدم للوطن غير المنافقين.
تحدث (وليم كودى) بلسان كاذب عن (السلام)، فى وقت تحدث فيه الشيخ (العجوز) مخادعا عن الجهاد،وهو يبتسم فى ذلك الموقف الحزين والجهاد من اوضح آياته "فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ".
و(قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ،وكانت (الكاميرا) تتجول فتظهر (قساوسة) مسيحيين وبوذيين ولا دينين، فعن أى جهاد تتحدث فى عالم اليوم الذى اصبح مثل القرية الصغيره والذى يرفض التفرقة الدينيه والعنصريه؟
ايها الشيخ (العجوز) اما كفاك ما حصلت عليه من (الأنقاذ) الكريهه طيلة هذه السنين ومن مشروع سندس (الوهمى) الذى استنزف اموال المغتربين ؟
لقد افسدتم فى الأرض (البشر) والحجر، ولم تتركوا حتى (المتصوفه) يهنأون فى (احوالهم) وأذكارهم ونوباتهم وخلواتهم وزهدهم وورعهم، بل الحقتموهم بكتائب الفساد (الأنقاذى) وذكر الذاكرين (الزائف) ، وبدلا من أكل (القرض) والحياة الخشنه، البستموهم الحرير الغالى الثمن بالوانه المختلفه اخضر، واسود وأبيض، وأحمر – زى شفق المغارب - وشيخ فى (النيل الأزرق) وشيخ فى (المسرح) و (شنب) و(عمامه) و S.O.S وسفراء نوايا حسنه و(لقف) دولارات بعشرات الآلاف وما خفى اعظم، فهل هذا هو (التصوف) الذى كان؟
وابوبكر الصديق قبل أن يدخل الأسلام كان من الأغنياء والأعيان وحينما دخله أصبح من زمرة الفقرء والبسطاء، وبدلا من أن تكون (خلوة) المتصوفه فى المغارات أو بين عباد الله وفى خدمتهم نهارا وفى القيام ومناجاة ربهم ليلا، أنتهى الأمر الى مظهريه وتنطع وبهرجه وذكر ونوبات منقوله على الهواء فى القنوات فضائيه وثراء فاحش، لا بارك الله فيكم.
أصبح المتصوفه ومنشديهم لا يختلفون كثيرا عن صغار المطربين الذين يؤدون الأغنية الهابطة فاقدة المعنى، وبعد أن كان (المديح) للمصطفى وحده، وفى ذاك رأى عند (الوهابيه) و(السلفية)، اصبح المديح (لعمر) لا ندرى المقصود بذلك (عمر بن الخطاب) أم (عمر البشير) أم فى الأمر تورية على طريقة أسمعى يا جاره وأجزل العطاء يا من اصبحت امينا على خزائن السودان، فأنفقتها على الأرزقية والمنافقين والمتنطعين؟
كل ذلك يحدث تفريغ للقيم السودانية الأصيله ومن تسطيح (للتصوف) ومن افراغ لقصائده العرفانيه ومن تشجيع لفن هابط، برضاء وقبول ودعم مالى من قادة النظام لكى يغبش الوعى وتتدنى ثقافة الشباب ويفقدوا النخوة والشهامه ويصبح داخلهم خواء وبذلك ينصرفون الى ما يجعلهم بعيدين عن هموم الوطن ومن الأنشغال والأنفعال بمشاكل ومعاناة مواطنيهم ، ومن تحمل مسوؤلياتهم ولكى لا يشاركوا فى العمل الجاد لأسقاط النظام كما كان يفعل اباءهم وخيلانهم وأعمامهم مع كل نظام ديكتاتورى فاسد مستبد، رغم ذلك فوجئ (اقزام) النظام بمجموعه وطنيه واعية لا يستهان بها من شباب وابناء ذلك الشعب، ومن بين الذين ولدوا وترعرعوا خلال الفتره الأنقاذيه الكوؤد، لم يتلوث اهلهم بمال (المؤتمر الوطنى) الحرام لذلك كانت ثمرتهم طيبة ووطنية.
أيها الشيخ (العجوز) أنصح ر فاقك، (الواجمين) من شدة الهول بأن يعيدوا ما نهبوه من مال مخزن فى بنوك (ماليزيا) وأن يعيدوا البلد الى المكان الذى وجدوه فيه – ان كان ذلك ممكنا - والى دينه الوسطى المعتدل السمح قبل أن تهجم علية (عصابة) الأسلام السياسى، الوافدة الينا بفكر من (الخارج) الذى لا عقلاقة له بالدين ولا يشبه ثقافتنا ، وقبل أن يعرف (السودان) مليشيات (الدفاع الشعبى) الأشبه بتنظيم القاعده، وأنت سوف تقابل ربك وسوف يسالك عن تضليلك لشعبك وموالاتك لحاكم طاغية ظالم ومتغطرس، ولماذا (دفاع شعبى) طالما كانت للبلد مؤسسات راسخه وكان له (جيش) قومى، يخطئ ويصيب مثل باقى (المؤسسات) الأخرى، يقاتل على الحق أو الباطل، لكن لم يفكر أى جندى فيه أن يقسم وطنه أو أن يفصله بتبنى دعوات (جهاد) زائف وكاذب، وعن اى جهاد تتحدث دون أن تشعر بالحياء ويستمع اليك قساوسه ورهبان وبوذيين ولا دينيين، فهل هناك مخادعه لله ومتاجره بالدين أكثر من هذا؟
آخر كلام:-
رحم الله قتلى الطائرة وغفر لهم، وجعل حادثتهم درسا وعظه لرفاقهم.
لا حول ولا قوة الا بالله، الطائرة التى كانت تقل حوالى 31 شخصا من كبار رجال الأمن والدفاع الشعبى وداعمى النظام، أصطدمت فى تلودى بجبل أسمه (جبل النار)!!
فهل من مدكر؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
تاج السر حسين
[email protected]
نحن لا نشمت لموت أنسان مهما كانت درجة اختلافنا معه، ومهما ارتكب فى حياته من جرائم واخطأء ، طالما بين ايادى ربه وهو كفيل به وسوف يعلم أن كان على الحق أم الباطل .. وهكذا تعلمنا من ثقافة شعبنا السوداني العظيم ومن ادبه الجم ومن سلوكه الراقى الذى تتحدث به الأمم، لا كما يفعلون عند استشهاد خصومهم، من ابناء الوطن الأوفياء الشرفاء، حيث كانوا يقيمون الأحتفالات ويظهرون الفرح السرور ويسئيون للشهيد.
لكن يهمنا أن يتعظ الأحياء منهم ، الذين كانوا ولا زالوا يستكبرون ويرددون فى سرهم أو جهرهم دعوة فرعون (أنا ربكم الأعلى)، فهل يستوعبون الدرس ويتخلون عن مكرهم السئ ورب العزة يقول فى محكم تنزيله (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين).
لقد ظهر الوجوم على وجوههم على نحو غريب وكأنهم القتلى لا من كانوا داخل الطائرة، وتشعر وكأن كل واحد منهم يقول فى نفسه، ربما كنت من بين اؤلئك القتلى، فماذا كنت ساقول لربى اذا سألنى عن الذين قتلتهم أو ساهمت فى قتلهم، وماذا اقول عن الشعب الذى جوعته وأهنته ونهبت ماله، ووجدت مجتمعه نظيفا معافى فأفسدته؟
ايها الشيخ (العجوز) حلو اللسان، قليل الأحسان .. بما اننا نراكم فى ضلالكم وخداعكم مواصلون ، لذلك نسالكم من خلال هذه الحادثه الى متى تضللون الشعب وتخادعون الله وتتاجرون بالدين وأنت ايها الشيخ العجوز قد أقتربت من القبر، بل كدت أن تدخله فمن الله عليك بالشفاء لعلك تراجع نفسك وتصحح مسيرتك، فتتوب وتستغفر وتصالح شعبك وتعترف باخطائك ومشاركتك فى نظام فاسد شوه الدين ونفر منه، ولم يوفر لشعبه غير الموت والدمار والخراب وألاستثمار فى الكراهية، وضيق عليهم حياتهم وأرزاقهم وأنت تقرأ بلسانك (لو أن اهل القرى آمنو وأتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض)، فبدلا من أن تصارحهم بفسادهم، لذلك ضاقت بهم الدنيا ، لويت عنق الحقيقة وبدلت المعنى وجعلت الأمر ابتلاء وأمتحانا.
أن السموات تمطر فى السودان والأنهار تجرى حتى تكاد تغرق الناس جميعا، رغم ذلك فالأراضى الزراعيه جدباء قاحله وأصبح المزراع يأكل (مما لا يزرع) لأن الأموال التى من المفترض أن توفرها الدوله لمشروع ضخم مثل مشروع الجزيره، وغيره من مشاريع، لأطعام الناس ولتوفير الدواء للمرضى ، تصرف فى شراء السلاح وفى أدوات القتل والقمع وعلى أجهزة الأمن وعلى التجييش ومليشيات (الدفاع الشعبى) الذى ترتدى زيه، وكأنكم جئتم لأهل السودان، كارهين وحاقدين ومن أجل الدمار لا الأعمار، وكأن بينكم وبين السودان وأهله ثأر (بائت).
لقد دمرتم بلدا كان قبل أن تغتصبوه آمنا مطمئنا وموحدا، مشاكله وخلافاته قابلة للحل ولا تختلف كثيرا عن مشاكل الدول التى تجاوره، فحولتموه بكامله الى ساحات قتال وأحتراب متواصل لا يتوقف ومعارك لا تهدأ و(بلطجة) وأستقطاب دينى ونزاعات معقدة، واصبح السودان وحتى اليوم (وكرا) وملجأ للأرهابيين والمتطرفين الدينيين ، الذين تراهم فى السودان جنبا الى جنب مع القوات الدوليه والأممية، فقط من أجل أن تبقوا على الكراسى وأن تهيمنوا على السلطه وتستحوذوا على الثروه، ومن غضب الله عليكم اصبحت تحاربكم الطبيعة الى جانب البشر، وحملة الكتب والأقلام والشعراء والأدباء الى جانب الثوار والمقاتلين وحملة البنادق، ولا زلتم فى غيكم تعمهون.
أيها الشيخ (العجوز) أسال نفسك (بينك وبينها) فى أمانة وصدق، من هم الشهداء الأبرار، هل هم اؤلئك الضباط الشرفاء الأحرار ورفاقهم الذين خرجوا يحملون ارواحهم فى اكفهم ليلة 28 رمضان من أجل انقاذ الوطن من براثن نظام (الأنقاذ)، وحينما فشل انقلابهم استجابوا للوساطه حقنا للدماء، شريطة ان يقدموا لمحاكمه عادله، وكانوا واثقين من انهم سوف يحاكمون النظام من خلال تلك المحاكم، فغدر بهم (الأقزام) فاقدى الرجولة وشرف العسكريه، وأغتالوهم خلال ساعات معدودات ودفنوهم فى (حفرة) واحدة وواروا عليهم التراب وبعضهم أحياء لازالت قلوبهم تنبض، وهم موتى يخشونهم لذلك لم يكشفوا عن مكان قبرهم حتى اليوم، وجبن اؤلئك الوسطاء من قول الحق ومن رفض الظلم ومن نقض الأتفاق الذى أرتضاه (الأقزام) .. وأنت وهم تحملون السبح فى اياديكم تكبرون وتهللون وتتحدثون عن الأسلام وعن قيمه التى لا تعرفون قشرتها.
هل الشرفاء أؤلئك الشهداء أم من يعملون فى جهاز (أمن نظامكم) سئ السمعه الذى يعذب الأحرار ويقتل ويغتصب الرجال والنساء داخل (زنازينه)؟
من هم الشرفاء والمجاهدين الذين تتحدث عنهم ، هل هم من يعملون فى (مليشيات) النظام وكتائبه المسماة (بالدفاع الشعبى) والتى تشبه تنظيم القاعده، ويظهر التطرف فى سلوكهم وأناشيدهم ولحاهم وطريقة حديثهم والعدوانيه الواضحه على وجوههم وكراهيتهم للجنس البشرى كله ، التى لم نشهد مثلها من قبل فى سوداننا، البلد الطيب المتسامح الكريم شعبه ، الذى كان الغريب يرى التدين فى معاملتهم وسلوكهم الشخصى دون اداع أو مظهريه وكانوا قوما معتدلين ومتراحمين ومتسامحين وتراهم متبسمين لا يهمهم غناء أو عدم، ولم يكونوا قتله ومجرمين ينفذون تعليمات سلطان جائر وظالم وفاسد، فصل البلاد الى قسمين وشتت شملها، ولم يترك حزب أو حركه أو جماعه الا وزرع داخلها المنافقين والغواصات والأرزقية، أمثال (الدقير) و(أحمد بلال) و(عبد الرسول النور)، ومن عجب كان أحد المتحدثين فى العزاء الرسمى الذى اقيم لقتلى الطائرة، (وليم كودى) الذى خان جماعته وأنتمى لأعداء الوطن والحق بعد أن، كان من اقرب المقربين للسودانى الأصيل الراحل المقيم (جون قرنق)، فباع نفسه (للمؤتمر الوطنى)، فى وقت لا زال فيه رفاق دربه الشرفاء الذين تخلى عنهم، يمسكون باياديهم الطاهره على الجمر عاملين من أجل (الوحدة) من جديد مهما كانت صعبه غير يأسين وكما توحدت المانيا الغربيه والشرقيه فلا مستحيل من ان يتوحد الشمال والجنوب مرة أخرى فى (سودان جديد) يسع الجميع لا تمييز بين مواطنيه بسبب الدين أو العرق أو الثقافة، وأن كره (اللا وطنيون) اعداء الوحده، الذين فصلوا الجسد الواحد باصرارهم على دوله دينيه جهاديه ظلاميه، فاشله أختزلت السودان (الكبير) فى الهوية العربيه وفى الدين الأسلامى ولم تقدم للوطن غير المنافقين.
تحدث (وليم كودى) بلسان كاذب عن (السلام)، فى وقت تحدث فيه الشيخ (العجوز) مخادعا عن الجهاد،وهو يبتسم فى ذلك الموقف الحزين والجهاد من اوضح آياته "فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ".
و(قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ،وكانت (الكاميرا) تتجول فتظهر (قساوسة) مسيحيين وبوذيين ولا دينين، فعن أى جهاد تتحدث فى عالم اليوم الذى اصبح مثل القرية الصغيره والذى يرفض التفرقة الدينيه والعنصريه؟
ايها الشيخ (العجوز) اما كفاك ما حصلت عليه من (الأنقاذ) الكريهه طيلة هذه السنين ومن مشروع سندس (الوهمى) الذى استنزف اموال المغتربين ؟
لقد افسدتم فى الأرض (البشر) والحجر، ولم تتركوا حتى (المتصوفه) يهنأون فى (احوالهم) وأذكارهم ونوباتهم وخلواتهم وزهدهم وورعهم، بل الحقتموهم بكتائب الفساد (الأنقاذى) وذكر الذاكرين (الزائف) ، وبدلا من أكل (القرض) والحياة الخشنه، البستموهم الحرير الغالى الثمن بالوانه المختلفه اخضر، واسود وأبيض، وأحمر – زى شفق المغارب - وشيخ فى (النيل الأزرق) وشيخ فى (المسرح) و (شنب) و(عمامه) و S.O.S وسفراء نوايا حسنه و(لقف) دولارات بعشرات الآلاف وما خفى اعظم، فهل هذا هو (التصوف) الذى كان؟
وابوبكر الصديق قبل أن يدخل الأسلام كان من الأغنياء والأعيان وحينما دخله أصبح من زمرة الفقرء والبسطاء، وبدلا من أن تكون (خلوة) المتصوفه فى المغارات أو بين عباد الله وفى خدمتهم نهارا وفى القيام ومناجاة ربهم ليلا، أنتهى الأمر الى مظهريه وتنطع وبهرجه وذكر ونوبات منقوله على الهواء فى القنوات فضائيه وثراء فاحش، لا بارك الله فيكم.
أصبح المتصوفه ومنشديهم لا يختلفون كثيرا عن صغار المطربين الذين يؤدون الأغنية الهابطة فاقدة المعنى، وبعد أن كان (المديح) للمصطفى وحده، وفى ذاك رأى عند (الوهابيه) و(السلفية)، اصبح المديح (لعمر) لا ندرى المقصود بذلك (عمر بن الخطاب) أم (عمر البشير) أم فى الأمر تورية على طريقة أسمعى يا جاره وأجزل العطاء يا من اصبحت امينا على خزائن السودان، فأنفقتها على الأرزقية والمنافقين والمتنطعين؟
كل ذلك يحدث تفريغ للقيم السودانية الأصيله ومن تسطيح (للتصوف) ومن افراغ لقصائده العرفانيه ومن تشجيع لفن هابط، برضاء وقبول ودعم مالى من قادة النظام لكى يغبش الوعى وتتدنى ثقافة الشباب ويفقدوا النخوة والشهامه ويصبح داخلهم خواء وبذلك ينصرفون الى ما يجعلهم بعيدين عن هموم الوطن ومن الأنشغال والأنفعال بمشاكل ومعاناة مواطنيهم ، ومن تحمل مسوؤلياتهم ولكى لا يشاركوا فى العمل الجاد لأسقاط النظام كما كان يفعل اباءهم وخيلانهم وأعمامهم مع كل نظام ديكتاتورى فاسد مستبد، رغم ذلك فوجئ (اقزام) النظام بمجموعه وطنيه واعية لا يستهان بها من شباب وابناء ذلك الشعب، ومن بين الذين ولدوا وترعرعوا خلال الفتره الأنقاذيه الكوؤد، لم يتلوث اهلهم بمال (المؤتمر الوطنى) الحرام لذلك كانت ثمرتهم طيبة ووطنية.
أيها الشيخ (العجوز) أنصح ر فاقك، (الواجمين) من شدة الهول بأن يعيدوا ما نهبوه من مال مخزن فى بنوك (ماليزيا) وأن يعيدوا البلد الى المكان الذى وجدوه فيه – ان كان ذلك ممكنا - والى دينه الوسطى المعتدل السمح قبل أن تهجم علية (عصابة) الأسلام السياسى، الوافدة الينا بفكر من (الخارج) الذى لا عقلاقة له بالدين ولا يشبه ثقافتنا ، وقبل أن يعرف (السودان) مليشيات (الدفاع الشعبى) الأشبه بتنظيم القاعده، وأنت سوف تقابل ربك وسوف يسالك عن تضليلك لشعبك وموالاتك لحاكم طاغية ظالم ومتغطرس، ولماذا (دفاع شعبى) طالما كانت للبلد مؤسسات راسخه وكان له (جيش) قومى، يخطئ ويصيب مثل باقى (المؤسسات) الأخرى، يقاتل على الحق أو الباطل، لكن لم يفكر أى جندى فيه أن يقسم وطنه أو أن يفصله بتبنى دعوات (جهاد) زائف وكاذب، وعن اى جهاد تتحدث دون أن تشعر بالحياء ويستمع اليك قساوسه ورهبان وبوذيين ولا دينيين، فهل هناك مخادعه لله ومتاجره بالدين أكثر من هذا؟
آخر كلام:-
رحم الله قتلى الطائرة وغفر لهم، وجعل حادثتهم درسا وعظه لرفاقهم.
لا حول ولا قوة الا بالله، الطائرة التى كانت تقل حوالى 31 شخصا من كبار رجال الأمن والدفاع الشعبى وداعمى النظام، أصطدمت فى تلودى بجبل أسمه (جبل النار)!!
فهل من مدكر؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.